إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صاحب الحيَة ::

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

    صاحب الحيَة ::

    بسم الله الرحمن الرحيم



    صاحب الحيَة ::

    :

    :


    كان في دارِ رجلٍ من الناس حيَّةُ ساكنةُ في جُحر
    قد عرفوا مكانها وكانت تلك الحية تبيض كل يوم بيضة من ذهب
    فصاحب المنزل مغتبط مسرور بمكان تلك الحية
    يأخذ كل يوم من جُحرها بيضة من ذهب
    وقد تقدم إلى أهله أن يكتموا أمرها
    فكانت كذلك لأشهر
    ثم إن الحية خرجت من جحرها
    فأتت عنزاً لأهل الدار حلوباً ينتفعون بها فنهشتها فهلكت العنز

    فخرج لذلك الرجل وأهله وقال
    الذي نصيب من الحية أكثر من ثمن العنزة .. والله يخلف ذلك منها

    فلما أن كان عند رأس الحول عدت على حمار له كان يركبه فنهشته فقتلته

    فجزع لذلك الرجل وقال
    أرى هذه الحية لا تزال تُدخل علينا آفة وسنصبر لهذه الآفات ما لم تَعْدُ البهائم

    ثم مر بهم عامان لا تؤذيهم فهم مسرورون بجوارها
    مغتبطون بمكانها إذ عَدَتْ على خادم كان للرجل لم يكن له غيره
    فنهشته وهو نائم فمكث مهموماً حزيناً خائفاً أياما

    ثم قال
    إنما كان سُم هذه الحية في مالي وأنا أصيب منها أفضل مما رُزَئتُ به

    ثم لم يلبث إلا أياماً حتى نهشت ابن الرجل فمات

    فقال
    لا خير لنا في جوار هذه الحية وإن الرأي لفي قتلها والاعتزال عنها

    فلما سمعت الحية ذلك تغيبت عنهم أياماً
    لا يرونها ولا يصيبون من بيضها شيئاً

    فلما طال ذلك عليهما تاقت أنفسهما إلى ما كانا يصيبان منها
    وأقبلا على جحُرها يقولان ارجعي إلى ما كنت عليه ولا تضرينا ولا نضرك

    فلما سمعت الحية ذلك من مقالتهما رجعت
    فتجدد لهما سرورهما على غصتهما بولدهما

    وكانت كذلك عامين لا ينكرون منها شيئاً

    ثم دبت الحية إلى امرأة الرجل وهي نائمة معه فنهشتها
    فصاحت المرأة فبقي الرجل فريداً وحيداً كئيباً مستوحشاً

    وأظهر أمر الحية لإخوانه وأهل وده
    فأشاروا عليه بقتلها
    فولى الرجل وقد أزمع على قتلها
    فبينما هو يرصدها إذ اطلع في جحرها فوجد بيضة من ذهب
    فلزمه الطمع وأتاه الشيطان فغره حتى عاد له سرور هو أشد من سرور الأول

    فقال
    لقد غير الدهر طبيعة هذه الحية ولا أحسب سمها إلا قد تغير كما تغير بيضها

    فجعل الرجل يتعاهد جُحرها بالكنس ورش الماء والريحان
    فبينما هو نائم إذ دبت الحية فنهشته ومات



    أحببت أن أعرض هذه القصة والتي يرويها

    :: أنطونس السائح ::

    لأضرب بها المثل بوالدين ابتعدا عن تربية أبنائهما بحجة الركض وراء الدنيا

    واللهث خلف الملذات والشهوات ويفرحون بالإنجازات البسيطة

    على حساب تربية أبنائهم وتعليمهم

    حتى إذا ما كبر الأبناء سمّوا أبناءهم كما سمّت الحية أهل الدار

    فمن عق أبناءه عند الصغر .. عقّه أبناؤه عند الكبر



    د. جاسم المطوع



    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله و الله أكبر

    #2
    تحمل القصة عبراً كثيرة و لا أدري كيف ربط الدكتور/ جاسم المطوع أحداث هذه القصة بالبعد عن تربية الأبناء! و قد يكون هناك علاقة لكن أجدها بعيده جداً...
    أخي الغالي/ ماهر الماهر
    أشكرك على هذه النقولات الموفقة التي ازدان بها المنتدى و قد قيل تعرف حكمة الرجل من حسن اختياره..
    أوفر التحية و أزكاها

    تعليق


      #3
      قصة ملئت بالحكم
      باإضافة لما نقلت أخي ماهر


      لأضرب بها المثل بوالدين ابتعدا عن تربية أبنائهما بحجة الركض وراء الدنيا

      1- أن الإنسان يجب أن يستفيد من تجاربه السابقة لإصلاح المستقبل ولكن فيه هذه القصة
      نرى أن الرجل قد عميت بصيرته ولم يستفد من تجاربه السابقه من إعتداءت الحية بل ضل مسالماً
      لها والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين...


      2_ الطمع صفة تجعل الشخص لايرى الحقيقة والصواب بل تجعل على بصره غشاوة ولايجنى منه إلا الندم


      3_ إنك لن تجني من الشوك العنب فالحية بلا منازع عدو للإنسان ولكن في القصة إعتبرت كنز
      كذلك الدنيا عدو للإنسان إذا أصبحت أكبر همه وصاحبها وطاوعها لكنها متاع الغرور


      4_ أن يحذر الإنسان من أعداءه حتى ولو إبتسموا له وأظهرو له السلم


      إذا رأيت نيوب الليث بارزة ****** فلا تضنن أن الليث يبتسم


      ****************


      شاكرة لك أخي ماهر ماتتحفنا به من مواضيع وما تختاره لنا


      وفق الله الجميع

      تعليق


        #4
        الله يحفضكم جميع ومشكورين على المرور احترامي للجميع

        تعليق

        يعمل...
        X