خاطرة..
الحضارة و المدنية .. العلم و الكشوف .. التنظيم و التنسيق .. سيطرة الإنسان على الطبيعة.. الذرة و النووي .. لقد بلغ الإنسان اليوم – يا سادة - أوجاً من العظمة المادية التي لم يبلغها في تاريخه كله .. وبلغ من القوة و السيطرة و الجبروت مدى لم يحلم به سكان الكوكب الأرضي قبل عشرات السنين فقط.فضلاً عن عشرات القرون فارتقى الإنسان المادي مراقي الكمال و التمام .. و فجر بقوته - التي منحها إياه خالقه - الأرض و غزى بها الفضاء و غاص بها في أعماق البحار .. في حين أنه و في الزمن ذاته ينخرط في دركات التباب و الضياع الروحي .. فانحط انحطاطاً رهيباً لم يشهده التاريخ الإنساني أيضاً .. و ما ذاك إلا نتاج تعلقه بأهداب هذه الحضارة البراقة القفرة .. فتراه يعمل لها و يعيش في سبيل تحقيقها و يقضي نحبه في سبيل الذود عنها .. في غفلة مقيتة عن روحه التي بين جنبيه لتستحيل إلى روح جزعة مستوحشة مجدبة من كل حسن جميل حتى أصبح الإنسان .. وحشاً متمدناً فحسب!! ....الحب .. والرحمة .. التضحية .. والوفاء .. الكرم .. والشجاعة .. كل هذه المعان السامية بدأت تختفي من عالم الإنسان العصري فلم نعد نسمع بها إلا على مسارح التمثيل و في بطون الكتب ..
فصخب الحضارة أثر على النفس الإنسانية بلا ريب.. وأبعدها عن قراءة كتاب الكون البليغ .. فكم هي الآيات التي أقامها الله في هذا الكون بدأ بالسماء و ما تحوي من الكواكب و المجرات و انتهاء بباطن الأرض و ما تكتنز من المعادن والثروات و ما بينهما من مخلوقات في غاية الإبهار و الإعجاز وفي مقدمها الإنسان ( أفلا ينظر الإنسان مما خلق )!!
فكان حرياً بمن يهتم لأمر روحه ، أن ينصت لأنشودة الكون الشدية، و يعمل تأمله في آياته الغنية، و يحاول جهده أن يقتطع من وقته ساعات لتأمل ، فسيدرك بعدئذ أن هناك صلة وثيقة بين الإنسان و كونه ، فتأمل مثلاً الشمس عند الشروق والغروب فهي شبيهة بالإنسان و خلقه ، يبدأ صغيراً ضعيفاً كما شروق الشمس ثم يكون صبياً كما ضحاها ثم يشتد عوده كما الظهيرة ثم يدأ بإنحدار كما العشي ثم يضعف حتى يموت كما ساعات الغروب، و كم من إنسان فطن ألهمته شجره شامخة على منحدر جبلي و آخر ألهمته نملة متشبثه بصخرة صغيرة في عرض جبل .. فهذا الكون يعلمنا وما علينا إلا ان نفتح أعيننا جيداً و نصغي بقلوبنا لدروس الحياة حتى و إن كانت قاسية .. فالمعلومة التي تأتي بعد ألم لا تنس أبداً ...
لذا أدعوكم- يا سادة - جميعاً للهروب من الحياة الصناعية إلى الحياة الطبيعية و لو اتخذت من أيام أسبوعك يوماً واحداً تقف فيه على التلال و تشم فيه الأزهار و تلاعب فيه الماعز و تغرد فيه مع الأطيار عندها ستدرك أنك تعود إلى إنسانيتك الحقة..فإني عندما أنظر إلى (مملكة) الرياض أو (فيصليته) أعجب لكن لا أجد في نفسي حراكاً و إثارة كما لو رأيت وردة حمراء أو أرجوانية..
تفكر في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأبصارها هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له مليك
الحضارة و المدنية .. العلم و الكشوف .. التنظيم و التنسيق .. سيطرة الإنسان على الطبيعة.. الذرة و النووي .. لقد بلغ الإنسان اليوم – يا سادة - أوجاً من العظمة المادية التي لم يبلغها في تاريخه كله .. وبلغ من القوة و السيطرة و الجبروت مدى لم يحلم به سكان الكوكب الأرضي قبل عشرات السنين فقط.فضلاً عن عشرات القرون فارتقى الإنسان المادي مراقي الكمال و التمام .. و فجر بقوته - التي منحها إياه خالقه - الأرض و غزى بها الفضاء و غاص بها في أعماق البحار .. في حين أنه و في الزمن ذاته ينخرط في دركات التباب و الضياع الروحي .. فانحط انحطاطاً رهيباً لم يشهده التاريخ الإنساني أيضاً .. و ما ذاك إلا نتاج تعلقه بأهداب هذه الحضارة البراقة القفرة .. فتراه يعمل لها و يعيش في سبيل تحقيقها و يقضي نحبه في سبيل الذود عنها .. في غفلة مقيتة عن روحه التي بين جنبيه لتستحيل إلى روح جزعة مستوحشة مجدبة من كل حسن جميل حتى أصبح الإنسان .. وحشاً متمدناً فحسب!! ....الحب .. والرحمة .. التضحية .. والوفاء .. الكرم .. والشجاعة .. كل هذه المعان السامية بدأت تختفي من عالم الإنسان العصري فلم نعد نسمع بها إلا على مسارح التمثيل و في بطون الكتب ..
فصخب الحضارة أثر على النفس الإنسانية بلا ريب.. وأبعدها عن قراءة كتاب الكون البليغ .. فكم هي الآيات التي أقامها الله في هذا الكون بدأ بالسماء و ما تحوي من الكواكب و المجرات و انتهاء بباطن الأرض و ما تكتنز من المعادن والثروات و ما بينهما من مخلوقات في غاية الإبهار و الإعجاز وفي مقدمها الإنسان ( أفلا ينظر الإنسان مما خلق )!!
فكان حرياً بمن يهتم لأمر روحه ، أن ينصت لأنشودة الكون الشدية، و يعمل تأمله في آياته الغنية، و يحاول جهده أن يقتطع من وقته ساعات لتأمل ، فسيدرك بعدئذ أن هناك صلة وثيقة بين الإنسان و كونه ، فتأمل مثلاً الشمس عند الشروق والغروب فهي شبيهة بالإنسان و خلقه ، يبدأ صغيراً ضعيفاً كما شروق الشمس ثم يكون صبياً كما ضحاها ثم يشتد عوده كما الظهيرة ثم يدأ بإنحدار كما العشي ثم يضعف حتى يموت كما ساعات الغروب، و كم من إنسان فطن ألهمته شجره شامخة على منحدر جبلي و آخر ألهمته نملة متشبثه بصخرة صغيرة في عرض جبل .. فهذا الكون يعلمنا وما علينا إلا ان نفتح أعيننا جيداً و نصغي بقلوبنا لدروس الحياة حتى و إن كانت قاسية .. فالمعلومة التي تأتي بعد ألم لا تنس أبداً ...
لذا أدعوكم- يا سادة - جميعاً للهروب من الحياة الصناعية إلى الحياة الطبيعية و لو اتخذت من أيام أسبوعك يوماً واحداً تقف فيه على التلال و تشم فيه الأزهار و تلاعب فيه الماعز و تغرد فيه مع الأطيار عندها ستدرك أنك تعود إلى إنسانيتك الحقة..فإني عندما أنظر إلى (مملكة) الرياض أو (فيصليته) أعجب لكن لا أجد في نفسي حراكاً و إثارة كما لو رأيت وردة حمراء أو أرجوانية..
تفكر في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأبصارها هي الذهب السبيك
على قصب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له مليك
تعليق