العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات الأدبية > واحة الأدب
   
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 / 07 / 2003, 50 : 12 AM   رقم المشاركة : [11]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

يا اللــــه
عادت بي الذاكره الى تلك الشقاوة التي كنت امارسها مع والدي حين اجد عذرا لتأخيري خارج المنزل في كل مرة ابتعد بها عن البيت بدراجتي الصغيره برفقة صفاء وسوزان و فراس وفادي ولينا وجهاد, عدت الى اصواتهم احاديثنا افكارنا رقصاتنا المخترعه وحفلاتنا الغير مسببه, تذكرت كيف خدعت فراس حين اخبرته انني لن اخبر اخي الاكبر بالسر الذي اباح به لي, لن اخبر احدا انك قلت لي " انا بحبك نورا" لا تخف اكمل السباق وفي المدرسه اخذت اضحك وانا ارى اخي يطرحه ارضا ويطعمه التراب, هل تكرهني بعدها يا فراس؟
اي عبث دفعني الى الكذب؟ واي تهور دفعني لعرض تناول الغداء كل سبت في شقتي؟ ما الذي جعلني ادعو هذا الغريب الى بيتي؟ هل لانني وجدته اقرب الغرباء؟ ام لان الذاكرة التي اشتعلت بي منذ كلمني هذا الصباح اوهمتني بأنني أعرفه منذ عرفت الاموي...
هل اخطأت خطأ كبيرا؟ هل يجب ان انسحب؟ هل يجب ان اعترف؟
حسنا سوف اعتبر كل ذلك وافترض الاستمرار هل يختلف كثيرا عن الاعتراف الان؟ اللعتراف بأني عربية لن يلغي العرض ولن يلغي بالطبع عزيمة مساء السبت, اذا سأستمر في الكذب لان الاعتراف الان سيفقدني لذة العبث ولن ينقذني من الغداء في شقتي.
نظرت الى ساعتي وجدتها تقترب من الواحده وكان يوم الاربعاء حيث يجب ان احضر تدريب تطبيقي في الواحده, حملت حقيبتي ودعته على ان اراه في الصباح عند مارلا.
انصرفت وانا احمل ألف سؤال وسؤال ولا اجد اي شيء يسيطر على تفكيري سوى الاستمرار في العبث.. وسأستمر

حضرت ما بقي لي من تدريبات في ذلك اليوم و في الثالثه ذهبت الى مواقف الجامعة وأخذت دراجتي لاذهب الى البيت, كنت استخدم دراجة هوائيه فشقتي تبعد عن الجامعه مسافة ربع ساعه فقط بالدراجه, تذكرت انني احتاج بعض الاشياء من السوبرماركادو, انحرفت لاغير مساري واسرعت حتى لا اتأخر كثيرا فتبدأ "حجة سيده" في القلق وتعاتبني على تأخيري, حاولت ان اتذكر كل ما كنت احتاج اليه, مررت على قسم الاشرطه والتشي ديز في محاولة لابحث عن بعض الاشرطه القديمه والرخيصه ل "خوليواقليسس" وبعض الفرق الاسبانيه لاستبدال اكوام اشرطة "فيروز" و"أم كلثوم" و "محمد عبدو" واشرطة عربية متفرقه التي اضعها في رف بجانب جهاز تشغيل الاشرطه والتشي ديز. وجدت مجموعة من اشرطة قديمه وُضعت في سلة التخفيض ولن ينظر اليها احد في تلك المدينة المتواضعه في ايطاليا, فالايطاليون قوميون ومتعصبون جداً لكل ما هو ايطالي, وما سواه فهو حتماً اقل اتقانا واقل جمالا.
ولكي اصبح اسبانيه اصبحت اركز تفكيري في اخفاء كل ماله علاقة بعروبتي في شقتي, اخذت افكر منذ ظهر الاربعاء كيف ابدو اسبانية الحياة بعد ظهر السبت.
استكملت مشوار التسوق السريع, وضعت حاجياتي في سلة دراجتي واتجهت لبيتي بطريقة آلية. في الطريق اخذت افكر بما يجب ان اقوله لسيدة لاقنعها ان تعاملني بشكل مختلف في حضور "ليث" وكيف ستغفر لي عبثا غير مبرر وكيف سأطلب ذلك من امرأة في سنها ومقامها لدي اسرتي.
قررت ان ابرر لها كل هذا بأنني لا اريد من هذا الشاب ان يتمادا معي لذلك كذبت عليه لأخفي علاقتي بالعرب..فكوني عربية في مدينة اوروبية سيجعلني اقرب الناس لعربي يعيش نفس ضروفي ولكن اختلاف اللغه والثقافه سيخلق بيننا حاجز من الاحترام. ستعلم انني أتشاقا من جديد وانني لم اتغير كثيراً لمجرد انني اصبحت في الجامعه, اذ ستكشفني "سيدة" ولن استطيع تبرير ما فعلت. استمرت هواجسي تراقصني طوال طريقي الى البيت واضطرتني ان اقف كثيرا في هذه الرحله لأطلب منها ان تحاذر والا سأدهسها دون تردد اذا استمرت في تغيير سرعتها فجأة.


يتبع....... :غمزه:
سمارا غير متصل  
قديم 04 / 07 / 2003, 16 : 02 PM   رقم المشاركة : [12]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

حملت دراجتي الى المصعد لانني لا اتركها في مواقف الدراجات الخاص بقرب ملعب اطفال البنايه لانني فقدت دراجتي القديمه منذ اقل من عام عندما كنا نقضي بعض الوقت في الشقه مع عائلتي, سُرقت في احدى حوادث السرقه التي تحدث كل يوم في ايطاليا ولكن في المدن الاكبر غالبا.
وصلت الى الشقه لأجد حجه سيدة تقف بانتظاري لتساعدني على حمل دراجتي الى الشرفه, وحملت الاكياس الى المطبخ, انتزعت حاجياتي منها واتجهت لغرفتي لاغير ملابسي بينما بدأت سيده في وضع الطعام على السفره لي ولها لانها تنتظرني دائما فهي لا تحب الاكل وحيده.
عدت من غرفتي احمل الاشرطه وضعتها بجانب جهاز التسجيل واخذت اجمع الاشرطه الموجوده في كيس فارغ.

سيدة تعودت ان لاتسألني عما اعمل فهي تعرف تصرفاتي عندما يكون لدي ماأود أن اخبرها به .. وما أود ان احتفظ به لنفسي - فلا داعي ان تسأل فأنا اكره الاسئلة غالبا- رميت الكيس على الاريكه وتركت فقط شريطاً لفيروز وشريطا لمحمد عبدو ومن اجل عينيكِ لأم كلثوم, بدا واضحا - لمن تعودت عيناه على المكان - الفراغ العجيب في رف الاشرطه واستبدال تلك الاكوام بخمس اشرطة تبدو غريبه.

الشقة واسعه لانها شقة العائله تعود والدي ان يقضي فيها خمسة عشر يوما في كل صيف معنا جميعا او مع امي, وربما يومين او ثلاثه في الشتاء يأتي وحيداً لعمل ما ويعود سريعا.
في الصاله يوجد اريكة طويله متصله على شكل U في فتحة الحرف يوجد التلفزيون والاجهزة الاخرى وكل ماله علاقة بها من اشرطة.
خلف هذه الاريكه طاولة طعام كبيره, وعلى شمالها نافذة تطل على حديقة البنايه ويمينها طاولة صغيره بكرسيين ثم يمين الطاوله, طاولة مكتب كبيره كان يستخدمها والدي وقد اصبحت استخدمها انا بعد ان قررت الالتحاق بالجامعه, بعد المكتب مساحة صغيره نستخدمها كأنتريه بعدها باب ثقيل من الحديد المغلف بالخشب.

تعودت انا وسيده ان نتناول الغداء على الطاوله الصغيره اسمع غالبا وقت الغداء صوت سيدة فقط واذا كنت متعبه وافقد رغبة الكلام ادير شريط لام كلثوم لاسمعه فتعلم سيده انني سأنام بعد الغداء...
رميت الاشرطه على الاريكه وجلست لتناول غدائي, نظرت الى سيدة سألتها عن يومها وهل احست بالملل؟ هل ذهبت الى اي مكان؟ اسئلة روتينيه. تعلم سيدة انني لدي تفسير لما فعلت لذلك كانت تجيب بأسرع اجابة لتربت على فضولها الذي كاد يقفز من عينيها الى وجهي ليقول هيا قولي لماذا ابعدت اصدقائك من ذلك الرف..

اردت ان استمر في استفزاز ما كان يطل من عينيها وهو يحاول ان يمد يديه ليمسك بفكيّ مفتوحين ليسرّع كلامي..
تناولت صحني وقدمته لها لتضع لي شيئا من الملوخيه التي تحضرها "سيده" مجففة معها في كل مره نحضر الى ايطاليا. وضعت لي ما طلبت, وعادت تنظر اليّ, تماديت في الاستفزاز وقلت: "سيدة مش حتاكلي؟" لم تجبني وقامت بسكب شيئا ما في صحنها اظنها لا تعلم ما هو ولكنها ارادت ان تلبي كل طلباتي وتجيب على كل اسئلتي وكأنها تقول لم يبق شيء هيا تكلمي.

قلت لها:طيب..
التقيت اليوم بشاب عربي مهذب وعرض علي ان يدرسني اللغه الايطاليه بطريقة متقدمه... ,"وعشان مش عاوزه ياخد عليّا أوي ما أولتلوش اننا باتكلم عربي ولا كمان ان انا عربيه"

توقفت لارى تأثير ما طرحته على وجهها..
الى هذا الحد ولم يكن ظاهرا عليها اي استنكار مازال في عينيها اسئلة كثيره, وكأنها تقول وماذا بعد؟ ومادخل ذلك بأشرطتك المفضله؟ ...وربما اكثر, ولكن اسئله فقط اسئلة ..ذلك سهّل مهمتي في الاسترسال بثقة اكثر.

قلت له انني اسبانيه, وانني لا افقه من العربية حرفا.. اردت ان امهد لها ما سأطلبه في الخطوة القادمه حين تعلم ان عليها ان تصنع طعاما اضافيا ليوم السبت, وان تستقبل ضيفا يتكلم العربيه وتعاملني في حضور هذا الضيف وكأنني لا اعرف لغتهما..

يتبع .... :غمزه:
سمارا غير متصل  
قديم 04 / 07 / 2003, 32 : 02 PM   رقم المشاركة : [13]
مجموعة انسان
*!* مشرف سابق وعضو شرف*!*
 





مجموعة انسان will become famous soon enoughمجموعة انسان will become famous soon enough

افتراضي

[align=center:c6a5e1064e]اسف للمقاطعـه :لا:

ممكن ارحب فيك اختي سمارا :يصفق:

واسجل اعجابي وشكري وتقدير :رهيب: [/align:c6a5e1064e]
مجموعة انسان غير متصل  
قديم 04 / 07 / 2003, 30 : 06 PM   رقم المشاركة : [14]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي


النبيل مجموعة انسان

قد يبدو الأمر غريبًا أن نحتفي ببعضنا ونحنُ لا نعرف بعضنا, إنما أجمل مافي الموضوع أننا في هذا العالم الافتراضي لسنا مُجبرون على أن

نُجامل أحداً, أو نهدي أحداً, أو نخبر أحدًا بأنه شخص عزيز مالم نكن فعلنا نعنيه, ونرغب به. وهذا بحد ذاته شيء رائع, أوليس كذلك؟

شكرا لك من القلب ,, على المرور والترحيب

شكرا لك ,, لطيب قلبك ,, ونبل أخلاقك. آه ,, كم يفتقد ذلك كثيرين ::يبكي:

حقا أنت ,, مجموعة انسان

أجمل تحية
سمارا غير متصل  
قديم 04 / 07 / 2003, 46 : 10 PM   رقم المشاركة : [15]
مجموعة انسان
*!* مشرف سابق وعضو شرف*!*
 





مجموعة انسان will become famous soon enoughمجموعة انسان will become famous soon enough

افتراضي

[align=center:848b22a32c]

شكرآ اختي الغاليه سمارا

وحياك الله مرة ثانيه

وحنا ماسوينا الا الواجب وانتي اللي فرضتي هذا الشي (من اعجاب ومتابعه لشخصك الكريم)


تقبلي تحياتي والي الامام ان شاء الله [/align:848b22a32c]
مجموعة انسان غير متصل  
قديم 07 / 07 / 2003, 42 : 03 PM   رقم المشاركة : [16]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

كان من الصعوبة بمكان ان اطلب كل هذا...وان اجعل من امرأة بسيطه....لا تتكلم سوى العربيه قادره على التعامل مع فتاة اسبانيه يفترض انها تعيش معها في بلدها اسبانيا منذ سنين.

ياإلهي لم اكتشف انني احتاج الى هذا الا عندما بدأت اشرح لسيده لماذا كذبتُ وان هذا في مصلحتي, وفي اثناء حديثي وعندما توصلتُ الى هذه المرحلة من تخيل ما يجب ان يحدث مساء السبت توقفتُ فجأة عن الكلام, لدرجة اخافت سيده وجعلتها توافق ان تفعل ما اريد ربما ظناً منها بأنني توقفت فجأة لانني كنت متضايقه جدا بسبب الدراسه او أنني اعاني من صعوبة لغوية بالغه دفعتني الى هذا الكذب.

"حبل الكذب قصير"...سيطر هذا المثل على تفكيري ذلك المساء عندما يئست ان اجد حلا آمنا لتلك المشكله المعقده, فكرت ان ابعد ليث عن البيت وعن سيدة, ولكن كيف اغير رأيي واقول له انني لا استطيع استقباله في البيت؟! العرض كان لاعطاءه الشعور بالامتنان او دفع ثمن الدرس ولكن في جو يحتمل ان يكون عربي وهذا ما قال انه يحن اليه. حسناً سوف اعرفه بسيده ثم اطلب منها الانصراف لكي لا يستمر تعاملي معها طويلا في وجوده, ولكن كيف اتكلم معها في اي طلب ولو كان بسيط..

لن اطلب شيء سأتعامل وكأنه ليس مطلوبا منها ان تقدم لي اي شيء وان لا تكون خادمه بالمعنى المعروف وهي في الحقيقه ليست كذلك وان كانت تفعل ذلك فذلك لرغبتها الشديده في تقديم جميع السبل لراحتي والتي ترى انها شغلها الوحيد في هذه البلد..

كما يجب ان اطلب منها ان لا تتحدث اليه عن عائلتي كي لا تخطئ, يجب ان لا اتركهم طويلا وحدهم لأمنع حديث سيده الطيب الذي يمكن ان تقول فيه مثلا "سي الاستاز ابو محمد –والدي- بيحب ياكل المكرونه صنيه مابيحبهاش ..." او مثلا تقول"ست ام محمد دي اميره وطيبه "...
اوه.. ياإلهي يجب ان ابتعد عن هذا الخطأ, ولكن خروجي خارج البيت ليس الحل ..
الحل ان احدد تواجدها في وجودي لأمنع احتمال اضطرارى لتوجيه الحديث إليها ولكي لا يصبح الموضوع ملحوظا..
كيف سأعرفها به؟ بأي لغه؟...
حسنا يجب ان اقضي ساعتين مع سيدة لأُدربها على ما يجب ان تعرفه بالاسبانيه وليكن مصحوبا بأشارات تحفظها فتتبع حركة يدي اكثر من كلماتي..
نعم هو ذا الحل الامثل..
لن يكون هناك حديث يتعدى التعريف بليث, اخذت افكر بهذا الشكل واينما ذهبت كان هذا ماأحدث به نفسي, لدرجة انني نسيت كل ما تعودت عمله في اي يوم كهذا....
نسيت رياضتي, نسيت موعدي مع زملائي في الجامعه في السادسه لقضاء بعض الوقت في مواقف الجامعه الفارغه في هذا الوقت التى تعّود هواة الدراجات الناريه من طلبة الجامعه استعراض قدراتهم فيه كنوع من التسليه, نسيت برنامج المسابقات المفضل لدي في الساعه الثامنه.

تلك اليلة مضت دون نوم اخذت افتح باب الغرفه واحيي ليث بالايطاليه انادي سيدة بأسمها اقدمها لليث بأسم "زيا سيدة" لكي تقرب الى ذهنه اكثر انها كخالتي او اقرب لقريبتي منها لخادمتي حتى ابعد عنه وساوس قلة تواجدها للخدمه او عدم طلب الكثير منها.. اتحدث لسيده بالاسبانيه حيث اقدم لها ليث على انه استاذ اللغة الايطاليه.. اخذت اراجع كل كلمة اسبانيه يجب ان اقولها كي لا أخطيء وهذا خطأ لا يغتفر لو كان يتحدث الاسبانيه بطلاقة لغته الايطاليه... مضت البروفات على ما يرام..

يتبع ... :غمزه:
سمارا غير متصل  
قديم 07 / 07 / 2003, 50 : 03 PM   رقم المشاركة : [17]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

بقي ان اعيد كل هذا على مرأى ومسمع من سيدة ويجب ان تستوعب جيدا ان ما خططته يمكن ان يختلف بسبب الضلع الثالث والذي توقعت دوره ولا اضمنه, مهما اختلف دوره يجب ان تظهر انها مشغوله ويجب ان تنصرف...
هذا لاول يوم سبت وسيستمر الوضع كذلك الا لو واجهتني صعوبه او ظهرت مشكله جديده يخلقها الواقع..
مر الوقت بطيء حتى وصلت الى "كافيه اليقرا".
أيشغلني لقائي به؟! ليس لاهتمام خاص بشخصه – ولا انكر جاذبية ثقته بنفسه- ولكن إهتمام شديد باستمرار اللعبه هو ما كان يسيطر على كل تفكيري..
وصلت كافيه اليقرا وقبل ان أُسكت فيروز وهي تغني "دخيلك يا امي ميدري شوبني تركيني بهمي زهائنيه الدني بازكر من سنيه وأكتر من سنه...." اكتشفت ان ليث يجلس مكاني, احسست بشعور غريب وكأني املك المقعد, الم اقل لكم انني ظننت ذلك الكرسي يمنع الجميع من الجلوس لانني مذ اعتدت عليه لم ارى يوما احداً يجلس فيه ...
شعور بالاستغراب وكأنني صدقت ظنوني بأن الكرسي يمنعهم.. شعور بالغضب كيف يجلس مكاني..
كل هذا تبدد سريعا حين نزعت الهدفونز ووضعتها في الحقيبه وأغلقتها خوفا ان يقع الجهاز فيعرف انني اسمع فيروز..
"بونجورنو ليث" ..
لم يجب بالايطالية ايضا وكأنه لم يسمع تحيتي وكأنه يكمل شيئاًً بدأه قبل حضوري.. فقال (تلك الابيات التي لن انساها.............):
بالأمس حين مررت بالمقهى ، سمعتك يا عراق
وكنت دورة أسطوانه
هي دورة الأفلاك في عمري، تكور لي زمانه.
في لحظتين من الأمان ، و إن تكن فقدت مكانه
هي وجه أمي في الظلام،
وصوتها، يتزلقان مع الرؤى حتى أنام
و هي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
-مي اسكوزي ليث؟!
وكأنني لم اقاطع, او كأنني افهم ما قال ..
استرسل قائلاً:
أحببت فيك عراق روحي أو حببتك أنت فيه
يا أنتما - مصباح روحي أنتما - و أتى المساء
و الليل أطبق ، فلتشعا في دجاه فلا أتيه
لو جئت في البلد الغريب إلى ما كمل اللقاء
الملتقى بك و العراق على يدي .. هو اللقاء
شوق يخض دمي إليه ، كأن كل دمي اشتهاء
جوع إليه .. كجوع كل دم الغريق إلى الهواء
شوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق..


لم اتنبه لنفسي الا حينما بدأت اسمع طربا تلك الابيات التي اسمعها لاول مره ..
فجلست احدق به انتظر المزيد, ولكنني تنبهت في الوقت المناسب واشحت عيني عنه لاستطيع الكذب من جديد..
-هل كنت تغني بلغتك؟
-لا ذاك كان شعرا من بلادي العراق..
- سمعتك تقول العراق,,
-احسست بنغماً جميل فيما قلت,,
-سأسمعك المزيد اذا احببتي..
-لن افهمه ولكنه يطربني حتما,,

يتبع ... :غمزه:
سمارا غير متصل  
قديم 09 / 07 / 2003, 15 : 05 AM   رقم المشاركة : [18]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

- سأحاول شرحه لك اذا احببتي..
فكرت ان يشرح لي شعر لساني الام بلغةً اوروبية كالايطاليه فوجدت ذلك غبيا جدا فقلت له:
-لا, يكفي ان اسمعه كما هو واذا احسست بطرب زائد حتما سأطلب ترجمة بسيطه, اظن ذلك عادلاً
-يكفي ان اكتشف السياب في وجهك من جديد..
- السياب؟ من جديد؟؟!
-السياب هو الشاعر الذي كتب ما كنت القي منذ قليل, وان اكتشفه من جديد فهذا لانني قرأته فحفظته لروعته كشعر ولكن ان أُولقي ما حفظت لعيون اراها عربيه فهذا يعني ان ارى في شعره صدقا اراه لاول مره.. وهذا ما سأكتشف من جديد..
اتعلمين يا نورا في كل مره اعيد هذه الابيات ارى شيئا لذيذا في كلماته, لغويا او تصويرا جميلا وربما موسيقى واحيانا خيالا لا يمكن ان اكتشفه في اول ترديد..
اليوم علمت ان السياب عندما يكتب حتى حزنه يكتبه في عيني امرأه, قرأت مرة انه احب نساء كثر ولم يكن وسيما فلم تحبه النساء... ..
اوه..لقت بدأت انسى نفسي واضجرك..
لنبدأ من جديد..
هل قلت لك صباح الخير...
ابتسمت وقلت:
-قلت لى ,,
-ظننت اني لم اقل الا اسم السياب..
-بل سألتني كيف انا,,
-اصبحت اقول اشياء فأنسى (قالها بطريقة الواثق انه يعلم ما فعل ولكنه يجاري من معه)..
-واصبحت ارى اشياء لا تقال, ,
ولكي انهي هذا الحديث اخذته الى حاسوبه ..
-هل ستخبرني الان كيف سأتخلص من مشاكل قواعد اللغه الايطاليه,,
-هذا ما حضرنا له اليوم اليس كذلك؟
-بالتأكيد..
-تناول حقيبته من الارض وفتحها, اخرج حاسوبا انيقا ذا لونا فضي وليس من الماركات التي اعرفها, تعودنا في ذلك الوقت ان يكون "الاب توب" من ماركات محدده اشهرها كان الكومباك... عندما وضعه امامه قلت له
-ايطالي الصنع؟
-لا هذه ماركة المانيه رخيصة الثمن قليلا ولكنها ممتازه..
-اردت ان اخبرك قبل ان تبدأ, انا لا افقه في هذا الجهاز شيئا,,
-سأعلمك..


يتبع..... :غمزه:
سمارا غير متصل  
قديم 09 / 07 / 2003, 22 : 05 AM   رقم المشاركة : [19]
سمارا
:: عضو جديد ::
 





سمارا will become famous soon enoughسمارا will become famous soon enough

افتراضي

هذا كثير,,
-اخبرتك اني انا من يستفيد من حضورك..
-لم يقنعني ان تقدم لي كل هذا مقابل ان ترى بلادك في عيوني..
-نورا, انا لن اضايقك كثيرا سأشرح لك ما تحتاجيه في البدايه, وسأوضح لك كيف تتعاملين مع برنامج اللغة الذي ملكته واستخدمته كثيرا في بداية دراستي للباكلوريوس ولا استعمله الان, لن اعطيك البرنامج فانا اهتم بأشيائي القديمه وتربطني بها علاقة خاصه, ولكن سوف امنحك فرصة الاستفادة منه, هل يزعجك هذا؟
-لم اقصد انك تضايقني ولكن احس بأن ما تقدمه اكبر من أن استطيع قبوله دون مقابل ,,
-قاطعني قائلا تصّرين انه دون مقابل, وأصر انه بمقابل. لك القرار آنستي..
- حسنا, لنشرب القهوه وسوف افكر بالموضوع واخبرك بقراري فيما بعد,,
ضل صامتاً يشرب الشاي بهدوء ملفت وكنت اراه احياناً ينظر الى وجهي واحيانا يذهب بعيدا وكأنه في عالم آخر,,
-ليث,, هل يزعجك ترددي في قبول عرضك,,
-لا, هذه حريتك الشخصيه , انا ارتاح لوجودي بقربك وربما لا يكون ذلك شعورك انت.
كنت سأقول له لو تعلم انك اعدتني لطفولتي, كنت سأخبره كم اشتاق لأمي, كنت سأقول له كم تمنيت ان اسمع حديث عربيا كحديثك, ولكنني لم افعل..
-لا لا انا ارتاح لوجودك,,
-قراتسي..
-في اي سنه تدرس؟
-انا احضر الماجستير ..
-ضننتك طالب في الاقتصاد,,
-انا طالب في الدراسات العليا, ولكنني اشارك في التدريس في القسم..
- واو, لا اصدق , انا اجلس مع استاذ من جامعتي وانا مازلت طالبه,,
-في سنه؟
-هي سنتي الاولى ,,
-ضننتك في الثانيه على الاقل,, اعتبر لغتك اقوى من مبتدأه, مع انك تبدين صغيره,,
كدت أخطأ واقول له انني تقويت بدورات لغويه خاصه في الاجازات الصيفيه في دمشق, ولكنني عدت لتركيزي في شخصيتي الاسبانيه فقلت..
-تعلم ان لا فرق كبير بين لغتي واللغة الايطاليه,,
-معك حق, فقد كنت اقيس على نفسي كعربي ..
اذا فقد اقتنع تماما الان... هل يجب ان افرح كممثله ناجحه.....
-لماذا اخترت هذه الجامعه, انا اعلم ان مودنا مدينة صناعة وليس علم وجامعتها ليست مشهورةً لدرجة ان يلتحق بها عربي,,
-ولا اوروبي غير ايطالي(بطريقة استغراب مازال يساوروه نحو وجودي في مودنا)
-معك حق (بهدوء استفزازي, قصدت منه ان اثير فضوله اكثر)
- اها (بشيطنة طفولية اراد منها ان يعلن انه هادئ ايضاً)
سكتُ لاحسسه انني لا افهم ما اراد
وسكتَ ليثبت لي ان لاشيء يثير فضوله..
لم يستطع الصمت ان يستمر طويلا..
ضننت انني من سيكسر الصمت اولا, لكنه لم يجعل لضنوني فرصة طويله ..
-هل نهارك طويل غدا؟
-لا مجرد محاضرات الى الثانيه عشره,,
-ذلك مريح..
-احتاج للوقت لاراجع محاضرات الاسبوع؟
-لن اعرض المساعده, فما زلتي لم تقرري ما مصير عروضي السابقه..
وكأنه يحثني على قبول عروضه السابقه دون ان امضي الى محاضرتي القادمه..
كان الوقت قد مضى فأستأذنت لامضي وقف وقال سنمضى سويا, لدي عمل في القسم..
دفع ثمن قهوتي. كنت سأمضى دون اعتراض ولكن شخصية الاسبانيه اصبحت تذكرني بوجودها . فقلت له ..
-نو قراتسي, انا من شرب تلك القهوه,,
-ابتسم وقال انا من دفع ..
-ضحكت لرده الذي لا يفسر ما قلت, وقلت له ذلك لا يفسر شيء..
-لنمضي وافسره لك في الطريق واذا لم اقنعك أخذت منك ثمن القهوه ..
-حسناً, ليس عن اقتناع لتأخير الدفع ولكن حتى لا أتأخر اكثر,,
مضينا الى الجامعه وفي الطريق شرح لي انهم العرب يعتبرون من غير الائق ان تدفع امرأة مالا في حضور رجل, حاولت الاستغباء وقلت له من الممكن ان تستغل هذا اي امرأة عابره, فوضح لي انه يتكلم عن مواقف تشبه ما حدث بيننا هذا الصباح او مثلا صديقته او زوجته او اخته وقريبته..
قررت ان هذا لايقنعني ولن ادفع له اليوم فقط لان عادته حتمت عليه ذلك و يجب ان يعلم انني سأدفع في المرة القادمه ثمن الشاي بدلا عنه ..


يتبع.... :غمزه:
سمارا غير متصل  
قديم 09 / 07 / 2003, 27 : 07 AM   رقم المشاركة : [20]
faisal_UK
:: عضو ماسي ::
 





faisal_UK will become famous soon enoughfaisal_UK will become famous soon enough

افتراضي

عزيزتي .. سمارا ..

كلماتك تأتي كا الأنغام .. تابعي الابحار بنا في بحارك ..

سأكون بالتأكيد بالقرب من هنا ..

ايتها الرائعة .. رائع ما تسطرين والله ..

مودتي
توقيع faisal_UK
 
Darkness last a bit long enough..
so we appreciate light when it shines
Farewell .. Fellows
faisal_UK غير متصل  
   
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 26 : 07 PM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية