العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات العامه > العــــــــــــام
   
إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 / 08 / 2006, 24 : 08 AM   رقم المشاركة : [31]
أبو نوال
:: عضو ماسي ::
 





أبو نوال will become famous soon enoughأبو نوال will become famous soon enough

افتراضي خيانات الشيعه

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) [آل عمران: 102].
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) [ النساء: 1] .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ) [الأحزاب: 70].
أما بعد،،
فإن الأمانة من أكرم الخصال التي حث عليها الإسلام، والخيانة من أرذل الخصال التي حذر منها ونهى عنها. قال تعالى في الأمناء: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) ، وقال في الخائنين: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ) (وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ) .
وأفحش ما تكون الخيانة: الخيانة العامة، وهي التي تحدث عنها الفقهاء بتعبير "الخيانة العظمى"، وهي الخيانة المتعلقة بأمر الدين والمتعلقة بأمر الأمة، وتكون بالممالأة والمعاونة تارة، وبالجاسوسية وإفشاء الأسرار العامة للأمة تارة أخرى، وبالتخاذل عن نصرة الأمة مع القدرة على نصرتها.. وغير ذلك.
وأحكام الخيانة العظمى مفصلة في كتب الفقه الإسلامي بتوسع؛ إذا كانت الأمانة عندنا هي الدين "لا إيمان لمن لا أمانة له" فإن الخيانة والغدر والمخادعة عند الشيعة هي الدين، فالتقية التي يعتقدها الشيعة توصلهم إلى أَزِمَّة القيادة وأماكن التأثير في كثير من الأماكن؛ فيتمكنون من خيانتهم وتنفيذ مؤامراتهم.
إن الأمر جد خطير يا أهل السنة، فلا يغرنكم ما نطنطن به من شعار "المليار مسلم"؛ فإن هذا المليار الذي لا وزن له ولا ثقل ذبابة لو قلبت في سر تفككه وعدم توحده على هذا النحو، لاتضح لك شيء من الحقيقة، ولعلك تصحو من الحلم الذي تحيطك فيه ورود الغفلة وأزهارها الخادعة، هذا المليار مزقته النحل والمذاهب الباطنية التي لا تعتمد الكتاب والسنة وفهم سلف المؤمنين كأساس لفهمها.
فالعراق – مثلاً - نسبة الشيعة فيها قرابة النصف أو أكثر، والكويت فيها عدد كبير من الشيعة وهم أصحاب النفوذ والجاه، وسلطنة عمان خوارج إباضية، واليمن للفكر الشيعي فيها انتشار واسع، وكذلك البحرين في منطقة هجر التي كانت مقر الشيعة القرامطة قديمًا، والمغرب وريثة (الأدارسة والأغالبة والعبيديين) لا زال الفكر الشيعي له انتشاره فيها.. وأفغانستان وباكستان، ثم رأس الأفعى إيران وهكذا، ومن بقي لا يدين بمذهب من هذه المذاهب إما أن تجده في أحضان العلمانية أو الاشتراكية الشيوعية، وتسمع منهم كلمات الإلحاد صراحة كالذي يقول في حزب البعث:
"إن لم يكن لي خالق لقلت البعث خالقي!!!"
فكم يكون أهل السنة الطائفة المنصورة في وسط هذا الغثاء؟
إنهم برغم كل هذا قوة لا يستهان بها إذا ما استيقظوا من سباتهم وغفلتهم وانخداعهم بمن حولهم. فكثير من أهل السنة لا يدري من معه ومن عليه، ومن عدوه ومن صديقه، وبحسن نية أو ببلاهة( 1) قد يصادق من يحد له السكين في كل يوم ويحفر له القبر، ويراه وليًّا حميمًا!!.
كما أود بعد هذا العرض السريع للتفرق المذهبي في صفوف المليار مسلم أن أقول: كفى من الوهم والمخادعة حول ما يسمى محاولات تقريب هذه المذاهب وجمع شملها، ذلك أنه وإن كان توحد المسلمين هو الأمنية التي نعلق عليها الآمال – بعد الله تعالى – في رفع المذلة والمهانة عن واقعنا إلا أن هذه اللملمة ثبت فشلها في كل محاولة، فأهل كل مذهب - وخصوصًا الشيعة – لا يدعون إلى تقارب الآراء وإنما يدعون إلى تقريب أهل السنة إلى مذهبهم تصريحًا أو تلميحًا( 2) .
ومن هنا لا بد من إيقاظ أهل السنة الذين هم دائمًا حملة لواء الإسلام في كل زمان والمنافحين عنه والغرابين عن حياضه.
إيقاظهم بأن يحرصوا على عدم تبديد الجهود في مسألة التقريب بين السنة والشيعة، بل لا بد أن يحرصوا على بذل أقصى الجهود في التقريب بين أهل السنة أنفسهم؛ فبينهم من الاختلافات – وإن كانت فرعية – ما يستوجب جهدًا جبارًا من كل المخلصين.
الحلقة الاولى : عقائد وراء خيانات الرافضه
لا أريد في هذا الحلقة أن أسرد عقائد الشيعة في الإمامة، أو في سب الصحابة، أو في القرآن الكريم.. أو غير ذلك، لأن هذه العقائد مفصلة في أبحاث كثيرة، ركزت على الجانب العقدي عند الشيعة، وإنما أريد هنا باختصار ذكر بعض العقائد التي تتعلق بجانب الخيانة، وأصبح جليًّا أن هذه العقائد كانت بمثابة المحرك للشيعة في كل خياناتهم، ولا شك في أن أعمال الإنسان التي تصدر منه نتيجة اعتقاد انطوى عليه قلبه تصبح لديه بمثابة الدين الذي يدين به ويتعبد، ومن ثَم يكون شديد التمسك بها متفان في تنفيذها.
ومن هنا سترى – فيما يلي – أن خيانات الشيعة لأهل السنة يَعُدُّونَها من الدين، بل من القربات التي ترضي الله تعالى.
(1) كفر من لا يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر:
لقد نصت كتب الشيعة ومراجعهم على أن الإمامة أصل من أصول الدين، وأن من أنكرها أو أنكر أحد الأئمة فهو كافر.
وقد نقل صاحب كتاب حقيقة الشيعة طرفًا من أقوال أئمة الشيعة في تقرير هذا الاعتقاد، أسوق لك بعضه: يقول رئيس محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالة الاعتقادات (ص103- ط مركز نشر الكتاب – إيران 1370) ما نصه:
".. واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده – عليهم السلام – أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله"، وينقل حديثًا منسوبًا إلى الإمام الصادق أنه قال: " المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا" .
(2) اعتقاد الشيعة بأن أهل السنة أعداء لأهل البيت:
ومن أخطر الاعتقادات التي تؤجج نار الخيانة في قلوب الشيعة اعتقادهم بأن أهل السنة أعداء لأهل بيت رسول الله صلةى الله علية وسلم ؛ يكرهونهم ويبغضونهم وينتقصونهم، فأهل السنة هم الأعداء بل ألد الأعداء، ولذلك يسمونهم النواصب أي الذين ينصبون العداء لأهل البيت!
وهاك بعض أقوال شيوخهم ومحدثيهم وفقهائهم التي تبين لهم أن العدو الحقيقي لهم هم أهل السنة لا غير: يقول شيخهم وعالمهم ومحققهم ومدققهم حسين بن الشيخ محمد آل عصفور الدرازي البحراني الشيعي في كتابه "المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" (ص147 طبع بيروت):
" بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سُنيًّا.. ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن" .
ويقول الشيخ الشيعي علي آل محسن في كتابه "كشف الحقائق" - ط دار الصفوة – بيروت (ص249): "وأما النواصب من علماء أهل السنة فكثيرون أيضًا منهم ابن تيمية وابن كثير الدمشقي وابن الجوزي وشمس الدين الذهبي وابن حزم الأندلسي وغيرهم"(3 ) .
(3) اعتقاد الشيعة في حل دماء أموال أهل السنة ونجاستهم:
إن الدماء وقتل الأنفس من أهم القضايا التي عالجتها الشريعة الإسلامية بحكمة وشمول، وبينت حرمة الدم خصوصًا إذا كان هذا الدم سيُراق عن طريق الغدر حتى ولو كان هذا الدم دم كافر بالله – عز وجل –، قالت عالى : "من أمن كافرًا على دمه ثم غدر به فأنا من القاتل بريء ولو كان مسلما"(4 ) .
ولكن برغم هذا فإن الشيعة يستحلون دماء وأموال أهل السنة، ويفتي علماؤهم بذلك، روى شيخهم محمد بن علي بن بابويه القمي والملقب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين في كتابه "علل الشرئع" (ص601 طبع النجف) عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب – أي السني- ؟
قال: "حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت فما ترى في ماله؟ قال: توه ما قدرت عليه".
وقد ذكر هذه الرواية الخبيثة شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (18/463) والسيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (2/307) إذ قال: "جواز قتلهم – أي النواصب – واستباحة أموالهم"( 5) .
وأما إباحة أموال أهل السنة فيروي محدثوا الشيعة وشيوخهم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس"، أخرج هذه الرواية شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام(4/122) والفيض الكاشاني في الوافي (6/43 ط دار الكتب الإسلامية بطهران)، ونقل هذا الخبر شيخهم الدرازي البحراني في المحاسن النفسانية (ص167)، ووصفه بأنه مستفيض، وبمضمون هذا الخبر أفتى مرجعهم الكبير روح الله الخميني في تحرير الوسيلة(1/352) بقوله: "والأقوى إلحاق النواصب بأهل الحرب في إباحة ما اُغْتُنِم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه".
وأما عن نجاسة أهل السنة في اعتقاد الشيعة فيقول مرجعهم المرزا حسن الحائري الإحقاقي في كتابه أحكام الشيعة (1/137 مكتبة جعفر الصادق - الكويت) : "النجاسات: وهي اثنا عشر، وعد الكفار منها، ثم عد النواصب من أقسام الكفار".
ويقول شيخهم نعمة الله الجزائري في كتاب الأنوار النعمانية (2/306 ط الأعلمي – بيروت): "وأما الناصب وأحواله، فهو يتم ببيان أمرين: الأول: في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه أشر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم"(6 ).
وبناء على هذه الروايات الخبيثة التي كونت اعتقاد الشيعة في كفر أهل السنة واستباحة دمائهم وأموالهم، والحكم بنجاستهم سترى العجب – فيما بعد – حينما نقلب صفحات التاريخ نفتش عن خيانات الشيعة، فالشيعي الذي يقرأ في عقائده وأحكامه أنه مأمور بقتل السني ولكن يستحسن أن يغرقه في الماء أو يقلب عليه حائطًا حتى لا يدع دليلاً يشهد به عليه كما يقول فقهاؤهم – إذا وجد فرصة يتحالف فيها ولو مع الشيطان لقتل النواصب (أهل السنة) فإنه سيراها فرصة ذهبية ولن يتوانى، فلا بأس أن يتحالف مع شياطين التتار أو شياطين الصليبيين أو شياطين الأمريكان والإنجليز.
توقيع أبو نوال
 
[blink]اتق الله حيثما كنت [/blink]
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
أبو نوال غير متصل  
قديم 21 / 08 / 2006, 25 : 08 AM   رقم المشاركة : [32]
أبو نوال
:: عضو ماسي ::
 





أبو نوال will become famous soon enoughأبو نوال will become famous soon enough

افتراضي

(4) اعتقاد الشيعة في حرمة الجهاد قبل ظهور المهدي:
وهذا الاعتقاد الخطير هو الذي يزيد موقف الشيعة وضوحًا عندما تحل الكوارث بالأمة الإسلامية وتراهم يقفون موقف المتفرج، ثم المتحالف مع الأعداء ليأمن الشيعة من ناحية، ولينكلوا بالسنة من ناحية أخرى. ولم يسجل التاريخ للشيعة جهادًا ضد الكفار، إلا أن يكون ضد أهل السنة عن طريق الخيانات التي يفعلونها في القديم والحديث.
وتزخر كتب الشيعة بالعديد من المرويات التي تبني هذا الاعتقاد عندهم، ومن ذلك: روى ثقتهم في الحديث محمد بن يعقوب الكليني في الكافي (8/295) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كل راية ترفع قبل قيام القائم- أي الإمام الثاني عشر – فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل"، وذكر هذه الرواية شيخهم الحر العاملي في وسائل الشيعة (11/37).
وروى محدثهم الطبرسي في مستدرك الوسائل (2/248 ط دار الكتب الإسلامية بطهران) عن أبي جعفر عليه السلام قال: "مَثَلُ من خرج منا أهل البيت قبل قيام القائم عليه السلام مثل فرخ طار ووقع من وكره فتلاعب به الصبيان" .
وفي الصحيفة السجادية الكاملة (ص 16 ط د الحوراء – بيروت) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلمًا أو ينعش حقًا إلا اصطلته البلية وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا"(7 ) .
بل إنهم يذمون أهل السنة لأنهم يجاهدون، روى الملا محسن الملقب بالكاشاني في الوافي (9/15) والحر في وسائل الشيعة (11/21) ومحمد حسن النجفي في جواهر الكلام (21/40): عن عبد الله بن سنان قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال فقال: الويل؛ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم"(8 ) .
توقيع أبو نوال
 
[blink]اتق الله حيثما كنت [/blink]
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
أبو نوال غير متصل  
قديم 21 / 08 / 2006, 28 : 08 AM   رقم المشاركة : [33]
أبو نوال
:: عضو ماسي ::
 





أبو نوال will become famous soon enoughأبو نوال will become famous soon enough

افتراضي خيانات الشيعه

الحلقة الثانية : خيانات الشيعة لآل البيت
إن الخائن لا يلوي على شيء، ولا يفرق مع من يكون خائنًا، ومع من يكون أمينًا، فإن الخيانة داء إذا خالط دماء الإنسان فإنه يجعله خائنًا ولو مع أقرب الناس إليه. والشيعة الذين غالوا في حب آل البيت وعلى رأسهم علي بن أبي طالب ثبتت خيانتهم لهم منذ اللحظات الأولى لظهور التشيع إبَّان الفتن التي ثارت ثائرتها بين الصحابيين الجليلين علي ومعاوية رضوان الله عليهما.
خيانتهم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
فقد كان أكثر شيعة(1 ) علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أهل العراق وعلى وجه الخصوص أهل الكوفة والبصرة، وعندما عزم علي على الخروج بهم إلى أهل الشام بعد القضاء على فتنة الخوارج خذلوه، وكانوا وعدوه بنصرته والخروج معه، ولكنهم تخاذلوا عنه وقالوا:
"يا أمير المؤمنين لقد نفدت نبالنا وكلَّت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا فارجع بنا فلنستعد بأحسن عدتنا... فأدرك علي أن عزائمهم هي التي كلت ووهنت وليس سيوفهم، فقد بدأوا يتسللون من معسكره عائدين إلى بيوتهم دون علمه، حتى أصبح المعسكر خاليًا، فلما رأى ذلك دخل الكوفة وانكسر عليه رأيه في المسير"( 2) .
"وأدرك الإمام علي رضي الله عنه أن هؤلاء القوم لا يمكن أن تنتصر بهم قضية مهما كانت عادلة ولم يستطع أن يكتم هذا الضيق فقال لهم: ما أنتم إلا أسود الشرى في الدعة وثعالب رواغة حين تدعون إلى البأس وما أنتم لي بثقة... وما أنتم بركب يصال بكم، ولا ذي عز يعتصم إليه، لعمر الله لبئس حشاش الحرب أنتم، إنكم تكادون ولا تكيدون وتنتقص أطرافكم ولا تتحاشون.."(3 )
والعجيب أن شيعة علي من أهل العراق لم يتقاعسوا عن المسير معه لحرب الشام فقط، وإنما جبنوا وتثاقلوا عن الدفاع عن بلادهم، فقد هاجمت جيوش معاوية عين التمر وغيرها من أطراف العراق، فلم يذعنوا لأمر علي بالنهوض للدفاع عنها حتى قال لهم أمير المؤمنين علي:
"يا أهل الكوفة كلما سمعتم بمنسر(4 ) من مناسر أهل الشام انجحر كل امرئ منكم في بيته وأغلق بابه انجحار الضب في جحره والضبع في وجارها، المغرور من عررنمون ولمن فازكم فاز بالسهم الأخيب، لا أحرار عند النداء، ولا إخوان ثقة عند النجاء، إنا لله وإنا إليه راجعون"( 5) .
خيانتهم للحسن بن علي رضي الله عنه :
ولما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبويع ابنه الحسن رضي الله عنه بالخلافة لم يكن يؤمن بجدوى حرب معاوية وخصوصًا أن شيعته خذلوا أباه من قبل، ولكن عاد شيعتهم من أهل العراق يطالبون الحسن بالخروج لقتال معاوية وأهل الشام فأظهر الحسن حنكة كبيرة دلت على سعة أفقه، فهو لم يشأ أن يواجه أهل العراق من البداية بميله إلى مصالحة معاوية وتسليم الأمر له حقنًا لدماء المسلمين، لأنه يعرف خفة أهل العراق وتهورهم، فأراد أن يقيم من مسلكهم الدليل على صدق نظرته فيهم، وعلى سلامة ما اتجه إليه، فوافقهم على المسير لحرب معاوية وعبأ جيشه وبعث قيس بن عبادة في مقدمته على رأس اثني عشر ألفا، وسار هو خلفه فلما وصلت تلك الأخبار إلى معاوية وتحرك هو أيضًا بجيشه ونزل مسكن، وبينما الحسن في المدائن إذ نادى منادي من أهل العراق أن قيسًا قد قتل، فسرت الفوضى في الجيش وعات إلى أهل العراق طبيعتهم في عدم الثبات، فاعتدوا على سرادق الحسن ونهبوا متاعه حتى أنهم نازعوه بساطًا كان تحته، وطعنوه وجرحوه.. وهنا فكر أحد شيعة العراق وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي في أمر خطير وهو أن يُوثق الحسن بن علي ويسلمه طمعًا في الغنى والشرف، فقد جاء عمه سعد بن مسعود الثقفي( 6) وكان وليًّا على المدائن من قبل علي، فقال له: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية، فقال له عمه: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول اللهصلى الله علية وسلم الرجل أنت( 7) بل إن الحسن رضي الله عنه كان يقول: "أرى معاوية خيرًا لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وأخذوا مالي والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به دمي في أهلي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني؛ فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلما، والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير"(8) .
خيانتهم للحسين بن علي رضي الله عنه
بعد وفاة معاوية ضي الله عنه نة 60هـ توالت رسائل ورسل أهل العراق على الحسين بن علي ضي الله عنه تفيض حماسة وعطفًا وقالوا له: إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة( 9)مع الوالي فأقدم علي(10)
وتحت إلحاحهم قرر الحسين إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الموقف فخرج مسلم في شوال سنة 60هـ.
وما أن علم بوصوله أهل العراق حتى جاءوه فأخذ منهم البيعة للحسين، فقيل بايعه اثني عشر ألفا، ثم أرسل إلى الحسين ببيعة أهل الكوفة وأن الأمر على ما يرام(11)
وللأسف خدع الحسين رضي الله عنه بهم، وسار إليهم بعد أن حذره كثير من المقربين إليه من الخروج لما يعرفون من خيانة شيعة العراق، حتى قال له ابن عباس ضي الله عنه: "أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم، فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر، وعماله تجبى بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك، ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونون أشد الناس عليك.."( 12)
وبالفعل ظهر غدر شيعة أهل الكوفة برغم مراسلاتهم للحسين حتى قبل أن يصل إليهم فإن الوالي الأموي عبيد الله بن زياد لما علم بأمر مسلم بن عقيل، وما يأخذ من البيعة للحسين جاء فقتله وقتل مضيفه هانئ بن عروة المرادي، كل ذلك وشيعة الكوفة لم يتحرك لهم ساكن، بل تنكروا لوعودهم للحسين ضي الله عنه واشترى بن زياد زممهم بالأموال( 13)
فلما خرج الحسين ضي الله عنه وكان في أهله وقلة من أصحابه عددهم نحو سبعين رجلاً، وبعد مراسلات وعروض(14، تدخل ابن زياد في إفسادها دار القتال فقتل الحسين ضي الله عنه وقتل سائر أصحابه، وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح: "اللهم أحكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا"(15 )
بل دعاؤه عليهم مشهور حيث قال قبل استشهاده: "اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقًا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا"( 16)
أرأيت سوء صنيع القوم، وكيف كان غدرهم وخيانتهم حتى بآل البيت الذين زعموا حبهم واتخذوه ذريعة في عداءهم لكل من عادوا.
وهل بعد خيانتهم لآل البيت يستبعد خيانتهم للأمة عامة، فهم منذ اللحظات الأولى يجبنون عن الحرب ويبيعون ذممهم بالأموال، ويفكرون في الخيانة في مقابل الغنى والشرف، ولو كان الثمن هو تسليم واحد من أكابر آل البيت كما فكر المختار الثقفي أن يسلم الحسن بن علي للأمويين.
علمًا بأننا للإنصاف لا بد أن نقرر أن شيعة الصدر الأول في أيام علي والحسن والحسين – رضوان الله عليهم – كان من بينهم فضلاء أخيار كبعض نفر من الصحابة – رضوان الله عليهم – وهؤلاء نربأ بهم عن الخيانة، ومعاذ الله أن نصف أحدًا منهم بها، وإنما مواقف هؤلاء الفضلاء كانت قائمة على الاجتهاد أخطأوا أو أصابوا.
وتشيَّع أكثر الناس يومئذ يدور في فلك الحب لعلي ضي الله عنه وآل بيته بناء على مرويات سمعها الناس في الوصاة بحب هذه العترة الطاهرة، ولكن لم تكن هناك مبادئ مقررة للتشيع كالتقية والرجعة وغير ذلك.. اللهم إلا أن يكون عند نفر من الغلاة الذين ترأسهم عبد الله بن سبأ وقالوا بألوهية علي ضي الله عنه، لكن بعد ذلك جدَّت أمور شكلت فكر الشيعة وجعلت تقفز به في الانحراف من ميدان إلى ميدان، وتدخلت عناصر مغرضة مجوسية ويهودية وغير ذلك وتسترت بالإسلام ثم بالتشيع، وجعلت تسعى لنقض عرى الإسلام عروة بعد عروة.
ولعل من أوفي وأعمق الدراسات الحديثة التي بينت الصلة بين التشيع وبين هذه العناصر المغرضة هي دراسة بعنوان "وجاء دور المجوس" للأستاذ/ عبدالله محمد الغريب، كشف فيها بالأدلة العملية زيف كثير ممن ادعوا التشيع ولعبوا بورقة حب آل البيت، ولكنهم في حقيقة أمرهم يعملون على إحياء الأفكار المجوسية وعقائدها من ذرادشتية ومانوية ومزدكية..
وغير ذلك من النحل الباطنية التي تقوم بقدم العالم وإنكار الخالق والبعث وغير ذلك من الترهات. فمن سنعرض بعد ذلك خيانتهم من الشيعة كالإسماعيلية والاثنى عشرية والقرامطة والبويهية والفاطميين، وغير ذلك لم يكونوا في الحقيقة ينتسبون إلى آل البيت ولا حتى بصلة الحب، وإنما هم خونة أعداء للإسلام عمومًا وليس لأهل السنة فقط.
توقيع أبو نوال
 
[blink]اتق الله حيثما كنت [/blink]
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
أبو نوال غير متصل  
قديم 21 / 08 / 2006, 30 : 08 AM   رقم المشاركة : [34]
أبو نوال
:: عضو ماسي ::
 





أبو نوال will become famous soon enoughأبو نوال will become famous soon enough

افتراضي

الحلقة الثالثة:خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهد هارون الرشيد.
وهذه واحدة من خيانات الشيعة للدولة العباسية التي أحسنت إليهم كثيرًا حتى وصل بعضهم إلى أعلى المناصب فيها كالوزارة، وصدق القائل
إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وخيانة علي بن يقطين نقلها رواة الشيعة أنفسهم، كالعالم الشيعي الملقب بصدر الحكماء ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري في كتابه المعروف (الأنوار النعمانية 2/308 طبع تبريز إيران)، ومحسن المعلم في كتابه "النصب والنواصب ص622 ط دار الهادي – بيروت" ونصها:
"وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير هارون الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، وكان من خواص الشيعة، فأمر غلمانه وهدموا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبًا، فأرادوا الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى الإمام مولانا الكاظم فكتب عليه السلام إلى جواب كتابه، بأنك لو كنت تقدمت إلى قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إليَّ فَكَفِر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه"(. حقيقة الشيعة (ص55)
وقد ذكروا هذه الرواية يستدلون بها على جواز قتل النواصب (أهل السنة) أرأيت إلى هذه الدية القيمة "تيس من المعزي، والتيس خير من الناصب"، وما كان ليكلفه دية إلا أنه قتلهم دون استصدار فتوى منه بقتلهم!!.
الحلقة الرابعة: خليفة عباسي يتشيع وتثبت خيانته
الخلافة ليس كلمة هينة وإنما هي بمثابة صمام الأمان للأمة، وهي بمثابة الخيط الذي تنتظم فيه حبات العقد، فإذا قطع هذا الخيط انفرط عقد الأمة، وللأسف فإن بعض الخلفاء العباسيين كان قد يتحول من مذهب أهل السنة إلى مذاهب أخرى فمثلاً الخليفة المأمون الذي اعتنق مذهب المعتزلة بفعل الشيطان أحمد بن أبي دؤاد وزيره، وفعل ما فعل في امتحان الناس بمحنة خلق القرآن.
وتشيع الخليفة الناصر لدين الله بفعل بعض وزرائه الروافض قال عنه ابن كثير رحمه الله: "الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله أبي المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله .. العباسي .. كان قبيح السيرة في رعيته ظالمًا لهم، فخرب في أيام العراق وتفرق أهله في البلاد، وكان يفعل الشيء وضده.. وكان اعتنق المذهب الشيعي.. ويقال كان بينه وبين التتر مراسلات حتى أطمعهم في البلاد، وهذه طامة كبرى يصغر عندها كل ذنب عظيم" . البداية والنهاية (13/ 106، 107) بتصريف
توقيع أبو نوال
 
[blink]اتق الله حيثما كنت [/blink]
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
أبو نوال غير متصل  
قديم 21 / 08 / 2006, 33 : 08 AM   رقم المشاركة : [35]
أبو نوال
:: عضو ماسي ::
 





أبو نوال will become famous soon enoughأبو نوال will become famous soon enough

افتراضي

الحلقة الخامسةالدولة الفاطمية وخياناتها في محو السنة نشر التشيع
[align=center]لقد بذلت الدولة الفاطمية جهودًا خبيثة في محو السنة ونشر التشيع، وكانت خطتها المتبعة أنه في حال غياب الدولة توزع الدعاة سرًا ليقوموا بالدعوة إلى مذهب الإسماعيلية(1 ) الشيعي، وفي حالة أن تكون لهم دولة فإنهم يجعلون الدين الرسمي للدولة هو المذهب الشيعي.
وعندما بدأ الفاطميون دعوتهم في بلاد المغرب، وجدوا أن التشيع كان منتشرًا هناك، لأن دولة الأدارسة التي أقامها إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب سنة 172هـ هي في الأصل دولة علوية شيعية، فمن ثم أصبحت بلاد المغرب صالحة للدعوة الإسماعيلية، فانتشر التشيع واعتنقه كثير من البربر، حتى إن أكثر وزراء الأغالبة (في تونس) كانوا على المذهب الشيعي، وكان من أبرز الدعاة للفاطميين في تلك البلاد رجل يقال له أبو عبد الله الشيعي من بلاد اليمن، له من ضروب الحيل ما لا يحصى( 2) .
ولم يكتف أبو عبد الله الشيعي بنشر الدعوة للفاطميين في بلاد المغرب، بل أخذ يعمل على بسط نفوذهم في شمال إفريقية فوقعت في يده عدة مدن، وأعلن الفاطميون قيام دولتهم سنة 296هـ إثر انتصارهم على الأغالبة في موقعة الأربس(3 ) .
ورأى الفاطميون بعد أن أمتد نفوذهم في بلاد المغرب، أن هذه البلاد لا تصلح لتكون مركزًا لدولتهم، ففضلاً عن ضعف مواردها كان يسودها الاضطراب من حين لآخر، لذلك اتجهت أنظارهم إلى مصر لوفرة ثرواتها وقربها من بلاد المشرق الأمر الذي يجعلها صالحة لإقامة دولة مستقلة تنافس العباسيين(4 ) .
وقد وجه الفاطميون أكثر من حملة للاستيلاء على مصر بدءًا من 301- وحتى 350هـ وفي سنة 358هـ عهد الخليفة الفاطمي إلى جوهر الصقلي كتابًا بالأمان وفيه: "... أن يظل المصريون على مذهبهم أي لا يلزمون بالتحول إلى المذهب الشيعي، وأن يجري الأذان والصلاة وصيام شهر رمضان وفطره والزكاة والحج والجهاد على ما ورد في كتاب الله ورسوله"( 5) .
ولم يكن كتاب جوهر لأهل مصر إلى مجرد مهادنة، وعندما وصل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة في سنة 362هـ ركز اهتمامه في تحويل المصريين إلى المذهب الشيعي، واتبعت الخلافة الفاطمية في ذاك عدة طرق منها: إسناد المناصب العليا وخاصة القضاء إلى الشيعيين، واتخاذ المساجد الكبيرة مراكز للدعاية الفاطمية، كالجامع الأزهر وجامع عمرو ومسجد أحمد بن طولون( 6)، كذلك أمعن الشيعة الفاطميون في إظهارهم شعائرهم المخالفة لشعائر أهل السنة، الآذان بحي على خير العمل، والاحتفال بيوم العاشر من المحرم الذي قتل فيه الحسين بكربلاء(7 ) .
وكان الفاطميون لا يقتصرون في تهييج أهل السنة على إقامة الشعائر الشيعية بل كانوا يرغمون أهل السنة ويعتدون عليهم ليشاركوهم طقوسهم.
قال المقريزي:
"وفي العاشر من المحرم سنة 363هـ سار جماعة من المصريين الشيعيين والمغاربة في موكبهم ينوحون ويبكون على الحسين، وصاروا يعتدون على كل من لم يشاركهم في مظاهر الأسى والحزن مما أدى إلى تعطيل حركة الأسواق وقيام القلائل"(8 ) . ولما آلت الخلافة إلى العزيز سنة 365هـ عني كأبيه المعز بنشر المذهب الشيعي وحتم على القضاة أن يصدروا أحكامهم وفق المذهب الشيعي كما قصر المناصب الهامة على الشيعيين، وأصبح لزامًا على الموظفين السنيين الذين تقلدوا بعض المناصب الصغيرة أن يسيروا طبقًا لأحكام المذهب الإسماعيلي، وإذا ما ثبت على أحدهم التقصير في مراعاتها عزل عن وظيفته، وكان ذلك مما دفع الكثيرين من الموظفين السنيين إلى اعتناق المذهب الفاطمي.(9 )
ولما قبض الحاكم بأمر الله زمام الأمور عمد إلى إصدار كثير من الأوامر والقوانين المبنية على التعصب الشديد للمذهب الفاطمي، فأمر في سنة 395هـ بنقش سب الصحابة على جدران المساجد وفي الأسواق والشوارع والدروب وصدرت الأوامر إلى العمال في البلاد المصرية بمراعاة ذلك(10 ) .
ومن الأسماء الشيعية الشهيرة في العصر الفاطمي وزير الخليفة الفاطمي المستنصر الذي كان يسمى بدر الجمالي، وكان مغاليًا في مذهب الشيعة فأظهر روح العداء والكراهة إزاء أهل السنة فجدد ما كان من أوامر بلعن الصحابة وإضافة عبارة حي على خير العمل للآذان – وغير ذلك( 11) .
وبرغم ما فعلت الخلافة الفاطمية من محاولات للقضاء على أهل السنة ومذهبهم إلا أن المذهب السني ظل محتفظًا بقوته رغم تحول بعض المصريين إلى المذهب الفاطمي.
ولم يؤثر أن الخلافة الفاطمية قامت بغزو أو عمليات عسكرية ضد الفرنجة لتوطيد أركان الإسلام، بل الثابت تاريخيًّا أنهم كانوا حربًا على أهل الإسلام سلمًا على أعدائه، فهم يضيقون الخناق على أهل السنة ويجيشون الجيوش لإرغامهم على التشيع، بينما هم مع الفرنجة سلم لهم، بل يستنجدون بهم على أهل السنة وغير ذلك.
الفاطميون يمالئون الفرنجة ويكتبون إليهم:
ومن خيانات الفاطميين وتواطؤهم مع الفرنجة ما ذكره المقريزي في الخطط والآثار من أن صلاح الدين الأيوبي لما تولى وزارة العاضد الفاطمي – وكان قد ولاه لصغر سنه وضعفه كما ظن به – قوى نفوذه في مصر وأخذت سلطة العاضد في الضعف، حتى ثقلت وطأة صلاح الدين على أهل القصر الفاطمي، وتجلى استبداده بأمر الدولة وإضعاف الخلافة الفاطمية، حنق عليه رجال القصر ودبروا له المكائد، وقد أتفق رأيهم على مكاتبة الفرنجة ودعوتهم إلى مصر فإذا ما خرج صلاح الدين إلى لقائهم قبضوا على من بقي من أصحابه بالقاهرة، وانضموا إلى الفرنجة في محاربتهم والقضاء عليه.(12 )
وفعلاً جاء الفرنجة إلى مصر وحاصروا دمياط في سنة 565هـ، وضيقوا على أهلها وقتلوا أمما كثيرة، جاءوا إليها من البر والبحر رجاء أن يملكوا الديار المصرية وخوفًا من استيلاء المسلمين على القدس، وأرسل إلى عمه نور الدين محمود بدمشق، يستنجده فأمده، وبعث صلاح الدين جيشًا بقيادة ابن أخيه وخاله شهاب الدين وأمدهما بالسلاح والذخائر، واضطروهم للبقاء في القاهرة خشية أن يقوم رجال القصر الفاطمي وجند السودان الناقمين بتدبير المؤامرات ضده.(13 )
وكان من فضل الله أن رد كيد الفرنجة والشيعة الفاطميين الذين كاتبوهم ففشلت هذه الحملة، وانصرف الفرنجة عن دمياط، وذلك لما تسرب إليهم من قلق من جراء ما عانوه في سبيل تموين قواتهم، وكما وقع الخلاف بين قوادهم على الخطة التي يتبعونها في مهاجمة المدينة، فضلاً عن ذلك بلغهم أن نور الدين محمود قد غزا بلادهم وهاجم حصن الكرك وغيره من نواحيهم وقتل خلقًا من رجالهم، وسبي كثيرًا من نسائهم وأطفالهم وغنم من أموالهم.(14 )
وهكذا دائمًا في كل خيانة يحدثونها يجعلون الأمة الإسلامية بين شقي الرحى، بين عدو خارجي وعدو داخلي، فاللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.
توقيع أبو نوال
 
[blink]اتق الله حيثما كنت [/blink]
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
أبو نوال غير متصل  
قديم 21 / 08 / 2006, 35 : 08 AM   رقم المشاركة : [36]
أبو نوال
:: عضو ماسي ::
 





أبو نوال will become famous soon enoughأبو نوال will become famous soon enough

افتراضي

ومن خيانات الفاطميين:
أنه لما ضعفت دولتهم في أيام العاضد وصارت الأمور إلى الوزراء، وتنافس شاور وضرغام، فكر شاور في أن يثبت ملكه ويقوي نفوذه، فاستعان بنور الدين محمود؛ فأعانه ولما خلا له الجو لم يف له بما وعد، بل أرسل إلى أملريك ملك الفرنجة في بيت المقدس يستمده، ويخوفه من نور الدين محمود إن ملك الديار المصرية، فسارع إلى إجابة طلبه، وأرسل له حملة أرغمت نور الدين على العودة بجيشه إلى الشام، ولكن سرعان ما عاود نور الدين المحاولة في عام 562هـ، فاستنجد شاور بالفرنجة مرة ثانية وكاتبهم، وجاءت جيوشهم خشية أن يستولي نور الدين على مصر ويضمها إلى بلاد الشام فيهدد مركزهم في بيت المقدس.
ولما وصلت عساكر الفرنجة إلى مصر انضمت جيوش شاور والمصريين إليها والتقت بجيوش نور الدين بمكان يعرف بالبابين (قرب إلمنيا) فكان النصر حليف عسكر نور الدين محمود، ثم سار بعدها إلى الإسكندرية، وكانت الجيوش الصليبية تحاصرها من البحر وجيوش شارو وفرنجة بيت المقدس من البر، ولم يكن لدى صلاح الدين – القائد من قبل نور الدين – من الجند ما يمكنه من رفع الحصار عنها، فاستنجد بأسد الدين شيركوه فسارع إلى نجدته، ولم يلبث الفرنجة وشيعة شاور إلى أن طلبوا الصلح من صلاح الدين فأجابهم إليه شريطة ألا يقيم الفرنجة في البلاد المصرية. غير أن الفرنجة لم تغادر مصر عملاً بهذا الصلح بل عقدت مع شاور معاهدة كان من أهم شروطها كما يقول ابن واصل:
"أن يكون لهم بالقاهرة شحنة صليبية – أي حامية – وتكون أبوابها بيد فرسانهم ليمتنع نور الدين محمود عن إنفاذ عسكره إليهم. وكما اتفق الطرفان على أن يكون للصليبيين مائة ألف دينار سنويًّا من دخل مصر"( 15) .
وما أن ذهب الفرنجة في هذا العام حتى عادوا مرة أخرى عام 564هـ.
قال ابن كثير فيها: طغت الفرنج بالديار المصرية وذلك أنهم جعلوا شاور شحنة لهم بها، وتحكموا في أموالها ومساكنها أفواجًا أفواجًا، ولم يبق شيء من أن يستحوذوا عليها ويخرجوا منها أهلها من المسلمين وقد سكنها أكثر شجعانهم فلما سمع الفرنج بذلك أتوا من كل فج وناحية في صحبة ملك عسقلان في جحافل هائلة، فأول ما أخذوا مدينة بلبيس وقتلوا من أهلها خلقًا وأسروا آخرين ونزلوا بها وتركوا أثقالهم موئلاً لهم، ثم تحركوا نحو القاهرة.. فأمر الوزير شاور رجاله بإشعال النار فيها على أن يخرج منها أهلها؛ فهلكت للناس أموال كثيرة، وأنفس، وشاعت الفوضى، واستمرت النيران أربعة وخمسين يومًا، عندئذ بعث العاضد الفاطمي إلى نور الدين بشعور نسائه يقول: أدركني واستنقذ نسائي من الفرنج، والتزم له بثلث خراج مصر، فشرع نور الدين في تجهيز الجيوش لتسييرها إلى مصر، فلما أحس شاور بوصول جيوش نور الدين، أرسل إلى ملك الفرنج يقول: قد عرفت محبتي ومودتي لكم، ولكن العاضد لا يوافقني على تسليم البلد، فاعتذر لهم وصالحهم على ألف ألف دينار وعجل لهم من ذلك ثمانمائة ألف ليرجعوا؛ فانتشروا راجعين خوفًا من عساكر نور الدين وطمعًا في العودة إليها مرة أخرى، وشرع شاور في مطالبة الناس بالذهب الذي صالح به الفرنج وتحصيله وضيق على الناس..(16 ) .
أفرأيت كل هذه المحن التي جلبتها خيانات الرافضة الخبيثة، تستدعي الفرنجة وتقيم لها حاميات، وتنهب أموال البلاد وخيراتها، وتفتك بأعراضها، وتحرق وتدمر وتخرب، وتشترط لنفسها جزء من دخل البلاد.
أليس هذا يشبه إلى حد كبير خياناتهم في العراق، في المرة الأخيرة، كاتبوا الأمريكيين، قاتلوا في صفوفهم، أقاموا قواعدهم، قووا مراكزهم، ونهبوا خيرات البلاد، فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم انتقم من الخونة ولو كانوا من أهل السنة.
ومن خيانات الفاطميين:
ما حدث في سنة 562هـ لما أقبلت جحافل الفرنج إلى الديار المصرية وبلغ ذلك أسد الدين شيركوه فاستأذن الملك نور الدين محمود في الذهاب إليها – وكان كثير الحنق على الوزير شاور الفاطمي – فأذن له فسار ومعه ابن أخيه صلاح الدين يوسف بن أيوب.. ولما بلغ الوزير شاور قدوم أسد الدين والجيش معه بعث إلى الفرنج فجاؤا من كل فج إليه، وبلغ أسد الدين ذلك من شأنهم وأن معهم ألف فارس، فاستشار من معه من الأمراء فكلهم أشار عليه بالرجوع إلى نور الدين إلا أميرًا واحدًا يقال له شرف الدين برغش فإنه قال من خاف القتل والأسر فليقعد في بيته عند زوجته، ومن أكل أموال الناس فلا يسلم بلادهم على العدو، وقال مثل ذلك ابن أخيه صلاح الدين، فعزم الله لهم فساروا نحو الفرنج فاقتتلوا قتالاً عظيمًا، فقتلوا من الفرنج مقتلة عظيمة وهزموهم.. ولله الحمد( 17) .
التعاون مع الفرنجة لانتزاع الإسكندرية من يد صلاح الدين:
إن أسد الدين شيركوه لما كان قد أظفره الله بالفرنجة في الوقعة السابقة بمصر برغم خيانة الخونة، رأى أن يفتح الإسكندرية، ففتحها واستناب عليها ابن أخيه صلاح الدين، ثم توجه إلى الصعيد فملكه، وعندئذ اتفق الفاطميون مع الفرنجة على حصار الإسكندرية لانتزاعها من يد صلاح الدين في أثناء غياب أسد الدين شيركوه، فامتنع فيها صلاح الدين أشد الامتناع، ولكن ضاقت عليهم الأقوات والحال جدًّا فسار إليهم أسد الدين شيركوه فصالحه الوزير شاور عن الإسكندرية بخمسين ألف دينار، فأجابه إلى ذلك وخرج منها وسلمها للمصريين ثم عاد إلى الشام، وقرر شاور للفرنجة على مصر في كل سنة مائة ألف دينار وأن يكون لهم شحنة بالقاهرة(18 ) .
خيانة الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية بمصر:
لما كانت الفرنجة قد طغت بالديار المصرية عندما جعل لهم الوزير الفاطمي شاور شحنة بالقاهرة، وتحكموا في البلاد والعباد، حتى استنجد الخليفة الفاطمي العاضد بنور الدين محمود أن ينقذه ونساءه من أيدي الفرنجة – وكان الفاطميون هم الدين مكنوا لهم( 19) – وكاتب شاور الفرنجة وصالحهم على مال جزيل، ثم جاءت جيوش نور الدين بقيادة أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين واستقر لهم ملك الديار المصرية.
وهنا قام الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية بالكتابة من دار الخلافة بمصر إلى الفرنجة ليقدموا إلى الديار المصرية ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية ولكن حامل الكتاب لقيه في الطريق من أنكر حاله، فحمله إلى صلاح الدين فقرره، فأخرج الكتاب وانكشفت المؤامرة، فأمر بقتل الطواشي، فثار له خدم القصر من السودان، فكانوا نحو خمسين ألفا، وقاتلوا جيش صلاح الدين بين القصرين فهزمهم صلاح الدين وأخرجهم من القاهرة وقتل منهم خلقا(20 ) .
بين المعز الفاطمي والإمام أبو بكر النابلسي( 21) :
إن الشيعة برغم ما يتظاهر به بعض ولاتهم وحكامهم من الورع والصلاح وإنصاف المظلوم...
إلا أنهم في كثير من الأحيان ما تنكشف الحقائق عن مخادع كاذب لا يرقب في المؤمنين إلا ولا ذمة. وأشد ما تكون هذه النكاية بالعلماء من أهل السنة. قال ابن كثير – رحمه الله – في ترجمة المعز الفاطمي: ".. كان يدعي إنصاف المظلوم من الظالم، ويفتخر بنسبه وأن الله رحم الأمة بهم، وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرًا وباطنًا، كما قال القاضي الباقلاني: إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض، وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه قبحهم الله وإياه. وقد أحضر بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبوبكر النابلسي، فقال له المعز بلغني عنك أنك قلت لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين – أي الفاطميين – بسهم؟ فقال النابلسي: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله، فقال له كيف قلت؟ قال قلت ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر، قال: ولم؟ قال: لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم. فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا، ثم أمر بسلخه - وهو حي – وفي اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات. رحمه الله فكان يقال له الشهيد، وإليه ينسب بنو الشهيد من نابلس إلى اليوم"( 22) .
فما أكرم الثبات على الحق، وما أجمل العيش على السنة والموت عليها ولو أن يسلخ الجلد عن اللحم، ونحن لا نعجب مما فعل هذا الرافضي الخبيث قبحه الله، فمجرد أن يكون اسم النابلسي أبوبكر فهذا كاف في إثارة حفيظة هذا الرافضي الخبيث، فهو يكره أبوبكر ومن يحب أبا بكررضي الله عنه.
تأملات وعبر وتقريرات حول نهاية الدولة الفاطمية:
إن من سنة الله في الخلق دفع الناس بعضهم ببعض، ولولا ذلك لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين. فالدولة الفاطمية ملكت 280سنة وكسرا، ولكنهم صاروا كأمس الذاهب كأن لم يغنوا فيها، وكان أول من ملك منهم المهدي، وكان من سلمية حدادًا اسمه عبيد وكان يهوديًّا فدخل بلاد المغرب وتسمى بعبد الله وادعى أنه شريف علوي فاطمي، وقال عن نفسه إنه المهدي... وآخر خلفائهم العاضد بن يوسف بن المستنصر بن الحاكم، قال عنه ابن كثير: " كانت سيرته مذمومة، وكان شيعيًّا خبيثًا، لو أمكنه قتل كل من قدر عليه من أهل السنة.." .
ولما توفي وزال ملك الفاطميين استبشر الناس وانشد العماد الكاتب:
توفي العاضد الدعي فما ‍ وعصر فرعونها انقضى وغدا ‍ قد طفئت جمرة الغواة وقد داخ وصار شمل الصلاح ملتئما ‍ لما غدا مشعر شار بني الـ ‍ وبات داعي التوحيد منتظرا ‍ وارتكس الجاهلون في ظلم ‍ وعاد بالمستضيء معتليا ‍ أعيدت الدولة التي اضطهدت ‍ واهتز عطف الإسلام من جلل ‍ واستبشرت أوجه الهدى فرحا ‍ يفتح ذو بدعة بمصر فما يوسفها في الأمور متحكما من الشرك كل ما اضطرما بها وعقد السداد منتظما عباس حقا والباطل اكتتما ومن دعاة الشرك منتقما لما أضاءت منابر العلما بناء حق بعد ما كان منهدما وانتصر الدين بعدما اهتضما وافتر ثغر الإسلام وابتسما فليقرع الكفر سنته ندما(23 )
"وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بأكمله، حتى أخذوا القدس ونابلس، وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية، وجميع ما والي ذلك إلى بلاد إياس وسيس واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين... وبلاد شتى، وقتلوا من المسلمين خلقًا وأمما لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها، وصارت دار إسلام، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف...
وحين زالت أيامهم – يعني الفاطميين – وانتقض إبرامهم أعاد الله عز وجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته"( 24) .
وهكذا كل خائن لا يؤسف على هلاكه، ولا يحزن لفواته، بل هلاكه راحة للعباد وزواله أمان للبلاد. وقد صنف غير واحد من الأئمة القدامى في الطعن في نسب الفاطميين وأنهم أدعياء كذبة، لا ينتمون إلى آل البيت، ولا بأدنى صلة، وإنما كانوا ينسبون إلى عبيد وكان اسمه سعيدًا، وكان يهوديًّا حدادا بسلمية بالمغرب.
وقد أفرد أبو شامة المؤرخ صاحب الروضتين كتابًا سماه "كشف ما كان عليه بنو عبيد من الكفر والكذب والمكر والكيد" وكتب الإمام الباقلاني كتابًا سماه "كشف الأسرار وهتك الأستار"، بين فيه فضائحهم وقبائحهم، ومما قاله الباقلاني عنهم: "هم قوم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض"( 25) .
وما أحسن ما قاله بعض الشعراء يمدح بني أيوب على ما فعلوه من إزالة الحكم الفاطمي من مصر: أبدتم من بلى دولة الكفر من ‍ زنادقة شيعة باطنية مجوس يسرون ‍ كفرا يظهرون تشيعا ‍ بني عبيد بمصر إن هذا هو الفضل وما في الصالحين لهم أصل ليستروا سابور عمهم الجهل(26 )
فلله الحمد والمنة أن تحولت الديار المصرية من ديار الشيعة إلى ديار السنة، وأسكن الله صلاح الدين ورجاله بما مهدوا للسنة أعلى درجات الجنة، وحفظ الله مصر من الرفض الخبيث، وجعلها مهدًا للسنة والحديث، وأزال عنها كل غمة، وقيض من رجالها لدينه أعلى الرجال همة.
منقووووول
توقيع أبو نوال
 
[blink]اتق الله حيثما كنت [/blink]
واتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن
أبو نوال غير متصل  
قديم 22 / 08 / 2006, 40 : 03 PM   رقم المشاركة : [37]
ابو الحارث الأثري
*!*مشرف سابق*!*
 




ابو الحارث الأثري will become famous soon enoughابو الحارث الأثري will become famous soon enough

افتراضي

جزاك الله خيراً اخي ابو نوال على هذا التبيين الكامل لمخطط الشيعي فبارك الله
في قلمك وجعلك شوكة في حلوق المبتدعة .
ابو الحارث الأثري غير متصل  
قديم 23 / 08 / 2006, 17 : 03 AM   رقم المشاركة : [38]
أبو فـلاح
Hassan
المشرف العام

 الصورة الرمزية أبو فـلاح
 






أبو فـلاح has a spectacular aura aboutأبو فـلاح has a spectacular aura about

إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو فـلاح

افتراضي

ماذا صنع حزب الله بقرى أهل السنة في الجنوب [ تقرير ميداني ]

تقارير رئيسية :عام :الأربعاء 22 رجب 1427هـ – 16 أغسطس 2006م
مفكرة الإسلام: قرى أهل السنة في الجنوب كثيرة ولله الحمد وقد قام حزب الله بوضعها عمداً وبحقد طائفي تحت مرمى النيران الصهيونية فقرية مروحين تضم 150 منزلاً ومسجدًا واحدًا ، قام أعضاء حزب الله بالدخول إليها و إطلاق عشرات الصواريخ من داخل البلدة ومن البساتين المحيطة بها رغم مناشدة الأهالي لهم وتذكيرهم بالله عز وجل وأن فيها عجائز ونساء وأطفال غير أن التهديد بالوعيد كان هو سلاح حزب الله على هؤلاء المساكين من السنة ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتخبئة الأسلحة والصواريخ في مسجد البلدة على أساس جعله مستودعًا بدلاً من تخزينها في قراهم الشيعية القريبة من هذه البلدة المنكوبة ، وبعد اقتحام القوات الإسرائيلية البلدة وأمرها السكان بمغادرة البلدة وإمهالهم ساعتين لذلك، قامت القوات الإسرائيلية بقصف مدخل المسجد حيث كانت سيارة 'ميتسوبيشي فان' تابعة للحزب متوقفة أمام مدخله، ثم دخلت القوات الإسرائيلية إلى المسجد وقامت بحرقه بعد سحب الأسلحة منه، ثم التقطوا الصور بداخله، وبعد طلب القوات الإسرائيلية من أهل مروحين مغادرتها خلال ساعتين لجأ كثير منهم إلى مقر القوات الدولية والتي لم تسمح لهم بالدخول، ثم قامت القوات الدولية بالاتصال بالقوات الإسرائيلية من أجل تأمين ممر آمن لهذه القافلة لمغادرة المنطقة باتجاه صور، وأعطتهم القوات الصهيونية الضوء الأخضر بذلك بشرط أن لايتخفى بينهم أحد من أعضاء حزب الله وفور انطلاق الموكب وحسب شهود عيان من الناجين من المجزرة قامت سيارة لحزب الله من نوع 'بي إم دبليو' سوداء اللون بداخلها مجموعة بالمرور بالقرب من الموكب وصرخ بهم الرجال والنساء أن ابتعدوا عنا ولاتكونوا سببا في هلاكنا ولم تجد من أعضاء حزب الله أي تجاوب بل كان التهديد سيد ذلك ، ولاحظ الأهالي شيئاً مريباً وهو أن هؤلاء لم يقصدوا التخفي من خلال الموكب وإنما كانوا يريدون أن يقوم الصهاينة بمجزرة فيه وذلك من خلال ركوبهم السيارة وحملهم لصواريخ محمولة كتفاً ويقول الناجون إن هؤلاء المجرمين قد انتظروا فترة وعندما لاحظوا طيارة إسرائيلية أطلقوا عليها النار ثم انسحبوا بسرعة تاركين الموكب تحت مرمى صواريخ الطائرات ، عندها قام الطيران الإسرائيلي بضرب الموكب مرتكبًا مجزرة راح ضحيتها 35 شهيدًا من أهل السنة أكثرهم من الأطفال، وللأسف لم يركز الإعلام على هذه المجزرة سوى ليوم واحد عمداً لأنهم باختصار سنة مشردون وكالعادة لم تكن قناة الحرب الرسمية لحزب الله وهي الجزيرة راغبة في تغطية مثل هذا الحدث ، ولم تلتقط سوى بعض الصور بعكس بقية المجازر الني كانت ضحاياها من الشيعة.

أما قرية يارين فهي تضم 75 منزلاً ومسجدًا واحدًا ومستوصفًا تابعًا للجمعية الطبية الإسلامية، ولقد قام الحزب بإطلاق عشرات الصواريخ من داخل القرية والحقول المجاورة فيها وبعد كل عملية إطلاق كان عناصر حزب الله يختبئون في مسجد البلدة، حيث أنشئوا غرفة عمليات ، وعندما حاول شيخ البلدة منعهم ضربوه ولم يرحموا عمره وضعفه كعادة القوم ووصفوه بالخائن والعميل كذلك، وقد تجمع عناصر الحزب في مستوصف البلدة ثم غادروه حيث أغار الطيران الإسرائيلي على المستوصف فور مغادرتهم وتم تدميره بالكامل، كذلك دخلت مجموعة من عناصر الحزب إلى بعض بيوت أهل البلدة وعندما حاولت إخت سنية منعهم هددها أحدهم ويدعى حسن عبيد قائلا: 'إخرسي وإلا سوف أقتلك بنفسي'، ومن الملاحظات العجيبة أن الحزب كان يضع بخبث بما يشبه العلامة على مساجد ومراكز أهل السنة وكأنه يريد من الطيران الإسرائيلي أن يقصفها حيث يجعل مثل هذه المراكز كأنها أماكن عمليات لحزب الله ويتوعد حزب الله أهل هذه المدينة بالحساب بعد المعركة نظراً لمحاولاتهم المستميتة لمنعه من التترس ببيوتهم والتي لم ينجح في كثير منها الأهالي تحت تهديد السلاح ، ويرجع الأهالي سبب مايقوم به الحزب لمحاولاته السابقة لشراء أرض لإقامة حسينية، لكن إصرار أهل البلدة منعه من إتمام مشروعه ولله الحمد.

وبشكل عام قام الحزب وفي الأسبوع الأول من الاعتداءات الإسرائيلية بإطلاق الصواريخ من داخل قرى وبلدات أهل السنة والجماعة، وكذلك من قرى وبلدات النصارى، غير أن النصارى وخاصة نواب القوات والتيار العوني تدخلوا لدى مسئولي الحزب، وذلك باعتراف نائب القوات اللبنانية أنطوان زهرا بذلك، مطالبين بتجنيب قرى النصارى العمليات العسكرية وإطلاق الصواريخ، وبالفعل تم تجنيب هذه القرى باعتراف النائب بشكل كبير، واستمر إطلاق الصواريخ والقيام بالعمليات من داخل قرى السنة حيث دمرت قرى بأكملها منها وهذه القرى هي :

أم التوت: وتضم 75 منزلاً، ومسجدًا واحدًا.
البستان: وتضم 35 منزلاً ومسجدًا واحدًا.
الضهيرة: وتضم 50 منزلاً ومسجدًا صغيًرا.
مزرعة الضهيرة: وتضم 15 منزلاً وتقع بالقرب من الشريط.
أما القرى السنية في محافظة النبطية فقد كان حظها مثل حظ أخواتها التي لم تسلم من كيد ومكر حزب الله ومن هذه القرى :
عرب الجل: وقد قام الحزب بإطلاق الصواريخ من محيط القرية مما أدى إلى إغارة الطيران الإسرائيلي على القرية مهجرًا أهلها إلى منطقة صيدا [145 عائلة] وهم موجودون في صيدا في كلية العلوم- الجامعة اللبنانية.
قرية طبايا: كذلك تم تهجير أهلها على إثر قصف الطيران الإسرائيلي بعد إطلاق صواريخ حزب الله بالقرب من القرية، ونزح أهلها إلى صيدا ويتواجد أغلبهم الآن في مهنية صيدا الرسمية وعددهم 135 عائلة.
كذلك كان الحال مع قرية الشريفة و قرية بفروا.

أما على الشريط الساحلي فهناك العديد من القرى السنية التي هجر أهلها مثل :
قرية السماعية ـ مخيم الرشيدية ـ مخيم البص ـ مخيم البرج الشمالي ـ مخيم المعشوق ـ مخيم الشبريحا ـ قرية البرغلية ـ مخيم جل البحر ـ مخيم القاسمية ـ مخيم الواسطة ـ مخيم أبو الأسود ـ ضيعة العرب ـ قرية البابلية.


كذلك هناك قرى منطقة شبعا وهي شبعا والهبارية وعين عرب والمجيدية.

بقي أن نقول إن أهل السنة في لبنان يصح أن يوصفوا بأنهم أيتام على مائدة اللئام ، فالمواد الإغاثية انهمرت على الشيعة بدرجة أولى ثم النصارى أما المسلمون فهاكم بلادهم واسألوهم أي طعام ملأ بطونكم وأي شراب أروى عطشهم وحتى بيوتهم ستبقى كما هي مالم يأت حزب الله ويساومهم على دينهم وكما كانوا يقولون بيت من الحسين لايسكنه إلا حسين وهي تعني تريد منا فلابد أن تتشيع أما المساجد فسوف يبنى مكانها حسينيات كما فعلوا سابقاً في بعض المناطق لتشييع أهل السنة في المناطق التي لم يستطع أهل السنة أن يبينوا فيها مسجداً ، وهذه دعوة صادقة نوجهها لتجار أهل السنة بالوقوف مع إخوانهم هناك والقيام بما يمليه عليهم دينهم قبل أن تذهب البلاد إلى أحضان التشيع.
توقيع أبو فـلاح
 
إذا سكت المثقف فقد بدأ رحلة الموت وهو على قيد الحياة
وحين يفقد البلد أنفاس المثقفين فإنه يختنق,ويذبل,
ويعيش حياة تشبه حياة الموتى




أبو فـلاح غير متصل  
قديم 23 / 08 / 2006, 23 : 03 AM   رقم المشاركة : [39]
أبو فـلاح
Hassan
المشرف العام

 الصورة الرمزية أبو فـلاح
 






أبو فـلاح has a spectacular aura aboutأبو فـلاح has a spectacular aura about

إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو فـلاح

افتراضي

الوعد الصادق ينتهي بوهمٍ كاذب .. ماذا بعد يا نصر الله ؟

وليد نور-مفكرة الإسلام:
ما بين الخطاب الذي ألقاه 'حسن نصر الله' الأمين العام لحزب الله وأعلن فيه تفاصيل عملية 'الوعد الصادق' مهددًا 'إسرائيل' بتغيير قواعد اللعبة وما بين خطابه الذي أعلن فيه قبول الحزب قرار مجلس الأمن رقم 1701، شهدت لبنان حربًا لا هوادة فيها، توعد نصر الله إسرائيل في العلن بمفاجآت غير مسبوقة، وتوعد رجاله - بعيدًا عن وسائل الإعلام - الجبهة السنية التي لم تقف معهم، وأولئك اللبنانيين من الطوائف الأخرى بيوم للحساب ينتظرهم بعد نهاية الحرب، وفي غضون ذلك كانت الشعوب المسلمة الطيبة تهتف باسم نصر الله ورجاله غير أنه فجأة انتهت الحرب، وتوقفت الخطب الرنانة، فبماذا انتهى الوعد الصادق، هل تراه انتهى بنصر مظفر أم أن الأمر لا يعدو كونه وهمًا كاذبًا، وسرابًا سرعان ما يزول كما زال سراب النصر الأتاتوركي الزائف على الحلفاء؟.

من انتصر؟:
أول سؤال تبادر إلى الأذهان بعد توقف الحرب بين 'حزب الله' و'إسرائيل'؛ هو من انتصر؟، ومن هزم؟، وحقيقة فإنه من الصعب القول بانتصار طرف وهزيمة طرف آخر، وهو ما توقعه المراقبون منذ اليوم الأول للحرب فسير الحرب كان يشير إلى أن الحرب ستنتهي بدون هزيمة طرف وفوز آخر، وباتت المشكلة الحقيقية لدى الطرفين هو ما هو الطريق الأنسب لإنهاء الحرب ولإعلان النصر في الوقت ذاته، فمنذ اليوم الأول والطرفان يحاربان من أجل وضع مفهوم خاص للنصر يبرر الحرب ويصلح أن يكون تكأة لإعلان النصر، فرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يريد أن يُنظر إلى إسرائيل على أنها حققت نصراً مدوياً على 'حزب الله' عندما يتم الاتفاق على وقف لإطلاق النار لما لذلك من أهمية بالغة بالنسبة له سياسياً، لذلك لجأت إسرائيل إلى شن العديد من الغارات الجوية خاصة في اليومين اللذين سبقا بدء وقف إطلاق النار.

أما حزب الله فحاول التأكيد على أن النصر في مفهومه يتمثل في تلافي الهزيمة، والحفاظ على قدراته القتالية، حتى وإن دمرت لبنان شمالاً وجنوبًا، فيكفى أن الحزب لا يزال يحافظ على كيانه وقدراته، ويكفى أنه صمد طيلة ثلاثة إلى خمسة أسابيع من الحرب في وجه أقوى جيش في المنطقة.

والمتابع للأمر يدرك أن هذه النتيجة التي انتهت إليها الحرب كانت أمرًا متوقعًا من اليوم الأول، فتلك هي طبيعة حروب قواعد تغيير اللعبة، وهذه طبيعة لعبة 'عض الأصابع، فكلا الطرفين لا يسعيان إلى القضاء على الطرف الأخر ولكنه يكتفي بالضغط واستخدام أوراقه من أجل تحقيق نصر سياسي أو إعلامي بغض الطرف عما تحقق على أرض الواقع، وهذا ما اتضح بجلاء في الحرب بين حزب الله وإسرائيل، فحزب الله عندما أقدم على عملية 'الوعد الصادق' لم يكن يتوقع أن ترد إسرائيل بهذا الشكل بل كان ظنه أن الأمر لا يعدو مجرد قصف بالمدفعية أو غارة جوية، أم أن يتصاعد الأمر بهذا الشكل فهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه حزب الله كما كشفت عن ذلك تصريحات 'حسن نصر الله' من طرف خفي، كما أن حزب الله لم يحاول أن يلحق خسائر قاسية بإسرائيل فحاد عن ضرب الكيمياويات في حيفا ولم يقدم على ضرب تل أبيب.

من جهتها فإن إسرائيل لم تكن تسعى إلى القضاء على حزب الله وتدميره ليس لقدراته وقوته، ولكن لأنه حزب منضبط على الرغم من الإزعاج الذي يسببه في بعض الأحيان، إلا إن زوال حزب الله من جنوب لبنان كفيل بصعود مقاومة سنية بديلة وهو أمر لا تقبله إسرائيل بتاتًا، فالمشروع الشيعي وإن كان مزعجًا للمشروع الصهيوني الأمريكي إلا إنه يبقي مشروعًا منضبطًا لا يرفض التعاون والتفاوض بل قد يبادر إلى التعاون مثلما حدث من إيران في أفغانستان والعراق، ومثلما حدث من حزب الله قديمًا عندما عمل على إحباط هجمات المقاومة من جنوب لبنان، أما المشروع السني المقاومة فهو مشروع مزعج ولا يقبل التفاوض أو المساومة والوقائع على ذلك كثيرة بدءً من طالبان في أفغانستان وانتهاءً بالمقاومة الفلسطينية ومرورًا بالمقاومة العراقية، فعلى الرغم من المحاولات الأمريكية الكثيرة لفتح بابًا للتفاوض مع المشروع السني إلا إن دومًا كان يقوم المشروع السني بإغلاق هذا الباب، لذلك فإن المشروع الشيعي وإن كان مزعجًا بعض الشيء يبقي أفضل من المشروع السني.

لهذا نستطيع أن نقول أن الحرب الذي شهدتها لبنان لم تكن حرب تحرير من قبل 'حزب الله'، ولا حرب تدمير من قبل 'إسرائيل' لحزب الله، ولكنها كانت حرب لتحريك الأوضاع السياسية وإعادة ترتيب ميزان القوى.

ميزان النصر:
إذا كان الأمر كما أوضحنا، فلماذا يصر كلا الطرفين على أنه انتصر في المعركة، وكيف نزن الأمور؟.

لكي توضع الأمور في نِصابها، فإن هناك حدودًا عملية لضبط ميزان النصر، فالقضية لا ترتبط بعملية واحدة لضرب سفينة أو إسقاط طائرة أو استهداف مدينة، على نحو يثير حماس الرأي العام، وإنما بحرب شاملة طويلة لا يؤدّى فيها ضرب سفينة حربية إلى إنهاء الحصار البحري أو يؤدّى إسقاط طائرة إلى وقف الغارات الجوية، وقد لا يؤدّى فيها استهداف مدينة إلى انهيار في الداخل.

إننا لا نقلل مما حدث وتحقق ولكن يجب أن نزن الأمور بميزان صحيح، فعندما تقوم المقاومة الفلسطينية بأسر جندي صهيوني يكون ذلك انجازًا حقيقيًا غير مسبوقًا لما يعلمه الجميع من الحصار المادي الذي يواجهه الفلسطينيون، عندما يصمد مخيم جنين أمام الدبابات الإسرائيلية فهذا هو النصر الحقيقي لأن الصمود كان بأسلحة بدائية وبذخيرة تكاد تنضب، عندما يقتل جنديان إسرائيليان أو ثلاث في عملية استشهادية فلسطينية هذا هو النصر الحقيقي لأننا نعلم أن المقاومة الفلسطينية لا تملك سوى هذا الحزام الناسف، ولو ملكت غيره ما ادخرته.

أما عندما نتكلم عن حزب هو في حقيقة الأمر ميلشيا عسكرية تمتلك أسلحة قد لا تمتلكها الكثير من الدول وتأتيه من الأموال الكثيرة ولديه أرض يسيطر عليها فعندها لا يكفي الحديث عن ضرب سفينة أو إسقاط مروحية، بل يجب علينا أن نزن الأمور بميزان دقيق يأخذ في الاعتبار قدرات الحزب العسكرية وما كان يستطيع تحقيقه، وآمال الشعوب المعلقة عليه، ثم ننظر بعد ذلك فيما تحقق وجرى، هذا هو الميزان المنضبط، فالجهاد يعني في مفهومه اللغوي والشرعي بذل الجهد أي أقصى الجهد وكل ما يستطيعه المسلم من أجل إعلاء كلمة الله ولا تهم النتيجة إن فعل ذلك، أما أن يدخر جهده ويوفر سلاحه من أجل أغراض سياسية وأهداف إعلامية فبالتأكيد أن هذا لا ينطبق عليها وصف الجهاد.

فإذا كان حزب الله يستطيع ضرب تل أبيب ونادت الشعوب المسلمة الطيبة هاتفة باسمه مطالبة إياه بفعل تلك الخطوة، ولكنه لم يفعل ذلك، فلنا أن نتساءل لماذا لم يقدم على تلك الخطوة، هل كان ينقصه السلاح فلماذا التهديدات النارية ومداعبة عواطف الشعوب المسلمة، وإذا كان يملك فلماذا صمتت صواريخ حزب الله ولم تصمت نيران إسرائيل عن ضرب شمال وجنوب لبنان، هل اختبأ وراء الصمت مكاسب سياسية كما تردد أن رايس طالبت إيران بمطالبة حزب الله بالحياد عن ضرب تل أبيب، أم أن حزب الله أراد أن يؤكد أنه حزب منضبط لا يتحرك إلا في حدود معينة ومدارات محددة رسمت له من قبل؟.

وإذا كان حزب الله يمتلك أرضًا يبسط سيطرته عليها، فكيف يقبل بقرار دولي ينزع منه تلك السيطرة ليضعها في أيدي قوات دولية تعيد ذكرى الاحتلال للبنان، وإذا كان القرار الدولي يشير إلى نزع سلاح حزب الله فبالتأكيد أن حزب الله لم يوافق على ذلك إلا وهو ينتظر مكاسب سياسية وترتيبات لعلها لا تتضح في القريب العاجل.

غير أنه حتى نكون منصفين، يجب أن نشهد أن حزب الله انتصر، ولكنه انتصر في معركة الإعلام والفضائيات، حيث الخطب الرنانة والتصريحات النارية التي رفعت نصر الله ورفاقه إلى مصاف الأبطال العظام، بل وصفه البعض بأنه صلاح الدين العصر الحديث، على الرغم من أن الشيعة في القديم والحديث لم يكرهوا قائدًا مسلمًا كما كرهوا صلاح الدين الأيوبي.

أما على أرض الواقع فمن البين لكل ذي عينين أن إسرائيل نجحت في إعادة الاحتلال الفرنسي للبنان، ونجحت في وضع حاجز دولي بينها وبين حزب الله، كما جعلت نزع سلاح حزب الله مطلبًا دوليًا أمميًا، فإسرائيل التي لم تنجح في حسم الحرب عسكريا تحاول حسمها سياسيًا، وحزب الله الذي لم يحسم الحرب عسكريا يحاول حسمها إعلاميًا.

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة:

عقب هزيمة 1967 رفع في مصر شعار 'لا صوت يعلو فوق صوت المعركة' وكان المقصود بهذا الشعار هو رفض أي نقد أو دعوة للإصلاح الداخلي بحجة أن البلد في حرب والطعن في النظام دليل على العمالة للعدو، ورغم مرور قرابة ثلاثين عامًا على هذا الشعار، إلا إن حزب الله نجح في استعادة هذا الشعار في حربه الأخيرة، فأصبح كل من ينتقد حزب الله هو عميل للصهيونية العالمية، بل أصبح كل من يدعو للتفكر في الأمر والتأمل فيه متهمًا بالجبن والاستسلام، لقد زعم 'حسن نصر الله' في إحدى خطاباته أنه يحارب نيابة عن الأمة، وهو قول مغال منه يقصد به تكرار قولة 'لا صوت يعلو فوق صوت المعركة' وجعل المعادلة من شقين إما مع حزب الله أو مع الصهاينة، وهو ما يذكرنا بمعادلة الرئيس الأمريكي جورج بوش 'أما معنا أو ضدنا'، وإذا كان نصر الله يحارب نيابة عن الأمة فهل أخذ رأى الأمة قبل بدء الحرب أو قبل إيقافه أم أنه لا يعترف سوى بالرأي الذي يأتيه من طهران حيث ولاية الفقيه، وحيث قال نصر الله قديمًا: 'إذا أردنا الآخرة فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة [يقصد المهدي المنتظر] وأزيدكم إذا أردنا عز الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلا مع ولي الأمر حتى هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده لولا رجل اسمه روح الله الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنئي لما استمرت المقاومة'.

ولعل هذا التصريح أبلغ دليل على العلاقة بين حزب الله وإيران، لذلك فلن نكون متجنيين إذا قلنا إن حرب لبنان الأخيرة كانت من أجل طهران، فإيران كان لديها ورقتان لتلعب بهما ورقة حزب الله وورقة الملف النووي، ويبدو أن إيران اختارت أن تضحى بورقة حزب الله حتى تحتفظ بالورقة الأخيرة.

ماذا ينتظر أهل السنة في لبنان؟:

في الختام يجب أن نتساءل، ماذا ينتظر أهل السنة في جنوب لبنان بعد تلك الحرب، فقد نقلت مواقع الإنترنت تصريح 'سيد علي' أحد عناصر حزب الله لصحيفة الجارديان الذي توعد أهل السنة بعد الحرب، وقال في تصريحاته: 'أن الصراع ليس فقط ضد إسرائيل و لكن أيضا ضد أهل السنة ... عندما تنتهي الحرب مع إسرائيل, ستبقى أمامنا عدة معارك لنخوضها في لبنان, الحرب الحقيقية ستبدأ بعد هذا المناوشات الحالية مع أولئك اللبنانيين الذين لم يقفوا معنا, حزب الله لديه أفضل جهاز استخبارات عسكري في هذا البلد, و أيدينا ستطال كل من صرّح ضدنا .. فلتتوقف هذه الحرب ثم سنبدأ في تصفية الحسابات'.

ولا يظن البعض أن هذه تصريحات مجرد متطرف من حزب الله، فالواقع العملي قبل هذه الحرب يثبت ذلك، حيث اشتكى الدكتور محمد علي الجودي مفتي جبل لبنان من ظلم وتجبر حزب الله في استيلائه على مساجد السنة، وقال الجودي بعد أن تكلم عن انتصارات حزب الله في عام 2000: 'هذا الانتصار على ما يبدو دفع بعض شباب حزب الله لمحاولة السيطرة على مساجد أهل السنة والجماعة في الجنوب وفي جبل لبنان، فقد تكررت المحاولات .. وفي بلدة الجية يتعاون حزب الله مع حركة أمل، مع الشيخ عبد الأمير قبلان على اغتصاب أوقاف السنة، حيث اصدر المجلس الشيعي الأعلى قراراً بتأليف لجنة لأوقاف الشيعة في الجية ، ثم ادعت هذه اللجنة على المديرية العامة للأوقاف الإسلامية السنية في بيروت بأنها صاحبة حق في أوقاف الجية ..'، هذا ما ينتظر أهل السنة في الجنوب ولعل لأجل ذلك اندلعت الحرب الأخيرة.
توقيع أبو فـلاح
 
إذا سكت المثقف فقد بدأ رحلة الموت وهو على قيد الحياة
وحين يفقد البلد أنفاس المثقفين فإنه يختنق,ويذبل,
ويعيش حياة تشبه حياة الموتى




أبو فـلاح غير متصل  
قديم 23 / 08 / 2006, 35 : 09 PM   رقم المشاركة : [40]
ابوخالد
:: كبار الشخصيات ::

 الصورة الرمزية ابوخالد
 






ابوخالد will become famous soon enoughابوخالد will become famous soon enough

إرسال رسالة عبر MSN إلى ابوخالد

افتراضي

ثبتناه ولي عوده ان شاء الله..
توقيع ابوخالد
 [align=center][CENTER][CENTER]
ربيت فدنيتي مليان ناظر=ولا راعي لمنزال الأهله
وكبرت وماني بحاجة سواتك= فمدك يعتبر مكسى مذله
.
صفحتي في الفيس بوك..
http://www.facebook.com/profile.php?...&id=1237031140

تغريدات تويتر
http://twitter.com/#!/aziz_alodib
ابوخالد غير متصل  
   
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 48 : 11 AM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية