العودة   منتديات بوابة جاش > المنتديات العامه > نزف المحـابر
   
 
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : [1]  
قديم 07 / 10 / 2010, 10 : 03 AM
أبو ياسر
 


Exclamation أماه .. كلنا فداك!!



في صبيحة يوم من أيام مكة،خرج رسول الرحمة من داره بادي العزم ، تعلو محياه تباشير النصر ، قاصداً بيت أبي بكر، من صدقه لما كذبه الناس ،و كان صفيه من بين الخلق و أنيس دعوته ، أعظم الصديق مقدم الأمين ، و رحب به و أجلسه في مجلسه، وراح النبي –صلى الله عليه وسلم – يتحدث عن إذن الله تعالى له بالهجرة إلى المدينة ، ثم قال كلمة كاد قلب الصديق أن يطير لها فرحا، إذ طلب إليه تجهيز الناقة و أن يكون صاحبه في هجرته فلم يكن جواب الصديق إلا البكاء!، و هناك في زاوية الغرفة تجلس فتاة حمراء الوجنتين دافئة العينين ، تراقب عن كثب هذا الرجل الذي ملأ سمع الكون ، و تتأمل عظيم ترحيب والدها به ، وتعجب للفرح كيف يعبر عنه بالدموع ، فوقع حب النبي – صلى الله عليه و سلم - في قلبها ، ولكنها كانت صغيرة لا تعقل من الحب إلا خفق الجنان، و بينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في منامه إذا جاءه ملك بامرأة يحملها في سَرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك . فكشف عن وجهها فإذا هي عائشة ، وتكرر المنام ثلاثاً فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إن يك هذا من عند الله يمضه، فزيجة عائشة لنبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – بوحي من الله تعالى ، و تزوجها و سوده في وقت واحد وذلك كان في السنة العاشرة من النبوة بعد متوفى خديجة - رضي الله عنها -، و كان عمر عائشة ست سنين ، تقول الحميراء : (جائني نسوة وأنا ألعب على أُرجوحة و أنا مجممة فهيأنني و صنعنني ، ثم أتين بي إليه - صلى الله عليه و سلم - ) ، و ما هي إلا أيام حتى هزت أحداث الهجرة بيتها الصغير واحتملت مع أسرتها هم الأمانة السماوية ، فاستنفروا جميع طاقاتهم لحماية مشروع الهجرة فكتمت وأسرتها سر الغار و لم يبدوه لأنها تعلم أن قريش رصدت لمن يأتي برأس زوجها النبي محمد – صلى الله عليه و سلم – مئة ناقة ، و كانت تجهز مع والدتها الزاد فتحملها أختها ذات النطاقين – رضي الله عنها – إلى عظماء الغار ، و كانت أيام عصيبة على آل أبي بكر و المسلمين جميعاً، فنجاح رحلة الهجرة لا يهم عائشة فقط بل يهم البشرية جمعا ، لله هذا الهم ما أكبره!! ، وخفق طائر الغربة بجناحيه على جبال مكة فاستوحشت بهجرة السراج المنير عنها، ولكن بيت آل أبي بكر يعاني غربتان غربته بهجرة النبي – صلى الله عليه و سلم – و غربته بهجرة قيمهم ووالدهم أبي بكر – رضي الله عنه- و ما هي إلا فترة حتى لحق آل أبي بكر بالمسلمين في المدينة ، وتأسست على ذرى المدنية دولة البشرية الفاضلة، و لما أن فرغ رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من غزوة بدر دخل بها و قد بلغت تسع سنين ، وكانت عائشة في بيت النبي – صلى الله عليه و سلم – تلعب كما الأطفال، حتى أنه – صلى الله عليه و سلم - كان يراها تلعب مع صويحباتها من الأنصار في بيته و لا يعنفها بل يبتسم لها ، فعاشت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم عيشة هنيئة ملؤها العطف والرحمة ، فإن قلت زوجها صدقت و إن قلت والدها صدقت و إن قلت حياتها صدقت ، ولا عجب – يا سادة - فنبينا – صلى الله عليه و سلم - خير الناس خلقاً مع أعدائه فما ظنك بخلقه مع أهله فما ظنك بخلقه مع أحب أزواجه إليه ، وفي يوم عيد أخذ أهل الحبشة يلعبون بالحراب في المسجد فرئاها تتطلع لرؤيتهم، فحملها على ظهره الشريف و راحت تطالعهم و سرورها بحب النبي لها أشد من سرورها بلعب أهل الحبشة ، وكان لها لعب تلعب بها فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فرأى لعبها فيسألها: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي. ورأى بينهن فرساً لها جناحان من رقاع فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت فرس قال وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان . قال: فرس له جناحان؟! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟! قالت: فضحك حتى بدت نواجذه.

لقد ملأت عائش – رضي الله عنها – حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – و أحبها حتى لم يكتم هذا الحب و أعلنه في الملأ ، يقول عمرو بن العاص ما رآني رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إلا وتبسم لي حتى ظننت أني أحب الناس إليه ، فعزمت على سؤاله عن أحب الناس إليه ، فلما سألته عن ذلك قال : عائشة ، قلت من الرجال . قال : أبوها.
يا أخوتي و ددت والله لو وقفت مع كل قصة لنبي – صلى الله عليه و سلم - مع عائشة و أيم الله إن فيها دروساً و عبراً تحيي القلوب ، و تدلنا على عظيم حب نبينا لصفيته التي اصطفاه الله له عائش – رضي الله عنها - ، و لن ينس التاريخ أن عظيم الإنسانية و معلمها الأول و الأخير قضى لحظات حياته الأخيره في بيت عائشة و رأسه على فخذها، وكان عمرها - رضي الله عنها - ثماني عشرة ربيعاً ، ولله حزن قلبها كيف هو ، أواه ! نحن نبكي لما نتذكر حادث إنتقاله إلى الرفيق الأعلى ، فكيف بمن عاشت في كنفه ، إلا أن عزائها أنها زوجته في الدنيا و في الآخرة و أعظم به من فضل ..
يتبع
   
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 39 : 11 AM.


جميع المشاركات ملك لكاتبيها
 
مجموعة ترايدنت العربية