فرصة لبداية جديدة
الذين ارتكبوا جريمة البارحة ـ التي ستترك أثرها المؤلم على طبيعة وطننا الآمن ـ ليسوا بالإرهابيين الانتحاريين وحدهم وإنما كل من حرض, وكل من برر، وكل من وصفهم بالمجاهدين، بل كل من سكت عن هذا التوجه الشاذ على ديننا وطبيعتنا وبحث لهم عن الأعذار. إنها ساعة فاصلة لا تحتمل التسويف ولا التأجيل، ويجب ألا نتسامح مع هذا التيار المتعصب الخارج عن صف الجماعة تحت أي مبرر، وإلا فإننا نهدد بذلك هذا الكيان وهذا الأمن وهذه الوحدة الوطنية.
بيننا فكر ظلامي يرفض "العصرنة" والمساواة والتسامح والانفتاح على العالم من أجل حياة أفضل بروح إسلامية أصيلة، ومن يحملون هذا الفكر ليسوا مجرد شباب مغرر بهم يحملون السلاح ويخرجون على الدولة، وإنما طابور واسع نما في غفلة من الزمن واستغل تسامح ولي الأمر, تتدرج عندهم صور التكفير والعصيان ولكن يجمعهم هدف واحد ليس فيه خير لبلدنا.
هؤلاء وفكرهم يجب أن يكونوا الهدف الأول بعد القضاء على هذه العصبة المارقة.
نريد أن نعيش في مجتمع مسلم منسجم مع ذاته لا متصارع. وليكن ما حصل البارحة بداية النهاية لهذا التيار، وبعدها نتفاءل بربيع سعيد مقبل.
جمال خاشقجي
|