مادعاني لكتابة هذا المقال هو حدثين رأيت احدهما وسمعت بالأخر بذات اليوم , فلقد
دخلت احد المولات وصادف دخولي احد الشباب اصحاب الشعر" المخربش" مايسمى الكدش وذوي
البنطال الضيق- يكاد يتشقق- كرهت ماشاهدت من هالشكل واحتقرت صاحبه ,وبعد تجوالي في
المول وعندما اذن العصر ذهبت لمسجد السوق , الا وصاحبي يسابقني الدخول الى المسجد,كان
طبيعي وعادي ولا شي يستوجب الاستغراب , لكن ماحدث بعد الصلاه هو ذلك الذي اعطاني درس
في عدم الاستعجال والحكم على الناس من مظهرهم من اول وهله ,فلقد قام هذا الشاب واخذ المصحف وجلس اخر المسجد
ليقرأ القران,ربما يقول البعض عادي, لا يا اصحابي ليس عادي ,فقرأت
هذا الشاب للقران في عصر الجمعه يعني بالغالب انه يقرأ سورة الكهف, وهذا يدل على اعتياده
على هذا السلوك كل جمعه,مما يسوقنا الى ان في هذا الشاب الكثير من الخير الذي لم نره ويقبع
خلف هذا اللباس
موقف اخر حكاه لي احد العماله وهو ان شخصاً ملتحياً قد اخذ منه بعض المشتريات ,ووعده بأن يعود
ليعطيه ثمنها, ولثقه هذا العامل بصاحب "اللحيه", وافق على ذلك ثم يقول انه مرت اشهر ولم يعد
لنقارن بين الشخصين فأحدهما ارتكب سلوكاً خاطئاً في لبسه وصار من المغضوب عليهم رغم مايملكه
في داخله من حب للدين واهله , والأخر نثق به ونجلله لمجرد انه أطال اللحيه – سنه – رغم مايحمل في داخله من نفاق وكذب
وربما يرتكب الكثير من المحرمات
للأسف أن هذا ينطبق على حال الكثير منا في تعاملاته اليوميه وتصوراته الفكريه, فنحن
شعب يقدر المظاهر ويصدقها ,رغم يقيننا احيانا انها مجرد أقنعه زائفه
قس على ذلك المدخن وكيف ننبذه ونطرده من مجتمعنا –رغم مايحمله من خصال طيبه- بل احياناً
تصل الى درجة المحاربة , وكذلك مع المراهق ,مسبل الثوب ,حليق الذقن والشارب , ومع اي انسان قد وقع في خطأ لسبب ما
في النهايه أنبذ كل سلوك خاطئ ولا ادعو لسلوكه, كما اقدر كل من أطال "اللحيه" اقتداءاً بالرسول واقتدأ بكل ماجاء به
داعياً لتمحيص اقوال الشخص والتمعن في افعاله قبل اطلاق الحكم عليه
دمتمـــ
لايغُرَنّك المظهر
العرض العادي
