ا لاستهلاك والإسراف.صفات لحياة كثير من العزاب
لماذا أعيش؟ ولأجل من أكد وأتعب؟... أسئلة تفرض نفسها على معظم العزاب الذين يأخذون من الزواج موقفا لسبب أو لآخر؛ ففي لحظة من اللحظات يجد العازب نفسه معزولا عن العالم، غارقا في مستنقع الوحدة.. ربما يخفف من حدتها شواغل الحياة أو البحث عن مجد مهني، لكنه ساعة المرض، حينما لا يجد من يربت على كتفه.. من يحزن لأجله.. من يدعو له بالشفاء.. يدرك أن قرار العزوبية لم يحالفه التوفيق فيه.. فليس على الدنيا أهنأ من ابتسامة طفل وهو يقول لك "بابا"، ولا أروع من نظرات الحب الدافئة من زوجة محبة ووفية لزوجها
متاعب نفسية
ويؤكد أساتذة علم النفس الاجتماعي، على أن العازب يعاني دائما من القلق، وشعوره المستمر بالاكتئاب يمكن أن يؤدي به إلى التفكير في الانتحار؛ ليتخلص من حياته التي يراها عبئا عليه، ويعمق هذا الأمر شعور الرجل العازب أحيانا بأنه أقل من الرجل المتزوج؛ حيث قد يعتريه إحساس وهمي بأنه غير مرغوب فيه اجتماعيا. إن العازب غالبا ما يفسر تصرفات الغير على أنها رد فعل على عزوبيته أو أنها موقف سلبي منه، وهذا إحساس مضخم من طرفه، ينبغي عليه تجاوزه وإلا وقع في مشاكل نفسية عويصة، منها سلوكه نهج العنف ضد الآخر كتعويض نفسي داخلي على ما يختلج صدره من الشعور بأن شيئا ما ينقصه، أو نهجه حياة العزلة عن المجتمع، وكلها مصاعب نفسية جديرة بالعلاج الفوري حتى لا يتفاقم الوضع أكثر.
مضار اقتصادية
ترى بعض الآراء أن العزوبية قد تكون سببا من أسباب الفقر، ويسندون في ذلك على فرضية أن العازب يكون أكثر استهلاكا من المتزوج؛ نظرا لأنه لا يقيم -في مجمل الحالات- وزنا ولا قيمة للمال الذي يكسبه؛ فلا زوجة تنتظر راتبه في أول الشهر ولا أولاد يطالبونه بالكسوة والدواء والكتب وغيرها من المصاريف الكثيرة، فتجده ينفق يمنة ويسرة بلا رادع ولا حسيب. ويزكي هذه إن الله تعالى جعل من الزواج طريقا إلى الغنى؛ لأنه يمد المتزوج بالأسباب التي تعينه على تجاوز الفقر، مصداقا لقوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
الزواج
يكسب توصل الباحثون في جامعة "وورويك" البريطانية إلى أن الرجال والنساء المتزوجين يتمتعون بصحة أفضل من نظرائهم العازبين. ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يرجع جزئيا إلى الدعم الاجتماعي والعاطفي لوجود زوج أو زوجة، أو لأن العازبين من الجنسين يعيشون حياة غير صحية، ولا أحد يهتم بهم أو بصحتهم. كما أكدوا على أن الزواج يزيد من استقرار الحياة، ويخفف التوتر والمشكلات المصاحبة له، كما أنه يشجع على أتباع أنماط الحياة الصحية المفيدة، وتجنب السلوكيات الضارة كشرب الخمر واستخدام المخدرات، وأن وجود شريك الحياة يؤمن الراحة والاطمئنان والعناية الصحية للشخص، وخاصة في أوقات المرض.
وأسفرت الدراسة عن وجود علاقة بين الزواج وطول عمر الرجل؛ فالرجل المتزوج يزيد عمره في المتوسط 3 أعوام عن قرينه الأعزب.]]