السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منظر جميل أنا نرى إخوة يمازحون ويضاحكون أخاهم " المعاق " جسدياً أو عقلياً وكأنه من الأصحاح
ولا فرق بينه وبينهم .. وعند رؤيتك لحالهم في التعاطي معه والمقالب التي يصنعونها فيه يُخيل إليك بأن المغلوب على أمره ليس بالهين كذلك فهو يرد لهم الصاع صاعين .. وتمضي الحياة بجمالها وروعتها فما هي إلا محطة ضمن رحلة عابر ولا يفلح فيها إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
في الجانب المقابل نرى المأساة .. نسمع عبارات .. نرى حركات أعين تدمي القلب
تلك العبارات التي تأتينا توالي
ــ خفيف عقل لا تاخذ على كلامه
ــ ترى فلان عقله مب صاحي
ــ معوق من يوم صغير
ومن المناظر ما تجعلك تخاف تصاريف الزمن وتدعوا الله كثيراً على نعمة الصحة
ــ ففي المستشفيات ترى من يسوق معاقاً أو خفيف عقل بسرعة البرق متحاشياً نظرات الناس إليه وكأنها الحالة الشاذة الوحيدة بهذا الكون .. مترجياً الطاقم الطبي إنهاء " المصيبة " التي معه بأسرع وقت
ــ في الإسواق هم غير مصرح لهم بالدخول وإنما عليهم الإعتكاف بين جدران الغرف فالأماكن العامة للمعافيين واللائقين صحياً
ــ في المعاملة تكون الصيغة السائدة هي الأمر والنهي حيث لا مجال للمشاركة في المواضيع أو التعاطي مع الأحداث .. لا للمس الموجودات في المنزل فحالتهم لا تسمح لهم بالتحكم في أجسادهم أو تفادي وقوع أية قطعة
ــ وجودهم في الحياة ما هو إلا تكليف وزيادة عبء على الغير .. لذا فحتى لا تزداد الأعباء عليهم الإلتزام بالتعليمات الصادرة لهم والعمل على عدم تخطيها
ما ذُكر أعلاه نماذج وأمثلة نراها ونعايشها كثيراً
ففي حالة قيامك بزيارة قريب أو صديق ولديهم حالة من ذوي الإحتياجات الخاصة تراه يتحاشى ظهور الحالة بشتى الطرق .. وتراه يحس بإحراج شديد وكأن شخصاً قد ظهر عارياً من أي لبس .. وترا جلياً إحمرار الوجه وإخضراره وكأن جبلاً قد إنهد على رأسه والحقيقة ما هي إلا عدم رضى بقضاء الله وقدره
الحيـــــــاة : تعريفها ببساطة ما هي إلا محطة وما نحن فيها إلا عابري سبيل .. وإن تفكرنا في الأسباب والنصيب فما الذنب الذي يحمله من ولد معاقاً أو به خفة عقل !!
أفلا يستحق العيش ؟؟ أفلا يستحق الحنان والعطف منا ؟؟ أفلا يستحق أن نبتسم له ونشاركه الهموم وأسعد اللحظات
إلى متى تظل درجات تحجر قلوبنا في إرتفاع !! الا نتعض من الدنيا ؟؟ أوليس العالم كله همه كلمة " إنخفاض" ؟؟ فلم نساير التوجه العام ونسعى للتتخفيض من حدة قسوة قلوبنا
ولم لا نحاول الوصول بدرجات الإنخفاض لتكون في متناول الجميع
صغاراً كانوا أم كباراً ؟؟ أصحاء أم معاقين جسدياً وعقلياً ؟؟
ربما لن يجدي ما طرحت نفعاً ولن يحرك إحساساً
ولكن فقط
تذكر وتخيل قليلاً بأنك "
معــــــــاق "
وكفى بالموت واعظاً
كل الود