[align=center]
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]لطالما فكرت كثيراً في السعادة ، ذلك الشعور الجميل الذي يركض خلفه البشر ، والمعنى الساحري الذي إذا خالج النفس نقلها إلى السماء ، ويتفق جميع البشر على اختلافهم في السعي إليها ، لو خرجت الآن إلى الشارع و سألت أحد المارة ماذا تريد أن تحققه في الحياة لقال السعادة !![/align][align=center]
ولكن ما هي هذه السعادة وهل للسعادة صورة نعلن عنها في المنتديات و الصحف و نضع الجوائز على من يقبض عليها حية أم ميتة ، طلب عباس العقاد من أحد أصدقائه وكان رساماً مشهوراً، أن يتخيل جسداً للسعادة ويرسمه ، فلما أتاه بعد أيام وجد على المنضدة لوحة ، لما نظر إليها وجده رسم فتاة كاملة الأنوثة ، شعرها ذهبي آسر ، و هي تركض في واحة وارفة بفستان أبيض و الهواء يعبث في شعرها ، ولو كنت رساماً لما رسمت هذه الفتاة ، بل سأرسم منظر الغروب في إحدى الغابات الاستوائية ، و الشمس ترمي أشعتها البرتقالية بفتور على أغصان أشجار الصنوبر العملاقة ، و صور العصافير في أعشاشها وهي تلتم على صغارها بعد رحلة عذاب طويلة وكفاح مضني من أجل البقاء، و لو طلبت منك – عزيزي القارئ – أن ترسم السعادة ماذا كنت لترسم أتمنى أن أرى ذلك في تعليقك، ولنا أن نقول أننا لن نستطيع أن نضع صورة للسعادة متفق عليها، لأن مردها أذواق البشر و الأذواق متفاوتة ، فأذكر مرة أني رأيت فيلماً وثائقي لرجل و زوجته وضعوا لهم خيمة في أحد الغابات البعيدة ، وراحوا يتأملون طيور تلك الغابة و يبحثون عن حيواناتها و يغصون في أنهارها لاكتشاف أنواع السمك و الحشرات ، و يسجلون كل ذلك في سجل و يوثقونه بالتصوير ، و ذكرا أنهما على هذا الحال منذ عشرين سنة ، و في خاتمة الفيلم يقول الزوجان أنهما يشعران جداً بالسعادة و أن هذه الهواية هي سبب استمتاعهم بالبقاء في الدنيا ، وفي المقابل رأيت فيلماً وثائقياً عنوانه: القارة المنسية ، من إعداد و تقديم المذيع البارز فهد السنيدي و من إنتاج قناة المجد الفضائية ، و كانت تلك المنسية هي قارة أفريقا ، التقوا هناك بالداعية الطبيب عبد الرحمن السميط و كان السميط – حفظه الله – يتحدث عن الدعوة إلى الله و كيف أن هناك تقصير كبير في دعوتهم إلى الإسلام ، و يصف عظيم خطر التنصير عليهم مع أن أكثرهم من أصول إسلامية ، وفي خاتمة الفيلم و كان المخرج الملهم قد اختار مكان مناسباً ليختم به هذا العمل الشيق ، فظهر السنيدي و السميط على حافة نهر شديد الجريان و يتدلى فوق رأسيهما غصن شجرة مورق و ناحية الغروب تلوح الشمس بإشارة الوداع، فقال السميط بصوته الواثق بالله و بعباراته المشعرة بالصدق أنه هنا يجد لذة السعادة التي لا يجدها الشباب في متابعة كرة القدم و لا أي نوع من أنواع المتع الدنيوية ، ويواصل فيقول أنه ترك في الكويت كل وسائل الرفاهية و العيش الرغيد و قرر العيش هو وزوجته في مدغشقر و حفرا قبريهما استعداداً للموت و لا سعادة تضاهي ما يشعران به من السعادة ..
هكذا إذن هي السعادة معنى هلامي لا تقدر أن تمسك به ، يتمثل في صور كثيرة بقدر عدد البشر ، فلا تعجبن إذا رأيت أحدهم مهتماً بأمر و يجد السعادة فيه ، و لا تعلن النكير عليه لأنك بذلك تحاكم الذوق... وداعاً و إلى لقاء آخر على مائدة السحور[/align][/cell][/table1][/align][/align]
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]لطالما فكرت كثيراً في السعادة ، ذلك الشعور الجميل الذي يركض خلفه البشر ، والمعنى الساحري الذي إذا خالج النفس نقلها إلى السماء ، ويتفق جميع البشر على اختلافهم في السعي إليها ، لو خرجت الآن إلى الشارع و سألت أحد المارة ماذا تريد أن تحققه في الحياة لقال السعادة !![/align][align=center]
ولكن ما هي هذه السعادة وهل للسعادة صورة نعلن عنها في المنتديات و الصحف و نضع الجوائز على من يقبض عليها حية أم ميتة ، طلب عباس العقاد من أحد أصدقائه وكان رساماً مشهوراً، أن يتخيل جسداً للسعادة ويرسمه ، فلما أتاه بعد أيام وجد على المنضدة لوحة ، لما نظر إليها وجده رسم فتاة كاملة الأنوثة ، شعرها ذهبي آسر ، و هي تركض في واحة وارفة بفستان أبيض و الهواء يعبث في شعرها ، ولو كنت رساماً لما رسمت هذه الفتاة ، بل سأرسم منظر الغروب في إحدى الغابات الاستوائية ، و الشمس ترمي أشعتها البرتقالية بفتور على أغصان أشجار الصنوبر العملاقة ، و صور العصافير في أعشاشها وهي تلتم على صغارها بعد رحلة عذاب طويلة وكفاح مضني من أجل البقاء، و لو طلبت منك – عزيزي القارئ – أن ترسم السعادة ماذا كنت لترسم أتمنى أن أرى ذلك في تعليقك، ولنا أن نقول أننا لن نستطيع أن نضع صورة للسعادة متفق عليها، لأن مردها أذواق البشر و الأذواق متفاوتة ، فأذكر مرة أني رأيت فيلماً وثائقي لرجل و زوجته وضعوا لهم خيمة في أحد الغابات البعيدة ، وراحوا يتأملون طيور تلك الغابة و يبحثون عن حيواناتها و يغصون في أنهارها لاكتشاف أنواع السمك و الحشرات ، و يسجلون كل ذلك في سجل و يوثقونه بالتصوير ، و ذكرا أنهما على هذا الحال منذ عشرين سنة ، و في خاتمة الفيلم يقول الزوجان أنهما يشعران جداً بالسعادة و أن هذه الهواية هي سبب استمتاعهم بالبقاء في الدنيا ، وفي المقابل رأيت فيلماً وثائقياً عنوانه: القارة المنسية ، من إعداد و تقديم المذيع البارز فهد السنيدي و من إنتاج قناة المجد الفضائية ، و كانت تلك المنسية هي قارة أفريقا ، التقوا هناك بالداعية الطبيب عبد الرحمن السميط و كان السميط – حفظه الله – يتحدث عن الدعوة إلى الله و كيف أن هناك تقصير كبير في دعوتهم إلى الإسلام ، و يصف عظيم خطر التنصير عليهم مع أن أكثرهم من أصول إسلامية ، وفي خاتمة الفيلم و كان المخرج الملهم قد اختار مكان مناسباً ليختم به هذا العمل الشيق ، فظهر السنيدي و السميط على حافة نهر شديد الجريان و يتدلى فوق رأسيهما غصن شجرة مورق و ناحية الغروب تلوح الشمس بإشارة الوداع، فقال السميط بصوته الواثق بالله و بعباراته المشعرة بالصدق أنه هنا يجد لذة السعادة التي لا يجدها الشباب في متابعة كرة القدم و لا أي نوع من أنواع المتع الدنيوية ، ويواصل فيقول أنه ترك في الكويت كل وسائل الرفاهية و العيش الرغيد و قرر العيش هو وزوجته في مدغشقر و حفرا قبريهما استعداداً للموت و لا سعادة تضاهي ما يشعران به من السعادة ..
هكذا إذن هي السعادة معنى هلامي لا تقدر أن تمسك به ، يتمثل في صور كثيرة بقدر عدد البشر ، فلا تعجبن إذا رأيت أحدهم مهتماً بأمر و يجد السعادة فيه ، و لا تعلن النكير عليه لأنك بذلك تحاكم الذوق... وداعاً و إلى لقاء آخر على مائدة السحور[/align][/cell][/table1][/align][/align]
تعليق