عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1]  
قديم 16 / 11 / 2012, 41 : 03 PM
أبو ياسر
 


Exclamation مبارك بن معيض – رحمه الله- .. فاجعة فجر الأربعاء!

استيقظنا فجر الأربعاء: 29/12/ 1433هـ على خبر رحيل قامة من قامات الكرم و جبل من جبال الوفاء و شامة من شامات الرجولة من منكم من زار الشرقية ولم يدخل منزله و يرتوي من كرمه و يتبخر بنفحات خلقه لا أحد؟! ، عندما يطرق مسمعك أن مبارك بن معيض مات ، تعلم جلياً أن بموته ماتت فضائل و بذهابه ذهبت شمائل أهكذا يقولون مات! لا إنه لم يمت وحده بل بموته متنا جميعاً نحن عصبته ، فأحسن الله عزائنا في أنفسنا.
لقد عاش الفقيد حياة ملئها الكفاح والعطاء ، بدأ من الصفر حتى كون ثروة عظيمة تنوء بحملها الخزائن ، ومع ذا لم يعتزل الناس أو يمد لحافه لزوجات و الأبناء فقط كعادة الكثير من الأغنياء ، لا بل مد بسطاً من العطاء جلس عليها كل أفراد قبيلته دون استثناء ، أشرع أبواب جوده لكل عابر سبيل من ذوي القربي و الجنب.
لله مشهد رحيله كم كان مؤثراً ، رأيت الناس يتزاحمون على قبره و يتناوبون على مراسم دفنه ، أردت أن أخلص إلى قبره فلم أمكن حتى واروه تحت اللبنات ، وقفت على حافة القبر وتذكرت بيتاً للمتنبي يصور هذا المشهد :
أهكذا البدرُ تُخْفِي نورَهُ الحُفَرُ# ويُفْقَدُ العلمُ لا عَيْنٌ ولا أَثَرُ
ياه! هكذا هي الدنيا وتلك سنتها ما عليها خالد ( كل من عليها فان ) ، إن هذا المشهد الذي نراه في هذه اللحظة يتكرر في كل ثانية و في كل بقعة من بقاع الأرض منذ أن خلقها الله إلى أن يرثها ، إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً ، فإذا أردت أن ترى الدنيا على حقيقتها فانظر إلى قبر ، فالقبر هو الحقيقة التي لابد أن تتحقق في حياتك و غير القبر إنما هي أحلام ، إلا أني أقول أن الموت لا يعني النهاية الأبدية ، إنه عبارة عن نهاية نعم و لكنها نهاية لمرحلة من مراحل الوجود فقط ، بعدها ينتقل الإنسان إلى مرحلة أخرى سرمدية أبدية وهي مرحلة العالم الآخر ، إذن فروح الإنسان خالدة بهذا المعنى فهي لا تموت ولكنها تنتقل من مرحلة إلى أخرى .
لقد مات –رحمه الله – ولكنه خلف بعده أبناء ، يسيرون سيرته ، و يصنعون صنيعه ، ترى بقاياه في كل واحد منهم ، فأسأل الله أن يبرد قلوبهم باليقين والرضى ، و أن يجمع كلمتهم على البر و التقوى ، و أن يتغمد فقيدهم بالرحمة و يجمعنا به و جميع أموات المسلمين في جنات النعيم ، وختاماً نقول ما يرتضيه الله / لا حول ولا قوة إلا بالله و إنا لله و إنا إليه راجعون.
رد مع اقتباس