أبو ياسر

قرأت هنا إبداعاً ...
سأسر لك أخي المبدع / الماس .. بسر و حاذر أن تخبر به أحداً ، بدأت بقراءة النص من الأسفل لأعرف الخاتمة و هو أسلوب أتخذه عند قراءة النصوص القصصية ، وكنت - وفقك الله - ذكياً جداً بأن جعلت نهاية القصة مفتوحة تخضع لتقديرات القراء لهذه القصة ، فأجبرتني أن أعود و أقرأها من بدايتها و أعيدها مرة ثانية لجمالها ..
نص مبدع بكل المقاييس ، فيه صورة جمالية أخاذة كمثل / (عاد يطرق الباب ثانية بقلب يحمل رعشة تسللت الى يده .. ) ، ومثل:( أتجه بناظريه صوب عينيها متسائلا ان كانت لا تزال على رأيها فأومأت برأسها بالإيجاب) طبعاً ليتك هنا لم تضف مقول البنت لتكون بالإشاراة فقط ليشعر القارئ أن الأمر يهمهم كثيراً و يقلقهم ما سيجري في الدقائق القادمة ، و مثل و أختم بها لأنها ماسة القصة بحق:( خطوات اقدام بدأت تتضح اصواتها صعودا وهبوطا جعلته يستيظ من غفلته ليجد ان الوقت قد مر سريعا وهو لا يزال جالسا فى مكانه بعينين دامعتين تكاد تسقط منها الدموع ،) ، كان وصفاً قوياً ، وهذه الأوصاف يعتني بها القاص المبدع لكي يستولي على حواس القارئ كلها ، لأن بعض القصص لا تأخذ منك إلا بصرك و فكرك ، أما هذه القصة فأخذت البصر و الفكر و الشعور وهذا هو المهم بالفعل ، و ما يدل على الإبداع في هذه القصة أنها اختتمت بنهاية مفتوحة خاضعة لتفسير كل قارئ و ما تمليه عليه ثقافته و حدسه ..
الماس , لا أريد أن أثقل النص بالمديح ، و لكن بحق نص رائع ، وأطلب منك طلبا ، أن تكتب لنا في نزف المحابر كل أسبوع قصة و سأحرص أن أعلق عليها و أقرأها ، وياليت تكون في ساعة متأخرة لكي أنام بعدها فوراً - أمازحك هنا - ..
تقبل كامل تقديري و امتناني