عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1]  
قديم 29 / 10 / 2009, 51 : 01 PM
الصورة الرمزية زائر الليل
زائر الليل زائر الليل غير متصل
*!* كاتب مميز *!*
 




زائر الليل will become famous soon enoughزائر الليل will become famous soon enough

افتراضي وأد من نوع آخر !!

بداية أعتذر عن عدم التواجد الفاعل في المنتدى خلال الفترة الماضية والتي تزامنت مع عودة المنتدى لسابق توهجه بسب ارتباطي بدورة إدارية انتدبت لها من جهة عملي ومعها لم أعد أجد الوقت الكافي لدخول المنتدى سوى لدقائق معدودة أخصصها لتصفح آخر المواضيع على عجل ولم أتمكن حتى الآن من المداخلة في عدد من المواضيع المتميزة لكبار كتاب المنتدى ....
ولأن ارتباطي بالدورة سيمتد لأسبوعين قادمين لذا قررت كتابة هذا المقال المتواضع على سبيل التواجد وذر الرماد في العيون !!!


ــــ


قبل حوالي أسبوع من الآن حدث خلاف بسيط بين أبناء عمومة من عائلة واحدة رغم أن الأمر بدأ كمزحة وما هي إلا دقائق معدودة حتى تطور الأمر إلى مشكلة صغيرة داخل العائلة تخللها تراشق غير حميم بالألفاظ الخارجة عن النص وفي المساء اتسعت رقعة المشكلة قليلاً ووصلت إلى أبناء عمومة من الدرجة الثانية وتحول الأمر من مشكلة صغيرة إلى مشكلة متوسطة ما لبثت أن تحولت لمشكلة كبرى فتشعبت ووصلت لأطراف من قبيلة أخرى ليس لهم ناقة ولا جمل في تلك المشكلة من الأساس عدا أنهم يرتبطون بعلاقة نسب مع العائلة وكانت النتيجة المباشرة لتلك المشكلة التي زلزلت أركان العائلة ومن صاهرها حالة طلاق وتفريق أسرة وهجر وقطيعة رحم بين عدد من أبناء العمومة ...... ومن المرجح أن يكون لتلك المشكلة توابع وزوابع وآثار بعيدة المدى ستؤدي حتماً إلى نتائج أسوأ بكثير!!
أما الذي أجج نار المشكلة وتسبب في جعلها تكبر وتتشعب وتغيب معها العقول ويبلغ الغضب من الرجال مبلغة وتؤدي إلى تلك النتائج الكارثية فهي ببساطة عادة قبلية جاهلية محرمة عششت وضربت بأطنابها في عقول كثير من أبناء قبائل الجزيرة العربية منذ القدم حتى الآن ألا وهي عادة الحجر أو العضل أو التحيير أو القرع حسب مسمى كل قبيلة فالمسميات تختلف لكنها تؤدي إلى معنى واحد وهو خنق الفتاة وسلب إرادتها وانتهاك آدميتها والتحكم في مصيرها وحاضرها ومستقبلها من قبل شخص أو عدة أشخاص من أقاربها وبموافقة ولي أمرها !!
وأكثر ما يثير الاشمئزاز من تلك العادة القبيحة أن المستفيد منها غالباً هو كل جاهل وساقط في القبيلة ممن عدموا المروءة والشهامة وجمعوا بين قبح الوجه وقبح الطبع فأصبحت ابنة العم هي الخيار الوحيد للزواج فغيرها بعيد المنال !!.....
لا أدري حقيقة كيف يقبل أب أو أخ أن يكبل ابنته أو أخته التي سيسأل عنها أمام الخالق سبحانه وتعالى بسلاسل عادة قبلية ذميمة محرمة في شرع الله ويسلمها لشخص آخر ليتحكم في مصيرها فأما أن يتزوجها رغم عنها أو يمنعها من الزواج من غيره أو يستخدمها كورقة للمساومة للحصول على مقابل مادي أو سيارة فخمة من أي شخص يتقدم لخطبتها كما حدث ولا زال يحدث وبكثرة !!
بل أن الأمر تجاوز ذلك وأصبح الحجر وسيلة لتصفية الحسابات الشخصية فلم يعد مستغرباً أن يقوم جبان ما بحجر ابنة عمه على ابن عمها الأبعد قليلاً أو أي شخص من أبناء القبيلة بسبب خلاف بينهما رغم أنه متزوج من ابنة عمه الأخرى لأنه ببساطة أتفه وأجبن من أن يأخذ حقه بيده أو بالطرق الشريفة المتعارف عليها بين القبائل فيضحي بمستقبل ابنه عمه المغلوبة على أمرها ويحرمها من الزواج وتكوين أسرة لها ويجعلها وسيلة لتصفية حسابه بتلك الطريقة الموغلة في الخسة ..
سأعود للتساؤل من جديد أي أب وأي أخ يقبل مثل ذلك الأمر الشنيع ؟؟
لأنني لن ألوم أي ساقط يقوم بحجر ابنة عمة ليتزوجها رغم عنها وهي تكره التراب الذي يمشي عليه أو أن يمنعها من الزواج بشخص آخر أكفأ وأشرف وأنبل منه بمئات المرات لأنها رفضت الزواج منه ولا ألومه كذلك على تحويل ابنة عمة لسلعة يبيعها لمن يدفع أكثر لأنه في النهاية شخص ساقط عديم الشيمة والمروة وألا لما قبل على نفسه أي من تلك الأمور السالف ذكرها لكنني ألوم من ضحى بابنته وجعلها ألعوبة في يد ذلك الساقط ليقرر مصيرها ...
نعم ولي أمر الفتاة هو من يتحمل الخطأ والمسئولية كاملة وسيسأل عنها أمام الخالق سبحانه وتعالى وسيحاسب عليها أشد الحساب ...
مشاكل أسرية جمة ...... أوضاع إنسانية مأساوية ........ زيادة في نسبة العنوسة ....... زيادة في حالات الطلاق هي ببساطة نتائج طبيعية لعادة الحجر عند القبائل ..... والمشكلة أنه حتى الآن لم يلح في الأفق بوادر حل للتخلص من تلك العادة الذميمة رغم كل المحاولات التي تبذل في هذا الجانب من قبل بعض حكماء وأبناء القبائل المتعلمين ..
سبحانك اللهم وبحمدك ، لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ...