المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال حشاش


فهد ابن غنيم
09 / 05 / 2005, 09 : 02 PM
قريت مقالات بالمئات ،، بس مثل هالمقال ما مر علي في حياتي



مقال أقل شي تقدر تقول عنه ،،، إنه مقال حشاش











حشاشو السعودية يقتنصون المتعة

جاسر الجاسر
GMT 14:00:00 2005 الخميس 31 مارس


جاسر الجاسر من الرياض: إضافة إلى الرواتب الحكومية فإن شيئاً واحداً لم يتغير وضعه في السعودية منذ بضع عشرة سنة: الحشيش. سعر الإصبع من الحشيش ظل ثابتاً لايتخطى حاجز الــ 500 ريال؛ دون تأثر بأحوال الرخاء والشدة، أو يأخذ في الحسبان عوامل التضخم، أو زيادة مستهلكيه وتناقصهم، أو ضخامة الكميات التي تصادرها الجمارك ومكافحة المخدرات، بل إن سعره لايرتفع حتى في أوقات الشح وهي نادرة، فهو إما متوافر أو منقطع. فقط الكف (وهو وزن غير محدد يقارب حجم اليد مظهراً لاوزناً) يختلف سعره وإن كان المتوسط هو8000 ريال، وهو الحد الأدنى في الأحوال كافة، وقد يصل في فترات نادرة إلى 11000 ريال.

ويبدو أن سبب ثبات سعر الإصبع بعود إلى أن تقدير وزنه عشوائي يعتمد على كرم البائع، وسمي كذلك لأنه، في الغالب، يباع على شكل قطعة مستطيلة تقارب في طولها الإبهام وإن كان عرضها يختلف من حال إلى أخرى، علماً أن الهزال هو الوضع الأكثر شيوعاً.

ومعظم زبائن الإصبع هم من ذوي الدخول الشهرية غير القادرين على شراء كميات كبيرة مما يضطرهم إلى التعامل مع بائعي التجزئة، الأمر الذي يعرضهم إلى خسارة جزء من ظفر إصبعهم الثمين عمولة قسرية يفرضها البائع مالم يبادر الزبون إلى تقديمه هدية.

وهذا الثبات في السعر يؤكد أن تهريب الحشيش لم يتأثر بالعقوبات الصارمة، أو النجاحات المتوالية التي تحققها الداخلية السعودية في ضبط ومصادرة كميات مهولة لاتقل عن بضعة عشر ألف كيلو غرام سنوياً.

يمكن القول أن كلمة "ترفيعة" هي المفردة العربية لوصف الحشيش؛ بمعنى أن متعاطيه يحلق في أجواء من المتعة والسرور حتى أن معيار بلوغ المحشش النشوة هو أن يرى مآذن مصر دلالة على اعتلاء البساط السحري، وتأكيداً على أن مصر قبلة الحشاشين ومركز مشائخهم. ومن المألوف، حتى عند غير أهل الصنف، وصف الشخص البارع في تعليقاته المختصرة والمبتكرة بأنه "مرّفع".

وكان من الشائع الإشارة إلى سيجارة الحشيش بــ"الصاروخ" إلا أنها أصبحت تسمية تاريخية لأن الجميع يعرفون المرموز إليه، وإن ظل استخدامها سارياً في أوساط القرويين والنساء والمراهقين المبتدئين. والواقع أن الأسماء المحلية العامة انقرضت أو توقف انتاجها منذ نحو عقدين بسبب الحذر، واعتماداً على أن جلسات الحشيش سرية وضيقة النطاق، وهكذا تبتكر كل "شلة محششين" معجمها الخاص من التسميات والأوصاف والدلالات يكون بمثابة الشفرة بين أعضاء "القعدة" الدائمين، ويستطيعون استخدامها، دون حرج، في حضور آخرين. المشكلة الوحيدة التي تواجه أصحاب المزاج هي المكالمات الهاتفية خاصة حين لايفهم الطرف الآخر المقصود مما يستوجب استخدام مفردة "السيجارة" و"التموين" و"الملفوف" و"الغرض"، أو العبارات الذهبية التي تستخدم في كل المخدرات مثل "أخوك مزنوق (في ورطة)" و "أخوك خرمان (شديد الاشتهاء إلى والرغبة في..)" وغني عن القول أنه إذا كان المتحدث إمرأة فإنها ستقول "أختك خرمانة" الأمر الذي قد يتولد عنه سوء فهم لدى السامع!

والسعوديون يتعاطون الحشيش ملفوفاً على شكل سيجارة، ومن النادر أن يتم حشوه مع المعسل، وهي ممارسة تقتصر على بعض الحجازيين بسبب شيوع التعسيل لديهم، ومن المحتمل أن يكونوا استقوها من المصريين. ولعل مصر هي البلد التي عرف السعوديون الحشيش عن طريقها، خصوصاً أن نشأته الأولى كانت في الحجاز ومنه انتقلت إلى باقي المناطق. أما العريقون في التحشيش فليجأون إلى مضغه مباشرة وهي مسألة شديدة الخطورة صحياً، وأحياناً يضطر إليها البعض بسبب عدم معرفته بتقنيات اللف، وهناك من يغلي قطعة الحشيش مع الشاي أو القهوة. وهاتان الطريقتان شديدتا التركيز وسريعتا الامتصاص.

ويتم إعداد سيجارة الحشيش عبر استخدام حشوة السيجارة العادية إذ تنثر في طبق ثم تحرق قطعة الحشيش إما عن طريق وضعها داخل قطعة قصدير أو عبر تعريضها للهب إلى أن تفوح رائحتها وتصبح كالعجينة ثم تخلط مع الحشوة لتتم بعد ذلك إعادة تعبئتها في لفائف ورقية، تماماً مثل الطريقة القديمة للتدخين والتي مايزال قلة من المدخنين يستخدمونها حتى اليوم.وتختلف طريقة اللف من شخص إلى آخر، ولكل "لفّاف" عاداته الخاصة؛ بعضهم يفضلها مثل السيجارة تماماً بحيث يستخدم كعب السيجارة مما يخفف، تلقائياً، كمية الحشيش الممتصة، وبعضهم الآخر يجعلها حشوة كاملة، وهذه الطريقة تقتصر، عادة، على المحترفين، أو تستخدم إذا كانت كمية الحشيش قليلة أصلاً فلا يتم التفريط في شيء منها. وهناك نوعية عجيبة من اللفافين إذ يجعلونها على شكل سيجارة الماريوانا، وهؤلاء هم خريجو أمريكا الذين اعتادوا تدخين الماريوانا أثناء تحصيلهم الدراسي. أما الذين يستخدمون مكائن اللف فهم من المبتدئين والنساء، كما يعتبر استخدام الورق ذاتي الصمغ من علامات الابتداء ونقص الخبرة وسوقية الذوق التحشيشي.

تختلف أوراق اللف في حجمها وسماكتها ورائحتها عند الاحتراق، كما أن بعضها ذاتي الصمغ. ويتوافر في المحال التجارية الكبرى في السعودية أكثر من عشرين نوع من أوراق اللف لايستطيع المفاضلة بينها سوى المحترفين وهم قلة.

اللافت أن مشتريها يدركون أن وضعهم مريب لذلك يستفيدون من كون هذه المحال تفتح على مدار الساعة فيختارون أوقاتاً غير نشطة تسويقياً ليجمعوا مؤونة تكفيهم أشهرا. أما الأكثر حذراً فإنهم يجدون في كل حي بقالة محددة تبيع هذه الأوراق، لكن اكتشاف هذه البقالة دون غيرها ليس يسيراً لأنه يتطلب مسحاً للبقالات وسؤال كل بائع إن كان لديه ورق لف مدعياً أن جده من قدامى المدخنين ولايحب السجائر المصنعة. وعلى الرغم من هذه المخاطرة إلا أنها تضمن للفرد تمويناً مستمراً قريباً وآمناً بعد أن يدفع ثمن ذلك وهو أن يشتري كل تمويناته المنزلية من هذه البقالة فقط. والملاحظ أن هناك سمات مشتركة بين هذه البقالات منها صغر حجمها، ومحدودية بضاعتها لذلك تبتز زبائنها عن طريق هذه الخدمة، ويعمل فيها فرد واحد غالباً مايكون باكستانياً أو أفغانياً. وتكون الأوراق غير ظاهرة للعيان بل يخبئها البائع تحت طاولة البيع، كما أن الموجود يكون نوعاً واحداً فقط وهو المسمى ورق الشام الأصلي.

عالم الحشيش وأهله
يشتري السعوديون ثياباً جديدة لسببين؛ إما إهتراء ملابسهم الحالية، أو لتمزقها وكثرة تخرقاتها إن كان الشخص من أهل الحشيش المداومين عليه. وقياساً على ذلك فإن الاستثمار الذكي يقتضي أن يساهم الخياطون في ترويج الحشيش وبيعه!

يبدو أن الحشيش سيكون، في السعودية، نجم هذا العقد وعقود لاحقة نتيجة تزايد عدد أعضائه، وكثرة الداخلين إليه. ويمكن الجزم أن عشاقه هم الأكثر عدداً مقارنة بالمخدرات الأخرى، كما أنهم الأوسع تنوعاً إذ تضم القائمة مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية من الجنسين. ويعود هذا التفرد إلى أمرين هما: السمعة العطرة للحشيش في أنه مصدر إلهام، يولد في متعاطيه طاقة خلاقة، ويفجر كوامن إبداع داخلي قد لاتتكشف من دونه. ويتأكد هذا الظن مع استحضار أسماء مبدعين في فنون مختلفة كانوا يتعاطونه باستمرار. وكثيراً ما يعبر الناس عن إعجابهم ودهشتهم بفكرة جديدة بالقول إنها فكرة محشش. والطرائف الذكية ينسب معظمها إلى حشاشين.

الأمر الثاني هو أن لارائحة له في الفم مما ينقذ المتعاطي من الحرج الاجتماعي إن كان كبير السن، ويساعد المراهقين والنساء على إخفاء ممارستهم عن ذويهم. إضافة إلى أن هذه الميزة تسمح بتعاطيه في أي وقت على خلاف الخمر الذي تكلف السهرة الواحدة منه عزلة يوم كامل عن المجتمع.

الأمر الأول دفع بالمراهقين إلى التحشيش بحثاً عن مواهب محجوبة تحرق نار السيجارة حجبها وتنير ظليم دربها فتتفجر إلى الخارج معلنة مولد فنان خلاق. هذا الولع استغله بعض الشاذين جنسياً لإغواء المراهقين، يضاف إلى ذلك عنتريات المراهقين، ونزوعهم الدائم إلى إدعاء الرجولة وقوة التحمل والقدرة على تحدي الأهل، فتكون السيجارة هي الميدان.

الأمر الثاني استهوى النساء بعد أن حالت الرائحة القوية بينهن وبين الخمر، ويسر لهن الحصول على نشوة السهر دون عواقب منغصة. ثم أحببن الحشيش لأن طبيعته ناعمة توافق أمزجتهن، بل إن المتحرجات من تحريم الحشيش وجدن حلاً وسطا وهو مزج جوزة الطيب مع المعسل فلا يفقدن المتعة كلها، ومع أن السعودية منعت استيراد جوزة الطيب إلا أنها تباع في كثير من محال العطارة شريطة اكتمال عوامل الثقة بين الطرفين.

النساء والمراهقون أحبوا في الحشيش أجواء السلطنة والمزاج، وهاتان الفئتان تمتلكان مساحة تأثير عريضة وفاعلة، وتتمتعان بقدرة فريدة على الإغواء ونشر ماتحب وتهوى، لذا فإن من الطبيعي أن تنتشر السيجارة في محيطيهما كأنها تيار كهربائي مادامت كل المناخات ملائمة من حيث الأمان والسعر والوفرة.

وتعتبر الرياض هي السوق النشطة في الحشيش على رغم أن جدة ومكة سبقتاها تاريخياً، لكنهما تراجعتا تسويقياً، وإن ظلت النخب من أهل الصنف حجازية، ومايزال شيوخ السلطنة في الحجاز بحكم تمتع الحجاز بنوع من العراقة العائلية في هذا المجال بينما ظل جمهور حشاشي الرياض أفراداً منقطعين نتيجة تشدد المجتمع ورفضه الصارم، دينياً وسلوكياً، للحشيش، واعتباره من مظاهر الانحلال والفساد الأخلاقيين.

المنطقة الشرقية خارج هذه اللعبة، بل إنها خسرت حتى دورها التقليدي، وهي أنها مركز تهريب للخمور عبر البحرين، والمفارقة انقلاب الأدوار إذ أصبحت البحرين تتخوف من دخول الحشيش إليها قادماً من السعودية على الرغم من كون الحشيش الذي تضبطه هو للإستخدام الخاص في حوزة أفراد لاتكتمل متعتهم في أجواء البحرين إن لم تعطر الغرف بدخان السيجارة.

المنطقة الشمالية تكاد تجهل ماهيته، وعلاقتها فيه سماعية لأنها منطقة محجوزة بالكامل للمحببين، وشديدة الولاء لـ"الكبتاغون". المحشش القاطن في الشمال يعاني وضعاً صعباً بسبب ندرة وصعوبة التموين ما يضطره لجلبه من الرياض. وإذا وجد الحشيش لم يجد الصحبة، ولعل خياره الوحيد والمرير، في الوقت ذاته، الرضى بمجالسة عُرقي (أحد شاربي العرق وهو كحول مصنع محلياً يعرف شعبياً باسم "صديقي") نظراً لاستحالة مجالسة أحد المحببين. مع ذلك لم تفقد المنطقة الشمالية امتيازها الأصيل وهو التهريب، لذلك فهي فاعلة في تهريبه كما هي عادتها في تهريب كل ممنوع استثماراً لموقعها الحدودي الممتد الآف الكيلومترات، والذي يربطها بمنافذ مهمة مثل الكويت والعراق والأردن، ويجعلها الأقرب لمنابع خصبة للحشيش هي لبنان وتركيا، وهنا تصبح سورية والأردن مراكز تخزين وتحميل.

أهل الجنوب منشغلون بالقات عن غيره، ولايعرفون أصول الحشيش وضوابط تعاطيه، لكنهم يماثلون الشمال في عشق التهريب، والتواصي بالاستمرار فيه لذلك يهربون منه ما استطاعوا وإن كانوا دون الشمال أهمية وقيمة وفاعلية.

الوسيلة الأكثر شيوعاً لتهريب الحشيش هي استخدام سيارات "جي.إم.سي" مطورة محلياً لتكون عالية السرعة، ومزودة بخزانات إضافية للوقود، ويتمتع سائقوها بالجرأة ومهارة القيادة، ومعرفة الطرق والاسترشاد بالنجوم مايجعل أحدهم قادراً على الوصول من الأردن إلى الرياض، مثلا، دون استخدام الطرقات العامة، أو حتى سلوك دروب مألوفة.

ومهربو الحشيش، إضافة إلى مهربي الأسلحة، هم نوعية خاصة من المهربين سواء من حيث المهارات أو العنف، فهم لايترددون في الاشتباك المسلح مع دوريات سلاح الحدود في أية دولة يمرون بها لأن العقوبات التي تتنظرهم لاتقل عن دائرة الموت.

ومن أصعب طرق التهريب وأكثرها تعقيداً استخدام بعض البدو المتنقلين في الشمال لتمرير البضاعة أثناء تحركهم من بلد إلى آخر خاصة أن خطوط رحلاتهم قد تمتد من سورية إلى عمق السعودية.

من المحاولات الأخرى استخدام شاحنات نقل الأغذية واللحوم، بشكل كلي أو جزيء. أو تخبئة الحشيش في أجزاء من هيكل السيارة، وهي الطريقة التي يستخدمها مهربون مستقلون في محاولة للاستفادة من توظيف تكرار ترددهم على المركز نفسه، أو استثمار علاقات عائلية أو قبلية ببعض العاملين في المركز الحدودي، أو بالرشوة إن تمكن من الوصول إلى شخص مرتش يضمن تمرير البضاعة. وان هناك من لايتردد في ابتلاعه مثل حالات كثر اكتشفت كانت الحظوظ العليا فيها للأفغان والباكستانيين والايرانيين.

رغم كل هذا يظل التهريب المباشر هو الأهم فالربح في حال النجاة مغر جداً، أما الوقوع في قبضة سلاح الحدود فالعقوبة واحدة مع اختلاف الكميات.

الحشيش المتوفر في الأسواق (السوداء بالطبع) معظمه أفغاني ثم تركي ثم إيراني، أما اللبناني نادر، ومن الصعب العثور عليه، وهو أجود أنواع الحشيش وأطيبها طعماً كما يقول الخبراء والفاهمون في أصول التحشيش، ومن الطبيعي النقص فيه لأنه أغلى سعراً مما يعني البحث عن نوعية محددة من الزبائن وهي قضية تسويقية مرهقة، بينما الوضع الآن مفتوح وشامل دون تعقيدات. والحق أن السوق السعودي غير معني كثيراًُ بالنوعية والمواصفات، ونسبته العظمى لم تعرف، يوماً، جنسية الحشيش الذي تدخنه، لأنها لم تكن تمتلك الخيار أصلاً، بل تمت تربيتها على استهلاك المتوافر. وهذه محصلة طبيعية نتيجة الحرب القوية التي تشنها السعودية، دون هوادة أو كلل، على المخدرات.

الحشاش السعودي يشابه قرينه شارب العرق؛ كلاهما يبحثان عن المادة المخدرة قبل النوعية، وسيكونان محظوظين إن وجدا مطلبهما، لذلك فإن مايصل إلى السوق في السعودية من الحشيش، هو من مخلفات الأسواق الأخرى، ولعله من الأنواع الرديئة، ومتدنية الجودة التي لايمكن أن يقبلها حشاش البلد المنتج لكونه يميز الأنواع والدرجات، كما هو الوضع في لبنان، مثلاً، حيث تتعقد تصنيفات الحشيش وأسعاره حتى ليوشك أن يكون مثل النبيذ. وهذه درجة عالية في التذوق والممارسة لن يبلغها المحششون السعوديون أبداً، بل إنهم يخشون انقطاع مايجدونه اليوم مهما كانت رداءته. وللإيضاح فإن السعودي سيظل "محششاً" ولن يرتقي إلى درجة "حشاش" للأسباب السالفة.

سلوكيات المحششين
المحششون نقيض الخمريين تماماً ولايتوافقون معهم في أجواء التعاطي، وشروط الجلسة ومتطلبات المزاج. ولذلك فإنه من النادر أن يجمع المرء بين الحشيش والخمر في جلسة واحدة حتى وإن كان يتعاطيهما معاً، إلا أنه في الفترة الأخيرة ظهرت فئة "خلاّطة" تجمع بين الاثنين وتجد في ذلك متعة غير مسبوقة يسمونها "البرزخ"، وهي حالة من النشوة ناتجة من تفاعل النوعين، لكن الأرجح أن هذا الخلط يعود إلى وفرة النوعين أكثر من كونه أحد أشكال المتعة، خصوصاً أن الكثير من الخلاطين قد يعانون من صعوبات بسبب تضاد طبائع كل نوع.

يميل المحشش الأصيل إلى الهدوء والسكينة لذلك يصف الخمري بالصاخب والفج والعدواني، من هنا تكون جلسات الحشاشين ناعمة ورائقة سواء في نوعية طربها أو في حواراتها، وتسود فيها أجواء الدعابة والضحك؛ فهم سريعو الضحك، يتبادلون التعليقات كأنهم يتقاذفون كرة، وأصوات قهقهاتهم التي تمتد طويلاً هي أعلى مايمكن سماعه في جلساتهم.

المحششون السعوديون، بسبب نمطهم الاجتماعي، أكثر خوفاّ وحذرا من غيرهم، نزّاعون إلى السرية، لايثقون في الآخرين بسهولة حتى وأن أوحوا أنهم من الزملاء، ويصيبهم الرعب إذا طُرق الباب فجأة أو قدم إليهم زائراً غير معروف عند أكثرهم.

وإذا اجتمعوا على "تحشيشة" في شقة أو فندق أو أي مكان يحتمل نفاذ الرائحة منه إلى الخارج فإنهم يغلقون النوافذ، ويسدون فتحات الأبواب بمناشف مبللة، لأن رائحة الحشيش نفاذة يمكن شمها من مسافة، ويستطيع الخبير تمييزها بسهولة، لكن بعض المتحذلقين يدعون أن تلك الاحتياطات هي للاحتفاظ بدورة الدخان في الداخل مايجعل المتعة مضاعفة.

وهم عادة يتعاطون الحشيش مع الشاي أو المشروبات الغازية، ومن الأفضل تناول الحلويات باعتبارها تنشط مفعوله، وتسرع امتصاصه. ومن التقاليد المرعية أن يتم تدوير السيجارة بين الجالسين مما يولد المشاركة، إلا أنه من الممكن، في بعض الأحيان، أن يستقل كل فرد بسيجارته الأولى من باب استعجال النشوة وبعد ذلك تتم مراعاة الأصول. وهي مسألة يحددها مدير الجلسة، وهو عادة الشخص الذي يقوم بعملية لف السجائر، وتقرير كمية الحشيش في كل سيجارة، بمعنى أن يجعلها خفيفة أو ثقيلة من ناحية التركيز، إضافة إلى تحديد فترة تجديد اللف، وغالباً مايختار شخصاً جديداً في كل مرة لتبدأ من عنده دورة السيجارة. ومن الأصول ألا يكون الشخص أنانياً فيحتفظ بالسيجارة فترة طويلة بل يجب تمريرها بعد نفسين أو ثلاثة حتى إن اقتصرت الجلسة على اثنين ما يعني أنهما قد يتبادلان السيجارة الواحدة عدة مرات.

بعض المحششين يفضلون بدء نهارهم بتعاطي سيجارة يسمونها "التصبيحة" أو "الترويقة" باللهجة الحجازية، ويقولون إن لها نكهة مميزة وتجعل نهار الواحد منهم مشرقاً وجميلاً.

ويزعم أهل الحشيش أنه لايسبب الإدمان، وأن بإمكان المرء الانقطاع عنه في أي وقت يشاء، لكن بعض الدراسات تؤكد أن الحشيش هو المرحلة التحضيرية للدخول في تعاطي الهيروين. والإدمان ليس بالضرورة عضوياً، بل إن التعود والأجواء هي مايصعب التخلي عنه.

وينسب المحششون لسيجارتهم قدرات خاصة منها زيادة الشبق وإطالة العملية الجنسية، والواقع أن الحشيش يسبب ارتخاءاً في الوقت مما يولد الشعور الوهمي بهذا الامتياز الجنسي. ولو أن أحد المحششين جرب مرة أن يضع ساعة أمامه ويتابع الوقت لأكتشف حقيقة خيبته.

ومهما كانت حقيقة الحشيش فإن المؤكد هو أن مدمني كل نوع يزعمون لصنفهم مواصفات إيجابية من باب إقناع النفس بتعاطيه، ويحدث، أحياناً، التأثير الايجابي نتيجة ترسخ القناعة بذلك. وقد يتحسن أداء الشخص جنسياً، أو تصبح أفكاره أكثر بريقاً وحيوية نتيجة هذا التحفيز الداخلي.

شارب الخمر المستوردة قد يرضى بالعرق (صديقي وليس العرق اللبناني الشهير) بديلاً لو انقطع الأصلي من السوق، فما هو خيار المحشش البديل لو عانت سوقه الرخية من الشح يوماً؟

محمد
09 / 05 / 2005, 51 : 02 PM
[align=center:4046fe5b0e]يا هوووووووو محشش صاحب المقال من جد :14:

اخووووووووي فهد المصدر وش هووووو :7:

تحياتي [/align:4046fe5b0e]

فارس الدوحة
10 / 05 / 2005, 27 : 05 PM
[align=center:33b97e7828]هذا محشش من قلب .. شتبي في المصدر يا لوف سيك

شكلك تبي تجرب .. :3: :7: [/align:33b97e7828]