المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاراتيزمية نصر الله.


مسمار
09 / 03 / 2005, 15 : 09 PM
المظاهرة المليونية التي حشدها حزب الله في لبنان،ستلقي بظلالها حتماً على الكثير من قناعات الولايات المتحدة والغرب في المنطقة، وتغير في طريقة تعاملها في الشأن اللبناني . كما أن الأسلوب الذكي الذي انتهجه السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، في خطابه في المظاهرة، سيكون له في تقديري أصداء واسعة ومؤثرة ستنعكس تأثيراتها على سياسات الغرب، والولايات المتحدة خصوصاً، في المرحلة المقبلة ..
خطاب نصر الله كان خطاباً سياسياً متميزاً، لا يقف عند (الإيديولوجيا) ، وإنما يوفق بينها وبين السياسة ومتطلباتها بمهارة السياسي، لا بتشدد المؤدلج . كانت مظاهرة المليون تحملُ في تعبيراتها أولاً رسالة موجهة للداخل و الخارج في ذات الوقت .. للداخل تقول للمعارضة المتدرعة بالخارج : لستم أنتم الأغلبية، ولكن هناك من هم أكثر يقولون (عكس) ما تقولون . وللخارج : إذا كانت الديمقراطية هي حجتكم، والأكثرية هي معياركم، فاحكموا حسب معاييركم (الديمقراطية) لا معاييرنا ! ..
سوريا الأسد، رغم ترددها كثيراً في خطاب نصر الله، ليست هي بيت القصيد . فمحور الخطاب هو (حزب الله) أولاَ . فالقرار 1559 يُطالب بعد خروج القوات الاجنبية من لبنان، بتجريد ( حزب الله) من سلاحه . بمعنى آخر أن الضحية الثانية بعد إخراج (سوريا) من لبنان سيكون (رأس) حزب الله نفسه . لذلك كانت المظاهرة الحاشدة، ولذلك كان هذا الخطاب السياسي المتميز والمحبوك في لغته و رسائله ..
ورغم اللغة (الثورية) التي يجيدها نصر الله، ويتقنها بتمكن، كانت مسيطرة على الخطاب، إلا أنه ـ في واقعه وإيماءاته ـ خطاباً تصالحياً أكثر من كونه خطاب (مواجهة) كما كانت خطاباته السابقة .
رسالته إلى شيراك كانت تقول بوضوح : طالما أنك تحب لبنان، ويهمك شعبها، فنحن الأكثر، وبالتالي فنحن الأولى بالتفاهم وليس الآخرين القلة . رسالته للرئيس بوش وأركان إدارته التي تعمد ذكرهم بالأسماء في الخطاب كانت تقول، وإن بلغة أخرى، نفس المضمون، دون أن تشعر أنه يُقدم أي لغة اعتذارية أو تنازلية ! .
لقد أجاد هذا الرجل (الكاريزمي) المتميز، والخطيب المفوه، والسياسي الداهية، في إدارة (الأزمة) التي يمر بها لبنان، ويمر بها حزبه، بأكبر قدر ممكن من البراعة، (موظفاً) كل عوامل الأزمة لصالحه وصالح حزبه، ومتكئاً في خطابه (الجديد) على اللغة التي يفهمها العالم، لا اللغة العتيقة المتخشبة، والمرتبكة والمهترئة سياسياً، التي سيطرت على الخطاب السوري في دمشق ..
وفي رأيي أن السيد حسن نصر الله بقدر ما (ناصر) ظاهرياً بشار الأسد، إلا أنه سحب البساط من تحت قدميه بتمكن، ليصبح بطلاً قومياً بجدارة لكل السوريين، فضلاً عن اللبنانيين ..
وفي تقديري لو كان حافظ الأسد حياً لألحقَ نصر الله بالحريري، فالقمة في لبنان وسوريا لا تتسع إلا لرجل واحد لا غير.. فهو الآن أخطر من الحريري عليه ! ..

القضية في تقديري ذات صبغة سياسية تفاوضية بين حزب الله من جهة وبين الداخل المتحالف مع الغرب وكذلك القوى الخارجية التي إستثمرت (المعارضة) اللبنانية في تذويب الدور السوري الذي لم يعرف كيف يتعامل مع النظام اعالمي الجديد .
حزب الله يعرف أن المرحلة القادمة تحتاج إلى استراتيجية جديدة ..
نظام الملالي في إيران، الذي يستمد منه حزب الله تمويله، يُعاني من أزمة تضييق عالمية، يخشى حزب الله أن يدخل (كوجود) سياسي ضمن صفقة (مقايضة) بين الغرب وإيران تنهيه تماماً كقوة (سياسية)..
النظام السوري على مشارف النهاية . نهاية العلويين في سوريا، يعني أن البديل هو نظام أصولي سني، مثلما كان البديل في العراق الأصولية الشيعية، وهذا سيكرس (عزلة) حزب الله .
عند إستماعي لخطاب نصر الله شعرت أنه يتحدث وفق هذه المعطيات . غزله للرئيس شراك، وغزله للرئيس بوش، لا يمكن أن لا (يتنبه) له المرقب الذي يعرف أبعاد اللعبة في المنطقة . وهو جاهز من أجل البقاء لأن يُعيدَ كل (استراتيجياته) مع الغرب تماماً مثلما فعل قبله وليد جنبلاط ..
هذه المظاهرة انتهت إلى المطالبة بالحوار مع المعارضة . وهذا كا أحد مطالبها الرئيسية . ومن الواضح أيضاً انه كان (يغازل) بوضوح ابناء الرئيس الحريري، والذي أثنى عليه عن قصد ... مغازلة بوش، شيراك، أبناء الحريري، مطالبته الكشف عن حقيقة اغتيال الحريري، كلها تتحدث في رأيي المتواضع عن (أجندة) جديدة لحزب الله ((لدخول)) ضمن متظومة الغرب .. وسترون .
بالنسبة لمن قتل الحريري ، فكل المؤشرات والمراقبين يؤكدون أنهم (الحرس القديم ) السوري، الذي يعمل ويقرر خارج سيطرة الرئيس الأسد الصغير، وربما عكس رؤاه كما يقول السوريون المطلعون ..

منكووول.

ابو طلال
12 / 03 / 2005, 36 : 09 AM
مشكووووور علي طرحك لهذا الموضوع