زائر الليل
16 / 10 / 2004, 21 : 12 AM
]نتذكر جميعا المسلسل العربي الشهير (الزير سالم) من تأليف ممدوح عدوان وإخراج حاتم علي ...
ذلك المسلسل الذي حاز نسبة مشاهدة عالية عند عرضه للمرة الأولى وأكتسب شهرة واسعة أعتقد أنه لا يستحقها لسبب بسيط وهو أن ذلك المسلسل لم يحمل لنا من الحقائق التاريخية سوى ما يقارب 30% أما بقية أحداث المسلسل فكانت مجرد أحداث مفبركة ومكذوبة ولا تمت لسيرة الزير سالم ولا لأحداث حرب البسوس بأي صلة ..........
وهي في أحسن الأحوال لا تعدو كونها قصص وحواديت (على شاكلة قصص وحواديت الأطفال )من نسج خيال ممدوح عدوان ومخرج العمل الفلتة حاتم علي !!
والحقيقة أن من يطلع على تاريخ حرب البسوس كما تناولها كبار المؤرخين سواءً ممن عاصروا تلك الحرب أو ممن نقلوا عمن عاصرها ثم يشاهد ذلك المسلسل التعيس فلا بد أن يصاب بالدهشة ويضع يده على رأسه من هول ما يرى من فبركة وتحريف شنيع لسير أبطال خلد التاريخ أسماءهم !...........
وسأتناول هنا وبشكل مختصر بعض ما حمله لنا ذلك المسلسل من عبث بالتاريخ واستخفاف بعقل المشاهد العربي ...
فمثلاً شخصية البسوس ( الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب ) تطل علينا في المسلسل امرأة شابة تربطها صلة قرابة بالبكريين وتمتهن التجارة ولسبب يتعلق بتجارتها تشعل تلك الحرب بين بكر وتغلب !!....... وهذا السيناريو الذي وضعه مؤلف المسلسل ومخرجه لا يمت للحقيقة بصلة ....
فأغلب كتب التاريخ والسير إن لم يكن جميعها تؤكد أن البسوس الحقيقية عجوز مسنة وذهب بعض المؤرخين إلى أنها أخت التبع اليماني الذي قتله كليب ............... وقد جاءت عمداً لديار قبيلة بكر لتشعل الحرب بينهم وبين قبيلة تغلب التي يحكمها كليب اخو الزير سالم والذي طغى وتجبر على قومه بعد قتله للتبع اليماني وكان فارساً لا يشق له غبار ......... وقد قام بدوره في المسلسل ممثل لبناني على ما أعتقد لا يوحي شكله ولا أداءه بأن له علاقة بالفروسية من قريب أو بعيد وهذه إحدى سقطات المسلسل !
أجمعت كتب التاريخ المعتبرة على أن البسوس نزلت عند قبيلة بكر في جوار أحد أشهر فرسان العرب على مر التاريخ وهو عمر بن مره البكري الملقب (بجساس) والذي يظهره لنا المسلسل على أنه جبان رعديد!! ليعود المؤلف بعدها ويناقض نفسه بنفسه عندما يتطرق لمقولة كليب للجليلة أتعلمين أحد في العرب يجير علي فقالت لا أعلم أحد في العرب يجير عليك إلا أخي جساس فغضب منها كليب وطردها وتسببت تلك المقولة في مقتل كليب الذي أخذته العزة بالإثم فمنع الحمى وآبار السقي إلا على إبله تحديا لجساس الذي أجار البسوس ........ليقتل بعدها كليب ناقة البسوس التي أدخلتها عمدًا لحماه ........ ويثأر جساس لمقتل ناقة جارته بقتل كليب وتشتعل حرب البسوس التي امتدت لأربعين سنة وفني فيها خلق كثير من القبيلتين بكر وتغلب ..............
ولا يحلو الحديث عن المسلسل دون أن نعرج على أحد أبطاله ( الحارث بن عباد) الذي يظهره لنا المخرج أكثر شجاعة وفروسية من كليب والزير وجساس !!
والمعروف عن ابن عباد كما ورد في كتب التاريخ والسير المعتبرة أنه شاعر وحكيم اعتزل تلك الحرب وقال مقولته الشهيرة (هذه حرب لا ناقة لي فيها ولا جمل ) وقد ورد في بعض كتب التاريخ أنه أرغم على الدخول في تلك الحرب بعدما قتل الزير ابنه وانضم لقبيلة بكر وقد قتله الزير في أحد المعارك .............
أما في المسلسل فقد خرج علينا ابن عباد يحمل رمح يكاد يضاهي في طوله أحد أعمدة النور المزروعة على أرصفة الشوارع !! ..............
طبعاً المخرج أراد من أخراجه بتلك الصورة مع رمحه الطويل التدليل على شجاعته وقوة باسه !.... أما العرب فقد عرف عنهم منذ القدم أن الأبطال يميزون بسيوفهم ورماحهم القصيرة !!
المهم أن ابن عباد ( النسخة المقلدة ) قام بكسر ظهر الزير سالم حتى يدله على الزير سالم لكي يقتله !! ............. لا تستغربوا فالرجل كان شبه أعمى والمعركة كانت تدور ليلاً ( كما أراد المخرج ) ولم يستطع ابن عباد تمييز خشة الزير سالم التي كانت تبعد عنه سنتيمترات ولم يستطع كذلك أن يميز صوته ( طبعاً لزوم الحبكة الدرامية ) ..... المهم أن الزير الذي كان يزبد ويرعد في أرض المعركة تحول فجأة لشخص جبان وأخذ يتوسل إلى ابن عباد ألا يقتله وأن يستعيض عنه بامرئ القيس ابن أبان فقرر ابن عباد أن يعفو عن الزير سالم شريطة أن يدله على امرؤ القيس لكي يضحي به فأشار الزير إلى رجل وسط عشرات الفرسان في ساحة المعركة .... وفجأة عادت حاسة البصر لابن عباد وتوجه مباشرة لامرئ القيس وبطش به ثم غادر أرض المعركة !!
قمة الاستخفاف بعقل المشاهد حدثت بعد طحن العمود الفقري للزير من قبل ابن عباد فقد ظل الزير يمشي منحنياً في آخر حلقات المسلسل !!
أما الطامة الكبرى فكانت اليمامة ( ابنه كليب ) والتي أطلت علينا في آخر حلقات المسلسل فتاه لم يتجاوز عمرها العشرين ربيعاً .......... رغم أن اليمامة الحقيقية كانت في السابعة من عمرها عندما بدأت الحرب التي امتدت لأربعين سنة !!
أي أن الحرب انتهت وهي في سن السابعة والأربعين!!
كما لا يمكن أن ننسى همام وولديه اللذان ضحى بهما الزير بمجرد سماعه خبر مقتل كليب على يد جساس ... هذا كما جاء في كتب التاريخ ............. أما ممدوح عدوان وحاتم علي فكان لديهما مخطط آخر لمستقبل هذين الشابين ..... فقد حولا أحدهما لطرزان أو الفارس الملثم ( لا أذكر ) لكي يقتل الزير سالم .... والآخر انظم لصفوف التغلبيين وأخذ يحرضهم على قتل أهله وبالذات خاله الزير سالم الذي أصيب بحالة من فقدان الشهية للحروب والمعارك فأخذ ابن أخته يستحثه على الحرب وأكثر من الزن على رأسه ودفع حياته ثمناً لذلك !! ................. مات الشاب الهمام وهو في غاية السعادة من أنه كان الشرارة التي ستشعل فتيل الحرب .......... لكن المخرج خدع الشاب المسكين وذهبت تضحيته هباء فلم يكن هو الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب !! ......... حيث لم يتحرك الزير سالم للأخذ بثار أخيه حتى خرج كليب من قبره وقام بتوبيخه على تخاذله عن أخذ ثأره !!
إلى آخر سخافات ممدوح عدوان وحاتم علي في ذلك المسلسل التعيس .....
الآن جاء الدور على أبو زيد الهلالي ..................... والذي سينتج عنه مسلسل على شاكلة مسلسل الزير سالم ..... ولا أدري إلى أي مدى ستشوه سيرة بني هلال ؟؟...... وبالذات سيرة أبو زيد الهلالي ؟!!
[/SIZE]
ذلك المسلسل الذي حاز نسبة مشاهدة عالية عند عرضه للمرة الأولى وأكتسب شهرة واسعة أعتقد أنه لا يستحقها لسبب بسيط وهو أن ذلك المسلسل لم يحمل لنا من الحقائق التاريخية سوى ما يقارب 30% أما بقية أحداث المسلسل فكانت مجرد أحداث مفبركة ومكذوبة ولا تمت لسيرة الزير سالم ولا لأحداث حرب البسوس بأي صلة ..........
وهي في أحسن الأحوال لا تعدو كونها قصص وحواديت (على شاكلة قصص وحواديت الأطفال )من نسج خيال ممدوح عدوان ومخرج العمل الفلتة حاتم علي !!
والحقيقة أن من يطلع على تاريخ حرب البسوس كما تناولها كبار المؤرخين سواءً ممن عاصروا تلك الحرب أو ممن نقلوا عمن عاصرها ثم يشاهد ذلك المسلسل التعيس فلا بد أن يصاب بالدهشة ويضع يده على رأسه من هول ما يرى من فبركة وتحريف شنيع لسير أبطال خلد التاريخ أسماءهم !...........
وسأتناول هنا وبشكل مختصر بعض ما حمله لنا ذلك المسلسل من عبث بالتاريخ واستخفاف بعقل المشاهد العربي ...
فمثلاً شخصية البسوس ( الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب ) تطل علينا في المسلسل امرأة شابة تربطها صلة قرابة بالبكريين وتمتهن التجارة ولسبب يتعلق بتجارتها تشعل تلك الحرب بين بكر وتغلب !!....... وهذا السيناريو الذي وضعه مؤلف المسلسل ومخرجه لا يمت للحقيقة بصلة ....
فأغلب كتب التاريخ والسير إن لم يكن جميعها تؤكد أن البسوس الحقيقية عجوز مسنة وذهب بعض المؤرخين إلى أنها أخت التبع اليماني الذي قتله كليب ............... وقد جاءت عمداً لديار قبيلة بكر لتشعل الحرب بينهم وبين قبيلة تغلب التي يحكمها كليب اخو الزير سالم والذي طغى وتجبر على قومه بعد قتله للتبع اليماني وكان فارساً لا يشق له غبار ......... وقد قام بدوره في المسلسل ممثل لبناني على ما أعتقد لا يوحي شكله ولا أداءه بأن له علاقة بالفروسية من قريب أو بعيد وهذه إحدى سقطات المسلسل !
أجمعت كتب التاريخ المعتبرة على أن البسوس نزلت عند قبيلة بكر في جوار أحد أشهر فرسان العرب على مر التاريخ وهو عمر بن مره البكري الملقب (بجساس) والذي يظهره لنا المسلسل على أنه جبان رعديد!! ليعود المؤلف بعدها ويناقض نفسه بنفسه عندما يتطرق لمقولة كليب للجليلة أتعلمين أحد في العرب يجير علي فقالت لا أعلم أحد في العرب يجير عليك إلا أخي جساس فغضب منها كليب وطردها وتسببت تلك المقولة في مقتل كليب الذي أخذته العزة بالإثم فمنع الحمى وآبار السقي إلا على إبله تحديا لجساس الذي أجار البسوس ........ليقتل بعدها كليب ناقة البسوس التي أدخلتها عمدًا لحماه ........ ويثأر جساس لمقتل ناقة جارته بقتل كليب وتشتعل حرب البسوس التي امتدت لأربعين سنة وفني فيها خلق كثير من القبيلتين بكر وتغلب ..............
ولا يحلو الحديث عن المسلسل دون أن نعرج على أحد أبطاله ( الحارث بن عباد) الذي يظهره لنا المخرج أكثر شجاعة وفروسية من كليب والزير وجساس !!
والمعروف عن ابن عباد كما ورد في كتب التاريخ والسير المعتبرة أنه شاعر وحكيم اعتزل تلك الحرب وقال مقولته الشهيرة (هذه حرب لا ناقة لي فيها ولا جمل ) وقد ورد في بعض كتب التاريخ أنه أرغم على الدخول في تلك الحرب بعدما قتل الزير ابنه وانضم لقبيلة بكر وقد قتله الزير في أحد المعارك .............
أما في المسلسل فقد خرج علينا ابن عباد يحمل رمح يكاد يضاهي في طوله أحد أعمدة النور المزروعة على أرصفة الشوارع !! ..............
طبعاً المخرج أراد من أخراجه بتلك الصورة مع رمحه الطويل التدليل على شجاعته وقوة باسه !.... أما العرب فقد عرف عنهم منذ القدم أن الأبطال يميزون بسيوفهم ورماحهم القصيرة !!
المهم أن ابن عباد ( النسخة المقلدة ) قام بكسر ظهر الزير سالم حتى يدله على الزير سالم لكي يقتله !! ............. لا تستغربوا فالرجل كان شبه أعمى والمعركة كانت تدور ليلاً ( كما أراد المخرج ) ولم يستطع ابن عباد تمييز خشة الزير سالم التي كانت تبعد عنه سنتيمترات ولم يستطع كذلك أن يميز صوته ( طبعاً لزوم الحبكة الدرامية ) ..... المهم أن الزير الذي كان يزبد ويرعد في أرض المعركة تحول فجأة لشخص جبان وأخذ يتوسل إلى ابن عباد ألا يقتله وأن يستعيض عنه بامرئ القيس ابن أبان فقرر ابن عباد أن يعفو عن الزير سالم شريطة أن يدله على امرؤ القيس لكي يضحي به فأشار الزير إلى رجل وسط عشرات الفرسان في ساحة المعركة .... وفجأة عادت حاسة البصر لابن عباد وتوجه مباشرة لامرئ القيس وبطش به ثم غادر أرض المعركة !!
قمة الاستخفاف بعقل المشاهد حدثت بعد طحن العمود الفقري للزير من قبل ابن عباد فقد ظل الزير يمشي منحنياً في آخر حلقات المسلسل !!
أما الطامة الكبرى فكانت اليمامة ( ابنه كليب ) والتي أطلت علينا في آخر حلقات المسلسل فتاه لم يتجاوز عمرها العشرين ربيعاً .......... رغم أن اليمامة الحقيقية كانت في السابعة من عمرها عندما بدأت الحرب التي امتدت لأربعين سنة !!
أي أن الحرب انتهت وهي في سن السابعة والأربعين!!
كما لا يمكن أن ننسى همام وولديه اللذان ضحى بهما الزير بمجرد سماعه خبر مقتل كليب على يد جساس ... هذا كما جاء في كتب التاريخ ............. أما ممدوح عدوان وحاتم علي فكان لديهما مخطط آخر لمستقبل هذين الشابين ..... فقد حولا أحدهما لطرزان أو الفارس الملثم ( لا أذكر ) لكي يقتل الزير سالم .... والآخر انظم لصفوف التغلبيين وأخذ يحرضهم على قتل أهله وبالذات خاله الزير سالم الذي أصيب بحالة من فقدان الشهية للحروب والمعارك فأخذ ابن أخته يستحثه على الحرب وأكثر من الزن على رأسه ودفع حياته ثمناً لذلك !! ................. مات الشاب الهمام وهو في غاية السعادة من أنه كان الشرارة التي ستشعل فتيل الحرب .......... لكن المخرج خدع الشاب المسكين وذهبت تضحيته هباء فلم يكن هو الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب !! ......... حيث لم يتحرك الزير سالم للأخذ بثار أخيه حتى خرج كليب من قبره وقام بتوبيخه على تخاذله عن أخذ ثأره !!
إلى آخر سخافات ممدوح عدوان وحاتم علي في ذلك المسلسل التعيس .....
الآن جاء الدور على أبو زيد الهلالي ..................... والذي سينتج عنه مسلسل على شاكلة مسلسل الزير سالم ..... ولا أدري إلى أي مدى ستشوه سيرة بني هلال ؟؟...... وبالذات سيرة أبو زيد الهلالي ؟!!
[/SIZE]