البحر المحيط
09 / 10 / 2004, 03 : 07 AM
منقول من شبكة ايلاف الاخباريه:............................. العهده على الراوي
الوليد بن طلال غاب سنة وأثار زوبعة
فداء عيتاني GMT 22:00:00 2004 الجمعة 8 أكتوبر
كل ما أمكن للسلطات اللبنانية ان تقدمه حول تطورات موقف مجلس الامن الدولي ومناقشاته حول الملف اللبناني هو تخمينات صدرت عن نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، الذي اعتبر ان التأخير في المناقشات الجارية هناك لا يدل على أن ثمة توافقا ضمن أعضاء المجلس على مشروع البيان الفرنسي، وهو ما أخر صدور البيان، وبانتظار صدور البيان يمسك رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بكتاب استقالة حكومته، حاسبا خطواته جيدا هذه المرة، بعدما لوح له رئيس الجمهورية بمنافس محتمل على ترؤس الحكومة المقبلة الا وهو الوليد بن طلال الشخصية الاقتصادية والمالية السعودية، والتي تحمل الجنسية اللبنانية.
وبغض النظر عن مدى قرب الامير الوليد بن طلال من رئيس الجمهورية اميل لحود، الذي تم التمديد لولايته بطلب من سورية لمدة ثلاثة اعوام مما ادخل لبنان وسورية إلى مجلس الامن، حيث حصلا على القرار 1559، ولما يخرجا من تحت رقابة مجلس الامن الدولي بع، وبغض النظر عن قرب بن طلال ولحود من بعضيهما، الا ان الدخول الاعلامي الكثيف الذي حققه الامير السعودي اللبناني انعكس سلبا في مختلف الاوساط السياسية اللبنانية، ولم تكن الاضواء من مصلحة الرجل، عداك انها انعكست سلبا على رئيس البلاد.
واستهجنت الاوساط السياسية اللبنانية المعارضة بشكل خاص، ومنها المسيحية تحديدا، تدخل الوليد بن طلال بالشأن السياسي المحلي، ولعب دور الواعظ، خاصة بعد زيارته المقر البطريركي الماروني، وتقديمه مبلغ مليون دولار اميركي هناك، مما شكل احراجا حقيقيا للمعارضة المسيحية، ربما هو ما دفع باحد اثقل رموزها، المرشح الدائم لرئاسة الجمهورية اللبنانية النائب بطرس حرب إلى زيارة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، والوقوف على بابه، والرد من هناك على الوليد بن طلال، مشيرا إلى انه حصل على جنسيته اللبنانية بمرسوم تجنيس لا يزال الطعن بدستوريته جاري إلى اليوم، وربما بالتالي يفقد هذه الجنسية نفسها.
وقسى حرب في رده مشيرا إلى ان الوليد بن طلال "غير معتاد على الأصول الديموقراطية" حين طالب الاقلية المعارضة للتمديد لرئيس الجمهورية بالصمت. وطالبه حرب بعدم اعطاء امثولات، والاكتفاء بابداء الرأي فقط لا غير.
علما انها المرة الثانية التي يخوض الوليد بن طلال حربا داخلية لبنانية لمصلحة رئيس الجمهورية وضد رئيس الحكومة رفيق الحريري، وفي المرة الاولى في حفل افتتاح فندق الموفيمبيك الذي يمتلكه، اثار خطابه زوبعة سياسية ادت في النهاية إلى غيابه عن المشهد اللبناني، وامس ادى دخوله الاعلامي إلى جانب رئيس الجمهورية وبحضوره، إلى استنفار كافة القوى، كما امتنعت القوى التي كانت على الحياد الايجابي، او إلى جانب رئيس الجمهورية من التدخل في مشهد سبق ان رأت مثله، لمعركة ينسحب فارسها بعد اول الطلقات تاركا الوضع ان لم يكن اسوأ مما قبل دخلوه فليس بأفضل بكل الأحوال.
وشكل كلام الوليد بن طلال اهانة إلى مقام رئاسة الجمهورية اللبنانية نفسها، حين قال "وعدت (الرئيس لحود) باجتماع معه بعد تشكيل الحكومة الجديدة ونجتمع برئيس الوزراء الذي سيعين في لبنان، ونبحث معه كل المواضيع بجدية عميقة". وهو خرق بروتوكولي لا يغتفر في لبنان، ولا يمحوه مساندة الوليد بن طلال للتجديد لرئيس البلاد.
اضافة إلى مطالبته بخطة اقتصادية للبنان وانتقاده حكومات الحريري واسلوبها الاقتصادي، واشارته وتلميحه إلى ان الحريري يعطل اعمال المستثمرين العرب لمصلحة مشروعه في اعادة اعمار الوسط التجاري لمدينة بيروت "سوليدير".
مجلس الامن
ومن ناحية اخرى لاحظ نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، أن "المناقشات الجارية في مجلس الأمن لا تدل على أن ثمة توافقا ضمن أعضاء المجلس على مشروع البيان الفرنسي، وهو ما أخر صدوره".
وقال: "ومما لا شك فيه أن فرنسا وأميركا قد لاقتا صعوبات في تمرير البيان الرئاسي الذي كانتا تسعيان إلى استصداره امس. ولكن من المبكر جدا ومن التسرع بمكان ان نعتبر أنهما فشلتا وخسرتا هذه الجولة، إذ أنهما ستستمران في ضغوطهما بطريقة أقوى، وفق معلومات وصلت إلي من نيويورك".
واضاف: "ان مواقف الدول في مجلس الامن، وفي مثل هذه الحالات، قد يطرأ عليها تغيير، ان لم يكن في الجانب الجوهري ففي التوقيت والتكتيك والوسيلة. ويبدو أن هناك تمنيا فرنسيا أميركيا على لبنان وسوريا للقبول ببيان يصدره رئيس مجلس الأمن ويذكر سوريا بالاسم ويكلف الأمين العام للأمم المتحدة إعداد تقرير دوري (كل ثلاثة أشهر)، والا ستتقدمان بمشروع قرار جديد ومتشدد إلى مجلس الأمن".
ولفت الى أن "أجواء مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة، تشير إلى تفهم الموقف اللبناني، وهناك صعوبات تواجه باريس وواشنطن في تأمين الأصوات اللازمة لاستصدار قرار جديد. ولكن الضغوط قد تشتد وخصوصا انهما سيضاعفان جهودهما على أعلى المستويات، واذا صممتا ففي امكانهما ان تقلبا المعادلة لمصلحتهما نظرا إلى قوتهما وموقعهما، وهو ما سبق ان لفت إليه بعد عودتي من نيويورك وترؤسي وفد لبنان إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ومن هنا، وجوب مضاعفة التحرك للدبلوماسية اللبنانية وإبقائها دائمة السهر واليقظة".
حرب
والتقى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير النائب بطرس الذي قال بعد اللقاء: "ان البلاد تمر في مرحلة خطيرة نتيجة التطورات السياسية على الصعيدين المحلي والاقليمي، وان الشعور العام يوحي باننا امام مأزق كبير والامور متعثرة، وكل قضايا البلد عالقة بدءا بالقضايا العامة، حيث هناك حكومة موجودة وغير موجودة، إضافة إلى المشاكل اليومية كالكهرباء التي باتت تشكل ازمة كبيرة".
سئل: بالأمس دعاكم الوليد بن طلال كمعارضة إلى الصمت والكف عن الصراخ؟ اجاب: "لا اريد ان أعلق على كلام الوليد، هذا رأيه وهو لا يعبر عن رأينا إطلاقا، نحن نعيش في بلد نظامه ديمقراطي يسمح للقوى السياسية ان تعبر عن موقفها ضمن الاصول الديموقراطية البرلمانية ويمكن ان يكون الوليد بن طلال غير معتاد على هذه الاصول، كنت اتمنى ان يقتصر رأيه على التعليق على الحياة السياسية دون ان يؤدي هذا الامر الى توجيه نوع من امثولات للناس، وهو لديه اياد بيضاء حيث ساعد لبنان خلال الازمات وله مقدار من المحبة لدى اللبنانيين انما هذا المقدار يقف عند حدود حق اللبنانيين فيها ممارسة حقهم في حياتهم السياسية ضمن اطار القوانين والانظمة المرعية ".
سئل: هل تعتبر ان كلام الوليد بن طلال شكل تدخلا في الحياة السياسية اللبنانيين ؟ اجاب: "ان سمو الامير يتمتع بالجنسية اللبنانية بموجب المرسوم الذي قدمنا الطعن به، ولم نطعن به ليفقد الامير جنسيته، ان لبنان يمنح الجنسية لاشخاص طيبين ولهم اياد بيضاء، وانا اعتبر ان كلامه اذا كان موجها من موقع سعودي فهو تدخل ونحن نشكو من كثرة التدخلات، وان المرحلة الحالية تتجاوز ما أوحت به بعض التصريحات لاننا على مفرق خطير والبلد تمر في مرحلة دقيقة جدا ونحن قادمون على مستقبل يمكن ان يكون مظلما او غير مظلم، هناك فرصة لتوحيد اللبنانيين حول عملية انقاذ كاملة للبنان وهذه الفرصة اعتقد انها تفوت لان الطروحات التي طرحت علينا نحن كمعارضين للاشتراك في ورشة انقاذ لبنان من خلال حكومة وحدة وطنية لم تكن جدية ولم يكن فيها مضمون بل هي عملية التفاف علينا وعلى مواقفنا واسقاطنا امام الرأي العام".
زيارة البطريرك الماروني
وكان بن طلال قد كرر، اثر لقائه البطريرك نصر الله صفير امس، في تكرار موقفه المؤيّد للتمديد لرئيس الجمهورية العماد إميل لحود داعياً "أن يعود بعض الأفراد الى عقلهم ويقبلوا بالأمر الواقع وتهدأ الأمور السياسية لكي يتمكّن فخامته (الرئيس لحود) من استكمال ما لم يكمله في السنوات الستّ الأولى من حكمه".
ورأى ان "المعارضين أقليّة في البرلمان حيث حصل الرئيس لحود على ما يقارب المئة صوت، وصحيح انه من حقّ المعارضة التي تشكّل أقليّة ان تعارض ولكن للمعارضة حدود. وهذه هي الحال في كل الدول البرلمانية الغربية الديمقراطية المتطوّرة جداً حيث للمعارضة حدود".
وتابع: "عندما يُعاد انتخاب الرئيس ويمدّد له يصبح ذلك أمراً واقعاً وتستمر بالتالي المسيرة وهذا الصراخ بالصوت العالي يجب إيقافه".
وقدّم الوليد بن طلال مليون دولار الى البطريركية سيتّم صرف 400 ألف دولار منها لتحديث المكتبة البطريركية والمبلغ المتبقّي سيقوم البطريرك باستخدامه لتمويل عدد من المشاريع الإنسانية
كلام الوليد بن طلال
وكان الوليد بن طلال قد تحدث خلال حوار مفتوح معه نظمته مجموعة الاقتصاد والأعمال ووزارة السياحة اللبنانية وشركة طيران الشرق الأوسط، وذلك على هامش الملتقى العربي للسياحة والسفر الذي عقد في بيروت.
واستهل الحوار الوليد بن طلال حيث قال: "لا شك في ان الخلل الأمني الواقع في فلسطين والعراق يؤثر سلبا على الدول العربية من المناطق المتفجرة في العراق وفلسطين، ولكن في شكل عام هناك دول بعيدة في شمال افريقيا حيث يوجد ازدهار في الاقتصاد السياحي او الأردن مع انها قريبة جدا. رأينا فنادق في الاردن مثل الفورسيزن او فنادق الموفمبيك الموجودة في منطقة البحر الميت والبتراء والعقبة وهي في تحسن كبير هذه السنة، وبالتالي كان نطاق السياحة في معظم الدول العربية في طور التحسن حتى ان السياحة البيئية في تحسن.
واضاف: واشار وزير السياحة اللبناني في كلمته الى ان لبنان استقطب اكثر من مليون سائح معظمهم من الدول العربية وقلة من اميركا واوروبا ومع وجود سلبيات الا ان الايجابية هي رفض معظم السياح العرب الذهاب إلى اميركا وأوروبا لاسباب معروفة، ايضا، مما ادى الى ذهابهم للبنان وسوريا ومصر. هناك تأثير لكن ليس كبيرا، ونحن نرى عبر فنادقنا في العالم العربي ازدهارا كبيرا وتحسنا في نسبة الملأة.
وتابع: اما بالنسبة الى عودة المستثمرين العرب الى المنطقة العربية، وأنا لا أتحدث عن المستقبل العربي بل علن الحكومات العربية، والدول العربية هي في حاجة إلى استقطاب المستثمرين ودعوتهم. وأنا كمستثمر لدي زملاء وأصدقاء كثر من رجال الأعمال المحليين والإقليميين والعالميين يرغبون في الاستثمار لكن القيود الكثيرة تمنعهم من الدخول. نحن على إتصال مستمر مع الحكومات لحثها على تخفيف القيود والسماح بالسياحة البينية بين الدول العربية، وسمعنا منها ما يرضينا، وأنا متفائل، ونحن نسير في خطة فندقية لبناء أكثر من 100 فندق خلال الصيف المقبل. من هنا، أنا متفائل جدا بوضع السياحة في العالم العربي والسياحة البينية بين الدول العربية.
وسئل: تتحدث عن الوضع الاقتصادي في لبنان، ودائما نلمس إيحاء بأن الأمر غير مفروغ منه، وهناك أمل في استعادة لبنان لعافيته، وتسديد ديونه وتصحيح موازنته، فهل يمكن أن تضعنا في تصور لإعادة الأمور الاقتصادية إلى ما كانت عليه. أما السؤال الثاني فسياسي: سمعنا أنك حصلت في العام 1996 على الجنسية اللبنانية من خلال عائلة الصلح، وسمعنا ان هناك قوانين سياسية تقول ان كل من يملك طموحا سياسيا ذا مستوى عال جدا يجب ان يكون لبنانيا منذ أكثر من عشر سنوات، انطلاقا من هنا سنة 2006 ستفتح مجالات جديدة بوجودك بيننا لوقت اكثر، وتحمل مسؤوليات اكبر نحب ان نعرف منكم ما هي تطلعاتكم والى اي مدى انتم مستعدون لمساعدة الشعب اللبناني ووطنكم الثاني لبنان؟
واجاب: "عن السؤال الاقتصادي، إن اقتصاد لبنان في طبيعة الحال لا يمكن ان يصل إلى طريق مسدود، ودائما نسمع تعبيرا خطأ بأن الدولة مفلسة، ليس هناك من دولة مفلسة، فالشركة تعلن إفلاسها وإقفالها لكن لا وجود لدولة تفلس وتقفل حتى البرازيل مثلا التي تحمل عبء ديون باهظة جدا وتقارن نسبتها إلى الدخل القومي لم تفلس. من يفلس هو الشعب الذي يتعب.
واضاف: وبصراحة، انا اجتمع مع الرئيس (الجمهورية اميل لحود) ومع وزراء لبنانيين كثيرين، وقد لا يكون لي اتصال مباشر مع رئيس الحكومة الحالي لكن أقرأ البيانات الصحافية والبيان الحكومي ولا أرى خطة اقتصادية شاملة للبنان للنهوض بالاقتصاد. الكثير من الاستثمارات مركزة في منطقة بيروت الغربية سوليدير بالذات وهذا شيء جيد لكن ماذا عن خطة شاملة لاعمار كل الأراضي اللبنانية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وأنا كصديق للبنان ليس فقط كصديق للرئيس لحود او غير أصدقاء، نحن نرغب ونطلب سياسة اقتصادية شاملة، يجب على مجلس الوزراء ان يجمع ويضع خطة شاملة للدولة وهذا شيء غير موجود.
وقال: أعرف مستثمرين الان من دول الخليج العربي عرضوا علي استثماراتهم للانسحاب من لبنان، وأخذوا أذونات لإستثماراتهم لكن لم يأخذوا فسحات كاملة والان عليهم مضايقات من اكثر من طرف. وحان الوقت في سبيل لبنان أن تتعاون الرئاستين الاولى والثالثة لمصلحة لبنان، وأرجو وضع خطة اقتصادية شاملة فيها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ويتبناها مجلس النواب ويسير عليها. أما ان نصل الى الطريق المسدود فهذا الكلام مستحيل، والشعب اللبناني حتى في وسط الحرب استمر وبعد الحرب نهض بأسرع وقت ممكن. ففي اميركا الشمالية والجنوبية واستراليا وأوروبا تجد هناك خيرة الشباب اللبناني في نطاق الطب والهندسة والزراعة والتجارة حتى أنهم في دول اميركا اللاتينية يسيطرون على الكثير من المجالس النيابية والشيوخ والحاكميات، في البرازيل مثلا الشعب اللبناني شعب قوي جدا ولا يموت ابدا.
واستأنف: أما بالنسبة للشق الثاني، الشق السياسي فنعم لدي الجنسية اللبنانية، وحصلت عليها منذ حوالي عشر سنوات لتسهيل مهمة استثماراتي في لبنان، فأنا كما ذكرت في كلمتي امام فخامة الرئيس لدي استثمارات كثيرة في النطاق المصرفي والإعلامي مثل التلفزيون والصحف والمجلات والسياحة والعقارات مما يتطلب توفير جنسية ساعدتني كثيرا ولم آخذ هذه الجنسية لتكون جسرا لدخول النطاق السياسي في لبنان، فليس كل من اكتسب الجنسية قد يكون لديه طموح سياسي، هدفي في لبنان خصوصا بعد تأسيسنا المؤسسة الانسانية التي تشرف عليها السيدة ليلى الصلح حمادة خدمة كل مواطن في لبنان بغض النظر عن دينه او موقعه الجغرافي وقلما يمر يوم من دون أن نعلم بخبر عن نشاط انساني او تبرعات او مساهمات في مختلف الأراضي اللبنانية هدفنا نبيل وشريف وهو مساعدة الشعب اللبناني. الشعب هو الذي يفلس لا الدولة، والفقر الآن متفش في لبنان لاسباب اقتصادية لان لا وجود لاية خطوة اقتصادية شاملة تسير عليها الدولة.
سئل: للبنان عليك دين كبير لأنك لبناني، ولان جدك من مؤسسي دولة لبنان الكبير وباني استقلال هذا البلد، وحضرت افتتاح مؤتمر موفمبيك، وهذا المؤتمر، اليوم، وسموك أشرت إلى خطة اقتصادية وانعدام وجود مثل هذه الخطة، كيف تصور لنا هذه الخطة، وانت الخبير الاقتصادي من الطراز الأول ومستثمر من الطراز الأول تشعر مع لبنان ومع مطالب اللبنانيين، كيف تتصور مثل خطة الإنقاذ التي اشرت اليها سابقا والآن؟ كما اشرت الى مؤتمر باريس 2- لماذا لا يكون هناك رياض -1- تشارك فيه الدول العربية الشقيقة للبنان التي تعرف فعلا حاجاته والدول الصديقة كالولايات المتحدة الاميركية والمجموعة الاوروبية، لماذا لا يكون مثل هذه المبادرة العربية لبلد تعرفون معاناة شعبه؟
واجاب: "عندما طلبت في كلمتي في افتتاح فندق موفمبيك بوضع خطة اقتصادية شاملة اعترض عليها الكثير من الوزراء حتى رئيس الحكومة لم يرحب بها، وشبه ذلك بالخطط التي تطرح في الدول الاشتراكية مثل روسيا والصين لكن هذا غير صحيح، اميركا لديها خطة اقتصادية لخفض العجز في الميزان التجاري فضلا عن اوروبا التي لديها خطط ايضا، مؤتمر باريس2- طالب الحكومة اللبنانية بوضع خطة لخفض الدين الذي سيصل الى 40 مليار دولار بشهادة الحكومة نفسها، وهذه نسبة خطيرة ومخيفة، فلبنان ليس ايطاليا او اليابان والمانيا او بريطانيا ذات الاقتصادات الكبيرة وتتحمل مثل هذا الدين. تجاوزت نسبة القروض 150 % من نسبة الدخل القومي، وهذا رقم مخيف جدا، ليست لدي خطط واضحة المعالم لان الخطط تضعها الحكومة لانه يجب ان امتلك المعلومات الكاملة عن الوضع، تفاصيل الاقتصاد اللبناني ومكامن الخلل فيه ونقاط ضعفه ووضع هذا الاقتصاد منذ عشرين سنة وما قبل وكيفية دعم هذا الاقتصاد وتقويته، كل هذه النقاط يجب ان يبحثها مجلس الوزراء ويدلي كل وزير بدلوه في هذا الاطار، ويتبنى مجلس النواب خطة مجلس الوزراء.
وقال: لكن ما نراه هو صراعات واضحة، وانا اشعر بها ولا ارغب البوح بأشياء حساسة لكن هناك صراع كبير بين الطرف الاول والطرف الثالث الممثلان برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، نعم رئيس مجلس الوزراء هو صديقي وانا احترمه واجله واقدره لكن لبنان عندي اعز من اي شخص آخر، فالصراعات اثرت على كثير من المستثمرين.
وأضاف: فالخطة الشاملة مطلب وطني وقومي للبنان، طبعا لدي رؤوس أقلام بطبيعة الحال مثلا لماذا التركيز فقط على سوليدير وبيروت لماذا لا نضع خطة انمائية على المستوى الصناعي والتجاري والزراعي في شتى انحاء لبنان ولماذا التركيز على منطقة واحدة هي سوليدير.
وقال: عندما أتحدث عن خطة هذا ما اقصده: القطاع الزراعي والصناعي والتجاري والخدمات، ما يحرك العجلة الاقتصادية ليست كبريات الشركات انما الشركات الصغيرة. اما بالنسبة لعقد مؤتمر رياض 1- لا أرى له مبرر كما تعلم الحكومات السعودية والإماراتية والكويتية والبحرينية اشتركت كلها في باريس -2- فالتواجد العربي كان لافتا لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم، ما نراه في لبنان ليس لمصلحة البلد. هناك عدد كبير من المستثمرين رفض المجيء الى لبنان ليس للسبب الامني الذي حصل اخيرا، وتم تجاوزه بل بسبب الوضع السياسي العام والخلافات بين الرؤساء والتي تلعب دورا كبيرا في تنفيذ وتهريب المستثمر الاقليمي".
سئل: اصبحتم جزءا من المعادلة السياسية والاجتماعية اللبنانية التي تدعو إلى وفاق بين كل الأطراف و:كأنكم مع طرف من دون الآخر؟
وأجاب: "انتم تؤيدون الرئيس اميل لحود، وكان لكم سبق الفضل في هذه المسألة قبل التمديد وتطرقتم الى خطاب القسم كيف ترون البداية في تطبيقه خصوصا في مسألة مقاومة الفساد وفي الدعوة الى قطع ايدي السارقين، والبعض يعتبر ان من المحيطين به ويستحق قطع اليد ايضا. اماشي قولكم، انا جزء من المعادلة اللبنانية فانا جزء من المعادلة العربية، ولدي علاقات طيبة مع كل الدول العربية سواء سوريا أوالاردن أومصر، وطبعا لبنان بحكم القرابة له مكانة خاصة. طلبت في كلمتي اليوم من فخامة الرئيس فتح يده وذراعيه امام الجميع والمعارضة بالتحديد وأبلغته هذا الكلام بصفة خاصة وبصفة عامة. الموضوع الان ليس الطبقة السياسية بل هناك فقر مهيب ومخيف في كل المناطق اللبنانية، فمؤسسة الوليد الخيرية التي تشرف عليها السيدة ليلى الصلح تستقبل طلبات مهينة ومخيفة، هذا دليل تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان لانه ليس هناك من خطة شاملة للنهوض بالوضع. نعم صديقي فخامة الرئيس، لكن لبنان هو صديقي الاساسي اطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب بالتعاون والتعاضد مع بعضهم، وانا مستعد للدعم بكل ما امتلك من طاقة استثماريا وماليا واقتصاديا ومؤسساتيا، ومستعد ان اضع عشرات ملايين الدولارات اذا تطلب الامر لكن عندما اجد خطة واضحة المعالم. نشاطنا الخيري في السعودية رهيب الفقراء، ولكن في السعودية خطة والحمد لله. فالاسلوب المعتمد في لبنان ينفر المستثمر ويهرب المستثمرين في الخارج، نأمل في ان نستبشر خيرا في التمديد للرئيس (اميل لحود)، ووعدت (الرئيس لحود) باجتماع معه بعد تشكيل الحكومة الجديدة ونجتمع برئيس الوزراء الذي سيعين في لبنان، ونبحث معه كل المواضيع بجدية عميقة".
يذكر ان كلام الوليد بن طلال جاء بعد يومين من "التبرعات الخيرية" التي قام بها في عدد من المناطق، وإعلانه النية بإقامة فندق ثالث لمجموعته في بيروت.
وهذا هوا ارابط لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
الوليد بن طلال غاب سنة وأثار زوبعة
فداء عيتاني GMT 22:00:00 2004 الجمعة 8 أكتوبر
كل ما أمكن للسلطات اللبنانية ان تقدمه حول تطورات موقف مجلس الامن الدولي ومناقشاته حول الملف اللبناني هو تخمينات صدرت عن نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، الذي اعتبر ان التأخير في المناقشات الجارية هناك لا يدل على أن ثمة توافقا ضمن أعضاء المجلس على مشروع البيان الفرنسي، وهو ما أخر صدور البيان، وبانتظار صدور البيان يمسك رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بكتاب استقالة حكومته، حاسبا خطواته جيدا هذه المرة، بعدما لوح له رئيس الجمهورية بمنافس محتمل على ترؤس الحكومة المقبلة الا وهو الوليد بن طلال الشخصية الاقتصادية والمالية السعودية، والتي تحمل الجنسية اللبنانية.
وبغض النظر عن مدى قرب الامير الوليد بن طلال من رئيس الجمهورية اميل لحود، الذي تم التمديد لولايته بطلب من سورية لمدة ثلاثة اعوام مما ادخل لبنان وسورية إلى مجلس الامن، حيث حصلا على القرار 1559، ولما يخرجا من تحت رقابة مجلس الامن الدولي بع، وبغض النظر عن قرب بن طلال ولحود من بعضيهما، الا ان الدخول الاعلامي الكثيف الذي حققه الامير السعودي اللبناني انعكس سلبا في مختلف الاوساط السياسية اللبنانية، ولم تكن الاضواء من مصلحة الرجل، عداك انها انعكست سلبا على رئيس البلاد.
واستهجنت الاوساط السياسية اللبنانية المعارضة بشكل خاص، ومنها المسيحية تحديدا، تدخل الوليد بن طلال بالشأن السياسي المحلي، ولعب دور الواعظ، خاصة بعد زيارته المقر البطريركي الماروني، وتقديمه مبلغ مليون دولار اميركي هناك، مما شكل احراجا حقيقيا للمعارضة المسيحية، ربما هو ما دفع باحد اثقل رموزها، المرشح الدائم لرئاسة الجمهورية اللبنانية النائب بطرس حرب إلى زيارة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، والوقوف على بابه، والرد من هناك على الوليد بن طلال، مشيرا إلى انه حصل على جنسيته اللبنانية بمرسوم تجنيس لا يزال الطعن بدستوريته جاري إلى اليوم، وربما بالتالي يفقد هذه الجنسية نفسها.
وقسى حرب في رده مشيرا إلى ان الوليد بن طلال "غير معتاد على الأصول الديموقراطية" حين طالب الاقلية المعارضة للتمديد لرئيس الجمهورية بالصمت. وطالبه حرب بعدم اعطاء امثولات، والاكتفاء بابداء الرأي فقط لا غير.
علما انها المرة الثانية التي يخوض الوليد بن طلال حربا داخلية لبنانية لمصلحة رئيس الجمهورية وضد رئيس الحكومة رفيق الحريري، وفي المرة الاولى في حفل افتتاح فندق الموفيمبيك الذي يمتلكه، اثار خطابه زوبعة سياسية ادت في النهاية إلى غيابه عن المشهد اللبناني، وامس ادى دخوله الاعلامي إلى جانب رئيس الجمهورية وبحضوره، إلى استنفار كافة القوى، كما امتنعت القوى التي كانت على الحياد الايجابي، او إلى جانب رئيس الجمهورية من التدخل في مشهد سبق ان رأت مثله، لمعركة ينسحب فارسها بعد اول الطلقات تاركا الوضع ان لم يكن اسوأ مما قبل دخلوه فليس بأفضل بكل الأحوال.
وشكل كلام الوليد بن طلال اهانة إلى مقام رئاسة الجمهورية اللبنانية نفسها، حين قال "وعدت (الرئيس لحود) باجتماع معه بعد تشكيل الحكومة الجديدة ونجتمع برئيس الوزراء الذي سيعين في لبنان، ونبحث معه كل المواضيع بجدية عميقة". وهو خرق بروتوكولي لا يغتفر في لبنان، ولا يمحوه مساندة الوليد بن طلال للتجديد لرئيس البلاد.
اضافة إلى مطالبته بخطة اقتصادية للبنان وانتقاده حكومات الحريري واسلوبها الاقتصادي، واشارته وتلميحه إلى ان الحريري يعطل اعمال المستثمرين العرب لمصلحة مشروعه في اعادة اعمار الوسط التجاري لمدينة بيروت "سوليدير".
مجلس الامن
ومن ناحية اخرى لاحظ نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس، أن "المناقشات الجارية في مجلس الأمن لا تدل على أن ثمة توافقا ضمن أعضاء المجلس على مشروع البيان الفرنسي، وهو ما أخر صدوره".
وقال: "ومما لا شك فيه أن فرنسا وأميركا قد لاقتا صعوبات في تمرير البيان الرئاسي الذي كانتا تسعيان إلى استصداره امس. ولكن من المبكر جدا ومن التسرع بمكان ان نعتبر أنهما فشلتا وخسرتا هذه الجولة، إذ أنهما ستستمران في ضغوطهما بطريقة أقوى، وفق معلومات وصلت إلي من نيويورك".
واضاف: "ان مواقف الدول في مجلس الامن، وفي مثل هذه الحالات، قد يطرأ عليها تغيير، ان لم يكن في الجانب الجوهري ففي التوقيت والتكتيك والوسيلة. ويبدو أن هناك تمنيا فرنسيا أميركيا على لبنان وسوريا للقبول ببيان يصدره رئيس مجلس الأمن ويذكر سوريا بالاسم ويكلف الأمين العام للأمم المتحدة إعداد تقرير دوري (كل ثلاثة أشهر)، والا ستتقدمان بمشروع قرار جديد ومتشدد إلى مجلس الأمن".
ولفت الى أن "أجواء مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة، تشير إلى تفهم الموقف اللبناني، وهناك صعوبات تواجه باريس وواشنطن في تأمين الأصوات اللازمة لاستصدار قرار جديد. ولكن الضغوط قد تشتد وخصوصا انهما سيضاعفان جهودهما على أعلى المستويات، واذا صممتا ففي امكانهما ان تقلبا المعادلة لمصلحتهما نظرا إلى قوتهما وموقعهما، وهو ما سبق ان لفت إليه بعد عودتي من نيويورك وترؤسي وفد لبنان إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ومن هنا، وجوب مضاعفة التحرك للدبلوماسية اللبنانية وإبقائها دائمة السهر واليقظة".
حرب
والتقى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير النائب بطرس الذي قال بعد اللقاء: "ان البلاد تمر في مرحلة خطيرة نتيجة التطورات السياسية على الصعيدين المحلي والاقليمي، وان الشعور العام يوحي باننا امام مأزق كبير والامور متعثرة، وكل قضايا البلد عالقة بدءا بالقضايا العامة، حيث هناك حكومة موجودة وغير موجودة، إضافة إلى المشاكل اليومية كالكهرباء التي باتت تشكل ازمة كبيرة".
سئل: بالأمس دعاكم الوليد بن طلال كمعارضة إلى الصمت والكف عن الصراخ؟ اجاب: "لا اريد ان أعلق على كلام الوليد، هذا رأيه وهو لا يعبر عن رأينا إطلاقا، نحن نعيش في بلد نظامه ديمقراطي يسمح للقوى السياسية ان تعبر عن موقفها ضمن الاصول الديموقراطية البرلمانية ويمكن ان يكون الوليد بن طلال غير معتاد على هذه الاصول، كنت اتمنى ان يقتصر رأيه على التعليق على الحياة السياسية دون ان يؤدي هذا الامر الى توجيه نوع من امثولات للناس، وهو لديه اياد بيضاء حيث ساعد لبنان خلال الازمات وله مقدار من المحبة لدى اللبنانيين انما هذا المقدار يقف عند حدود حق اللبنانيين فيها ممارسة حقهم في حياتهم السياسية ضمن اطار القوانين والانظمة المرعية ".
سئل: هل تعتبر ان كلام الوليد بن طلال شكل تدخلا في الحياة السياسية اللبنانيين ؟ اجاب: "ان سمو الامير يتمتع بالجنسية اللبنانية بموجب المرسوم الذي قدمنا الطعن به، ولم نطعن به ليفقد الامير جنسيته، ان لبنان يمنح الجنسية لاشخاص طيبين ولهم اياد بيضاء، وانا اعتبر ان كلامه اذا كان موجها من موقع سعودي فهو تدخل ونحن نشكو من كثرة التدخلات، وان المرحلة الحالية تتجاوز ما أوحت به بعض التصريحات لاننا على مفرق خطير والبلد تمر في مرحلة دقيقة جدا ونحن قادمون على مستقبل يمكن ان يكون مظلما او غير مظلم، هناك فرصة لتوحيد اللبنانيين حول عملية انقاذ كاملة للبنان وهذه الفرصة اعتقد انها تفوت لان الطروحات التي طرحت علينا نحن كمعارضين للاشتراك في ورشة انقاذ لبنان من خلال حكومة وحدة وطنية لم تكن جدية ولم يكن فيها مضمون بل هي عملية التفاف علينا وعلى مواقفنا واسقاطنا امام الرأي العام".
زيارة البطريرك الماروني
وكان بن طلال قد كرر، اثر لقائه البطريرك نصر الله صفير امس، في تكرار موقفه المؤيّد للتمديد لرئيس الجمهورية العماد إميل لحود داعياً "أن يعود بعض الأفراد الى عقلهم ويقبلوا بالأمر الواقع وتهدأ الأمور السياسية لكي يتمكّن فخامته (الرئيس لحود) من استكمال ما لم يكمله في السنوات الستّ الأولى من حكمه".
ورأى ان "المعارضين أقليّة في البرلمان حيث حصل الرئيس لحود على ما يقارب المئة صوت، وصحيح انه من حقّ المعارضة التي تشكّل أقليّة ان تعارض ولكن للمعارضة حدود. وهذه هي الحال في كل الدول البرلمانية الغربية الديمقراطية المتطوّرة جداً حيث للمعارضة حدود".
وتابع: "عندما يُعاد انتخاب الرئيس ويمدّد له يصبح ذلك أمراً واقعاً وتستمر بالتالي المسيرة وهذا الصراخ بالصوت العالي يجب إيقافه".
وقدّم الوليد بن طلال مليون دولار الى البطريركية سيتّم صرف 400 ألف دولار منها لتحديث المكتبة البطريركية والمبلغ المتبقّي سيقوم البطريرك باستخدامه لتمويل عدد من المشاريع الإنسانية
كلام الوليد بن طلال
وكان الوليد بن طلال قد تحدث خلال حوار مفتوح معه نظمته مجموعة الاقتصاد والأعمال ووزارة السياحة اللبنانية وشركة طيران الشرق الأوسط، وذلك على هامش الملتقى العربي للسياحة والسفر الذي عقد في بيروت.
واستهل الحوار الوليد بن طلال حيث قال: "لا شك في ان الخلل الأمني الواقع في فلسطين والعراق يؤثر سلبا على الدول العربية من المناطق المتفجرة في العراق وفلسطين، ولكن في شكل عام هناك دول بعيدة في شمال افريقيا حيث يوجد ازدهار في الاقتصاد السياحي او الأردن مع انها قريبة جدا. رأينا فنادق في الاردن مثل الفورسيزن او فنادق الموفمبيك الموجودة في منطقة البحر الميت والبتراء والعقبة وهي في تحسن كبير هذه السنة، وبالتالي كان نطاق السياحة في معظم الدول العربية في طور التحسن حتى ان السياحة البيئية في تحسن.
واضاف: واشار وزير السياحة اللبناني في كلمته الى ان لبنان استقطب اكثر من مليون سائح معظمهم من الدول العربية وقلة من اميركا واوروبا ومع وجود سلبيات الا ان الايجابية هي رفض معظم السياح العرب الذهاب إلى اميركا وأوروبا لاسباب معروفة، ايضا، مما ادى الى ذهابهم للبنان وسوريا ومصر. هناك تأثير لكن ليس كبيرا، ونحن نرى عبر فنادقنا في العالم العربي ازدهارا كبيرا وتحسنا في نسبة الملأة.
وتابع: اما بالنسبة الى عودة المستثمرين العرب الى المنطقة العربية، وأنا لا أتحدث عن المستقبل العربي بل علن الحكومات العربية، والدول العربية هي في حاجة إلى استقطاب المستثمرين ودعوتهم. وأنا كمستثمر لدي زملاء وأصدقاء كثر من رجال الأعمال المحليين والإقليميين والعالميين يرغبون في الاستثمار لكن القيود الكثيرة تمنعهم من الدخول. نحن على إتصال مستمر مع الحكومات لحثها على تخفيف القيود والسماح بالسياحة البينية بين الدول العربية، وسمعنا منها ما يرضينا، وأنا متفائل، ونحن نسير في خطة فندقية لبناء أكثر من 100 فندق خلال الصيف المقبل. من هنا، أنا متفائل جدا بوضع السياحة في العالم العربي والسياحة البينية بين الدول العربية.
وسئل: تتحدث عن الوضع الاقتصادي في لبنان، ودائما نلمس إيحاء بأن الأمر غير مفروغ منه، وهناك أمل في استعادة لبنان لعافيته، وتسديد ديونه وتصحيح موازنته، فهل يمكن أن تضعنا في تصور لإعادة الأمور الاقتصادية إلى ما كانت عليه. أما السؤال الثاني فسياسي: سمعنا أنك حصلت في العام 1996 على الجنسية اللبنانية من خلال عائلة الصلح، وسمعنا ان هناك قوانين سياسية تقول ان كل من يملك طموحا سياسيا ذا مستوى عال جدا يجب ان يكون لبنانيا منذ أكثر من عشر سنوات، انطلاقا من هنا سنة 2006 ستفتح مجالات جديدة بوجودك بيننا لوقت اكثر، وتحمل مسؤوليات اكبر نحب ان نعرف منكم ما هي تطلعاتكم والى اي مدى انتم مستعدون لمساعدة الشعب اللبناني ووطنكم الثاني لبنان؟
واجاب: "عن السؤال الاقتصادي، إن اقتصاد لبنان في طبيعة الحال لا يمكن ان يصل إلى طريق مسدود، ودائما نسمع تعبيرا خطأ بأن الدولة مفلسة، ليس هناك من دولة مفلسة، فالشركة تعلن إفلاسها وإقفالها لكن لا وجود لدولة تفلس وتقفل حتى البرازيل مثلا التي تحمل عبء ديون باهظة جدا وتقارن نسبتها إلى الدخل القومي لم تفلس. من يفلس هو الشعب الذي يتعب.
واضاف: وبصراحة، انا اجتمع مع الرئيس (الجمهورية اميل لحود) ومع وزراء لبنانيين كثيرين، وقد لا يكون لي اتصال مباشر مع رئيس الحكومة الحالي لكن أقرأ البيانات الصحافية والبيان الحكومي ولا أرى خطة اقتصادية شاملة للبنان للنهوض بالاقتصاد. الكثير من الاستثمارات مركزة في منطقة بيروت الغربية سوليدير بالذات وهذا شيء جيد لكن ماذا عن خطة شاملة لاعمار كل الأراضي اللبنانية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، وأنا كصديق للبنان ليس فقط كصديق للرئيس لحود او غير أصدقاء، نحن نرغب ونطلب سياسة اقتصادية شاملة، يجب على مجلس الوزراء ان يجمع ويضع خطة شاملة للدولة وهذا شيء غير موجود.
وقال: أعرف مستثمرين الان من دول الخليج العربي عرضوا علي استثماراتهم للانسحاب من لبنان، وأخذوا أذونات لإستثماراتهم لكن لم يأخذوا فسحات كاملة والان عليهم مضايقات من اكثر من طرف. وحان الوقت في سبيل لبنان أن تتعاون الرئاستين الاولى والثالثة لمصلحة لبنان، وأرجو وضع خطة اقتصادية شاملة فيها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ويتبناها مجلس النواب ويسير عليها. أما ان نصل الى الطريق المسدود فهذا الكلام مستحيل، والشعب اللبناني حتى في وسط الحرب استمر وبعد الحرب نهض بأسرع وقت ممكن. ففي اميركا الشمالية والجنوبية واستراليا وأوروبا تجد هناك خيرة الشباب اللبناني في نطاق الطب والهندسة والزراعة والتجارة حتى أنهم في دول اميركا اللاتينية يسيطرون على الكثير من المجالس النيابية والشيوخ والحاكميات، في البرازيل مثلا الشعب اللبناني شعب قوي جدا ولا يموت ابدا.
واستأنف: أما بالنسبة للشق الثاني، الشق السياسي فنعم لدي الجنسية اللبنانية، وحصلت عليها منذ حوالي عشر سنوات لتسهيل مهمة استثماراتي في لبنان، فأنا كما ذكرت في كلمتي امام فخامة الرئيس لدي استثمارات كثيرة في النطاق المصرفي والإعلامي مثل التلفزيون والصحف والمجلات والسياحة والعقارات مما يتطلب توفير جنسية ساعدتني كثيرا ولم آخذ هذه الجنسية لتكون جسرا لدخول النطاق السياسي في لبنان، فليس كل من اكتسب الجنسية قد يكون لديه طموح سياسي، هدفي في لبنان خصوصا بعد تأسيسنا المؤسسة الانسانية التي تشرف عليها السيدة ليلى الصلح حمادة خدمة كل مواطن في لبنان بغض النظر عن دينه او موقعه الجغرافي وقلما يمر يوم من دون أن نعلم بخبر عن نشاط انساني او تبرعات او مساهمات في مختلف الأراضي اللبنانية هدفنا نبيل وشريف وهو مساعدة الشعب اللبناني. الشعب هو الذي يفلس لا الدولة، والفقر الآن متفش في لبنان لاسباب اقتصادية لان لا وجود لاية خطوة اقتصادية شاملة تسير عليها الدولة.
سئل: للبنان عليك دين كبير لأنك لبناني، ولان جدك من مؤسسي دولة لبنان الكبير وباني استقلال هذا البلد، وحضرت افتتاح مؤتمر موفمبيك، وهذا المؤتمر، اليوم، وسموك أشرت إلى خطة اقتصادية وانعدام وجود مثل هذه الخطة، كيف تصور لنا هذه الخطة، وانت الخبير الاقتصادي من الطراز الأول ومستثمر من الطراز الأول تشعر مع لبنان ومع مطالب اللبنانيين، كيف تتصور مثل خطة الإنقاذ التي اشرت اليها سابقا والآن؟ كما اشرت الى مؤتمر باريس 2- لماذا لا يكون هناك رياض -1- تشارك فيه الدول العربية الشقيقة للبنان التي تعرف فعلا حاجاته والدول الصديقة كالولايات المتحدة الاميركية والمجموعة الاوروبية، لماذا لا يكون مثل هذه المبادرة العربية لبلد تعرفون معاناة شعبه؟
واجاب: "عندما طلبت في كلمتي في افتتاح فندق موفمبيك بوضع خطة اقتصادية شاملة اعترض عليها الكثير من الوزراء حتى رئيس الحكومة لم يرحب بها، وشبه ذلك بالخطط التي تطرح في الدول الاشتراكية مثل روسيا والصين لكن هذا غير صحيح، اميركا لديها خطة اقتصادية لخفض العجز في الميزان التجاري فضلا عن اوروبا التي لديها خطط ايضا، مؤتمر باريس2- طالب الحكومة اللبنانية بوضع خطة لخفض الدين الذي سيصل الى 40 مليار دولار بشهادة الحكومة نفسها، وهذه نسبة خطيرة ومخيفة، فلبنان ليس ايطاليا او اليابان والمانيا او بريطانيا ذات الاقتصادات الكبيرة وتتحمل مثل هذا الدين. تجاوزت نسبة القروض 150 % من نسبة الدخل القومي، وهذا رقم مخيف جدا، ليست لدي خطط واضحة المعالم لان الخطط تضعها الحكومة لانه يجب ان امتلك المعلومات الكاملة عن الوضع، تفاصيل الاقتصاد اللبناني ومكامن الخلل فيه ونقاط ضعفه ووضع هذا الاقتصاد منذ عشرين سنة وما قبل وكيفية دعم هذا الاقتصاد وتقويته، كل هذه النقاط يجب ان يبحثها مجلس الوزراء ويدلي كل وزير بدلوه في هذا الاطار، ويتبنى مجلس النواب خطة مجلس الوزراء.
وقال: لكن ما نراه هو صراعات واضحة، وانا اشعر بها ولا ارغب البوح بأشياء حساسة لكن هناك صراع كبير بين الطرف الاول والطرف الثالث الممثلان برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، نعم رئيس مجلس الوزراء هو صديقي وانا احترمه واجله واقدره لكن لبنان عندي اعز من اي شخص آخر، فالصراعات اثرت على كثير من المستثمرين.
وأضاف: فالخطة الشاملة مطلب وطني وقومي للبنان، طبعا لدي رؤوس أقلام بطبيعة الحال مثلا لماذا التركيز فقط على سوليدير وبيروت لماذا لا نضع خطة انمائية على المستوى الصناعي والتجاري والزراعي في شتى انحاء لبنان ولماذا التركيز على منطقة واحدة هي سوليدير.
وقال: عندما أتحدث عن خطة هذا ما اقصده: القطاع الزراعي والصناعي والتجاري والخدمات، ما يحرك العجلة الاقتصادية ليست كبريات الشركات انما الشركات الصغيرة. اما بالنسبة لعقد مؤتمر رياض 1- لا أرى له مبرر كما تعلم الحكومات السعودية والإماراتية والكويتية والبحرينية اشتركت كلها في باريس -2- فالتواجد العربي كان لافتا لكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم، ما نراه في لبنان ليس لمصلحة البلد. هناك عدد كبير من المستثمرين رفض المجيء الى لبنان ليس للسبب الامني الذي حصل اخيرا، وتم تجاوزه بل بسبب الوضع السياسي العام والخلافات بين الرؤساء والتي تلعب دورا كبيرا في تنفيذ وتهريب المستثمر الاقليمي".
سئل: اصبحتم جزءا من المعادلة السياسية والاجتماعية اللبنانية التي تدعو إلى وفاق بين كل الأطراف و:كأنكم مع طرف من دون الآخر؟
وأجاب: "انتم تؤيدون الرئيس اميل لحود، وكان لكم سبق الفضل في هذه المسألة قبل التمديد وتطرقتم الى خطاب القسم كيف ترون البداية في تطبيقه خصوصا في مسألة مقاومة الفساد وفي الدعوة الى قطع ايدي السارقين، والبعض يعتبر ان من المحيطين به ويستحق قطع اليد ايضا. اماشي قولكم، انا جزء من المعادلة اللبنانية فانا جزء من المعادلة العربية، ولدي علاقات طيبة مع كل الدول العربية سواء سوريا أوالاردن أومصر، وطبعا لبنان بحكم القرابة له مكانة خاصة. طلبت في كلمتي اليوم من فخامة الرئيس فتح يده وذراعيه امام الجميع والمعارضة بالتحديد وأبلغته هذا الكلام بصفة خاصة وبصفة عامة. الموضوع الان ليس الطبقة السياسية بل هناك فقر مهيب ومخيف في كل المناطق اللبنانية، فمؤسسة الوليد الخيرية التي تشرف عليها السيدة ليلى الصلح تستقبل طلبات مهينة ومخيفة، هذا دليل تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان لانه ليس هناك من خطة شاملة للنهوض بالوضع. نعم صديقي فخامة الرئيس، لكن لبنان هو صديقي الاساسي اطالب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب بالتعاون والتعاضد مع بعضهم، وانا مستعد للدعم بكل ما امتلك من طاقة استثماريا وماليا واقتصاديا ومؤسساتيا، ومستعد ان اضع عشرات ملايين الدولارات اذا تطلب الامر لكن عندما اجد خطة واضحة المعالم. نشاطنا الخيري في السعودية رهيب الفقراء، ولكن في السعودية خطة والحمد لله. فالاسلوب المعتمد في لبنان ينفر المستثمر ويهرب المستثمرين في الخارج، نأمل في ان نستبشر خيرا في التمديد للرئيس (اميل لحود)، ووعدت (الرئيس لحود) باجتماع معه بعد تشكيل الحكومة الجديدة ونجتمع برئيس الوزراء الذي سيعين في لبنان، ونبحث معه كل المواضيع بجدية عميقة".
يذكر ان كلام الوليد بن طلال جاء بعد يومين من "التبرعات الخيرية" التي قام بها في عدد من المناطق، وإعلانه النية بإقامة فندق ثالث لمجموعته في بيروت.
وهذا هوا ارابط لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .