ابو مي
05 / 10 / 2004, 55 : 04 PM
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
هل بن لادن عميل الاستخبارات الامريكية؟ هل هو عميل للموساد الاسرائيلي؟
بالطبع لا ، ليس كذلك. بل يمكنني الجزم بصدق نيته فعلا في مواجهته لامريكا واسرائيل. واجزم كذلك انه قام بما قام به من اعمال باعتقاد خالص انه يخدم امته ودينه.
ولكن حسن نية الشخص شئ ، ونتيجة اعماله شئ اخر. وصدق الاعتقاد ليس مؤهلا وحيدا كافيا لان يتولى شخص ما امور لايعرف عواقبها ونتائجها على نفسه وامته.
ليس بالضرورة ان يكون شخص ما عميلا لاي جهاز مخابرات دولة ما حتى يفيد هذا الجهاز او هذه الدولة ، فقد يكون في نشاطات هذا الشخص توازيا في المصالح مع مصالح هذه الدولة او تلك بدون ان يكون هناك اصلا تعاون. والمثل الاوضح للعيان هو الجهاد الاسلامي ضد الغزو السوفيتي لافغانستان ، حيث كان بن لادن وبقية المجاهدين العرب يحاربون نفس العدو الذي كانت تحاربه المخابرات الامريكية. ونجح الجهاد الاسلامي حينذاك في تحقيق افضل نتيجة لامريكا وهي تحويل افغانستان الى فيتنام روسية ادت في الاخير الى انهيار الاتحاد السوفيتي بالكامل.
في نشاطات ابن لادن والمنظمات الاصولية الاسلامية في التسعينات نوع اخر من توازي المصالح واتفاقها مع اهداف الموساد الاسرائيلي ونشاطها. وهنا دعوني اشرح لكم نموذجين من المصالح والاهداف الاسرائيلية:
الاول : خلق حالة من المواجهة والعداء بين المسلمين وبقية العالم وخصوصا اميركا والغرب. والصيغة المثلى لهذا العداء هو العداء الايدلوجي الحضاري، حيث تدوم مدته وتتضائل فرص تسويته وحله. ليس هناك اسوأ من حرب دينية او ايدلوجية يسعى كل طرف فيها الى تصفية الاخر نهائيا. ويمكن الامعان في فكرة تغذية العداء والحرب بين الاسلام والمسيحية حصريا لنعرف من المستفيد من هذه المواجهه. فبالطبع الصهيونية هي المستفيده والمحرضة لهذه التغذية المشعلة للمواجهه بين المسلمين والمسيحيين. وقد نجح بن لادن وغوغائية الحركات الاصولية الاسلامية في هذه المهمة الصهيونية على اكمل وجه.
الثاني : ثبت على مر السنين ان السعودية تمتلك عوامل مؤثرة قيادية في القرار الامريكي. من هذه العوامل النفط وثبات السياسة المعتدلة في منطقة متهوره متقلبة. واضيف الى هذه العوامل تواجد القوات الامريكية في السعودية بعد حرب الخليج الثانية التي اثبتت ان اسرائيل ليست شرطي المنطقة الذي يدافع عن مصالح امريكا على عكس السعودية التي رسخت قيمتها كدولة مؤثرة استراتيجية يمكن الركون اليها في الاوقات الصعبة. لذلك كان اخراج القوات الامريكية من السعودية من اهم اهداف الموساد والذي يؤدي الى التقليل من اهمية السعودية في واشنطن ، بل ويمكن ان يؤدي الى مواجهة وتصادم بين الدولتين. ولذا يلاحظ المراقب للاحداث كيف اصبح هذا التواجد الامريكي المحدود الهدف الاول للبروبوغاندا الدعائية من بن لادن وحليفته قناة الجزيرة (قطر) على مدى عقد التسعينات. فعلى الرغم من قضايا الوطن العربي الكبرى من فلسطين وحصار العراق والسودان وليبيا الى التنمية وغياب الديمقراطية والجهل والتخلف والارهاب الا ان هذا التواجد الامريكي كان العنوان المفضل للتحالف الغير معلن بين بن لادن ومؤيديه الغوغاء من جهة وقناة الجزيرة والكوادر الثورية من جهة اخرى.
ولمن يتابع الاحداث فانه يستغرب الصمت العجيب الذي اطبق على هذه الاصوات قبل سنوات حين انشأت القوات الامريكية في دولة قطر اكبر مخزون اسلحه لها خارج اوروبا وامريكا. كما وان هذا الصمت طال ايضا هذه الايام عملية انتقال هذه القوات الامريكية من السعودية الى دولة قطر متخذة لها قاعدة عسكرية لاتطالها السيادة القطرية على عكس قاعدتها في السعودية. وبذلك كأن هدفا ما تحقق واخذ كل طرف جائزته بما فيها دولة قطر التي اصبحت اكثر وضوحا في خرائط البنتاغون.
لذلك اخلص الى ان بن لادن ليس عميلا للموساد بارادته ومعرفته ، ولكن الموساد عرفت كيف تستفيد منه وتسيره بطريقة او باخرى. فمن المعروف ان تجنيد افراد القاعدة كان مفتوحا لمن يصل مطار بيشاور بهيئة مجاهد في سبيل الله. وبالطبع ليس صعبا على اجهزة مخابرات محترفة وقوية مثل الموساد ان تدخل عناصرها ضمن هذه المجموعات، ومن ثم تأخذ طريقها لان تصل مراكز قيادية متقدمة لتخدم اهداف الموساد سواء عن طريق معرفة نشاط القاعدة او حتى التأثير في سياستها ونشاطاتها.
هذا التحليل يؤدي الى ان عملية 11 سبتمبر التي قام بها افراد معظمهم سعوديين كانت عملية مخترقة ومدعومة من قبل الموساد الاسرائيلي لتحقيق الهدفين السابق ذكرهما وهو ماحصل. مثل هذه العملية لايمكن ان تتم بدون تسهيلات وتعمية جهاز مخابرات محترف. وقد قامت الموساد بتحذير نظيرتها الامريكية منها عبر معلومات عمومية لابراء الذمة فقط.
هناك العديد من المؤشرات على هذه التسهيلات والعين المغمضة التي كانت ترصد وتساعد افراد هذه المجموعة داخل امريكا ، ومن ضمنها ان محمد عطا دخل امريكا اخر مرة مع ان تأشيرته منتهية صلاحيتها، اضافة الى تجاهل التحذيرات والوقائع التي تسربت عن العملية قبل وقوعها. كما واشير الى اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية في امريكا بعد العملية، احدى هذه الشبكات كانت تراقب وتتلصص على هواتف البيت الابيض. وبالطبع فانه يمكن القول ان مثل هذه الشبكات مع مساعدة الموالين لليهود في المخابرات الامريكية قدموا تسهيلات وغطاء لافراد هذه المجموعة لكي تحقق هدفا اسرائيليا خالصا، لاعلاقة له بالاسلام والمسلمين كما كان يعتقد افرادها. هذا الهدف تمثل في رص العالم باسره في صف اسرائيل في مواجهتها للعرب الارهابيين والاسلام الدموي كما تزعم. واعطاء امريكا الحق في التدخل بشكل مباشر وصريح في سياسات وسيادة اي دولة في العالم وبالاخص الدول الاسلامية باسم مواجهة الارهاب.
اعتقد ان الموساد كانت تفتح ممرات محددة وتغلق اخرى امام بن لادن ومنظمته والتي سار بها بن لادن جاهل بمن وراء هذه الممرات. ومن ضمن هذه الممرات التي اقفلت على بن لادن وغيره من الجماعات الاصولية ماعدا حزب الله انه لم تنفذ عملية واحدة ضد اسرائيل او اليهود في تاريخ هذه الجماعات رغم كثرة ومشروعية هذه الاهداف الاسرائيلية. ففي ادبيات الجماعات الاصولية انتشر مفهوم انه لاجهاد في فلسطين حيث الغرض هو الارض ، كما تم اتهام الفلسطينيين بانهم ليسوا صفاة العقيدة. وبعض ادبيات هذه الجماعات تعتذر بأنه لم يسمح لهم بالجهاد ولم توفر لهم الارض والدعم. وتتناسى هذه المقولة انهم لم يسمح لهم ايضا بالجهاد في العمليات الارهابية التي كانوا يقومون بها داخل الدول العربية انفسها او ضد التواجد الامريكي ومع ذلك قاموا بها. كما وان الاهم من ذلك انهم لم يقوموا بعملية واحدة ضد اسرائيل على سبيل اثبات محاولتهم واجتهادهم.
بقي ان اقول انني لا احب نظرية المؤامرة الشهيرة، ولكن هذا تحليل قد يكون ساذجا وقد يكون مقنعا.
الاهم من ذلك انني لا القي باللوم ابدا على الموساد الاسرائيلي في اي عمل له ضد العرب ، فهذا عمله وهدفه. ولكن لومي ونقدي وسخطي هو على من يبرأنا من كل اخطائنا ومصائبنا التي نجنيها على انفسنا ويلقيها على الموساد والغرب وامريكا.
منقول
هل بن لادن عميل الاستخبارات الامريكية؟ هل هو عميل للموساد الاسرائيلي؟
بالطبع لا ، ليس كذلك. بل يمكنني الجزم بصدق نيته فعلا في مواجهته لامريكا واسرائيل. واجزم كذلك انه قام بما قام به من اعمال باعتقاد خالص انه يخدم امته ودينه.
ولكن حسن نية الشخص شئ ، ونتيجة اعماله شئ اخر. وصدق الاعتقاد ليس مؤهلا وحيدا كافيا لان يتولى شخص ما امور لايعرف عواقبها ونتائجها على نفسه وامته.
ليس بالضرورة ان يكون شخص ما عميلا لاي جهاز مخابرات دولة ما حتى يفيد هذا الجهاز او هذه الدولة ، فقد يكون في نشاطات هذا الشخص توازيا في المصالح مع مصالح هذه الدولة او تلك بدون ان يكون هناك اصلا تعاون. والمثل الاوضح للعيان هو الجهاد الاسلامي ضد الغزو السوفيتي لافغانستان ، حيث كان بن لادن وبقية المجاهدين العرب يحاربون نفس العدو الذي كانت تحاربه المخابرات الامريكية. ونجح الجهاد الاسلامي حينذاك في تحقيق افضل نتيجة لامريكا وهي تحويل افغانستان الى فيتنام روسية ادت في الاخير الى انهيار الاتحاد السوفيتي بالكامل.
في نشاطات ابن لادن والمنظمات الاصولية الاسلامية في التسعينات نوع اخر من توازي المصالح واتفاقها مع اهداف الموساد الاسرائيلي ونشاطها. وهنا دعوني اشرح لكم نموذجين من المصالح والاهداف الاسرائيلية:
الاول : خلق حالة من المواجهة والعداء بين المسلمين وبقية العالم وخصوصا اميركا والغرب. والصيغة المثلى لهذا العداء هو العداء الايدلوجي الحضاري، حيث تدوم مدته وتتضائل فرص تسويته وحله. ليس هناك اسوأ من حرب دينية او ايدلوجية يسعى كل طرف فيها الى تصفية الاخر نهائيا. ويمكن الامعان في فكرة تغذية العداء والحرب بين الاسلام والمسيحية حصريا لنعرف من المستفيد من هذه المواجهه. فبالطبع الصهيونية هي المستفيده والمحرضة لهذه التغذية المشعلة للمواجهه بين المسلمين والمسيحيين. وقد نجح بن لادن وغوغائية الحركات الاصولية الاسلامية في هذه المهمة الصهيونية على اكمل وجه.
الثاني : ثبت على مر السنين ان السعودية تمتلك عوامل مؤثرة قيادية في القرار الامريكي. من هذه العوامل النفط وثبات السياسة المعتدلة في منطقة متهوره متقلبة. واضيف الى هذه العوامل تواجد القوات الامريكية في السعودية بعد حرب الخليج الثانية التي اثبتت ان اسرائيل ليست شرطي المنطقة الذي يدافع عن مصالح امريكا على عكس السعودية التي رسخت قيمتها كدولة مؤثرة استراتيجية يمكن الركون اليها في الاوقات الصعبة. لذلك كان اخراج القوات الامريكية من السعودية من اهم اهداف الموساد والذي يؤدي الى التقليل من اهمية السعودية في واشنطن ، بل ويمكن ان يؤدي الى مواجهة وتصادم بين الدولتين. ولذا يلاحظ المراقب للاحداث كيف اصبح هذا التواجد الامريكي المحدود الهدف الاول للبروبوغاندا الدعائية من بن لادن وحليفته قناة الجزيرة (قطر) على مدى عقد التسعينات. فعلى الرغم من قضايا الوطن العربي الكبرى من فلسطين وحصار العراق والسودان وليبيا الى التنمية وغياب الديمقراطية والجهل والتخلف والارهاب الا ان هذا التواجد الامريكي كان العنوان المفضل للتحالف الغير معلن بين بن لادن ومؤيديه الغوغاء من جهة وقناة الجزيرة والكوادر الثورية من جهة اخرى.
ولمن يتابع الاحداث فانه يستغرب الصمت العجيب الذي اطبق على هذه الاصوات قبل سنوات حين انشأت القوات الامريكية في دولة قطر اكبر مخزون اسلحه لها خارج اوروبا وامريكا. كما وان هذا الصمت طال ايضا هذه الايام عملية انتقال هذه القوات الامريكية من السعودية الى دولة قطر متخذة لها قاعدة عسكرية لاتطالها السيادة القطرية على عكس قاعدتها في السعودية. وبذلك كأن هدفا ما تحقق واخذ كل طرف جائزته بما فيها دولة قطر التي اصبحت اكثر وضوحا في خرائط البنتاغون.
لذلك اخلص الى ان بن لادن ليس عميلا للموساد بارادته ومعرفته ، ولكن الموساد عرفت كيف تستفيد منه وتسيره بطريقة او باخرى. فمن المعروف ان تجنيد افراد القاعدة كان مفتوحا لمن يصل مطار بيشاور بهيئة مجاهد في سبيل الله. وبالطبع ليس صعبا على اجهزة مخابرات محترفة وقوية مثل الموساد ان تدخل عناصرها ضمن هذه المجموعات، ومن ثم تأخذ طريقها لان تصل مراكز قيادية متقدمة لتخدم اهداف الموساد سواء عن طريق معرفة نشاط القاعدة او حتى التأثير في سياستها ونشاطاتها.
هذا التحليل يؤدي الى ان عملية 11 سبتمبر التي قام بها افراد معظمهم سعوديين كانت عملية مخترقة ومدعومة من قبل الموساد الاسرائيلي لتحقيق الهدفين السابق ذكرهما وهو ماحصل. مثل هذه العملية لايمكن ان تتم بدون تسهيلات وتعمية جهاز مخابرات محترف. وقد قامت الموساد بتحذير نظيرتها الامريكية منها عبر معلومات عمومية لابراء الذمة فقط.
هناك العديد من المؤشرات على هذه التسهيلات والعين المغمضة التي كانت ترصد وتساعد افراد هذه المجموعة داخل امريكا ، ومن ضمنها ان محمد عطا دخل امريكا اخر مرة مع ان تأشيرته منتهية صلاحيتها، اضافة الى تجاهل التحذيرات والوقائع التي تسربت عن العملية قبل وقوعها. كما واشير الى اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية في امريكا بعد العملية، احدى هذه الشبكات كانت تراقب وتتلصص على هواتف البيت الابيض. وبالطبع فانه يمكن القول ان مثل هذه الشبكات مع مساعدة الموالين لليهود في المخابرات الامريكية قدموا تسهيلات وغطاء لافراد هذه المجموعة لكي تحقق هدفا اسرائيليا خالصا، لاعلاقة له بالاسلام والمسلمين كما كان يعتقد افرادها. هذا الهدف تمثل في رص العالم باسره في صف اسرائيل في مواجهتها للعرب الارهابيين والاسلام الدموي كما تزعم. واعطاء امريكا الحق في التدخل بشكل مباشر وصريح في سياسات وسيادة اي دولة في العالم وبالاخص الدول الاسلامية باسم مواجهة الارهاب.
اعتقد ان الموساد كانت تفتح ممرات محددة وتغلق اخرى امام بن لادن ومنظمته والتي سار بها بن لادن جاهل بمن وراء هذه الممرات. ومن ضمن هذه الممرات التي اقفلت على بن لادن وغيره من الجماعات الاصولية ماعدا حزب الله انه لم تنفذ عملية واحدة ضد اسرائيل او اليهود في تاريخ هذه الجماعات رغم كثرة ومشروعية هذه الاهداف الاسرائيلية. ففي ادبيات الجماعات الاصولية انتشر مفهوم انه لاجهاد في فلسطين حيث الغرض هو الارض ، كما تم اتهام الفلسطينيين بانهم ليسوا صفاة العقيدة. وبعض ادبيات هذه الجماعات تعتذر بأنه لم يسمح لهم بالجهاد ولم توفر لهم الارض والدعم. وتتناسى هذه المقولة انهم لم يسمح لهم ايضا بالجهاد في العمليات الارهابية التي كانوا يقومون بها داخل الدول العربية انفسها او ضد التواجد الامريكي ومع ذلك قاموا بها. كما وان الاهم من ذلك انهم لم يقوموا بعملية واحدة ضد اسرائيل على سبيل اثبات محاولتهم واجتهادهم.
بقي ان اقول انني لا احب نظرية المؤامرة الشهيرة، ولكن هذا تحليل قد يكون ساذجا وقد يكون مقنعا.
الاهم من ذلك انني لا القي باللوم ابدا على الموساد الاسرائيلي في اي عمل له ضد العرب ، فهذا عمله وهدفه. ولكن لومي ونقدي وسخطي هو على من يبرأنا من كل اخطائنا ومصائبنا التي نجنيها على انفسنا ويلقيها على الموساد والغرب وامريكا.
منقول