المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن مساجدالصين؟


سفير السعد
14 / 08 / 2004, 26 : 11 PM
مساجد الصِّين.. شاهد الحضارة

-خالد عزب

وصل الإسلام إلى الصين بطرق ثلاث:

أ - عن طريق الفتح بالنسبة لمقاطعة التركستان الصينية.

ب - عن طريق الدعوة في المناطق الداخلية.

ج - عن طريق الدعوة والتجارة في المناطق الساحلية.

وكانت بدايات انتشار الإسلام في هذه البلاد سنة 651م في عصر أسرة (تانغ)، وأخذ ينتشر شيئًا فشيئًا في عصر أسرة (سونغ)، ثم قَوِيَ وازدهر في عصر (يواف) أو الغول وعصر (منغ)، أما عصر "مانشو" فكان عصر المصائب والكوارث على المسلمين، لقد هلك فيه الكثيرون والباقون كانوا مُثْقَلِين بقيود ذلك العصر، لقد ظل المسلمون يعيشون بعد ذلك في الصين فترات متقلبة العلاقات مع السلطات الحاكمة في الصين واضطهدوا ، ولكن بعد انتهاء عهد هذه الثورة تحسنت نسبيًّا معاملة السلطات لهم وأعيد فتح وبناء بعض المساجد.



عمارة المساجد بالصين


جاءت عمارة المساجد الأولى بالصين بسيطة على غرار مساجد الإسلام الأولى بالمدينة المنورة والكوفة والبصرة والفسطاط، ثم تطورت بعد ذلك؛ لتتخذ أشكالاً معمارية متميزة تأثرت فيها من ناحية الشكل العام بثلاثة عوامل نستطيع أن نجملها على النحو التالي:

1 - التأثر بروح المعمار الإسلامي:

مثل الحاجة إلى وجود محراب للصلاة يتميز بالبساطة، وهو ما نراه في العديد من المساجد التي تخلو من الزخارف، وهو أمر حثَّ عليه الدين الإسلامي، وإن كانت بعض المساجد - وبصفة خاصة الكبيرة المساحة أو التي أنشئت من قبل كبار رجال الدولة - غنية بالثراء المعماري والزخرفي.

2 - التأثر بالطابع المعماري المحلي:

وذلك باستخدام الأسقف الصينية ذات الأشكال المعروفة، ونتج عن هذا التأثر في بعض المساجد طغيانًا للطابع المحلي مع مراعاة متطلبات العقيدة الإسلامية، وأحيانًا امتزاج بين الطابع والطابع المعماري للعمارة الإسلامية، ونتج عن هذا الدمج طابع معماري متميز.

3 - التأثر بعمارة المساجد في آسيا الوسطى:

ونرى ذلك بصفة خاصة في المعالجات المعمارية للمباني من استخدام المداخل والمآذن ذات الكتل الضخمة التي توحي بالثبات والاستقرار.

ألحقت بالمساجد الكبرى في الصين مبانٍ عديدة منها ما خُصِّصَ كمكتبات لحفظ المخطوطات، ومنها ما خُصِّصَ كخزانات لأدوات المساجد وفصول تعليمية، ومساكن للطلبة، وهو ما نستطيع أن نطلق عليه مجمعات معمارية إسلامية.

- مرت مساجد الصين بخمس مراحل منذ وصول الإسلام إلى تلك البلاد، ومن خلال هذه المراحل نستطيع أن نتتبع عمارة المساجد في هذه البلاد، وهي كما يلي: المرحلة الأولى، المرحلة الثانية، المرحلة الثالثة، المرحلة الرابعة، المرحلة الخامسة.



تتبع مراحل عمارة المساجد في الصين





المرحلة الأولى




مسجد هوايشنغ في مدينة قوانغشو: بلغت العلاقات الإسلامية الصينية أوجها في عهد أسرة تانغ (618 – 907م)، حيث أصبحت قوانغشو مرفأ لعدد كبير من التجار المسلمين، وقوانغشو هي إحدى المدن الساحلية في الصين وأبرز ثغورها، ومن هؤلاء التجار جماعة استوطنوا هذه المدينة فبنوا مساجد لأداء الصلاة ومعالجة شؤونهم المتعلقة بالدين والعبادات، ويعتقد بأن مسجد هوايشنغ (الحنين إلى النبي)، من المساجد التي بنيت بواسطة المسلمين المهاجرين إلى الصين، ويشيع بين المسلمين هناك رواية تقول: إن سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) جاء إلى الصين لنشر الإسلام بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ويؤكد هذه الرواية نقش تاريخي على لوح رخامي بالمسجد جاء فيه: "هذا هو أول مسجد في الصين بناه سيدنا وقاص رضي الله عنه، إذ دخل هذه الدار لإظهار الإسلام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جدده المتأخرون مرة بعد مرة، قد حفظه الله تعالى إلى الآن سليمًا من الآفات، وهو في الصين مبدأ الإسلام ومنبع العلوم، فينبغي لمسلمي الصين أن يُزَيِّنوا ظهره بإقامة الجماعة، وعلى مسلمي هذا البلد خصوصًا إنشاء مدرسة، فاعتبروا يا أولي الأبصار. التوقيع: الوصي سليمان عبد الكريم".

وكلمة جدده المتأخرون مرة بعد مرة، الواردة في النص تدل على أن تسجيل هذا النص قد جاء متأخرًا وهو ما يعني عدم صحة القصة المختلقة التي لا تتطابق مع الواقع التاريخي، والمرجح أن وقاص الوارد ذكره في النص قد يكون أحد التجار أو الدعاة المسلمين الذين قدموا إلى الصين في فترة مبكرة، دُمِّرَ هذا المسجد في سنة 1343م في عهد تشيتشنغ (أسرة دوان)، وأعيد بناء المحراب في سنة 1350م وقد تلاشت قاعة الصلاة به في الثلاثينيات من هذا القرن، وأعيد بناؤها مرة أخرى سنة 1935م، وهي كبيرة المساحة حسنة الإضاءة.. مميزة بخصائص القصور التقليدية الصينية أيضًا، ثم أعيد ترميم المباني المحيطة به، وأصبح بذلك هذا المسجد ضمن قائمة الآثار المحمية بالصين، وتتجلى قيمته الآثارية في أقدم أجزائه، فمئذنته ما زالت بحالتها القديمة، وهي أسطوانية الشكل، ترتفع 36 مترًا عن أديم الأرض، أما جدرانها المبنية بالطوب فتتكون من طبقتين داخلية وخارجية، حشر بينهما تراب لتقوية الجدران، وفي جوف المئذنة سُلَّمان لولبيان، لا يتشابك أحدهما مع الآخر، ولكل منهما 154 درجة، وظاهرة وجود سُلَّمَيْن بالمئذنة شاهدناها أيضًا في مئذنة الغوري بالجامع الأزهر، وهي تتميز بوجود سُلَّمَيْن بها لا يرى الصاعد فيها النازل من السلم الآخر، وفي مئذنة هوايشنغ نوافذ صغيرة على جدرانها لتسريب الضوء إلى الداخل.

مسجد تشيغجينغ: مسجد كبير، يشغل مساحة تقدر بهكتار واحد، ويتكون من ثلاثة مبانٍ رئيسية، هي مكان الصلاة والدعوة والبوابة، وقد بنيت مساحة الصلاة بأحجار الجرانيت البيضاء المختلفة الأحجار وهي تشغل مساحة 600 متر مربع، وعلى قيمتها وجدرانها نقوش من الآيات القرآنية، وتهدمت القبلة بفعل الزلازل الشديدة سنة 1607م.

وبوابة المسجد يبلغ ارتفاعها عشرين مترًا وعرضها يقارب 5 أمتار، وهي مبنية من الجرانيت، وواجهتها معقودة، والبوابة من الداخل تتميز بممر رباعي العقود تفصل بين ثلاث فسحات، وهذه البوابة بديعة الهندسة، متناسقة الأجزاء، جميلة النقوش، وهي جديرة بأن تُعَدُّ من روائع الفن الإسلامي، ويغلب على هذا المسجد بصفة عامة الطابع المعماري الإسلامي. ومسجد تشيغجينغ عثر به على نصَّيْن تأسيسيَّيْن تذكاريَّيْن أحدهما بالصينية ويُرْجِع بناء المسجد إلى سنة 1349م، والآخر بالعربية ويُرْجِع بناء المسجد إلى سنة 1009 – 1010م، وقد جرى ترميمه بعد 400 سنة على يد أحمد بن محمد المقدسي، والنقش العربي يذكر أن المسجد اسمه مسجد الصحابة، وأن مسجد تشيغجينغ الذي جدد سنة 1349م قد دُمِّرَ ونقل نصه إلى مسجد الصحابة الذي غلب عليه اسم المسجد الآخر، والرأي الأخير تم ترجيحه بعدما عثر على بقايا مسجد تشيغجينغ في الناحية الجنوبية من المدينة حسبما جاء في النص الصيني، وما زال المؤرخون مختلفين حول هذا الأمر وإن كنا نتفق مع الرأي السابق، وأدرج هذا المسجد ضمن قائمة الآثار المحمية بالصين سنة 1961م.

ومن مساجد هذه المرحلة أيضًا بالصين: "مسجد تشنجياو أو مسجد العنقاء بمدينة هانغتشو، ومسجد شبانخة بمدينة يانغتشو".

والمساجد الأربعة المذكورة تختلف عن بعضها البعض في أسلوب العمارة وزمن البناء، غير أنها تشترك في نقطتين: إحداهما، ظهور هذه المساجد في المراكز التجارية بالصين، وأن مؤسسيها كانوا من الجاليات التي وفدت إلى الصين من العالم الإسلامي.

مسجد نيوجيه ببكين: يعتبر هذا المسجد من أقدم مساجد شمال الصين، فقد بُنِيَ سنة 996م حسب ما جاء في (تارخ قانغشانغ)، وتفيدنا المصادر التاريخية أن أحد العرب ويُدْعَى الشيخ قُوام الدين، جاء من بلده إلى الصين، وكان معه ثلاثة أبناء أتقياء هم صدر الدين، وناصر الدين، وسعد الدين، وكانوا أذكياء وأَكْفاء رفضوا الوظائف في البلاط الصيني، وقام ناصر الدين ببناء مسجد في ضاحية بكين الجنوبية – أي ناحية نيوجيه اليوم، بأمر من الإمبراطور. وهذا المسجد يعرف باسم مسجد نيوجيه، وقد كان صغير الحجم في بادئ الأمر، ثم أصبح على الصورة التي نراها اليوم بعد توسيع بنائه مرارًا في عهد أسرتي مينغ وتشينغ (1368 – 1411م).

وفي سنة 1474م أطلق الإمبراطور عليه اسم "لي باي سي" أي دار الصلاة: ولما تم ترميمه سنة 1696م على حساب البلاط الإمبراطوري مُنِحَ لوحًا مكتوبًا عليه "دار الصلاة الإمبراطورية" تبلغ مساحة هذا المسجد حوالي ستة آلاف متر مربع. ومع أن مبانيه لا تختلف عن القصور الكلاسيكية الصينية شكلاً وتوزيعًا فإنها مميزة بالزخارف الإسلامية الطراز.

أما قاعة الصلاة في المسجد فتواجه الشرق، وهي تغطي مساحة قدرها أكثر من ستمائة متر مربع، وتتسع لقرابة ألف مصلٍّ، ولو ألقيت نظرة على حرم المسجد من الخارج، لوجدته مبنًى كلاسيكيًّا صينيًا، غير أن زخارفه الداخلية إسلامية الطراز تمامًا، ويشكل المُصَلَّى مع الحرم المقابل له وجناحي المسجد الجنوبي والشمالي دارًا مربعة" (أي دارًا تحيط بها المباني من الجهات الأربع وتتوسطها ساحة رحبة).

وأما بوابة المسجد، فهي مفتوحة إلى الغرب، وأمامها حاجز طوبي كبير، ووراءها برج لمشاهدة الهلال، سداسي الأضلاع مزدوج الأفاديز، وتبدو مباني المسجد منسجمة ومتناسقة ومحكمة، فهي مجموعة كاملة من المباني الرائعة.



المرحلة الثانية



هاجر العديد من المسلمين من ديارهم على أثر الغزو المغولي لها، واستقروا في الصين في عهد أسرة يوان (1271 – 1386م)، وتزوج الكثيرون منهم من صينيات وتحولوا بالتدريج إلى مواطنين صينيين، وعملوا بصفة خاصة في استصلاح وزراعة الأراضي البور وفقًا للنظام العسكري السائد في الصين آنذاك، وعمل بعضهم في التجارة والحرف اليدوية، وتقلَّد القليل من المسلمين في عهد أسرة يوان مناصب عسكرية وحكومية هامة، ونتج عن ذلك كله تشييد العديد من المساجد فقيل: إن السيد شمس الدين - أحد السياسيين المسلمين - قد تم له بناء اثني عشر مسجدًا في شانتشان (كونمينغ اليوم، وحدها، ومن المساجد التي ترجع إلى هذه المرحلة:

مسجد دينغتشو: تقع دينغتشو (ولاية دينغشيان اليوم، وسط مقاطعة خبى، وهي من المناطق المأهولة بالمسلمين، ويتواجد داخل المدينة مسجد قديم، يؤكد المؤرخون أنه من عهد أسرة يوان، ذلك أن ثلاثة عشر نصًا كتابيًّا قائمة أمام المسجد، تفيدنا بمراحل بنائه وتوسعته في ذلك العهد والفترات اللاحقة به، من ذلك نص يعود إلى سنة 1348م، والكتابات الموجودة بهذا النص تعتبر من أقدم كتابات المسلمين الصينيين الباقية حتى الآن، وبعد مرور أكثر من مائة سنة على ذلك أعيد بناء المسجد مرة ثانية، وتعرف ذلك من نص كتابي يعود إلى سنة 1512هـ، وذلك بمساعدة من الجنرال "تشن يو" الذي كان يتولى رئاسة الشؤون العسكرية ببكين آنذاك، وبعد أكثر من 200 سنة أعيد ترميم المسجد مرة ثالثة حسب ما جاء بنص كتابي بالمسجد يعود إلى سنة 1731م.

وصفوة القول: إن مسجد دينغتشو الذي تطور على أساس ثلاث قاعات قد تكامل إلى ما هو عليه الآن بعد ترميمه ثلاث مرات خلال أربعمائة سنة، ومما يستحق الذكر أن تسليط الأضواء على المساجد على نحو متسلسل في ثلاث فترات تاريخية – عصر – يوان ومينغ وتشينغ – كما رأينا بالنسبة لمسجد دينغتشو أمر منقطع النظير في تاريخ الصين.

مسجد سونفجيا نغ في شانغهاي: كانت سونفجيا نغ بلدة ذات موقع إستراتيجي هام في الدفاع البحري في عهد أسرة يوان. وقد عُيِّنَ عليها حاكم مسلم اسمه ناصر الدين في عهد تشيتشنغ (1341 – 1368م)؛ ليعمل حاكمًا.. وفي عهده زاد تعداد المسلمين بها، وبنت حكومة أسرة يوان مسجدًا إمبراطوريًّا في سونفجيانغ.

يقع هذا المسجد في شارع قانغينغهانغ من بلدة سونفجيا نغ، وتشتمل مبانيه على مُصَلى ومئذنة ودوره مياه للوضوء وقاعة للدعوة، وجرى ترميم هذا المسجد وتوسيع بنائه أربع مرات حسب ما جاء في التدوينات التاريخية المتوفرة هناك، في سنة 1391 و 1582 و 1677 و 1821م، ورُمِّمَ آخر مرة في سنة 1980م، وأدرج في قائمة الآثار التاريخية المحمية في شانغهاي

ابو طلال
15 / 08 / 2004, 37 : 01 AM
[align=center:da725a328c]الله يجزاك الخير ياولد عمتى بأجر والثواب [/align:da725a328c]

الغامض
15 / 08 / 2004, 28 : 03 AM
[align=center:50493c6d7a]الف شكر ياسفيرنا على هذا التالق ونشر مثل هذه


المواضيع المفيده للقراء دائما؟؟؟؟


:رهيب: :رهيب: :رهيب: :رهيب: :رهيب: :رهيب: [/align:50493c6d7a]

كونان
15 / 08 / 2004, 20 : 12 PM
الف شكر ياسفير الحزن على هذا الموضوع القيم :رهيب:

سفير السعد
15 / 08 / 2004, 31 : 10 PM
((بطبيعة الحال الاخوان ماقصرو))... :يحك: .... الامير سلطان بن فهد وهو يعلق على اي مباراه للمنتخب

قصدي الشكر للاخوان ابوطلال والغامض وكونان


وانشالله يصلون في احد مساجد الصين

مندوب شركة الحب
16 / 08 / 2004, 59 : 02 PM
سفير الحزن

وش رايك نسافر انا وانت للصين

نصلي في احد المساجد اللي ذكرتها

ونتمشى يعني ناخذ فيها لفه (على بالي البحرين) ونروح للسور اللي عندهم

مشكوووووور اخوي سفير على هالموضوع

مع التحيه

سفير السعد
16 / 08 / 2004, 24 : 03 PM
ماعندي مانع

وبعدين ربعنا ((المنتخب السعودي))

كانو فيها في كاس اسيا الاخيره....ويمدحونها

اصلا هم خذوها تمشيه على السور وسياحه

ونسو ان وراهم 20مليون سعودي يبون الكأس