فتاة مظلومه
01 / 08 / 2004, 20 : 06 PM
[align=center:4ca2043226]الإنسانية
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
قلت لها : بعد يومٍ مرهقٍ شاق أدخل غرفتي لأرتب ما بعثرتُـه ، ثم أستحم بماءٍ دافئ أشبه ما يكون بشلال منهمر يجرف معه تعب هذا اليوم ، ثم أطفئ الأنوار ... وأجلس على كرسي مريح .. وأوقد ، فقاطعتني قائلة : توقدين شمعتين ، قلت لها : بل هي شمعة ٌ واحدة فقط .. لتشاركني وحدة ليلي .. فأنا واحدة ، وهي واحدة . قالت لي : ولكن لماذا لا تكون شمعتان ؟! . فقلت لها : لأن الشمعة الثانية بما أنها من نفس جنس الأولى فستأخذها مني لتسهرا معاً في ليلة عشق وسيتركانني وحيدة لأني سوف أكون الشمعة الثالثة ولكن من غير جنسهما .. فلن أكون إلا غريبة .. ولكن عندما أجلس مع واحدة منهما سوف نجتمع أنا وهي لنشكو لبعضنا غربتنا ونقتسم الحب في ليلة وحدتنا ... فقالت : ولكن هذه أنانية منكِ !!
فقلت لها : الأنانية لا تباح إلا في الحب .. وما الحب إلا أنانية ، لأنكِ إن لم تحاربي لنيل من تحبين لكِ وحدكِ فسوف يأتي من يحارب ليأخذه منكِ .
فقالت لي : بصراحة .. إنها أنانية راقــيــة . ولكن لدي سؤال يحيرني .. فأنا دائما ما أسمعكِ تتحدثين عن الحب حديث العاشقة المتيمة ولكنكِ لم تصرّحي في يومٍ ما عن إنسان بعينه فمن هو حبكِ ؟!
فقلت لها : هل تريدين أن تعرفي من هو ذلك الإنسان الذي أحبه .
فقالت : وأتمنى أن تحدثيني عنه بكل صراحة ...
فقلت لها : إذا ً دعينا نتفق على حقيقة الإنسان ... فالإنسانية في نظري هي الصفات والعواطف الجميلة التي كرّم الله بها عباده عن باقي الكائنات . فبما أن الله منح عبده صفات جميلة فهو إذاً إنسان .. ولكن هذا الإنسان عبارة عن مزيج من صفات الخير والشر ... فالخير إنسانية .. والشر عدوانية .. ولا بد من وجودهما في الإنسان معاً .. ولكنه يطوّع هذا أو ذاك لصالحه .. اتفقنا؟ فقالت : اتفقنا !
فقلت لها : فإذاً أنا أعشق هذه الورود التي أمامك .. لأنها ناعمة ورقيقة .. فهي إذا إنسانة ، وأحب تلك النخلة الباسقة لأنها شامخة وكريمة ولا تجازي السيئ بالسيئ .. نقذفها بالحجر فنجني منها الثمر .. إذاً ؟ فهي إنسانة . وأعشق شجرة الصبار التي تزين حدائقنا لصبرها علينا ونحن ننساها ونجحفها حقها في الماء فتعطينا الفرصة تلو الأخرى لترى متى تصحو ضميرنا ونتذكرها برشفة ماء ... فهي إنسانة ، وأعشق وسادتي لأنها تسمع بوحي وتمسح دمعتي .. فهي إنسانة ، وأعشق شمعتي لأنها تحترق من أجلي لتضيء لي وتسامرني لليل وحدتي .. فهي إنسانة ، وأعشق زوايا غرفتي لأنها تكتم في حناياها همي ووحشتي .. فهي إنسانة ، وأعشق حتى التراب لأنه رغم كثره الذي لا يحصى متواضعٌ حد كثرته .. فهو إذاً إنسان ، وأعشق سمائنا لصفائها واتحادها دون انفتاق ... فهي إنسانة ، وأعشق السحاب لأنه يحمل المطر الذي يعانق التراب كعاشقين يلتقيان بعد فراق .. فهو إنسان ، وأعشق الشمس لأنها كأم ٍ حنون تستيقظ قبل أبنائها في كل يوم وترسل لنا أشعتها لتنير الطريق لأبنائها ... فهي إنسانة ، وأعشق القمر لأنه رسول المحبة والغرام الذي ينتظره العاشقين ... فهو إنسان ، فمحبوبي إذاً كل الإنسانية في جميع من حولي .. فهل بلل جوابي ظمأ سؤالكِ يا صديقتي ؟!
فقالت : ولكن جميع ما ذكرت ِ لهم صفات أخرى سيئة ... فمثلا ً الورد له شوك جارح وأيضاً النخلة والصبار ، ووسادتك إن لم تكن جيدة ستؤذي رقبتـك ، وزوايا الغرفة قد تتهالك فتقع عليكِ ، والشمعة قد تهوي فتشعل النار ، والشمس تتركِ لسوادٍ قاتم دون أن تترك معكِ ولا حتى شعاع ، والقمر يصبح محاق ليترك العاشقين في شوقٍ وعذاب دون أن يوصل بينهما الأشواق ، والتراب قد يثور ويؤذي كل شيء حوله .. وهذه كلها صفات غير إنسانية بل هي عدوانية سيئة .
فقلت لها : يا صديقتي ألم نتفق على أن الإنسان يجمع بين صفات الخير الإنسانية وصفات الشر العدوانية ولا يوجد شخص لا يجمع بين هذه وتلك ؟ ... ثم لماذا دائما ً ننظر إلى الجزء الفارغ من الكأس ... بالرغم من أن الجزء المليء قد يروي ظمئنا وقد يزيد عن حاجتنا .. ثم لماذا نحن البشر نريد كل شيء دون أن نفقد شيء ... ؟! لماذا ؟؟؟؟؟!
أختكم
فتاة مظلومه[/align:4ca2043226]
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
قلت لها : بعد يومٍ مرهقٍ شاق أدخل غرفتي لأرتب ما بعثرتُـه ، ثم أستحم بماءٍ دافئ أشبه ما يكون بشلال منهمر يجرف معه تعب هذا اليوم ، ثم أطفئ الأنوار ... وأجلس على كرسي مريح .. وأوقد ، فقاطعتني قائلة : توقدين شمعتين ، قلت لها : بل هي شمعة ٌ واحدة فقط .. لتشاركني وحدة ليلي .. فأنا واحدة ، وهي واحدة . قالت لي : ولكن لماذا لا تكون شمعتان ؟! . فقلت لها : لأن الشمعة الثانية بما أنها من نفس جنس الأولى فستأخذها مني لتسهرا معاً في ليلة عشق وسيتركانني وحيدة لأني سوف أكون الشمعة الثالثة ولكن من غير جنسهما .. فلن أكون إلا غريبة .. ولكن عندما أجلس مع واحدة منهما سوف نجتمع أنا وهي لنشكو لبعضنا غربتنا ونقتسم الحب في ليلة وحدتنا ... فقالت : ولكن هذه أنانية منكِ !!
فقلت لها : الأنانية لا تباح إلا في الحب .. وما الحب إلا أنانية ، لأنكِ إن لم تحاربي لنيل من تحبين لكِ وحدكِ فسوف يأتي من يحارب ليأخذه منكِ .
فقالت لي : بصراحة .. إنها أنانية راقــيــة . ولكن لدي سؤال يحيرني .. فأنا دائما ما أسمعكِ تتحدثين عن الحب حديث العاشقة المتيمة ولكنكِ لم تصرّحي في يومٍ ما عن إنسان بعينه فمن هو حبكِ ؟!
فقلت لها : هل تريدين أن تعرفي من هو ذلك الإنسان الذي أحبه .
فقالت : وأتمنى أن تحدثيني عنه بكل صراحة ...
فقلت لها : إذا ً دعينا نتفق على حقيقة الإنسان ... فالإنسانية في نظري هي الصفات والعواطف الجميلة التي كرّم الله بها عباده عن باقي الكائنات . فبما أن الله منح عبده صفات جميلة فهو إذاً إنسان .. ولكن هذا الإنسان عبارة عن مزيج من صفات الخير والشر ... فالخير إنسانية .. والشر عدوانية .. ولا بد من وجودهما في الإنسان معاً .. ولكنه يطوّع هذا أو ذاك لصالحه .. اتفقنا؟ فقالت : اتفقنا !
فقلت لها : فإذاً أنا أعشق هذه الورود التي أمامك .. لأنها ناعمة ورقيقة .. فهي إذا إنسانة ، وأحب تلك النخلة الباسقة لأنها شامخة وكريمة ولا تجازي السيئ بالسيئ .. نقذفها بالحجر فنجني منها الثمر .. إذاً ؟ فهي إنسانة . وأعشق شجرة الصبار التي تزين حدائقنا لصبرها علينا ونحن ننساها ونجحفها حقها في الماء فتعطينا الفرصة تلو الأخرى لترى متى تصحو ضميرنا ونتذكرها برشفة ماء ... فهي إنسانة ، وأعشق وسادتي لأنها تسمع بوحي وتمسح دمعتي .. فهي إنسانة ، وأعشق شمعتي لأنها تحترق من أجلي لتضيء لي وتسامرني لليل وحدتي .. فهي إنسانة ، وأعشق زوايا غرفتي لأنها تكتم في حناياها همي ووحشتي .. فهي إنسانة ، وأعشق حتى التراب لأنه رغم كثره الذي لا يحصى متواضعٌ حد كثرته .. فهو إذاً إنسان ، وأعشق سمائنا لصفائها واتحادها دون انفتاق ... فهي إنسانة ، وأعشق السحاب لأنه يحمل المطر الذي يعانق التراب كعاشقين يلتقيان بعد فراق .. فهو إنسان ، وأعشق الشمس لأنها كأم ٍ حنون تستيقظ قبل أبنائها في كل يوم وترسل لنا أشعتها لتنير الطريق لأبنائها ... فهي إنسانة ، وأعشق القمر لأنه رسول المحبة والغرام الذي ينتظره العاشقين ... فهو إنسان ، فمحبوبي إذاً كل الإنسانية في جميع من حولي .. فهل بلل جوابي ظمأ سؤالكِ يا صديقتي ؟!
فقالت : ولكن جميع ما ذكرت ِ لهم صفات أخرى سيئة ... فمثلا ً الورد له شوك جارح وأيضاً النخلة والصبار ، ووسادتك إن لم تكن جيدة ستؤذي رقبتـك ، وزوايا الغرفة قد تتهالك فتقع عليكِ ، والشمعة قد تهوي فتشعل النار ، والشمس تتركِ لسوادٍ قاتم دون أن تترك معكِ ولا حتى شعاع ، والقمر يصبح محاق ليترك العاشقين في شوقٍ وعذاب دون أن يوصل بينهما الأشواق ، والتراب قد يثور ويؤذي كل شيء حوله .. وهذه كلها صفات غير إنسانية بل هي عدوانية سيئة .
فقلت لها : يا صديقتي ألم نتفق على أن الإنسان يجمع بين صفات الخير الإنسانية وصفات الشر العدوانية ولا يوجد شخص لا يجمع بين هذه وتلك ؟ ... ثم لماذا دائما ً ننظر إلى الجزء الفارغ من الكأس ... بالرغم من أن الجزء المليء قد يروي ظمئنا وقد يزيد عن حاجتنا .. ثم لماذا نحن البشر نريد كل شيء دون أن نفقد شيء ... ؟! لماذا ؟؟؟؟؟!
أختكم
فتاة مظلومه[/align:4ca2043226]