المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كانت تتحطم أمامنا الأشياء


جهاد غريب
25 / 05 / 2004, 26 : 03 PM
[align=center:3ceb702bcd]_________(1-3)__________
كنا عازمين على فتح صفحة جديدة نبدأ من خلالها في مواجهة مستقبل محتوم مغلف بالقدر الذي كتبه الله لنا
لقد عشنا فترة هدوء لمدة تجاوزت الشهر بقليل، كانت عبارة عن تفاهم وتنازلات وحب يصل غالباً إلى الغرام
لقد كانت هذه المرحلة كلها نشاط وحيوية وإقبال على الحياة وتغيير دم في العروق
– شكرت الله عليها –
شعرت بأننا بدأنا نسلك الطريق القصير الصحيح والمؤدي إلى السعادة بدلاً من مفترق الطرق الذي كان كلانا يقبع فيه
نتخبط بالتيه والضياع تارةً ونتجرع الحسرة والألم تارةً أخرى، لكن ! ما برحت المرحلة أن تستمر
لقد بدأت ونحن نسير فيها أو ربما معها عبر طريق طويل يضيق على بعد أمتار من أمامنا
كنا نشعر بهذا الطريق، ولكن ! لا نستطيع مع الأسف العزوف عن الاستمرار فيه
نتقدم ثم نتقدم إلى الأمام دون أن ننظر إلى الخلف أو حتى نحاول معرفة أين وصلنا في هذا الطريق ؟
لقد كانت تتحطم أمامنا الأشياء لا نستشعر بها إلا بعد إطلاق النظر إلى أشلائها
رأيناها تذوب ثم تختفي وكانت هذه الأشياء هي جلسات الود والصفاء
لقد بدأ ينفذ الصبر وتزداد فجوة القدرة على التحمل في سبيل مواجهة ظروف الحياة وممارسة مشاكلها بشكل عادي وطبيعي
لم نعد نستطع ترويض النفس وتكييف الحالة المزاجية لتتوافق إلى حد معقول مع كل منا الأخر
لقد احتبست بداخلنا المبادرة في عمل شيء يكسب من خلاله رضى الطرف الآخر
ولم نعي ضرورة مجاملة الآخرين وعدم تجاهلهم
بقصد الإبقاء على العلاقات الاجتماعية التي تجدد للحياة هويتها وللإنسان رسالته
كان لا بد لنا أن نستدرك بأننا قد ضللنا الطريق الصحيح الذي سلكناه في بداية المرحلة بغرض التراجع فوراً من الاستمرار فيه
أو علي الأقل ننتظر لحظة نطلق لأنفسنا من خلالها مساحة أرحب للتفكير قبل المضي قُدماً
كنا نحتاج لبعض إرشادات الطريق لقراءتها ثم نحكم بعد ذلك إما الاستمرار في التقدم نحو الأمام
أو الوقوف وتغيير الوجهة إلى مكان آخر
كانت تلك الإرشادات من حولنا على طول الطريق كثيرة وواضحة ولكن ! لا نستطيع قراءتها
لعدم توفر الشيء اليسير من التنازلات اللازمة والضرورية لكلانا

_________(2-3)__________

كانت البداية صعبة للغاية فقدمت فها الشيء الكثير من التنازلات أما النتائج فقد ظهرت بعكس ما تخيلتها
لقد كانت مُرة كالعلقم كثيرة المرارة وعديمة الفائدة
أُجبرتني على التعنت في بداية مواجهتي لتلك النتيجة الغير متوقعة
إنها لم تدع لي مجال للتهاون أو التنازل أكثر مما قدمته ، لقد كانت النتائج سلبية وقاسية كالمرض المزمن
بل هو وباء لازمنا فاستمر الحال على ما هو عليه طويلاً
لقد قطعنا مسافة لا بأس بها في ذلك الطريق الخطأ ، ومازال الطريق يضيق أمامنا أكثر فأكثر
لم يعد يستوعب أن نسير كلانا فيه بجوار بعضنا البعض ، فضيق الطريق لا ينفّذ إلا أحد منا تلو الآخر
تلك هي المصيبة فالأشياء مازالت تتحطم أمامنا حيث بات كلُ منا يمشي على شاكلته
لا تناسق ولا تجانس أما الحركة فهي غير منتظمة
كل منا يحاول فرض نفسه ورأيه على الأخر حتى في وقت ومدة الخروج
لقد اعترانا الصمت ولم نتجاهل العناد
نوجه اتهامات باطلة بلغة العيون ونعكس حالات الغضب على أمور حياتنا اليومية
لقد نسينا لغة الترحيب وحسن استقبال الضيوف
قد يكون الإفراط في التنازل عن أشياء لا ينبغي التنازل عنها سبباً
أو التواضع في تدبر بعض المفاهيم الأساسية للحياة سبباً
أو المقارنة الدائمة مع من حولنا سبباً
أو المعارضة في أشياء لا تبدوا أسبابها واضحة سبباً
أو ممارسة الحذر الغير مبرر سبباً
أو افتراض النية السيئة قبل الحسنة سبباً
كل الأشياء من حولنا قد تكون سبباً
لم نعد نعلم هل توقفنا أم مازلنا نسير
فالطريق مظلم ومازال يضيق وتتحطم أمامنا الأشياء
لقد باتت أفكارنا مشتتة والبث في عقولنا مشوش فلا نحاول الاسترشاد بالآخرين
ونسير فلا نتوقف عند محطة نسترجع فيها أخطاؤنا
ولا نمنح لأنفسنا فرصة أو فرصاً نستعيد بها العشق الذي كان والحب الذي يصل غالباً إلى الغرام
لقد مات الحب وتبعثرت الروح فذاب العشق وجفت العروق، أما النبض فقد تكفن !
كل الأشياء لدينا توقفت عدا تكرار الأخطاء فنحن نسير والأخطاء لا تتوقف
وتستمر تتحطم أمامنا الأشياء
لجأت إلى الله
يمكن ندمت !
لكنني علمت بأن نور الله لا يهدى لعاصي فسألته الهداية المطلوبة لكلانا

_________(3-3)__________

كنا نحلم بالهدوء ولكن ما تزال الأخطاء تسير معنا بلا توقف وتستمر تتحطم أمامنا الأشياء
ومازلت أتجه للرحمن بالدعاء فكررت أسأله الهداية لكلانا
عندما انتصفنا مرحلة البداية الصعبة تساءلت أنا! وتساءلت هي! :
هل غضب أدم من حواء؟
هل كان من حقه أن يغضب ؟
هل مطلوب من حواء مصالحة أدم أو إرضاؤه ؟
أم أن الخطأ لم يكن جسيم ؟
هل العدول عن الخطأ فيه تنازل وإذلال لحواء أو هو كذلك لأدم ؟
أم أنهما خصلتان إذا لم تكافحهما حواء بات الموت أفضل لها من البقاء ؟
هل مخاطبة حواء لأدم يجب أن تكون من نفس جنس الألفاظ خالية من الدلال والدعابة ؟
هل كانت حواء مقتنعة بعدم الاستسلام لرأي أدم ؟
هل في ذلك حجب لحريتها بعدم ممارسة رأيها ؟
هل استطاع تصحيح رأيها أو منحها مساحة لمشاركته في تفهم طبيعة الأمور؟
وهل كانت مشاركتها تتعدى ذلك إلى درجة التدخل
وإن فعلت فهل ندم أدم على منحها تلك المساحة من الحرية ؟
من منهما كان يحسن الإصغاء ومن كان يبادر بالاستجابة
أو يبادر بمراجعة النفس وحساب الضمير ومراعاة حق الله في جميع الأحوال؟
لم يكن لحواء أقرباء تسألهم التدخل لحل مشكلتها مع أدم فماذا كانت تفعل ؟
هل حواء انشغلت بأطفالها عن أدم وتركته يهوي للفراش وحيداً
يقلب صفحات العشرة يطلب النوم حتى يأتيه أو لا ينام
وهل كان يعذرها ؟
أقول مجدداً :
هل غضب أدم من حواء ؟
هل غضبت حواء من أدم ؟
وإذا فعلت
هل كانت تتقوقع على ذاتها ! وتصد عنه ! ثم تفقد شهيتها للأكل تمرداً الأمر الذي قد يصّور لها بأنها على حق !
ثم تبدأ تحترق كالشمعة وتذوب كالوردة ولا يستطيع أدم إنقاذها !
هل كان يتمكن من شرح موضوع الخلاف لها وهي بالصورة المشار إليها ؟
أم كان يتركها وحيدة بغرض توصيل رسالة بشكل غير مباشر يريد منها أن تعي ما قامت به من تصّرف لا يرضيه ؟
هل كان يخرج في بعض الأحيان من المكان الذي كان يحتويهما بقصد امتصاص حالة الغضب الواضحة على ملامحه ؟
هل كان يتوقع بعد عودته أن تكون قد استرجعت مع نفسها ما حصل؟ لتبادر بخلق موضوع جديد
كنوع من اختبار الحالة المزاجية لديه !
هل كانت تصر بعد عودته على معاودة النقاش حول الموضوع نفسه؟
فتقول له هذا الذي كنت تنوي فعله من البداية لتتركني وحيدة !
هل كان يتماسك نفسه ؟
أسئلة متناثرة على صفحة بيضاء
صفحة جديدة كنا عازمين على فتحها من جديد
ما زلت أتجه للرحمن بالدعاء الذي غلفه الخشوع فاستجاب ربي للسؤال
لقد زال الغضب وأنقشع الغبار الذي لصق بالصفحة البيضاء
الصفحة ذاتها التي كنا عازمين على فتحها لمواجهة المستقبل المحتوم
أخيراً تواجهنا وتحدثنا وبكينا فعلمنا حقاً !
أن نور الله لا يهدى لعاصي
فطلبنا منه المغفرة
آه .... لقد كانت غيمه سوداء امتطيناها سوياً
ونحن نسير عبر الفضاء في ظلمة الليل فلا نهتدي إنه الطريق المظلم الذي حملنا معه القلق
أنه الطريق الذي أصابنا بالأرق فظهر العالم من حولنا أحمق
ولكن ! – الحمد لله –
لقد رحلت تلك السحابة الصفراء إلى حيث لا نريد أن نعلم!!
فتعافينا من ذلك الوباء المجهول
ثم عادت فترة الهدوء وساد التفاهم
حينها عاود الدم في العروق يجري وازددنا نشاطاً وحيوية
لقد اختفت الفجوة التي كانت تسرب – بعض صبرنا أو كله – على الأمور
واستطعنا التمكن من العزوف عن الاستمرار في ذلك الطريق الذي كان يطول حيث بدت إرشاداته واضحة
لقد أطمئنت النفس وبدت أفكارنا تتزن وأستمر البث في عقولنا يتضح ويتضح
حتى كان الصفاء فانتظمت الحركة ولمسنا سهولة النهاية ، تلك نهاية الغضب
هنا !
بدأت تنبني أمامنا الأشياء قوية فلا تتحطم [/align:3ceb702bcd]

صادق الكلمة
26 / 05 / 2004, 42 : 12 AM
[align=center:6d7617e899]اخي العزيز جهاد غريب

سجل اعجابي بما سطرت

انه من اروع ما قرات

الا ترى معي اننا السبب في تكسر الاشياء وعدم تحطمها

اعتقد اننا المتحكمون في ذلك ونحن كل الاسباب

تحياتي لك[/align:6d7617e899]

ابو طلال
26 / 05 / 2004, 14 : 02 AM
[align=center:28b4fa3e90]أستاذنا الكاتب الكبير جهاد غريب يجب أن يكون المجامله موجود وعدم دمج الجهل والتجاهل معآ لاكن لا لاتكسر

شوكة المجهود عليه فأجو ا الملاحظه لهذا النقطه[/align:28b4fa3e90]

ناصر بن سالم
01 / 06 / 2004, 58 : 04 AM
لقد قطعنا مسافة لا بأس بها في ذلك الطريق الخطأ ، ومازال الطريق يضيق أمامنا أكثر فأكثر
لم يعد يستوعب أن نسير كلانا فيه بجوار بعضنا البعض ، فضيق الطريق لا ينفّذ إلا أحد منا تلو الآخر
تلك هي المصيبة فالأشياء مازالت تتحطم أمامنا حيث بات كلُ منا يمشي على شاكلته
لا تناسق ولا تجانس أما الحركة فهي غير منتظمة



رااااااائعه


الف شكر استاذ جهاد


تحياتي واعجابي

محسن المسردي
04 / 06 / 2004, 05 : 03 AM
[align=center:360ea15126]أخي العزيز ... جهاد غريب

يجب أن يكون الأساس في التعامل

هو الحب والتفاهم ...

ويجب أن لا يكون السير في خطين متوازيين

لا تلتقي أبداً ...

وتقبل أجمل تحية،،،
.
.[/align:360ea15126]

أبوماجد
06 / 06 / 2004, 01 : 09 PM
عزيزي جهاد كن واقعياً

لا تحسب الحياة أفراح ومزوح .

إن أردت مشورتي هناك خللٌ ما . ربما يكون في تركيبتك الشخصيه .


إمسك العصى من النصف .
وتعامل في بعض الأحيان بالعشوائيه ساعتئذ ستجد أن الأشياء لاتتحطم بل ستشكو من صلابتها

تحياتي لك.

جهاد غريب
28 / 09 / 2004, 07 : 12 AM
[align=center:231ff952b4]صادق الكلمة
لن انسى حروفك وكلماتك هنا
شكرا لهذا العبق [/align:231ff952b4]