المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن يختلف عن غيره من الفنون .............


البرنس
01 / 03 / 2004, 28 : 12 PM
[align=center:f26258eac1]فن يختلف عن غيره من الفنون .............

أخي الكريم أختي الغالية\

هناك فنون شاعت فى أقطار الأمَّة ومنها فننا اليوم ...

وهو فن ليس كسائر الفنون .... بل هو من أرقاها وأنقاها ... من عرِف الحق ذاق من سقياها...

ألا وهو فن.....( معالجـــــــــة الخطاً)

وقد تعددت طرقه وأساليبه ولكن نبدأ بالأولى :

1- الرفق:

قد يعرف الكثير منكم قصة ذاك الصحابي الذى عطس فى الصلاة فحمد الله .. فماكان من الذى جواره إلا أن شمَّته وقال: رحمك الله ... فرمقه الصحابة بأعينه تشنيعاً لفعلته , فقال: ثكلتنى أمي ماذا فعلت؟! فأخذ الصحابة يضربون على أفخاذهم فإزداد روعهِ وخوفه, من فعله...

لكن المصطفى بأبى هو وأمي صلى الله عليه كان من أحلم الناس وأرفقهم بصحابته فقد أنتظر حتى قضيت الصلاة ثم سأل عنه ,,, وحدثه بلطف وأنبأه أن هذه الصلاة لايصح فيها شيء من كلام البشر إنما هي ذكر وعبادة ...

فأين نحنُ من فعله صلى الله عليه وسلم؟

نحن نحتاج للرفق ,, بل نتعطش له فى كل زمان ومكان ولكن يبدو أن جفاف الأخلاق نضَبَ بسببه كل الخير فى الأفاق إلا من رحم الله ........

2- لاتكن فظاً غليظاً فينفر المخطىء....

فقد قال الله تعالى :" فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ...."
فمن ثمار الآية التمسك بمكارم الأخلاق وخصوصاً لمن يدعو إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ...

قد يكون هناك فئات من الناس لايجدي معها اللطف ولكنهم شواذ فلايقاس بهم...

3- الحرص على استخدام العبارات اللطيفة عند اصلاح الخطأ:

كأن نقول للمخطىء: لو فعلت كذا؟ مارأيك فى كذا؟ نقترح أن يكون كذا؟... الخ

4- عبَّر عن مشاعرك الصادقة عند معالجة الخطأ:

فهناك من يريد إصلاح الناس ولكنه شخص عجول يمتاز بالصفاقة وهي ليست بميزة ,

فهو مندفع.. بشكلٍ يصعُبُ معه الإيضاح أو الردع ...

وقد قال تعالى على لسان أحد الأنبياء:" إنَّي أخافُ عليكم عذاب يومٍ عظيم "

وكذلك لنا أسوة فيه صلى الله عليه وسلم حينما قال لأبي ذر رداً على طلبــــــه للرئاسة:" ياأبا ذر إنَّي أراك ضعيفاً , وإنَّي أحبُ لك ماأُحِبُ لنفسي , لا تأمرن على اثنين , ولاتولين مال يتيم"....رواه مسلم

فهل هنا المقصد أن أباذر ليس بمؤتمن؟ لا وألفُ لا ولكنه قد يكون رقيق القلب , يصدِق كل مايقال له لذا وجهه صلى الله عليه وسلم لهذا...

5- أزِل الغشاء عن عين المخطىء:

فحينما يفكر شحصُ’ ما بفعلةٍ خاطئة .. الشيطان يعمي بصره , فلا نكن نحن معينين للشيطان عليه بالتوبيخ المباشر بل..

نناصحه ونذكره فقد يقع حديثنا فى قلبه موقع أفضل مما لو شدَّدْنا عليه القول...

وفي قصة ذلك الصحابي الشاب الذى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه لأن يسمح له بالزنا فماذا كان ردة فعل الصحابة؟

لقد زجروه ونهروه وقالوا له : مهِ مهِ أى لفظة استنكار شديدة كذلك...

لكن الحبيب المصطفى بأبي هو وأمي ماذا قال؟

أدناه منه وأخذ يذكره بمحارمه وأنه لايقبله على أهله بدأ بالأم والبنت والأخت والزوجة... ألخ

ثم وضع يده الشريفة على صدره ودعا له وهنيئاً له فقد شرح الله صدره واصبح يُبغِض الزنى أشَّدَّ البُغض...

6- الناس تكره النصيحة فى العلانية:قال الشافعي رحمه الله:

تعمدني بنصحك في أنفرادي .......وجنبني النصيحة فى الجماعة

فإن النُصح بين الناسِ نوع’ُ من ....... التوبيخِ لا أرضى استماعه

فإن خالفتنى وعصيت قولي......فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

ولندع الغير يصل للحقيقة عن طرقٍ شتى ومختلفة . قصة الرجل الذى سافر للهند

فوجد شيخاً صالحاً يلعن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد كل صلاة ...

فهل هذا موقف سهل على القلب؟ بالطبع كلاًّ

لكن الأخ تريث ومزق غلاف كتاب لابن عبد الوهاب ثمَّ جعله بين يدي هذا الرجل ... ثم لم يخبره عنه لمن يكون ولم يوجهه لقرآته ,,, وبدا الرجل يقرأ حتى أنتهى منه ثمَّ سأل من صاحب هذا الكتاب فساله فاعل الخير هل هذا الكتاب صحيح؟

قال : نعم هو الحق بعينه....
فرد عليه قائلاً: هو للشيخ محمد بن عبد الوهاب والذى تلعن فيه كل يومِ جُمعة,,,

فتغير الحال واصبح يدعوا له ليلاً ونهاراً...
ولنحاول أن نفعل شيئين :
أ- نشعر المخطىء بالإحترام والتقدير..
ب- أن هذا الخطأ لايليق بمن هم مثله....

7- الكلمة القاسية فى العتاب , لها كلمة مرادِفة طيبة وتؤدي نفس المعنى:

وهناك مثل صيني يقول: نقطة من العسل , تصيد من الذباب مالايصيده برميل من العلقم ..

8- ضع نفسك وضع المخطي ثمَّ ابحث عن حل:

وهذا له أثر عظيم حيث ارضاءك لنفسك حرِيُ’ أن يرضي غيرك من الأسوياء

9- اللوم للمخطىء لايأتي بخير غالِباً:

فقد روي عن معاذ بن جبل أنه قال: إن كان لك أخ’ُ في الله فلا تمارِه...

10- لاتفتش عن الأخطاء الخفية:وهذا من أبرز ما يوجد فى المجتمع عامَّة وفى المنتديات خاصة من التفتيش والبحث بقصد الفضح لا الخير :(
فالله عز وجل ستره وأنت تبحث عن عيوبه وعورته ,, فسيسلط الله من يبحث فى عورتك ويهتك الستر عن شخصك...

11- التشجيع على قليل من الصواب يكثر من المخطيء الصواب:

فحينما نثنى على فرد معين فعل خير هذا حافز كبير ...

ومن لايشكر للناس لايشكر الله له....

12- اترك الجدال:فلو جادلنا من لايستطيع فهم الحقائق والوقائع لترتب على ذلك مايلي:
أ- تجبر على رأيك
ب- يحز فى نفس المُجَادل
ج- يجد عليك ويحسدك

ذكر عن ابن مالك أنه سئل : ياأبا عبد الله الرجُل يكونُ عالماً بالسنَّة أيجادل عنها؟ قال: لا,

لكن يخبر الناس بالسنَّة فإن قُبِلت وإلا سكت...

وهذا الذى ينبغي علينا فعله حينما نعالج قضية ما أن نكون صادقين واقعين ثم من لم يرضى بما قلنا فهذا رأيه ولو أخطأ وماعلينا فقد فعلناه ولنتجنب مناقشته ..

وقد قال صلى الله عليه وسلم:" أنا زعيمُ’ ببيتٍ فى ربَضِ الجنَّة لمن ترك المراء وإن كان محقاً"

13- عندما تقف تنتقد اذكر جوانب الصواب:

وهذا أمر أصبح شبه عزيز على الكثير وقلَّما نراه ...

فالشائع بين الناس هو : إبراز العيوب فقط والصمت عن الخير بكل جوانبه ..

ولنا فى رسولنا اسوة حسنة حينما قال لعبد الله بن عمر الزاهد الوَرِعْ :" نعم الرجُل عبد الله لو كان يصلي من الليل"

14- تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم:

فهنا نذكر بالصفات , وبالثواب والعقاب ألخ0000

15- الإيهام بعرض الأخطاء:

فنقول: مابال أقوام يقولون كيت وكيت؟!!

وقوله صلى الله عليه وسلم:" ياعبد الله لاتكن كفلان كان يقوم الليل , فترك قيام الليل"
فلهذا فاوئد جمَّة منها
أ- الستر على الشخص
ب- هذ الشخص ربما يتغير حاله فالحكم فى هذا الوقت قد يتغير بمرور الزمن والله مقلب القلوب..

16- اجعل الخطأ هيناً يسيراً وابن الثقة فى النفس لأصلاحها فى غير العقائد:

فهنا لابد من وقفة صادقة مع هذه النفس وتقليل من شأن الخطأ حتى يتصور الفاعِل أنه من السهل التخلي عن هذا الخطأ برمته0000

وهذا والله مانحنُ بحاجة له وأبدأ بنفسي قبل غيري...

فمن يتخذ التجريح والكذب والتنميق والتلفيق ديدناً له , لن يجد فى القلوب متسع لقرأة حديثه ..

ومن يرفع صوته ليقال عنه أنت كيت وكيت ففعله سيكون وبالاً عليه هو نفسه لاغيره..

من يكون متذبذب فاليوم ناصح ومن الغدِ رجلُ’ أو أمرأةُ فاضح هذا مالايقبله العاقل ناهين عن البهائم ...

حينما نتبع مادونا فوق سنجد قلوب صادقة تسعى للحق ولا غيره مطلقاً...

لندع العُجْب بالنفس والثقة بها أكثر من اللازم ونقوم بتقزيم الغير لأنهم لايستطيعون مجارات أقلامنا ...

أو نعتقد أن الإصلاح من لوزامه الفضح والتجريح والنقد الصريح ,,, فهذا كله مخالف للمنهج النبوي الصحيح .......

أقول قولي هذا واستغفرُ الله لى ولكم أنه هو الغفور الرحيم ...[/align:f26258eac1]

صادق الكلمة
02 / 03 / 2004, 23 : 06 PM
البرنس,

الف شكر لك على هذه التحفه الرائعه

نعم يوجد امور كثيره في حياتنا اليوميه نفتقد الى الاسلوب الراقي في كيفية التعامل فيها

ولنا في رسول الله اسوة حسنه ومن بعد صحابته فهم يعملون بما كان يعلمهم معلمهم

ومعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي علمه ربه فاحسن تعليمه