ناصر بن سالم
24 / 02 / 2004, 30 : 05 AM
دق جرس الساعه في تمام السادسه والنصف صباحاً لمده اكثر من اللازم لينقلب فارس من الجهة اليمنى الى الجهة اليسرى استعداداً لاكمال نومه ....ولكن صوت زوجته يأتي من تحت اللحاف ليقطع متعته بالنوم...
فارس..فارس.. استيقظ لقد صلّت المساجد الا تسمع؟...استيقظ يافارس........
قالت الزوجه هذه الكلمات دون ان تلتفت الى فارس فالنوم عزيزفي هذا الوقت..............
نهض فارس متحاملاً على نفسه.......فهو لم ينم الا في وقتٍ متأخر من الليل.......ولكنه نهض متمتماً بكلمات..
الدوام...اففف..اعوذ بالله..............
صلّى فارس ثم شرع في ارتداء ملابسه على اصوات تأتي من الطابق الارضي للبيت
انها اصوات والديه فوالد فارس لا ينام بعد صلاة الفجر............وكذلك ام فارس.....
وهكذا ضمن فارس الافطار والقهوه......ولكن هناك مشكله.......يواجهها احياناً بسبب تكرار نفس الخطأ
ترك فارس الطابق العلوي متجهاً الى والديه بإبتسامةً عريضه............صباح الخير يا ابي ....صباح الخير يا امي....وقّبل جبينيهما
ردت ام فارس صباح الخير يا بني اسعد الله صباحك.........الافطار جاهز.........اشرب الحليب اولاً....القهوة مضرّه ........انظر الى صحة والدك............
رد فارس سلمت يداك يا امي .............ونظرات فارس لم تفارق وجه والده الذي يبدو غاضباً.............
كيف حالك يا ابي .........هل هناك ما يزعجك؟..............
التفت اليه والده قائلاً
اين انت عن صلاة الفجر؟.....الا تعلم انك تجاوزت الثلاثين من العمر؟........الصلاة يا بني عمود الدين....ما الذي يؤخرك عنها؟ الا تحمد الله على الصحة والستر؟.........الا تحمد الله على الوظيفه والزوجة والابناء؟
ماذا تنتظر؟...............
الا تعلم انني خدمت في العمل الحكومي حتى بلغت سن التقاعد ولم اتأخر ليوم واحد بدون سبب؟..........
الا تعلم ان صلاة الفجر لم تفتني دون عذر طيلة حياتي؟............
وأخذ ابو فارس يعدد انجازاته على مدى خدمته الطويله في العمل الحكومي.............
اطرق فارس ولم يرفع نظره عن الارض حتى تنتهي هذه الاسطوانة التي سمعها كثيراً..........على امل ان تتدخل والدته ...وتنقذ الموقف....................
قاطعته ام فارس...فارس كان عند اخته البارحه فإبنتها امل مريضه..........قالت هذه الكلمات وهي تنظر في وجه ابا فارس لعلمها بمدى حبه لحفيدته .......لعلها تغير الموضوع..............
فعلاً قطع ابو فارس اسطوانته قائلاً
ما اكثر امراض الاطفال في هذه الايام ........ما الذي يمرضهم وكل شيء متوفر من فضل الله؟......آه سأزورها اليوم بعد عودة امها من المدرسه................
افطر فارس وشرب القهوه وودع والديه بعد ان ذكّره والده بأن يحضر السباك لاصلاح بعض الاشياء فالبيت اصبح قديماً بعض الشيء
انطلق فارس الى عمله على صوت اذاعة ال ام بي سي ..........والمذيعه تعتذر للمستمعين وضيفها الفنان الشهير.......عن خشونة صوتها بسبب لفحة برد اثناء خروجها في مساء الامس من عند الكوافير في لندن..
وشرحت للمستمعين كم كان طقس لندن بارداً وسط عطاس مستمر وكم استهلكت من مناديل الكلينكس.....
اقفل فارس مذياع السياره وهو يقول.....
قرف ..........سطحيه........انحطاط.........الله يخرب بيوتكم..............
لم يجد فارس اي اخبار عن مقتل جنود امريكان او مقتل احد اعضاء مجلس الحكم في العراق...........
ولكن فارس لم يبد اي انزعاج.......
فجميع الاخبار سيجدها في المكتب عند الزملاء.................
هناك في مكتبه الذي يجمعه مع خمسة زملاء آخرين بالاضافه الى رئيس القسم.....دار النقاش مع شرب الشاي حول المقاومه العراقيه والوضع في العراق وغزه ورام الله وبيت لحم................مخضعين جميع الاحداث الى التحليل السياسي والاقتصادي والديني.......ناسين او متناسين انهم قد ناقشو نفس المواضيع وحللوها امس وقبل امس...............
لقد مرّت ايام كثيره على فارس وزملاءه وهم يعيدون نفس المواضيع وقلما يخرجون عنها..........نفس البرنامج اليومي يتكرر ......في البيت والشارع والعمل..........
قاطعهم ابو علي وهو اكبرهم واقدمهم في القسم..........يتحدث ابو علي كثيراً عن مكارم الاخلاق ....عن الكرم والنخوه وعزة النفس........وغيرها ويطبق القليل منها كغيره من بني البشر..............
كما يحلو له الحديث عن ابناءه.........فإبنته البكر تدرس الصيدله وهو فخور بها وابنه علي في كلية المعلمين.........ولكنه يمتدح ابنته كثيراً فهي حنون وهادئه في البيت واقتصاديه ....وتشبه والدها.......أما عليّاً فهو كسول في البيت وكثير الخروج........ومبذر..............
ورغم كل صفات ابو علي الا ان الجميع يحترمونه ويحبونه........فقد كان رئيس القسم قبل ان يفقد هذا المنصب لعدم حصوله على الشهادة الجامعيه......................
قال ابو علي يا اخوان دعونا نفكر فيما ينفعنا
الا تفكرون بأشياء مفيده؟
اشياء تحسّن الدخل
رد فارس............مثل ماذا يا ابا علي..........انت تعلم الحال........
الوالد متقاعد ومرتبه لا يكفيه....واخوتي في المدارس........ومرتبي مقسّم بين البنك والبيت ومصروفي الشخصي...............دعك من هذا يا اباعلي وان كان عندك اخبار عن المقاومه هاتها لعلها تثلج صدري.......ليتهم يقتلون باجهجي هذا او بريمر القذر.........
صاح ابو علي
هااااه ..... نعم لقد وجدتها..................اسمعوا
سكت الجميع محولين انظارهم الى ابي علي.............قائلين
وماهي يا ابا علي؟........ما الذي وجدته؟
قال ابو علي
العراق.............الفرصه....................
ومع دهشة الجميع قال رئيس القسم
يا ابا علي نحن نتحدث كثيراً عن العراق ونتمنى ان تستمر الحرب في العراق لتغرق امريكا واتباعها من ابناء العلقمي في وحل العراق.......لأن امريكا لو نجحت في العراق ستتجه الى دولة اخرى وقد تكون بلادنا........ولكن لم يخطر ببالنا ان نذهب الى العراق.................
فماذا تقصد؟
ضحك ابو علي ضارباً كفه اليمنى باليسرى بكل صعوبه لضيق الجاكت الذي مضى على شرائه اكثر من خمس سنوات...........وقال
نذهب الى هناك !!!!!!!!!! وحّد الله يارجل
قال فارس
فماذا تقصد اذاً؟
قال ابو على بجديه كامله
يا شباب هناك فرصه ذهبيه الا وهي الدنانير العراقيه.........ما رأيكم؟
هدأ المكان.....الا من صوت رئيس القسم
الدنانير العراقيه؟!!...............وما دخلنا بالدنانير العراقيه؟!!
نهض ابو علي تاركاً مكتبه القديم ......ماراً بالجميع ليعطي لكل واحد نظره بخفّة دم قد ملّوها.....
وقال
المليون دينار بثلاثة آلاف ريال فقط............وما هي الا اشهر ويصدّر العراق النفط وتُسلّم السلطه الى العراقيين.........ويرتفع سعر العمله العراقيه................
تخيّلوا لو ارتفع سعر الدينار الذي كان يساوي احد عشر ريالاً قبل الحرب على الكويت الى عشر هللات!!..................بكم يصبح المليون؟
هاااااه....................... مئة الف ريال............ هل فهمتم؟
انطلق النقاش ولم ينته حتى اقتنع الجميع بشراء مليون لكل واحد ولكن على الراتب
وفي آخر الشهر اشترى فارس المليون دينار واخذ يحدث نفسه
مئة الف ريال............يا سلآم اسدد الاقساط المتأخره على والدي للبنك العقاري .........وأشتري هديه لزوجتي.............واتمتع بالباقي...........يا للصفقه..........
واستمر فارس بمتابعته لنشرات الاخبار..........ولكن بمشاعر مختلفه..................ليت الامور تهدأ بالعراق ليرتفع سعر الدينار............لا يهم من يحكم العراق......شيعي سنّي او كردي..........لا يهم حتى لو قُسّمت العراق.....
ولا يهم ان تنجح امريكا وما الذي سيحدث للمنطقه..........المهم ان يرتفع سعر الدينار
وفي خضم هذا التفكير كان فارس يتجاهل وخزات الضمير...............ويعزي نفسه ويقول
انها المصالح ومصلحتي فوق كل اعتباااااااااااار.
كتبها/ ناصر بن سالم
فارس..فارس.. استيقظ لقد صلّت المساجد الا تسمع؟...استيقظ يافارس........
قالت الزوجه هذه الكلمات دون ان تلتفت الى فارس فالنوم عزيزفي هذا الوقت..............
نهض فارس متحاملاً على نفسه.......فهو لم ينم الا في وقتٍ متأخر من الليل.......ولكنه نهض متمتماً بكلمات..
الدوام...اففف..اعوذ بالله..............
صلّى فارس ثم شرع في ارتداء ملابسه على اصوات تأتي من الطابق الارضي للبيت
انها اصوات والديه فوالد فارس لا ينام بعد صلاة الفجر............وكذلك ام فارس.....
وهكذا ضمن فارس الافطار والقهوه......ولكن هناك مشكله.......يواجهها احياناً بسبب تكرار نفس الخطأ
ترك فارس الطابق العلوي متجهاً الى والديه بإبتسامةً عريضه............صباح الخير يا ابي ....صباح الخير يا امي....وقّبل جبينيهما
ردت ام فارس صباح الخير يا بني اسعد الله صباحك.........الافطار جاهز.........اشرب الحليب اولاً....القهوة مضرّه ........انظر الى صحة والدك............
رد فارس سلمت يداك يا امي .............ونظرات فارس لم تفارق وجه والده الذي يبدو غاضباً.............
كيف حالك يا ابي .........هل هناك ما يزعجك؟..............
التفت اليه والده قائلاً
اين انت عن صلاة الفجر؟.....الا تعلم انك تجاوزت الثلاثين من العمر؟........الصلاة يا بني عمود الدين....ما الذي يؤخرك عنها؟ الا تحمد الله على الصحة والستر؟.........الا تحمد الله على الوظيفه والزوجة والابناء؟
ماذا تنتظر؟...............
الا تعلم انني خدمت في العمل الحكومي حتى بلغت سن التقاعد ولم اتأخر ليوم واحد بدون سبب؟..........
الا تعلم ان صلاة الفجر لم تفتني دون عذر طيلة حياتي؟............
وأخذ ابو فارس يعدد انجازاته على مدى خدمته الطويله في العمل الحكومي.............
اطرق فارس ولم يرفع نظره عن الارض حتى تنتهي هذه الاسطوانة التي سمعها كثيراً..........على امل ان تتدخل والدته ...وتنقذ الموقف....................
قاطعته ام فارس...فارس كان عند اخته البارحه فإبنتها امل مريضه..........قالت هذه الكلمات وهي تنظر في وجه ابا فارس لعلمها بمدى حبه لحفيدته .......لعلها تغير الموضوع..............
فعلاً قطع ابو فارس اسطوانته قائلاً
ما اكثر امراض الاطفال في هذه الايام ........ما الذي يمرضهم وكل شيء متوفر من فضل الله؟......آه سأزورها اليوم بعد عودة امها من المدرسه................
افطر فارس وشرب القهوه وودع والديه بعد ان ذكّره والده بأن يحضر السباك لاصلاح بعض الاشياء فالبيت اصبح قديماً بعض الشيء
انطلق فارس الى عمله على صوت اذاعة ال ام بي سي ..........والمذيعه تعتذر للمستمعين وضيفها الفنان الشهير.......عن خشونة صوتها بسبب لفحة برد اثناء خروجها في مساء الامس من عند الكوافير في لندن..
وشرحت للمستمعين كم كان طقس لندن بارداً وسط عطاس مستمر وكم استهلكت من مناديل الكلينكس.....
اقفل فارس مذياع السياره وهو يقول.....
قرف ..........سطحيه........انحطاط.........الله يخرب بيوتكم..............
لم يجد فارس اي اخبار عن مقتل جنود امريكان او مقتل احد اعضاء مجلس الحكم في العراق...........
ولكن فارس لم يبد اي انزعاج.......
فجميع الاخبار سيجدها في المكتب عند الزملاء.................
هناك في مكتبه الذي يجمعه مع خمسة زملاء آخرين بالاضافه الى رئيس القسم.....دار النقاش مع شرب الشاي حول المقاومه العراقيه والوضع في العراق وغزه ورام الله وبيت لحم................مخضعين جميع الاحداث الى التحليل السياسي والاقتصادي والديني.......ناسين او متناسين انهم قد ناقشو نفس المواضيع وحللوها امس وقبل امس...............
لقد مرّت ايام كثيره على فارس وزملاءه وهم يعيدون نفس المواضيع وقلما يخرجون عنها..........نفس البرنامج اليومي يتكرر ......في البيت والشارع والعمل..........
قاطعهم ابو علي وهو اكبرهم واقدمهم في القسم..........يتحدث ابو علي كثيراً عن مكارم الاخلاق ....عن الكرم والنخوه وعزة النفس........وغيرها ويطبق القليل منها كغيره من بني البشر..............
كما يحلو له الحديث عن ابناءه.........فإبنته البكر تدرس الصيدله وهو فخور بها وابنه علي في كلية المعلمين.........ولكنه يمتدح ابنته كثيراً فهي حنون وهادئه في البيت واقتصاديه ....وتشبه والدها.......أما عليّاً فهو كسول في البيت وكثير الخروج........ومبذر..............
ورغم كل صفات ابو علي الا ان الجميع يحترمونه ويحبونه........فقد كان رئيس القسم قبل ان يفقد هذا المنصب لعدم حصوله على الشهادة الجامعيه......................
قال ابو علي يا اخوان دعونا نفكر فيما ينفعنا
الا تفكرون بأشياء مفيده؟
اشياء تحسّن الدخل
رد فارس............مثل ماذا يا ابا علي..........انت تعلم الحال........
الوالد متقاعد ومرتبه لا يكفيه....واخوتي في المدارس........ومرتبي مقسّم بين البنك والبيت ومصروفي الشخصي...............دعك من هذا يا اباعلي وان كان عندك اخبار عن المقاومه هاتها لعلها تثلج صدري.......ليتهم يقتلون باجهجي هذا او بريمر القذر.........
صاح ابو علي
هااااه ..... نعم لقد وجدتها..................اسمعوا
سكت الجميع محولين انظارهم الى ابي علي.............قائلين
وماهي يا ابا علي؟........ما الذي وجدته؟
قال ابو علي
العراق.............الفرصه....................
ومع دهشة الجميع قال رئيس القسم
يا ابا علي نحن نتحدث كثيراً عن العراق ونتمنى ان تستمر الحرب في العراق لتغرق امريكا واتباعها من ابناء العلقمي في وحل العراق.......لأن امريكا لو نجحت في العراق ستتجه الى دولة اخرى وقد تكون بلادنا........ولكن لم يخطر ببالنا ان نذهب الى العراق.................
فماذا تقصد؟
ضحك ابو علي ضارباً كفه اليمنى باليسرى بكل صعوبه لضيق الجاكت الذي مضى على شرائه اكثر من خمس سنوات...........وقال
نذهب الى هناك !!!!!!!!!! وحّد الله يارجل
قال فارس
فماذا تقصد اذاً؟
قال ابو على بجديه كامله
يا شباب هناك فرصه ذهبيه الا وهي الدنانير العراقيه.........ما رأيكم؟
هدأ المكان.....الا من صوت رئيس القسم
الدنانير العراقيه؟!!...............وما دخلنا بالدنانير العراقيه؟!!
نهض ابو علي تاركاً مكتبه القديم ......ماراً بالجميع ليعطي لكل واحد نظره بخفّة دم قد ملّوها.....
وقال
المليون دينار بثلاثة آلاف ريال فقط............وما هي الا اشهر ويصدّر العراق النفط وتُسلّم السلطه الى العراقيين.........ويرتفع سعر العمله العراقيه................
تخيّلوا لو ارتفع سعر الدينار الذي كان يساوي احد عشر ريالاً قبل الحرب على الكويت الى عشر هللات!!..................بكم يصبح المليون؟
هاااااه....................... مئة الف ريال............ هل فهمتم؟
انطلق النقاش ولم ينته حتى اقتنع الجميع بشراء مليون لكل واحد ولكن على الراتب
وفي آخر الشهر اشترى فارس المليون دينار واخذ يحدث نفسه
مئة الف ريال............يا سلآم اسدد الاقساط المتأخره على والدي للبنك العقاري .........وأشتري هديه لزوجتي.............واتمتع بالباقي...........يا للصفقه..........
واستمر فارس بمتابعته لنشرات الاخبار..........ولكن بمشاعر مختلفه..................ليت الامور تهدأ بالعراق ليرتفع سعر الدينار............لا يهم من يحكم العراق......شيعي سنّي او كردي..........لا يهم حتى لو قُسّمت العراق.....
ولا يهم ان تنجح امريكا وما الذي سيحدث للمنطقه..........المهم ان يرتفع سعر الدينار
وفي خضم هذا التفكير كان فارس يتجاهل وخزات الضمير...............ويعزي نفسه ويقول
انها المصالح ومصلحتي فوق كل اعتباااااااااااار.
كتبها/ ناصر بن سالم