ابو طلال
24 / 12 / 2003, 50 : 09 PM
[align=justify:ece77cdc75]شيخ التراجعات التلفزيونية
الأحد 21 ديسمبر 2003
تركي الدخيل
أرجو أن يتقبل الشيخ عايض القرني مقالي اليوم بنفس الروح التي تقبل بها الطرفة التي تبادلتها جوالات السعوديين عن لقائه مع صدام حسين في الزنزانة ليعلن توبته وتراجعه عن جرائمه ومواقفه السابقة، امتداداً لاجراء القرني لقاءات تلفزيونية مع ثلاثة من مراجع التكفير هم الشيوخ علي الخضير، ناصر الفهد، وأحمد الخالدي.
الشيخ عايض أبدى إستعداده للقاء صدام في تصريح لـ"الشرق الأوسط" في عدد السبت، بعد ان عشنا رمضان الماضي نتابع مسلسل التوبة والتراجعات، وربما كان صدام بطل الحلقة المقبلة.
جهد الشيخ عايض مقدر، لكن المتراجعين الذين جلسوا أمامه على مقاعد وثيرة في أستديو حديث ومجهز اعلنوا متأخرين وبعد أن وقع الفأس في الرأس ووقعت عمليات انتحارية في قبلة المسلمين راح ضحيتها مسلمون من عرب وسعوديين وأجانب مستأمنين، وكنت أشعر ببعض الغيظ أن رأيت في أفق التراجعات تكرّما ومنّة علينا نحن مواطنو هذا البلد الذي أبتلي بفئة لا ترى الحق الا في مبادئها، ولا الصواب الا باتجاه واحد!
نتخيل الرئيس المخلوع مواجها لعائض القرني أمام الكاميرا، وكل ما نخشاه أن يردد صدام ما ذكره المشايخ في تراجعاتهم عن أن تجربة الفتاوى المضللة وبيانات تكفير الأشخاص والأجهزة والتي أسفرت عن مآسي لن تنسى كانت تجربة مفيدة !
وكأن غزو الكويت والمقابر الجماعية للآلاف وإبادة الناس في حلبجة تجربة مفيدة في حياة الرئيس المناضل ليتعلم منها هو أيضا تمييز الخطأ من الصواب، وكأن العالم العربي وسكانه، والشعب العراقي بفئاته محوراً للتجارب.
ليت الشيخ في مواجهاته شفى غليل الملايين من السعوديين الذين لم ينتظروا تراجعا عن الفتاوى فقط، ولا إعادة النظر في المواقف، بل أن يروا أمام أعينهم شعورا جارفا بالندم وإحساسا مفعما بالأسى والحزن ازاء ما بدر منهم تجاهنا والوطن وأسر الضحايا.
عائض القرني يعرف اليوم بأنه شيخ التراجعات، ولا نريده أن يتراجع عن مساهماته الفاعلة كشف الأخطاء، لكن الأمر تحوّل في مواجهات القرني التليفزيونية من إعتراف صريح بالمشاركة في الجرم بشكل أو بآخر وهو ما يستلزم اقصى العقوبات، الى حوار ثقافي، ودردشات فكرية تتناول بالتلميح خطر الفتاوى على شباب الصحوة.
أشكر الشيخ على أريحيته، وأشد على يده مساندا دوره في تحمل المسؤولية، لكنه لا بد أن يكون مستعدا لطرائف من هذا النوع، ولنقد حاد أيضا، فالموضوع شأن عام يمس الجميع، والكل يريد أن يأخذ حقه .
[/align:ece77cdc75]
الأحد 21 ديسمبر 2003
تركي الدخيل
أرجو أن يتقبل الشيخ عايض القرني مقالي اليوم بنفس الروح التي تقبل بها الطرفة التي تبادلتها جوالات السعوديين عن لقائه مع صدام حسين في الزنزانة ليعلن توبته وتراجعه عن جرائمه ومواقفه السابقة، امتداداً لاجراء القرني لقاءات تلفزيونية مع ثلاثة من مراجع التكفير هم الشيوخ علي الخضير، ناصر الفهد، وأحمد الخالدي.
الشيخ عايض أبدى إستعداده للقاء صدام في تصريح لـ"الشرق الأوسط" في عدد السبت، بعد ان عشنا رمضان الماضي نتابع مسلسل التوبة والتراجعات، وربما كان صدام بطل الحلقة المقبلة.
جهد الشيخ عايض مقدر، لكن المتراجعين الذين جلسوا أمامه على مقاعد وثيرة في أستديو حديث ومجهز اعلنوا متأخرين وبعد أن وقع الفأس في الرأس ووقعت عمليات انتحارية في قبلة المسلمين راح ضحيتها مسلمون من عرب وسعوديين وأجانب مستأمنين، وكنت أشعر ببعض الغيظ أن رأيت في أفق التراجعات تكرّما ومنّة علينا نحن مواطنو هذا البلد الذي أبتلي بفئة لا ترى الحق الا في مبادئها، ولا الصواب الا باتجاه واحد!
نتخيل الرئيس المخلوع مواجها لعائض القرني أمام الكاميرا، وكل ما نخشاه أن يردد صدام ما ذكره المشايخ في تراجعاتهم عن أن تجربة الفتاوى المضللة وبيانات تكفير الأشخاص والأجهزة والتي أسفرت عن مآسي لن تنسى كانت تجربة مفيدة !
وكأن غزو الكويت والمقابر الجماعية للآلاف وإبادة الناس في حلبجة تجربة مفيدة في حياة الرئيس المناضل ليتعلم منها هو أيضا تمييز الخطأ من الصواب، وكأن العالم العربي وسكانه، والشعب العراقي بفئاته محوراً للتجارب.
ليت الشيخ في مواجهاته شفى غليل الملايين من السعوديين الذين لم ينتظروا تراجعا عن الفتاوى فقط، ولا إعادة النظر في المواقف، بل أن يروا أمام أعينهم شعورا جارفا بالندم وإحساسا مفعما بالأسى والحزن ازاء ما بدر منهم تجاهنا والوطن وأسر الضحايا.
عائض القرني يعرف اليوم بأنه شيخ التراجعات، ولا نريده أن يتراجع عن مساهماته الفاعلة كشف الأخطاء، لكن الأمر تحوّل في مواجهات القرني التليفزيونية من إعتراف صريح بالمشاركة في الجرم بشكل أو بآخر وهو ما يستلزم اقصى العقوبات، الى حوار ثقافي، ودردشات فكرية تتناول بالتلميح خطر الفتاوى على شباب الصحوة.
أشكر الشيخ على أريحيته، وأشد على يده مساندا دوره في تحمل المسؤولية، لكنه لا بد أن يكون مستعدا لطرائف من هذا النوع، ولنقد حاد أيضا، فالموضوع شأن عام يمس الجميع، والكل يريد أن يأخذ حقه .
[/align:ece77cdc75]