المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيتم تشييع جثمان فدوى طوقان عصر اليوم


جهاد غريب
14 / 12 / 2003, 10 : 11 AM
توفيت ليل أول من أمس الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في مستشفى نابلس التخصصي عن عمر يناهز 85 عاما.

ولدت فدوى طوقان في نابلس عام 1917 لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي وقد حزن الكثيرون لرحيلها بعد صراع مع المرض في أحد مشافي مدينة نابلس

قال عنها عدد من المثقفين إنها لم تكن شاعرة أو مواطنة فلسطينية فحسب، بل كانت وستبقى ظاهرة ورمزا ومؤشرا ثقافيا واضحا إلى قوة الحياة في شعب يحتج على موت غير مبرر في ظروف غير مبررة".

وقال الشاعر الفلسطيني سميح القاسم "فلسطين تفقد بفعل الاحتلال والموت، تضاريسها وأسماءها، وفدوى هي أحد أسماء فلسطين الجميلة والنقية، ورحيلها بالنسبة لنا رحيل صعب بمثل ما كانت رحلتها في الحياة رحلة صعبة. وحين كتبت مذكراتها بعنوان رحلة صعبة رحلة جبلية، طلبت مني تقديم هذه المذكرات فحاولت إنصافها لأنها أسوة بكل عظماء هذه الأمة تعرضت للكثير من الخير والكثير من الشر أيضا".

ويضيف القاسم: "وليس رحيل فدوى طوقان جرحا فلسطينيا فحسب، إنه جرح عربي وإنساني سيظل غائرا في الوجدان والروح والذاكرة.. لم تكن فدوى إنسانا حياديا بل انحازت إلى الجمال والحرية والإنسانية انحيازا كاملا وواضحا وأعطت بلا تمنن وبلا مساءلة".

وقال عنها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات: "شاعرة فلسطين الكبيرة، رائدة الإبداع، ابنة جبل النار نابلس، ابنة فلسطين، المناضلة المربية الفاضلة، وأحد أعمدتها الثقافية، والأديبة الراسخة والمميزة، الحائزة على وسام فلسطين، الشاعرة فدوى طوقان". وأضاف: "ستبقى فقيدتنا العزيزة، فقيدة حركتنا الوطنية والإبداعية خالدة في ضمير شعبنا ووجدانه خلود جبال نابلس وفلسطين".

وكانت الشاعرة الراحلة قد عانت كثيرا من المرض فبدأ المرض الشديد معها في شهر مايو الماضي حيث بقيت تتردد على المستشفى إلى ما قبل 5 أيام حيث ازداد مرضها بشكل كبير

قال الشاعر والروائي إبراهيم نصرالله: "يخسر الشعر الفلسطيني اليوم أمه الكبيرة، والتي شكل شعرها أساساً ليس في حركة الشعر الفلسطيني فقط، بل جزء من هوية الرموز الفلسطينية، لا شك أن فدوى طوقان عاشت في ظروف اجتماعية قاسية لكن هذه الظروف لم تمنعها بتاتا من أن تكون أنموذجا للمرأة العربية التي تتجاوز ظلام قيودها لتصر على أن تكون جزءا فاعلا في حياة شعبها. رحيل فدوى طوقان هو بمثابة افتقادنا لسقف كان يحمينا ويظللنا".

ويقول شعراء إن طوقان تعد من الشاعرات العربيات القلائل اللواتي خرجن من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجًا سهلاً غير مفتعل مشيرين إلى أنها حافظت في ذلك على الوزن الموسيقي القديم والإيقاع الداخلي الحديث، فيما يتميز شعرها بالمتانة اللغوية والسبك الجيّد، مع ميل للسردية والمباشرة، كما يتميز بالغنائية وبطاقة عاطفية مذهلة، تختلط فيه الشكوى بالمرارة والتفجع وغياب الآخرين.
ويذكر الجميع لها وطنيتها ودفاعها عن بلدها بفعلها وشعرها.

تتحدث طوقان عن رحلة حياتها وتقول فيها: "لا تحمل ذاكرتي أية صورة لأول يوم دخلت فيه المدرسة. كما أنها لا تحتفظ بذكرى المرحلة الأولية التي تعلمت فيها قراءة الحروف وكتابتها. ولكن الذي أذكره بوضوح هو استمتاعي دائماً بمحاولة قراءة أي شيء مكتوب وقع عليه بصري. لم يكن في نابلس أكثر من مدرستين للبنات، (المدرسة الفاطمية) الغربية و(المدرسة العائشية) الشرقية. وكان أعلى صف هو الخامس الابتدائي... في المدرسة الفاطمية تمكنت من العثور على بعض أجزاء من نفسي الضائعة. فقد أثبت هناك وجودي الذي لم أستطع أن أثبته في البيت".

لم تستطع طوقان إكمال دراستها بعد اكتشاف ملاحقة أحد الشبان لها وتقول عن قرار أخيها يوسف: "أصدر حكمه القاضي بالإقامة الجبرية في البيت حتى يوم مماتي كما هددني بالقتل إذا أنا تخطيت عتبة المنزل، وخرج من الدار لتأديب الغلام. قبعت داخل الحدود الجغرافية التي حددها لي يوسف، ذاهلة، لا أكاد أصدق ما حدث.
ما أشد الضرر الذي يصيب الطبيعة الأصلية للصغار والمراهقين بفعل خطأ التربية وسوء الفهم... كان أشد ما عانيته حرماني من الذهاب إلى المدرسة وانقطاعي عن الدراسة".

وقد شكلت علاقتها بشقيقها الشاعر إبراهيم علامة فارقة في حياتها, إذ تمكن من دفع شقيقته إلى فضاء الشعر, فاستطاعت وإن لم تخرج إلى الحياة العامة- أن تشارك فيها بنشر قصائدها في الصحف المصرية والعراقية واللبنانية, وهو ما لفت إليها الأنظار في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ومطلع الأربعينيات.

كانت النقلة المهمة في حياة فدوى هي رحلتها إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي, والتي دامت سنتين, حيث فتحت أمامها آفاقًا معرفية وجمالية وإنسانية, وجعلتها على تماس مع منجزات الحضارة الأوروبيّة. وبعد نكسة 1967 تخرج الشاعرة لخوض الحياة اليومية الصاخبة بتفاصيلها, فتشارك في الحياة العامة لأهالي مدينة نابلس تحت الاحتلال, وتبدأ عدة مساجلات شعرية وصحفية مع المحتل وثقافته.

بقيت طوقان عاشقة للشعر وللاستقلال حتى وهي تتلقى العلاج في المستشفى. وقال القاسم: "حتى وهي على فراش المرض في المستشفى وفي البيت فقد واصلت الكتابة كأنها تقول للموت مهلا ما زال لدي ما أعطيه".
ويضيف: "أنا لا أعزي بفدوى فقط بل أنعيها إلى شعبي الصغير وأمتي الكبيرة وقد جمعتنا عقود من الألفة والأخوة والانسجام الفكري والروحي وكل نفس ذائقة الموت وإنا لله وإنا إليه راجعون".

ويذكر أن مؤسسة الفكر العربي هي آخر من قام بتكريم الراحلة في المؤتمر الأول للفكر العربي الذي عقد في القاهرة أواخر أكتوبر 2002 وحينها قالت الشاعرة الراحلة في حوار مع "الوطن": "إن أجمل ما في التكريم الذي انتهجته مؤسسة الفكر العربي للمبدعين أنه يأتي في حياة الأديب أو الشاعر بعد أن كان يكرم بعد رحيله, فلا يحس بالتقدير أو الاهتمام الكبير وهذا مكمن الدور الهام الذي تقدمه مؤسسة الفكر العربي حاليا".

المصدر : جريدة الوطن
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .

الحــــــجــــــاج
14 / 12 / 2003, 02 : 12 PM
رحمها الله وتغمد روحها في الجنه

ان لله وان اليه راجعون................

مشكور جهاد على هذا المجهود

Shabeeb
14 / 12 / 2003, 21 : 04 PM
رحمها الله وتغمد روحها في الجنه
واللهم اهلها الصبر
امين

ابو طلال
14 / 12 / 2003, 23 : 05 PM
[align=justify:8fb3fe9bb3]رحمها الله وتغمد روحها في الجنه

شكرآ لاستاذ ابو عدى علي الخبر[/align:8fb3fe9bb3]

ناصر بن سالم
14 / 12 / 2003, 34 : 08 PM
انا لله وانا اليه راجعون


لم يبق احد يا جهاد

كلهم ذهبوا

ازعجني واحزنني خبر وفاتها

واغضبني وقلب كياني اسر صدام

كنت اتمنى موته

ليته مات


رحم الله من مات وكان الله في عون الاحياء

تقبل تحياتي يا استاذنا


واعذرني ان كنت محبط

ابو وفقي
15 / 12 / 2003, 32 : 01 AM
انــــــــــــــــــا لله وانا اليـــــــــه راجعـــــــــــون


رحمة الله عليها

والهم أهلها الصبر والسلوان000000

تالي الليل
15 / 12 / 2003, 16 : 03 AM
نسئل الله لها الرحمه والغرفان

نـــ2004ـــايـــف
15 / 12 / 2003, 15 : 10 AM
الله يرحمها

كانت تجاهد بقلمها