المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار: عبد الرحمن الراشد مع بوش


ابو طلال
07 / 12 / 2003, 06 : 02 PM
[align=justify:d7b0e5e410]بوش في حديث خص به «الشرق الاوسط»: قبل أيام اجتمعنا وقبلنا تسليم
العراقيين السيادة
الأمير عبد الله قال لي إننا سنتعاون على مكافحة الإرهاب ووعد بالإصلاح *
رسالتي للسوريين إغلاق المكاتب ووقف التسلل للعراق

حوار: عبد الرحمن الراشد
قال لي السفير مارك همبلي، وهو من اكثر الدبلوماسيين الاميركيين معرفة
بشؤون منطقتنا، هذا هو الحديث الصحافي الوحيد الذي يعطيه الرئيس في لندن
وسيكون معك، حيث اختيرت «الشرق الأوسط» كصحيفة وحيدة في زيارته الرسمية
التي تستغرق ثلاثة ايام، ليكون الحديث الوحيد الذي يعطيه كذلك للصحافة
العربية منذ توليه الرئاسة. حتى الصحافة البريطانية لم تجدول في الزيارة
بل اعطيت احاديث جماعية في واشنطن، قبل ان يبدأ الرئيس رحلته.
هنا أحاول ان اعطي صورة للمناخ العام الذي لا يقل اهمية عن الحوار. هذه
لندن بدت غريبة عن اي وقت عرفتها. بدت مثل ساحة حرب، قوات الشرطة في كل
ركن، قناصة فوق السطوح، حي كبير اغلقت كل منافذه، وعمليات ايقاف وتفتيش
وفحص الهويات تقوم بها قوات في شوارع العاصمة بشكل مكثف. تركت سيارتي
مفضلا القطار باتجاه وسط المدينة اختصارا للوقت وتفاديا للطرق المغلقة،
العربة كانت مكتظة بالشباب الذين حملوا يافطات معادية ونشرات تحض على
التظاهر وكلها تقريبا تحمل اسم العراق. ومع ان العاصمة البريطانية
اعتادت على المظاهرات المعادية لحرب العراق إلا أن اشاعات ومخاوف من
عمليات ارهابية تسببت في تجنيد آلاف الشرطة لحماية الضيف. فالضيف بوش هو
اول رئيس اميركي يدعى من قبل الملكة في «زيارة دولة» ويسكن قصر بكنغهام.
عند نقاط التفتيش، لم يعثر على اسمي في القوائم وكانت رفقتي للسفير
كافية لعبور الحراسات المتتالية. الموعد حدد في داخل مقر السفارة
الاميركية في ميدان جروفنر، حيث جهز مساعدو الرئيس غرفة صغيرة صماء، بلا
نوافذ، باثاث بسيط. وفي الغرفة وجدت الرئيس جالسا على واحد من اربعة
كراسي اعدت بعناية لتسجيل الحديث من قبل مرافقته، وفي الخلف جلست
مستشارة الامن القومي. ابتدأ الرئيس حديثه واقفا يسلم ومعتذرا بانه صار
شيخا عجوزا، قلت له انا كذلك. وراح يمطرني بأسئلة عن نفسي، متى تخرجت
ومن اي جامعة، بقلق طالعت ساعتي خشية ان أخسر الوقت وقلت له «السيد
الرئيس اعتقد انني الذي جئت لألقي الاسئلة». رد ضاحكا بانه الذي يريد ان
يوجه الاسئلة على الأقل هذه المرة. ومر الحديث بسلاسة كان كله مباشرا.
سألني الرئيس، «هل تعرف كونداليزا رايس؟» اجبته «ومن لا يعرفها، لكن لا بد
ان اشكوها اليك، فهي لم توافق على طلبي بحديث معها بعد». ضحكت وقالت على
عجل «صدقني سأفعل».
تسيد الحديث، بطبيعة الحال شأن العراق، كونه الموضوع الحاسم للمنطقة
وربما يحدد مستقبل الرئيس نفسه. فقد اصبح الموضوع شبه الوحيد الذي قسم
العالم الى معسكرين.
الانطباع العام الذي خرجت به من اللقاء ان الرئيس بوش يبدو شخصا افضل في
تعامله وقدرته على التواصل بدون كاميرات تحصي انفاسه، واعتقد انها حال
كثير من السياسيين، حيث يبدون طبيعيين ومناقشتهم سهلة. تحدث بشكل واثق
من اجاباته ولم يلتفت الى مستشارته للامن القومي سوى مرة واحدة. في
اجاباته كان حريصا على تأكيد صداقته وصدق عواطفه للعرب والمسلمين، كما
كان راغبا في ان يبدو شخصا عاديا ودودا يسأل عن التفاصيل ويمازح في
بداية الحديث وفي خاتمته. وعندما وقف مساعدوه إيذانا بنهاية الحديث
سألني وهو يغادر ان كنت متزوجا، اجبته بالنفي، «لماذا لا؟» قلت بلا تردد
ان الذي يلام هو رئيسي في العمل، فهو يشغلنا بواجبات كثيرة، عاد ووضع يده
على كتفي وقال لمصور البيت الابيض لنلتقط صورة أخرى.
* شكرا لوقتك، اعرف انك اكثر شخص مشغول في لندن.
ـ شكرا على حضورك. اقدر اهتمامك. ويشرفني حضورك.
* سيادة الرئيس، اعتقد ان السؤال الاول الذي يجب ان اطرحه، هو بخصوص نقل
السلطة من التحالف الى المجلس الحاكم، في وقت ما في الصيف المقبل. ما هو
بالضبط برنامجكم الزمني له؟
ـ في الواقع، يعتمد الامر على التحالف الحاكم. لقد عبروا عن رغبتهم في
نقل السلطة في شهر يونيو (حزيران). وتوجد بعض الامور يجب تحقيقها. ولكن
دعني اقدم لكم تقييما واسع النطاق لقد حضر السفير بريمر الى الولايات
المتحدة، كما تعرف، اعتقد قبل اسبوع او عشرة ايام. وجلسنا معا وتوصلنا
الى قرار واع بالاستماع الى الاصوات في المجلس الحاكم المهتمة بتسريع
عملية نقل السيادة، وقررنا ـ اذا كانت تلك رغبتهم ـ اننا في حاجة الى
تقييم ما اذا كان ذلك ممكنا ام لا. وكان التقييم ايجابيا. وبالتالي عاد
بريمر الى المجلس الحاكم ووضعوا برنامجا زمنيا يشعرون بالراحة معه. وهذا
امر في غاية الاهمية.
وكما تعلم كان التفكير في البداية هو وضع الدستور ثم إجراء الانتخابات ثم
السيادة. وكان الامر سيستغرق بعض الوقت لصياغة الدستور، لوجود رغبة عند
الناس بضرورة إجراء انتخابات لمجلس دستوري، ولكن وبسبب وقوع بعض الاحداث،
فإن نقل السيادة يبدو اكثر واقعية في هذه النقطة اكثر مما كان عليه في
البداية. ويمكنني الإشارة الى بعض من ذلك خلال دقائق، ولذا فإن الفكرة
كانت اعداد قانون اساسي يمكن للشعب العراقي العمل في اطاره، ونقل
السلطة، ثم صياغة الدستور. وكما تعلم، فإن المجلس الحاكم هو الان ـ حيث
سألتني عن الجدول الزمني ـ فان واحدا من القرارات التي يجب اتخاذها هو
شكل نوع الانتخابات المحلية التي ستتولى تحديد كل الهيئة التمثيلية
المبدئية، هذا قرارهم. ومن المهم بالنسبة لي التأكيد على «قرارهم»، لاننا
نعتقد ـ ولا نزال نعتقد ـ ان الشعب العراقي قادر على ادارة شؤون بلاده،
كبلد حر.
* لكن من الذي ستسلم السلطة له ـ فلنقل على سبيل المثال، اذا ما بدأت
العملية في الصيف، واذا ما قلنا الصيف فهل هذا تعريف دقيق؟
ـ نعم اعتقد ذلك. هذا هو بالضبط ما نهدف اليه.
* لمن ستؤول السلطة بدون دستور؟
ـ في الواقع سيوجد نوع من القانون الاساسي، سيتفق عليه المجلس الحاكم من
قبل بحيث يعرف الناس انه لن يتم التلاعب بحقوقهم، وسيوجد صوت للاقليات في
الحكومة المستقبلية. وبكلمة اخرى، لا بد من وجود شيء آخر غير الدستور لان
الدستور، كما يبدو، سيستغرق وقتا طويلا للانتهاء من صياغته ـ ولكن سيوجد
شيء يضمن الحقوق الاساسية، وثيقة تسبق ما سيصبح الدستور. وهذا هو جزء مما
وافق عليه المجلس الحاكم.
* لكن ما هو تصورك؟ هل تعتقد ان هذا سيؤدي الى اختيار رئيس او نظام
جماعي؟
ـ رؤيتي لا تهم. هذا امر مهم لك ولقرائك تجب معرفته. ما يهم هو رؤية
الشعب العراقي. ولقد قلت في خطاباتي انني اؤمن بالديمقراطية، ولكني اعرف
ان الديمقراطية تتخذ عدة اشكال والديمقراطيات لن تتشابه بالضرورة مع
الديمقراطية الاميركية. وتوجد عدة طرق لتحقيق نظام تمثل فيه حقوق
الاقليات، وينتشر فيه حكم القانون، وكل الاشكال التي يتضمنها الإطار
الديمقراطي. وتأتي في عدة اشكال، كما تعلم. ولا سيما في الشرق الاوسط او
عبر العالم العربي.
وفي خطابي اليوم، لا اعرف اذا كنت استمعت اليه ام لا؟
* لا ليس بعد.
ـ يجب ان تستمع اليه ـ رجاء.
* سأفعل.
ـ من المهم بالنسبة لك الاستماع اليه لاني اعتقد انه يعطيك بعض الرؤية
لتفكيري بخصوص الشعوب العربية والشعوب الاسلامية. لقد قلت في خطابي، ان
واحدة من الاشياء التي يجب على العالم الغربي القيام بها هي تغيير طريقة
التفكير بخصوص العالم الاسلامي، او العالم العربي. هذا كل ما في الامر.
سيقول البعض مثل هؤلاء الناس لا يستطيعون ادارة امورهم ولا حكم انفسهم،
واختلف اختلافا شديدا مع ذلك. وواحدة من النقاط التي اشرت اليها هي ان
نصف المسلمين يعيشون في مجتمعات ديمقراطية ويساهمون في المجتمع، وهذه
المجتمعات ذات اساليب مختلفة للتعامل مع الديمقراطية. وستتبلور
الديمقراطية العراقية بطريقة عراقية مميزة. وهو ما احاول قوله.
* لا تعرف ما اذا كان سيتم انتخاب رئيس او مجلس حاكم للعراق ؟
ـ امر لا غبار عليه. لان النظام يتبلور. وهو امر مهم. ولكن مجلس الحكم
العراقي، والشعب العراقي هو الذي سيتخذ القرار.
* هل تقصد ان ذلك سيعقبه انسحاب القوات الاميركية من العراق؟
ـ لا .. مساران مختلفان، آسف على مقاطعتك، استبق سؤالك بسبب الوقت.
* كان هذا هو سؤالي؟
ـ نتحدث عن مسارين مختلفين. المسار السياسي يتطور بطريقة جيدة، لان بعض
الامور لم تحدث. فأولا لم يحدث تدفق ضخم للاجئين. وثانيا لم يحدث عنف
طائفي. تذكر كان ذلك بعض التكهنات. لا اقصد انك تكهنت بذلك، ولكن ربما
كان البعض الآخر يتكهن بخصوص عنف طائفي. هل تتذكر هذا التكهن، او تدفق
اللاجئين، او المجاعة ـ نقص المواد الغذائية في جميع انحاء البلاد. لم
يحدث اي من ذلك.
ولكن من الواضح ان ما يحدث هو عنف نتعامل كلنا معه، وهذه قضية امنية.
ولكن العملية السياسية تتقدم. ويتم تعيين الموظفين في الوزارات. ويوجد
العديد من المؤشرات بأن النظام يحقق تقدما نحو الانتقال الديمقراطي، الذي
اعترف به المجلس الحاكم وأيدوه.
والمسار الآخر، هو بالطبع المسار الامني. وهو لا يلغي المسار السابق. ولكن
في إطار مشاركتنا، فسنبقى الى ان يسمح للعراق بالظهور كمجتمع حر، وهو ما
نعرف انه سيحدث.
دعني اقدم لك مثالا على الاستراتيجية. لقد قلت في خطابي اليوم، ان الشعب
العراقي لن يرفض الحرية، واني اؤمن بذلك. ومن بين وسائل حماية حرياتهم
تطوير القوات اللازمة، داخليا، للعمل مع قوات التحالف، وللتعامل مع القلة
التي تحاول القضاء على آمال الاغلبية. واعتقد يوجد 130 ألف عراقي الان،
يرتدون هذا الزي الرسمي او ذاك. وهم حرس حدودكم، وحماية تسهيلاتكم،
والشرطة. ولدينا كتيبة في الجيش ونزيد من حجم الجيش.
اظن ان بعض الجهات تعتقد ان العدد سيصل الى جيش عراقي قوامه 30000 فرد
بنهاية العام المقبل. وستكون اول مهمة بالطبع لهذا الجيش العراقي هي
التخلص من القتلة الذين يرغب الشعب العراقي في تدميرهم. جمعني لقاء مثير
للاهتمام أعتقد انك قرأت حول السيدات العراقيات الـ17 اللائي قمن بزيارة
الى البيت الابيض. كان ذلك اللقاء مثيرا للاهتمام ومشجعا. فقد تكون ذلك
الوفد من نساء مقتدرات وحريصات على قيام مجتمع حر في العراق. قالت لي
واحدة من عضوات الوفد اننا فقدنا بعض مواطنيك إلا ان الشعب العراقي، كما
قالت، فقد الكثير. وقالت ايضا ان الشعب العراقي يعاني لأنه يتعرض للموت
بسبب القتل والرعب الذي يواجهه، لكنها اكدت ان الشعب العراقي يرفض كل
ذلك لأنه يتوق الى الحرية تماما كما تتوق الشعوب الاخرى للحرية.
* سيادة الرئيس، هل تقصد انكم لن تسحبوا أي قوات عسكرية بنهاية فصل
الصيف المقبل؟
ـ لا... سيكون لنا قوات على الارض بقدر الاحتياجات الامنية.
* لكنك لا تتحدث عن وجود عسكري اضافي او اقل؟
ـ قلت انني سأستمع الى الجنرالات وما يقولونه حول الوضع وحول احتياجاتهم
وما اذا كانت هناك حاجة الى عدد اكبر او اقل او ما اذا كان العدد
الموجود هو المطلوب والمناسب. فمهمة هؤلاء تتركز في تأمين الاوضاع والعمل
مع العراقيين لاجتثاث الارهابيين. فهناك ارهابيون بعثيون وعناصر اسلامية
متطرفة، وهناك عناصر «القاعدة» وانصار الاسلام. مهمة القوات الاميركية
تتركز في مساعدة العراقيين على تأمين الوضع في بلدهم. يعمل القادة
العسكريون باستمرار على تقييم الاوضاع والإبلاغ عن حاجتهم الى هذا العدد
المناسب، وهذا قرارهم الذين يتخذونه. فأنا احدد الهدف وهم يقررون
التكتيكات. اذا اردت ان تعرف قوة وحجم القوات في يونيو عليك بالبحث عن
الجنرال ابي زيد، فهو سيقول لك ما تريد.
* هل تقصد انكم قررتم نقل السلطة الى العراقيين في وقت مبكر، بخلاف الخطط
والجداول الزمنية السابقة، بسبب الضغوط والخسائر في الارواح. فالفرنسيون
والكل ضد ذلك؟
ـ لا.. لا.. لا.. لا.. لا.. لا....السبب هو ما ذكرته لك، وهو ان مجلس الحكم
العراقي الظروف ـ الوضع في العراق والتقدم الذي احرزه مجلس الحكم هو
السبب الذي قادنا الى الاعتقاد بان نقل السيادة الى العراقيين يمكن ان
يحدث على نحو واقعي ومشجع.
* كنتم تتوقعون إذاً العنف الذي يحدث..هل تعتقد ان حجم الخسائر في الارواح
سيحدد الكيفية التي ستديرون بها عمليتكم؟ ـ بالتأكيد لا. لن نغادر العراق
قبل ان ننهي مهمتنا هناك.
* ولكن كم سيستغرق ذلك من زمن... وما هي الكيفية التي ستنفذون بها ذلك؟
ـ هذا مثل سؤالي قبل الهجوم على بغداد حول الزمن الذي ستستغرقه العملية.
اذا طرحت علي هذا السؤال في ذلك الحين كنت سأجيبك قائلا: «مهما استغرقت
العملية من زمن».... انك تسألني مطالبا بتحديد تواريخ وجداول زمنية
للأشياء.... هذا هو السؤال الثاني الذي توجهه لي حول التواريخ والجداول
الزمنية.
* يعقد البعض مقارنة بين العراق وفيتنام. هل ترى أي وجه شبه؟
-ادرك ان العراقيين كانوا يتوقون للحرية ويتطلعون للتخلص من صدام حسين.
شعر العراقيون بالارتياح عندما قتل نجلا صدام. فصدام حسين عذب واتى
بممارسات بشعة ضد شعب بكامله. الوضع مختلف.
* ولكن لم اسمع كلمة «فيتنام» في اجابتك على سؤالي؟
ـ لا.. لانني اعطيتك اجابتي على سؤالك. سألتني هل هناك وجهه مقارنة وقلت
لك ان الوضع مختلف. هل تدرك الفرق هنا... الناس..
* نعم.
ـ حسناً.. تدرك اذاً ما اتحدث عنه هنا... الشعب العراقي كان فرحا للتخلص
من صدام.
* سيادة الرئيس..هل من الدقة في شيء القول ان الجيش الاميركي ادى مهمة
جيدة وكسب الحرب في زمن قصير للغاية وعلى نحو مفاجئ، إلا انه على الصعيد
المدني فشل مسؤولوكم بادارة العراق على النحو المناسب؟
ـ اعتقد انه من الاسلم القول ان المرحلة الاولية من الحرب سارت على النحو
المطلوب، فيما تسير المرحلة الثانية من الحرب حسبما كان متوقعا.. وبسبب
البعثيين هناك بعض الذين لا يزالون يرفضون الاستسلام لأنهم كانوا جزءا من
النخبة الحاكمة في السابق. اننا نحرز تقدما قويا في الكثير من المراحل.
فإذا اخذنا العملة العراقية على سبيل المثال، اعتقد ان إلقاء نظرة على
تاريخ تبديل العملات واصدار عملات جديدة يدل بوضوح على ان هذه العملية
ليست سهلة. ومع ذلك صورة صدام لم تعد موجودة على العملة الجديدة لأن لدى
العراقيين الآن عملة جديدة. وهذه مهمة صعبة. ومع ذلك نحرز تقدما منتظما
وثابتا في تبديل العملة العراقية. عائدات النفط تمثل مسألة مثيرة
للاهتمام. مرة اخرى، اذا تذكرت جيدا ما قيل عند انتهاء المهلة من تكهنات
حول ما سيلحق بقطاع النفط العراقي من دمار بسبب الحرب واحتمال ان تستغرق
عمليات اعادتها الى مستوياتها السابقة سنوات. كل ذلك لم يحدث، فإنتاج
النفط العراقي وصل الى 1.2 مليون برميل في اليوم وهذا كله في مصلحة
الشعب العراقي. بمعنى آخر، نجحنا في جعل الوزارة المعنية تقف على قدميها
بسرعة وهي تعمل الآن بفعالية. اذا تناولنا النظام المدرسي، فهناك 1500
مدرسة عراقية تعمل في الوقت الراهن بعد ان زودت بكتب دراسية وإمدادات
جديدة. ما اود قوله هنا هو ان هناك العديد من الامثلة في جانب المجتمع
المدني الذي احرزنا فيه تقدما جيدا. من الواضح ان المشكلة الآن تتمثل في
الارهابيين الذين يقتلون... انهم يقتلون العراقيين... يقتلون العاملين في
منظمات الإغاثة الدولية. انهم يقتلون بهدف زعزعة عزيمتنا، لكنهم لن
ينجحوا في ذلك... لن ينجحوا في هز عزيمتنا.
* هل ستزور بغداد؟
ـ لا اعرف بعد. هل سأزور بغداد في وقت ما؟ اتمنى ذلك بالتأكيد.
* قبل الانتخابات ام بعدها؟
ـ (ضاحكا) لا اعرف. احاول استكمال زيارتي هنا الى انجلترا.
* ماذا عن خريطة الطريق؟ فهي مشروعكم، ولكن لم يحدث شيء. ـ لا، انها ليست
مشروعنا(وحدنا).
* ولكن لم يحدث شيء حتى الآن.
ـ حسنا، ذلك ليس صحيحا تماما. أعني أن خريطة الطريق قائمة. دعني أخبرك
ان هذا كان الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وروسيا.
ولهذا فان الأمر هو نوع من استراتيجية دولية باتجاه القول للاطراف أن خذوا
مسؤوليتكم، وكونوا مسؤولين عن مواطنيكم.
لقد ألقيت خطابا يوم الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) عام 2002 في
حديقة الورد في البيت الأبيض، وبوسعك ان تجده على الانترنت، ذلك أنه سيوفر
لك التعرف على موقفي. أنا لا أحب ارشادك الى خطاباتي، ولكن ذلك سيعطيك
فكرة أعيد تأكيدها اليوم. وقد خصصت وقتا معينا في خطابي اليوم لقضية
النزاع العربي الاسرائيلي، ودعوت كل الأطراف الى تحمل مسؤولياتهم.
وقلت ان أفضل طريق هو الذي يمر عبر اقامة دولة فلسطينية أعتقد ان
الفلسطينيين يستحقونها.. وكأمر واقع فانني أول رئيس للولايات المتحدة يقف
ويدعو الى ذلك. وانا أؤمن بذلك وأعنيه. ولكن يجب ان تكون الدولة
ديمقراطية لكي تحيا، وبمؤسسات يمكن أن تجتاز اختبار الزمن. وهي بحاجة
الى زعامة لا تنهب الأموال، ولا تتعامل مع الارهابيين، ولا تخيب باستمرار
آمال الشعب الفلسطيني.
وقد وجدت في أبو مازن مثل هذا الزعيم كما أعتقد. ووقفت الى جانبه في
العقبة بالأردن، بالتأكيد تتذكر ذلك، وكانت اسرائيل تتحمل مسؤولياتها
والدول العربية تتحمل مسؤولياتها، متمثلة في إنهاء المستوطنات، وعدم
احاطة الدول بجدران في المفاوضات النهائية، وإنهاء الاذلال اليومي
للفلسطينيين. وكان هذا واضحا. الاعلان اليوم، بالمناسبة، في الميدان العام.
وعلى أية حال كنت مع أبو مازن. وقد أقنعني بأنه يؤمن بطموحات
الفلسطينيين، وانه يريد العمل على المسألة الأمنية، ومكافحة تلك المنظمات
الارهابية التي تدمر كل فرص السلام. وانظر ماذا يحدث له، فقد أبعد. وأعتقد
ان ذلك كان درسا ملفتا للانتباه.
ونأمل ان يقوم رئيس الوزراء الجديد بما هو صحيح، أي العمل على تفكيك
المنظمات الارهابية، وجعل المؤسسات تأخذ مجراها في العمل، وهي المؤسسات
التي ستجتاز اختبار الزمن، حتى يتمكن لفلسطين أن تظهر كدولة ديمقراطية
آمنة وقابلة للنمو.
وعلى اية حال فهذه هي خريطة الطريق القائمة، وهي تستدعي مسؤوليات مشتركة
متبادلة. لقد وضعت الحد الفاصل في نهاية الطريق، وهو ما أؤمن به.
* هل يمكنني أن أسأل عن الوضع الراهن، سؤالا مليئا عن الوضع الراهن.
ـ لقد وجهت لي ما يقرب من خمسة أسئلة من هذا النوع. (ضحك)
* انه حول ثلاثة بلدان. أود أن أسمع عن الكيفية التي ستعامل بها انهاء
ازمتها.
أحدها ايران. كيف ستتعامل معها؟
ـ حسنا، ان ذلك يعتمد على قرار ايران.
* البلد الثاني سورية، واخيرا اصدقاؤكم في المملكة العربية السعودية.
ـ أولا، دعنا نبدأ بالمملكة العربية السعودية. ان ولي العهد الأمير عبد الله
انسان مستقيم. وهو صديق لي. أنا أحبه وأحترمه. وقد أبلغني اننا نوحد
جهودنا في مكافحة المنظمات الارهابية التي تهدد المملكة، وتهدد الولايات
المتحدة، وهو يعطي ما وعد به. كما أبلغني أنه سيعمل على إجراء الإصلاح،
وانا أثق به.
أما ايران فالخيار خيارهم. يجب ان يلتزموا بمعاهدة الحد من نشر الأسلحة
التي وافقوا عليها. ويتعين أن يكونوا شفافين وصريحين وصادقين مع العالم
حول طموحاتهم. ويبدو اننا نحقق بعض التقدم. وقد التقى وزير الخارجية يوم
امس، كما تعلمون، مع وزراء الدول الأوروبية، وكانت الرسالة تشير الى اننا
جميعا بحاجة الى الحديث بصوت موحد يقول للايرانيين أن تتخلصوا من
طموحاتكم في مجال الأسلحة النووية. ومن المؤمل أن يؤدي العمل مع الوكالة
الدولية للطاقة الذرية الى نظام صريح وشفاف مع الايرانيين.
وأما بشأن سوريا فان الخيار، مرة أخرى، هو خيار الزعيم السوري. الشيء
الأكثر أهمية الذي يمكنه القيام به.. حسنا، بالمناسبة أعود إلى شأن
الايرانيين، مسألة أخرى أريد أن أبلغك بها، وهي أنهم يؤوون عناصر من
القاعدة. ونأمل في ان يعاد هؤلاء المنتمون الى القاعدة الى بلدانهم
الأصلية.
* من ايران؟
ـ في ايران نعم. وحول سورية، فقد تحدثنا معهم سابقا، وما زلنا نحمل
الشعور القوي ذاته، بأنهم بحاجة الى إغلاق مكاتب حزب الله في بلدهم.
* أنتم تعنون الجهاد؟
ـ حزب الله، والجهاد الاسلامي وحماس بالتأكيد اذا ما كانت هناك مكاتب.
ويتعين عليهم القيام بعمل أفضل على حدودهم لإيقاف أي تسلل من سورية الى
العراق بأسلحة وارهابيين وجهاديين. ان عراقا آمنا هو في مصلحة سورية.
وان عراقا حرا وآمنا هو في مصلحة الجيران. ونأمل ان تتخذ سورية موقف
التعاون في اقامة عراق حر آمن، وأن لا تصرف النظر عن أية عمليات تسلل
يمكن أن تحدث عبر اراضيها الى العراق.
* بشأن سورية هل هناك مفاوضات تجري حاليا؟
ـ حسنا هناك مفاوضات، لكن ليس هناك الكثير من ذلك. ماذا تعني
بالمفاوضات؟!
* مناقشات.
ـ من الصعب التفاوض. ليوقفوا الارهاب. فأنت اما ان توقف الارهاب أو لا
توقفه. الأمر ليس على هذا النحو. انهم يعرفون موقفنا ومشاعرنا.
* يعرفون ذلك عن طريق من؟ هل هناك وسيط؟
ـ حسنا انهم يعرفون ذلك لأنهم أولا سيقرأون موضوعهم (هنا)، وما دمت اتحدث
اليك مباشرة، وليس هناك وسيط، فانهم سيسمعون ذلك. وثانيا فان وزير
الخارجية باول تحدث الى الرئيس الأسد في أوائل الصيف الماضي على ما
أعتقد، وقد وجه بعضا من هذه الرسالة. حدث ذلك سابقا، وأقول بعضها لأن هذا
قبل الآن. حسنا لقد أبلغهم بالرسالة كلها، اذا لم أكن مخطئا. أعني،
بكلمات أخرى، واذا ما تساءل المرء هل سمع الرئيس الأسد ذلك من حكومتي،
فأجيب بنعم، فقد كانت لوزير الخارجية محادثات جيدة معه.
* هل وعدت بلير بأي شيء بخصوص خريطة الطريق، ذلك ان هناك أخبارا نشرت
أمس عن مثل هذا الوعد؟
ـ ماذا تعني بوعده بشيء ما؟
* رئيس الوزراء بلير وخريطة الطريق. كانت هناك قصة في الصحافة أمس تشير
الى موضوع تنشيط خريطة الطريق.
ـ لم نتحدث عن خريطة الطريق. أعني تحدثنا عن الشرق الأوسط طيلة الوقت،
ولكنه لم يقل.. لست على دراية واضحة بما تشير اليه. يبدو ان هناك أشياء
كثيرة تنشر في الصحف هنا. (ضحك) (مستدركا) ليس في صحيفتكم.
* شكرا على المقابلة.
ـ شكرا لكم.
* وما تحتاجه هو أن تعود للسكن في أميركا ثانية.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط في 21/11/2003م[/align:d7b0e5e410]

أبو دسمان
08 / 12 / 2003, 52 : 02 PM
مشكووووووووووووووووووووووور يابوطلال على هذا الموظوع الي تعبت وانا اقراءه حاول ثاني مره انك تختصر جزاك الله كل خير تعبتنا يابو طلو




وشكرا

تركي حيبان
08 / 12 / 2003, 40 : 03 PM
مشكووووووووووووووووووووووور يابوطلال على هذا الموظوع الي تعبت وانا اقراءه حاول ثاني مره انك تختصر جزاك الله كل خير تعبتنا يابو طلو




وشكرا



مشكوووووووووووووور يا ابو طلال على هذا الموضوع

خيال القروى
10 / 12 / 2003, 22 : 10 AM
ابو طلال

مشكور

ويعطيك الف عافيه

تحياتي لك

نـــ2004ـــايـــف
10 / 12 / 2003, 55 : 01 PM
مشكور مشكور مشكور :يصفق1: :يصفق1:


يعطيك الف عافيه على هذا الموضوع

الحــــــجــــــاج
10 / 12 / 2003, 35 : 02 PM
مشكوووووووووووووووووووووور

ابو طلال على هذا الموضوع الرئع :يصفق1: :يصفق1:


تحياتي............................................ ......

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسمار
12 / 12 / 2003, 46 : 09 PM
أبشرك يابو طلال أنه ذلف :lol:

هذي آخرة اليبرالين الله لا يردهم أذناب امريكا

الرجال قدم استقالته بالأمس او اجبر على الاستقالة

من رئاسة تحرير جريدة الشرق الأوسخ

وما قول الا عساها تنظف عقب رحيله

والله واكبر ولله الحمد من قبل ومن بعد

مســــمار

كونان
15 / 12 / 2003, 49 : 04 PM
:شوشة:


أبشرك يابو طلال أنه ذلف

محمد بن حيدان
15 / 12 / 2003, 34 : 05 PM
مشكورين

ناصر بن سالم
15 / 12 / 2003, 26 : 11 PM
ابو طلال شكراً على مجهودك


لكن موضوع جمع بوش وعبدالرحمن الراشد يعتبر ثقيل على القلب


بوش محتل مستعمر لوطني وعبدالرحمن الراشد خائن لوطني


احلى ما بالموضوع اسمك يا ابا طلال

تقيل تحياتي

ابو طلال
17 / 12 / 2003, 09 : 09 AM
[align=justify:b732c4ddec]ناصر بن سالم
*.*مشرف*.*
محمد بن حيدان

كونان

مسمار

الحــــــجــــــاج

نـــ2004ـــايـــف

خيال القروى

تركي حيبان

أبو دسمان

اخى المشرف ناصر سالم أرى أنه لا ينبغي أن يخون الرجل إبن جلدته فالخيانة شيء كبير جداً ولا يصدر على شخص بمجرد مقال أما الأخ مسمار فأرى أنه ليس من المقبول شتم الرجل ولكن لك كل الحق في الاختلاف معه في الرأي بعيد عن التصنيفات التي قسمت مجتمعنا إلى فئات ويجب علينا أن نتوحد لا أن نفترق وأعتقد أنه في حال كثرة الاختلاف لا التصنيف والجدال بالحق ستصل إلى مبتغاك.
أما الأخوة الأخرين فأشكرهم جزيل الشكر . وبالله التوفيق.






-----------------------------------------------------------------------------[/align:b732c4ddec]

ناصر بن سالم
18 / 12 / 2003, 46 : 04 AM
ابو طلال


تعال ابي اختلف معك شوي


من قال لك اني حكمت عليه من مجرد مقال


انا حكمت على الرجل من مسيرته الطويله والمعروفه عند الجميع


ويا ويلنا من الراشد وامثاله يا بو طلال


ان كنت تدري فتلك مصيبةٌ///وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم

وان كان الراشد ابن جلدتي فسأخرج من هذا الجلد واتركه له


ولا يكفي ان يكون الانسان بارع حتى يكون على الطريق الصحيح


فأكرم العرب واكثرهم عطاءً عبدالله بن جدعان وهو من اهل النار

ومن اشجع العرب عمرو بن هشام (ابو جهل) وهو بالنار


والامثله كثيره


والراشد كاتب بارع ولكني اراه يسير في الاتجاه الخاطيء


فهو ينهش جسد الامه ويدعي لاستباحة اعراضها ويركض خلف الكافر ليدخل وراءه بجحر الضب كما وعدنا رسولنا عليه الصلاة والسلام


من حسن حظي لقائك للمرة الثانيه في نفس الموضوع


وتقبل وافر تحياتي

محسن المسردي
18 / 12 / 2003, 49 : 06 PM
[align=center:612145701c]أبو طلال

ماسر عدم اعطاء الفرصة من قبل بوش الا لعبدالرحمن الراشد وصحيفته ؟؟؟

بوش أعطى هذه الفرصة لمعرفته أن الشرق الأوسط أكثر انتشاراً ليس الا ...

بوش يريد أن يلمع صورته أما الشعوب العربية وعن طريق عبدالرحمن الراشد

لأنه من المعجبين ببوش وثقافته!!!

عبدالرحمن الراشد فيما بين الأسئلة يعطي ( فاصل اعلاني للتلميع !!! )

لم نخرج بفائدة من هذا الحوار مع بوش ...

ردود دبلوماسية بعيدة عن الواقع !!! مجرد محاولة لإخماد الغضب العارم

من الشعوب العربية تجاه بوش لسياساته المعادية للإنسانية ...

وبوش هو من يستحق المحاكمة كمجرم حرب ...

شكراً لك :رهيب:

تحياتي،،،
.
.[/align:612145701c]