egyption_cat
21 / 09 / 2003, 21 : 01 PM
دخلت إلى غرفة الجلوس أستقبل الضيف الذي أتى منذ ما يقرب من ربع ساعة ... كان شابا لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره ... طويل القامة رياضي الجسد ، ملتحي ويمسك السبحة في يده يعد بها تسبيحاته وتكبيراته السرية والتي لا يكاد يسمعها إلا من يعرف لغة الشفاه ... وبادرته بالتحية :
- يا أهلا وسهلا يا أهلا وسهلا ... شرفت ونورت ... بسم الله ما شاء الله ... طول بعرض ، قيمة وسيمة ... اللهم لا حسد ، اتفضل يا ابني ، انت قولتلي بقى اسمك إيه ؟
- الله يخليكي يا ست طعمة ... ربنا يباركلك ... أنا اسمي خالد وجاي من طرف الحاجة بسيمة ، هي قالتلي إنك الوحيدة اللي هتقدري تساعديني .
- يا أهلا بيك ، والحاجة بسيمة طلباتها على عيني وراسي ... قوللي بقى يا ابني أنا أقدر أساعدك إزاي ؟
ظهرت عليه علامات الحياء والخجل ونظر بعينيه إلى السبحة التي في يده وقال :
- أنا عاوزك تشوفيلي عروسة أكمل بيها نص ديني .
- غالي والطلب غالي وماياخدش الغالي إلا الغالي ... بس ممكن أعرف إيه هيه مواصفاتك ؟ وماتزعلش مني أنا صريحة حبتين .. لازم تقوللي كل حاجة عن نفسك ... والصغيرة قبل الكبيرة .
اعتدل في جلسته بعدما كان يُظهر الحياء والخجل ووضع السبحة في جيب البدلة ، وبدأت علامات الثقة بالنفس تظهر على وجهه وتنطق به نبرات صوته فقال :
- أنا يا ست طعمة دكتور أنف وأذن ، ميسور الحال والحمد لله ، عندي 33 سنة ووحيد والدي ووالدتي ، وجاهز للجواز في خلال شهرين اتنين ... بس ألاقي العروسة المطلوبة .
- اتفضل الشاي قبل ما يبرد .
وأردفت أقول بعدما أخذت رشفة من فنجاني :
- بسم الله ما شاء الله ... زينة الرجال وبإذن الله جوازك هيكون على إيدي ، بس ممكن تقوللي بقى إيه هيه المواصفات اللي انت عاوزها في عروستك بالضبط ؟
بدأت مظاهر الانكسار تبدو على وجهه من جديد وعادت السبحة إلى الظهور بين يديه قبل أن يجيب بقوله :
- أنا عاوزها متدينة وملتزمة ومحجبة بإذن الله ، وأي حاجة تانية مش مهمة ... المهم الدين والأخلاق تطبيقا لكلام الرسول (عليه الصلاة والسلام) : اظفر بذات الدين تربت يداك .
أعجبني كثيرا حديثه وتوسمت فيه التدين والنبل ، فأسرعت بالرد عليه :
- اللهم صلي عالنبي ... ربنا هيكرمك أكبر كرم يا دكتور خالد ، ونعم الرجال فعلا ... دين وأخلاق ومركز وعلم ، اللهم لا حسد .
ثم تابعت حديثي بعدما انتهيت من آخر رشفة من فنجاني :
- اديني يومين إن شاء الله وطلبك هيكون موجود ، وطبعا انت معاك تليفوني ، اتصل بيه كمان يومين وأديك المفيد بإذن الله .
وضع فنجان الشاي على الترابيزة وقام وعلى وجهه ابتسامة يملؤها التفاؤل ، ثم شكرني وألقى علي التحية بعدما وعدني بالاتصال بعد يومين .
وفي المعاد المحدد تم الاتصال وبشرته بوجود العروسة المطلوبة ... فتاة من عائلة محترمة ومتدينة وملتزمة وعلى خلق عالٍ ، كما طلب بالضبط ... وتم تحديد موعد لقاء التعارف والذي سأكون طرفا فيه .
وأتى اليوم الموعود واصطحبني الدكتور خالد بسيارته الفارهة إلى منزل أهل العروسة حيث مكان اللقاء ... وهناك في غرفة الجلوس رحب بنا والدا العروسة أعظم ترحيب وأكرما ضيافتنا ، وسارت الأمور على ما يرام فيما عدا نظرات التحفز التي كان أخو العروسة الصغير يطارد بها الدكتور خالد مما جعله مرتبكا في باديء الأمر ، ثم اعتاد هذه النظرات وبدأ في تجاهلها ...
وجاءت اللحظة الحاسمة ودخلت العروسة إلى غرفة الجلوس وألقت التحية وأسرعت بالجلوس بجانب والدتها على استحياء ... سادت لحظات من الصمت في المكان لم يكن يُسمع بها سوى صوت ارتشاف العصير من الأكواب ثم ارتطام الأكواب بالترابيزة ، حتى قطعت الصمت بسؤالي :
- وانتي بقى اسمك إيه يا عروستنا ؟
قالت على استحياء وحمرة الخجل تعلو وجهها :
- أمل .
- بسم الله ما شاء الله ... زينة البنات والله .
ورمقت الدكتور خالد وأنا مبتسمة بنظرة كان مغزاها أن يبدأ في تناول الأحاديث مع الفتاة ليتم التعارف بينهما ... وظلت الأحاديث متبادلة لمدة تقترب من الساعة ونصف الساعة مرت بقلقها وضحكاتها ، ولكنني بخبرتي الطويلة في هذا المجال رأيت علامات القبول والفرحة على وجه الفتاة ... في حين أدهشتني علامات النفور التي ارتسمت على وجه الدكتور خالد !!! ثم استأذنا أنا وخالد للرحيل مع وعد بالاتصال بأهل العروسة في أقرب وقت ... ومع عهد من أهل العروسة بإعطائي الرد سريعا .
وفي سيارة الدكتور خالد الفارهة بدأت حديثي معه لأعرف رأيه قائلة :
- ها يا دكتور خالد ... إيه رأيك بقى ؟ ما شاء الله ... الله أكبر ، دين وأخلاق وعيلة محترمة ... زي ما طلبت بالضبط .
صمت الدكتور خالد قليلا قبل أن يجيب بنبرة حيرة اختلطت بصوته الواثق :
- الظاهر مفيش نصيب يا ست طعمة .
تساءلت في دهشة :
- ليه كده يا دكتور ؟ دي فيها كل المواصفات اللي انت طلبتها بالضبط ؟!!!!
خالد مترددا :
- مش عارف ... بس مش حاسس إنها البنت اللي كنت باحلم بيها ، ومافيهاش المواصفات الي كنت عاوزها .
اتسعت عيناي من هول المفاجأة وأنا أتساءل :
- هو مش حضرتك قولتلي إنك عاوزها متدينة وملتزمة ومش مهم أي حاجة تانية ؟!!! مواصفات إيه بقى اللي مالقيتهاش فيها ؟!!!
خالد متأففا :
- أصلها بصراحة قصيرة وسمرا ... بعدين اللبس اللي عليها كان عاملها زي الخيمة .
تستطيعون أن تقولوا بالبلدي أنني " تنحت " ... ثم أردف قائلا :
- وأنا نفسي في واحدة متدينة أكيد بس تكون طويلة وبيضا وجميلة جدا .
وعندما لاحظ علامات الدهشة والتعجب والاستنكار على وجهي برر حديثه قائلا :
- علشان تعفني ومابصش لواحدة غيرها .
التزمت الصمت حتى وصلنا إلى حيث أسكن وأسرعت بالخروج من السيارة وهو يلاحقني بقوله :
- يا ريت تدوريلي على واحدة تانية يا ست طعمة .
نظرت إليه نظرة ساخرة وأنا أقول له :
- لما الأوكازيون يبدأ إن شاء الله .
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .
- يا أهلا وسهلا يا أهلا وسهلا ... شرفت ونورت ... بسم الله ما شاء الله ... طول بعرض ، قيمة وسيمة ... اللهم لا حسد ، اتفضل يا ابني ، انت قولتلي بقى اسمك إيه ؟
- الله يخليكي يا ست طعمة ... ربنا يباركلك ... أنا اسمي خالد وجاي من طرف الحاجة بسيمة ، هي قالتلي إنك الوحيدة اللي هتقدري تساعديني .
- يا أهلا بيك ، والحاجة بسيمة طلباتها على عيني وراسي ... قوللي بقى يا ابني أنا أقدر أساعدك إزاي ؟
ظهرت عليه علامات الحياء والخجل ونظر بعينيه إلى السبحة التي في يده وقال :
- أنا عاوزك تشوفيلي عروسة أكمل بيها نص ديني .
- غالي والطلب غالي وماياخدش الغالي إلا الغالي ... بس ممكن أعرف إيه هيه مواصفاتك ؟ وماتزعلش مني أنا صريحة حبتين .. لازم تقوللي كل حاجة عن نفسك ... والصغيرة قبل الكبيرة .
اعتدل في جلسته بعدما كان يُظهر الحياء والخجل ووضع السبحة في جيب البدلة ، وبدأت علامات الثقة بالنفس تظهر على وجهه وتنطق به نبرات صوته فقال :
- أنا يا ست طعمة دكتور أنف وأذن ، ميسور الحال والحمد لله ، عندي 33 سنة ووحيد والدي ووالدتي ، وجاهز للجواز في خلال شهرين اتنين ... بس ألاقي العروسة المطلوبة .
- اتفضل الشاي قبل ما يبرد .
وأردفت أقول بعدما أخذت رشفة من فنجاني :
- بسم الله ما شاء الله ... زينة الرجال وبإذن الله جوازك هيكون على إيدي ، بس ممكن تقوللي بقى إيه هيه المواصفات اللي انت عاوزها في عروستك بالضبط ؟
بدأت مظاهر الانكسار تبدو على وجهه من جديد وعادت السبحة إلى الظهور بين يديه قبل أن يجيب بقوله :
- أنا عاوزها متدينة وملتزمة ومحجبة بإذن الله ، وأي حاجة تانية مش مهمة ... المهم الدين والأخلاق تطبيقا لكلام الرسول (عليه الصلاة والسلام) : اظفر بذات الدين تربت يداك .
أعجبني كثيرا حديثه وتوسمت فيه التدين والنبل ، فأسرعت بالرد عليه :
- اللهم صلي عالنبي ... ربنا هيكرمك أكبر كرم يا دكتور خالد ، ونعم الرجال فعلا ... دين وأخلاق ومركز وعلم ، اللهم لا حسد .
ثم تابعت حديثي بعدما انتهيت من آخر رشفة من فنجاني :
- اديني يومين إن شاء الله وطلبك هيكون موجود ، وطبعا انت معاك تليفوني ، اتصل بيه كمان يومين وأديك المفيد بإذن الله .
وضع فنجان الشاي على الترابيزة وقام وعلى وجهه ابتسامة يملؤها التفاؤل ، ثم شكرني وألقى علي التحية بعدما وعدني بالاتصال بعد يومين .
وفي المعاد المحدد تم الاتصال وبشرته بوجود العروسة المطلوبة ... فتاة من عائلة محترمة ومتدينة وملتزمة وعلى خلق عالٍ ، كما طلب بالضبط ... وتم تحديد موعد لقاء التعارف والذي سأكون طرفا فيه .
وأتى اليوم الموعود واصطحبني الدكتور خالد بسيارته الفارهة إلى منزل أهل العروسة حيث مكان اللقاء ... وهناك في غرفة الجلوس رحب بنا والدا العروسة أعظم ترحيب وأكرما ضيافتنا ، وسارت الأمور على ما يرام فيما عدا نظرات التحفز التي كان أخو العروسة الصغير يطارد بها الدكتور خالد مما جعله مرتبكا في باديء الأمر ، ثم اعتاد هذه النظرات وبدأ في تجاهلها ...
وجاءت اللحظة الحاسمة ودخلت العروسة إلى غرفة الجلوس وألقت التحية وأسرعت بالجلوس بجانب والدتها على استحياء ... سادت لحظات من الصمت في المكان لم يكن يُسمع بها سوى صوت ارتشاف العصير من الأكواب ثم ارتطام الأكواب بالترابيزة ، حتى قطعت الصمت بسؤالي :
- وانتي بقى اسمك إيه يا عروستنا ؟
قالت على استحياء وحمرة الخجل تعلو وجهها :
- أمل .
- بسم الله ما شاء الله ... زينة البنات والله .
ورمقت الدكتور خالد وأنا مبتسمة بنظرة كان مغزاها أن يبدأ في تناول الأحاديث مع الفتاة ليتم التعارف بينهما ... وظلت الأحاديث متبادلة لمدة تقترب من الساعة ونصف الساعة مرت بقلقها وضحكاتها ، ولكنني بخبرتي الطويلة في هذا المجال رأيت علامات القبول والفرحة على وجه الفتاة ... في حين أدهشتني علامات النفور التي ارتسمت على وجه الدكتور خالد !!! ثم استأذنا أنا وخالد للرحيل مع وعد بالاتصال بأهل العروسة في أقرب وقت ... ومع عهد من أهل العروسة بإعطائي الرد سريعا .
وفي سيارة الدكتور خالد الفارهة بدأت حديثي معه لأعرف رأيه قائلة :
- ها يا دكتور خالد ... إيه رأيك بقى ؟ ما شاء الله ... الله أكبر ، دين وأخلاق وعيلة محترمة ... زي ما طلبت بالضبط .
صمت الدكتور خالد قليلا قبل أن يجيب بنبرة حيرة اختلطت بصوته الواثق :
- الظاهر مفيش نصيب يا ست طعمة .
تساءلت في دهشة :
- ليه كده يا دكتور ؟ دي فيها كل المواصفات اللي انت طلبتها بالضبط ؟!!!!
خالد مترددا :
- مش عارف ... بس مش حاسس إنها البنت اللي كنت باحلم بيها ، ومافيهاش المواصفات الي كنت عاوزها .
اتسعت عيناي من هول المفاجأة وأنا أتساءل :
- هو مش حضرتك قولتلي إنك عاوزها متدينة وملتزمة ومش مهم أي حاجة تانية ؟!!! مواصفات إيه بقى اللي مالقيتهاش فيها ؟!!!
خالد متأففا :
- أصلها بصراحة قصيرة وسمرا ... بعدين اللبس اللي عليها كان عاملها زي الخيمة .
تستطيعون أن تقولوا بالبلدي أنني " تنحت " ... ثم أردف قائلا :
- وأنا نفسي في واحدة متدينة أكيد بس تكون طويلة وبيضا وجميلة جدا .
وعندما لاحظ علامات الدهشة والتعجب والاستنكار على وجهي برر حديثه قائلا :
- علشان تعفني ومابصش لواحدة غيرها .
التزمت الصمت حتى وصلنا إلى حيث أسكن وأسرعت بالخروج من السيارة وهو يلاحقني بقوله :
- يا ريت تدوريلي على واحدة تانية يا ست طعمة .
نظرت إليه نظرة ساخرة وأنا أقول له :
- لما الأوكازيون يبدأ إن شاء الله .
لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .