المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاصيل الصفحات المحذوفة من تقرير الكونغرس حول السعودية000000


اخو فريال
01 / 09 / 2003, 10 : 03 PM
كتب ـ المحرر السياسي
أثار تقرير الكونغرس الذي صدر مؤخرا عن أسباب وملابسات أحداث 11 سبتمبر/ أيلول إشكالا جديدا في العلاقات الأميركية السعودية، إذ حجبت الإدارة الأميركية 28 صفحة من التقرير عن الظهور ورد فيها اتهام السلطة السعودية بالضلوع غير المباشر في تلك الهجمات. ومن خلال المعلومات التي تسربت عن مضمون الصفحات المحجوبة من التقرير إلى وسائل الإعلام الأميركية، لا يبدو أن فحوى هذه الصفحات يتضمن الكثير من المعطيات الجديدة بقدر ما هو استغلال جديد لمعلومات قديمة. وأهم هذه المعلومات عنصران أولهما أن السعودي عمر البيومي استقبل اثنين من الخاطفين الذين نفذوا الهجمات وهما خالد المحضار ونواف الحازمي، ودفع إيجار بيتهما الذي أقاما فيه بمدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا خلال شهر إقامتهما الأول. وما يجعل قضية البيومي حساسة جدا، هو أن «سي آي ايه» علمت بعلاقة المحضار والحازمي بالقاعدة وصورت اجتماعا للتنظيم حضراه في كوالالمبور قبل الهجمات بعام تقريبا. ومع ذلك حصلا على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، ولم يستطع مكتب التحقيقات الاتحادي تعقبهما بسبب ضعف التنسيق بينه وبين وكالة المخابرات المركزية. فليس من الواضح ما إذا كان الإلحاح على قضية البيومي مبنيا على شكوك جدية أم مجرد محاولة من السي آي إي لتحويل الأنظار عن تقصيرها في قضية الحازمي والمحضار. أما ثانيهما فهو دفع الأميرة هيفاء الفيصل زوجة السفير السعودي لدى واشنطن بندر بن سلطان، مبالغ مالية لبعض الطلاب والشباب السعوديين المقيمين في الولايات المتحدة تتهمهم السلطات الأميركية بالتعاطف مع أسامة بن لادن والقاعدة. وأشهر قضية في هذا المضمار هي قضية صك مصرفي بعشرة آلاف دولار أهدته الأميرة للطالب السعودي أسامة باسنان. وقد وصف تقرير الكونغرس هذا الطالب بأنه "متطرف ومتعاطف مع أسامة بن لادن". ونسبت بعض الصحف الأميركية إلى مطلعين على الفقرة التي تم حجبها من التقرير قولهم إن التقرير أشار إلى أن البيومي وباسنان كانا يعملان لصالح المخابرات السعودية، وأن صلات ربطتهما ببعض الخاطفين وبالسفارة السعودية في ذات الوقت. لكن ليس من الواضح ما إذا كان رجلا المخابرات السعودية هذان -إن صح عنهما ذلك- كانا يتجسسان على الخاطفين أو يعملان معهم حسب صحيفة شيكاغٍو تريبيون 2 أغسطس/ آب 2003 . على أن هذه المعلومات التي تسربت من التقرير إلى الصحافة الأميركية ليست بالجديدة على الإطلاق، وإنما هي قديمة قدم التحقيق في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وقد تردد الحديث عنها أكثر من مرة من قبل. ثم إن استقبال طالب عربي لطالب آخر من دولته أو مساعدته في دفع إيجار شقته أمر معتاد في أميركا، كما أن دفع أحد أفراد الأسرة السعودية مساعدة مالية لأحد الطلاب المحتاجين ليس بالمستغرب. وقد فتح التقرير الباب لحملة إعلامية جديدة على السعودية. وفي سابقة غريبة في العلاقات الدبلوماسية دعا أحد أعضاء الكونغرس -وهو تشارلز سكامر من نيويورك- في رسالة إلى السفير السعودي بواشنطن لعزل وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز من منصبه بحجة "فشله في وقف تمويل الإرهاب". ولم يشفع للحكومة السعودية تشديدها على التيار المتعاطف مع القاعدة خلال الشهور السابقة على إصدار تقرير الكونغرس، بما في ذلك توقيف أكثر من ألف إمام عن الخطابة حتى تتم "إعادة تأهيلهم"!! واقتحام عدة أماكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم للقبض على بعض الشباب فيها ممن تتهمهم السلطة السعودية بعلاقتهم بالقاعدة. وبقدر ما تزيد السلطة السعودية من هذه الإجراءات فتخاطر بنقل المعركة إلى قلب المملكة -كما تشير تفجيرات الرياض الأخيرة- فإن الكونغرس الأميركي يتمادى في اتهام الحكومة السعودية وإحراجها





منقول من صحيفه المحايد