المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات خادمة اندونيسية في السعودية (( الحلقة الأخيرة ))


ابو تركي المسردي
25 / 08 / 2003, 53 : 02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
استكمالا لما سبق في القصة ....



ام خالد: براهيم راح للجهاد…. .صحيح…. انتم مجانين شاب في عز شبابه….تودونه للموت برجليه… .هاذي رغبته….وحلمه …..وهو اللي اختار .وانتم ليش توافقونه هذا طيش شباب …..ولا تلاقي احد من ها المطاوعه لاعب في عقله… .خلاص الموضوع منتهي ….وفات وقت اللوم…. .اذا صار لبراهيم شي ترى انتم السبب….انا ماني مصدقه اللي صار….في احد يضحي بولده …طيب جاكم أي اخبار عنه… .لا الى الحين مافيه اخبار….بس ان شا الله يكون بخير…. .اخذوا في تهدئتها….ولكنها قالت كلا مآ كثيرآ ثم ذهبت…. اخذ الاب يردد: الله يهديها ….الله يهديها…. ساميه: لاتلومها يبه….ترى هي تحب ابراهيم…. وبعدها بيومين جاء اتصال هاتفي من ابراهيم….اخبرهم فيه انه على حدود ارض الجهاد…وانه بخير….. وانه سيتصل ….اذا توفرت له الفرصه…. لم تكن المكالمه طويله…ولكنها اسعدت البيت بأسره….وحتى انا سعدت بها....

من العجيب انني وانا في هذا البيت قل تفكيري وحنيني الى بلدي ربما بسبب تلك االالفه التي سكنت في اعماقي لأهل هذا البيت او ربما لآنهم فتحوا اما مي افاق مغلقة من جوانب الحياة التي ما كانت تخطر لي على بال….كنت قبل ان اعرفهم احيا لمجرد الحياة التي هي بحث عن المال ….والحياة الافضل…كان الدين موجودآ في حياتي….وكنت اعرف الله….ولكن هنا تعلمت كيف تكون معرفة الله سلوك وتصرف….عقيدة يحيا بها الانسان ……اشياء عمليه تحسها في كل شيئ حولك….من التعامل البسيط… الى الطاعات التي تبهرني…..الى لذة العباده التي تجعلهم وكأنهم يحيون في كوكب اخر….بعيدآ عن كل ملوثات الحياة…. الحياة التي اصبحت سعار محموم….وبشع…..حتى ان الذي يحيا فيها بلا بصيره….يظن ان هذه حقيقة الحياة ومن يبحث قليلآ لابد ان يكتشف ان امر الكون اعظم واجل وان جنة هؤولاء الناس في صدورهم….وان لهم منهل لا ينضب…..و مداد لا ينفذ… انها ذكر الله ومعرفة رب هذا الكون…وكيف يترك في داخل الانسان ذالك الاثر العجيب…والافق الذي لايحد من الاحساس بالسعاده والطمأنينيه…واليقين …..الذي يحول كل مصاعب الحياة الى لاشيئ…..قد يبدو الطريق الى الثبات صعبآ… ولكن انما هي عجز النفس ….ووسوسات الشيطان…..ها انا منذ متى وانا اسائل نفسي لماذا لا اصلي تلك الصلاة اليليه الرائعه التي يصلونها …. وكل يوم اقول غدآ…..وكم تأخر هذا الغد…الامر بحاجة الى الكثير من الصبر والحزم…لابد ان اصلي لكي اتقرب الى الله ….وادعوا لابراهيم واصحابه…لقد اكد لي زوجي في رسالته الاخيره ….ان الحرب اصبحت وشيكه …. انا لاادري اين يقع ذالك المكان الذي ذهب اليه ابراهيم …ولكن اعرف امريكا بكل جبروتها….وطغيانها….. نعم لا بد ان اصلي…..ان الصلاة هي الطريق الى النصر…..نصري على نفسي ….قبل كل شيء….. ثم نصرنا نحن المسلمين…..نعم يجب ان اصلي…..يجب

مضت الايام وجميعنا في انتظار ومتابعه ….كان من الواضح ان جميع الاخبار المنشوره في الصحف والاذاعه اخبار غير مطمئنه حيث التهديدات تتزايد .والتأولات تكثر….والكل ضد هذه البلد المسمى افغانستان…. كانت ساميه تجاهد في اخفاء الصحف عن عيون امها…..فهي تعلم ان كل ما يكتب هناك محبط ….وكانت خائفه جدآ ان تتأثر صحة امها خاصة وانها في اشهر حملها الاخيره…..وفي احدى ليالي الانتظار اعلنت الاذاعات ….بداية الحرب…. لقد بدأت امريكا تضرب …..بكل قوتها….وجبروتها….تسلطت على بقعة صغيرة من الارض….أي ليل حالك يا امريكا سيطول… .اظطرب البيت وبكت ساميه….ولأول مره اسمع صوت الاب يرتفع : ياليتني كنت معه …..وجهر بالدعاء… وهم يؤمنون كانت ليلة صعبه…..فزع الجميع فيها الى الصلاة….وكانت دعوة واحده اللهم دمر امريكا …. اللهم نصرك ياحي يا قيوم….. احتقرت نفسي وانا اجلس هكذا….توضئت وقمت الى الصلاة….واخذت ادعو الله وابتهل اليه ….ان ينصر هذا الدين ويرينا عزة الاسلام…كم كانت الصلاة رائعه …وعرفت فقط على أي كنز وقعوا….واي لذة كانوا يستشعرون…. توالت الاخبار….ولم تعد االصحف….او الاذاعات هي المصدر الوحيد….بل اصبحت المكالمات الهاتفيه…من اولئك الذين ذهبوا للجهاد….مصدر اخر وهو اكثر ثقة وصدقآ…..كان الجميع في انتظار ان تتوقف هذه الحرب … ولكن بدا انها تزداد …سعيرآ…كان هناك اشبه ما يكون بالموأمره… والتكاتف…. من العالم بأسره… ضد اولئك المجاهدين وانقطع الرجاء الا من رحمة الله….ويالها من باب واسع …وان استصغرته النفوس… وفي ذات صباح علا رنين الهاتف كانت ساميه هي التي اجابت…: براهيم ….انت بخير…. مدت الهاتف الى امها :براهيم ….وش اخبارك ….بشر عساك بخير…..اثبت وانا امك….ولا تيأس من رحمة ربك ابتسمت الام …وتذكرت عادة ابراهيم في المزاح…البريئ….. يالله كم تمنيت ان….اعرف ماذا قال؟ كان من الواضح ان المكالمه تركت اثر طيب فيهم…وازاحت غيمة القلق من سمائهم…. لكن لم تكن هي النهايه….لانى الايام كانت تحمل الكثير

بدأت تلك المشاعر التي اضفتها تلك المكالمه في الاندثار ....وعاد الترقب والانتظار من جديد كان الكل يعلم ان كل يوم يمر يزيد من وحشية هذه الحرب .....وكل ما يصل من اخبار كان يزيد من حالة التوجس والترقب ....ايام قلائل ويدخل شهر رمضان وكان هناك امل بتوقف الحرب فيه....ولكنها امريكا ..... بكل وحشيتها....فا استمرت الحرب.....كتب لي زوجي يقول انه لاتوجد مواجهات حقيقه وان كل ما تفعله امريكا هو القصف من بعيد...وانها تستخدم كل ما قد يخطر على البال من سلاح كنت اعتقد انه من الصعب على اولئك المحاربين الصمود كثيرآ... وكان كل شيئ ينبأ بهذا ....فقد علمنا اليوم عن سقوط المدينه الرئيسيه وخروج المجاهدين منها... وقد كان لهذا الخبر....وقعآ سيئآ على نفوس الجميع.... وبعدها توالت الاخبار عن تراجع المجاهدين....الى مدينة اخرى.....ثم الى الجبال وسمعنا الكثير عن الموت....والتشريد...والدمار الذي بلا حد...ولم يكن احد ليعرف الحقيقه....لانها كانت غائبه....او ربما لان احد لم يسعى اليها....او ان من سعى لايصل الى شيئ.... وتسائلت هل يعني هذا ان امريكا ربحت الحرب ؟ اما ان الايام تخفي لنا المزيد....وما مصير ابراهيم.....هل قتل.....ام مع أولئك المعتصمين في الجبال...وكنت ارى هذا التسائل في عيونهم جميعآ... اين ابراهيم؟ بعد رحيل ابراهيم لم يعرف هذا البيت الفرح....ولم يعد له ذالك الاستقرار الذي كان فيه....ولكن كان الجميع...في حالة من التسليم والرضا.... والرجاء والدعاء..الذي لا ينقطع... لم تعد الصحف تكتب الكثير ....عن هذا الموضوع...وكأنما كان هناك تسليم منها بنصر امريكا....او ربما كانت تريد اقناع العالم بهذه النهايه.... وهاهي الايام تتوالى وما من جديد...واستوطن الانتظار القلوب...وهيهات لقلوب عرفت ابراهيم ان تستكين...لفراقه...

كانت السيده في الايام الاخيره.... من الحمل وكانت على قلة المجهود الذي تبذله الا انها كانت في حالة من الاعياء المقلق....الذي زاد من اعباء ساميه....وخوفها ذهبت ام ابراهيم الى المستشفى... وبعده ذهابها بيوم ...كان الخبر الجميل الذي اسعد البيت ورد اليه شيئ من الفرح...لقد انجبت ام ابراهيم طفلآ ...وقالت لي ساميه ان الطفل والام بخير....وكم كانت فرحتي شديده بهذا الخبر....كان البيت بحق ينقصه تغريدة عصفور صغير...ومضى يوم اخر وانا في انتظار عودة الام والطفل....وفي المساء كان قدومهم...وكادت لهفتي ان تنسيني....كل شيئ... حملت الطفل بين ذراعي ....كم كان جميلآ ورائعآ...كانت ملامحه تتسم ببراءة حالمه....وانا في هذه الحظه لاادري لماذا جاء في ذهني سوأل غريب... ترى لو قدر لهذا الصغير ان يكبر ويبحث عن ما بحث عنه ابراهيم...ماذا سيكون موقف ألأم؟ وهي التي جربت عناء الفراق ولوعة الألم.....

اتفق الجميع على تسمية الصغيرمحمد....وبدا وكأنما غيمة من الفرح امطرت على ارض هذا البيت...فا انبتت الضحكات...والسرور...يا سبحان الله كم هم رائعون... أولئك الصغار...انهم عالم حالم .... وعلى رغم تلك السعادة ....كانت الام لا تمل من الحديث عن ابراهيم...كانت تتسائل ماذا لو كان هنا؟ اي سعادة سيكون فيها ...وهو يري هذا الصغير.... كم كان يحب الاطفال ....وكم كان صبورآ عليهم....كان يقول دائمآ هم العده.. وهم الغرس..... ولكن يبدو ان ابراهيم لن يعود....فقد طال الامد....وانقطعت الاخبار...

اليوم كانت هناك رسالة من زوجي....وقد ارفق...لي صورته ...وصورة صغيري..اه كم ابتعدت عنهم....اني اتألم ....واشتاق ..وانا اعلم اني عائدة اليهم فا اقول اي صبر هو صبرك يا أم ابراهيم..... وفي الرساله اخبرني زوجي ان امريكا ...قد اعتقلت الكثير من المحاربين .... وانها تتهمهم با الأرهاب تهمة العصر...وانهم نقلوا الى مكان بعيد...في بلد يقال لها كوبا....وسيظلون هناك....كسجناء حرب... يالله كم احزنتني هذه الاخبار....كان يبدوا على ساميه انها على علم بهذه الاخبار.... فقد كانت تبدو مهمومه... .دخلت عليها في المكتبه...وهي تنظر الى صور في الصحيفه...وتبكي حتى اني خفت عليها....من كثرة البكاء....سألتها..مالخبر؟ اشارت الى الصحيفه كانت الصوره المنشوره غير واضحه كان هناك رجال مكممون خلف اسلاك شائكه...لاتستطيع ان تتبين من ملا محهم شيئ.... علمت منها انها صور لأسرى الحرب...في كوبا ...وانها تخشى ان يكون ابراهيم معهم...وخاصة وانه قد انقطعت اخباره...دخلت الام وساميه تبكي.... ألأم :ساميه عسى ماشر...ليش تبكين.. ساميه:لاابد ولاشي يمه.... القت الام نضرة على الصحيفه...وتناولتها واخذت تقرأ... 0 يعني تتوقعين براهيم معهم....الحمد لله على كل حال...شوفي لا تخلين الشيطان يلعب بك...ان كان اخوك معهم.... فالله يرزقه الصبر وان كان مقتول ....فهو شهيد بأذن الله....لا تظنين يا بنيتي....اني اقل منك خوف عليه....لكن مالنا الا الدعاء...والصبر ...والثبات....ترى انا ام......وبكره لعرفتي معنى كلمة ام.. عرفتى الحال اللي انا فيها....والله لو عندي عشرة اولاد....وكلهم راحوا ما قلت لا ما اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل.....حسبي الله ونعم الوكيل.... وتساقطت من عينيها الدموع....واسرعت اليها ساميه....تمسح دموعها.... وعلا صراخ الصغير....فتسابق الجميع اليه وبقيت انا امعن النظر في اولئك البائسين خلف تلك الاسلاك الشائكه....كانوا في وضع مؤلم....جاثين على ارض قد غطيت وجوههم....بأغطية قاسيه...تحجب عنهم ضوء الحياة.... يالا هذه الحرب كم هي عجيبه...واتت في زمن العجب....زمن غطت فيه الماديه العفنه... كل جوانب الحياة....ولكنها اثبتت انه لا زال هناك ....رجال مختلفون... رجال لاتعنيهم الدنيا.... وليسوا من اهلها ....انه قدر الله....ليميز الخبيث من الطيب....ويعلي امر هذا الدين.....

abunaif
26 / 08 / 2003, 05 : 08 PM
اللهم أنصر الإسلام والمسلمين

أبو تركي

نحني لك (( إعجاباً ))

:يصفق1::يصفق1::يصفق1::يصفق1::يصفق1::يصفق1::يصفق1:

ابو تركي المسردي
27 / 08 / 2003, 49 : 12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أشكرك أخي العزيز أبونايف على هذا الإطراء وإن كنت لا أستحقه ،،،