المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و شهد شاهد من أهلها ( هذه نتائج الاختلاط )


أبو فـلاح
18 / 08 / 2003, 29 : 12 PM
اختلاط النساء بالرجال أمرٌُ خطير و شر مستطير ، و المفاسد و الأضرار التي تعاني منها المجتمعات التي طبقته و جربته خير دليل و أصدق برهان على ذلك ، و لذا كان الرأي بعد تجربة و معاناة له دلالته و معناه لأنه رأي جاء بعد رؤية للآثار ، و مشاهدة للنتائج سلبـًا كانت أو إيجابـًا و اختلاط النساء بالرجال تعاني منه المجتمعات التي جربته أشد المعاناة ، فقد قوّض أمنهم و هدم أخلاقهم ، و زعزع استقرارهم ، و فكك روابطهم فسطرت أقلام بعضهم ذكر شيء من أضراره ، و بيان شيء من أخطاره ناصحة لبني قومها ، و محذرة في الوقت نفسه غيرها أن تحذو حذوها فيصيبها ما أصابها .




هذه أقوالهم من واقع حالهم :



تقول الصحفية الأمريكية " هيليان ستانبري " أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم و أخلاقكم ، امنعوا الاختلاط ، و قيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا لعصر الحجاب ، فهذا خير لكم من إباحية و انطلاق ، و مجون أوربا وأمريكا ، امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية و الخلاعة ، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون ، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي و الأوروبي ، قد هدد الأسرة و زلزل القيم والأخلاق " .



و تقول الكاتبة " أنارود " إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال .



و في بريطانيا حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " من أخطار و أضرار اختلاط النساء بالرجال ، حيث كتبت محذرة : على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنى .



لقد دلنا الاحصاء على البلاء الناتج من حمل الزنى يتعاظم و يتفاقم حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال ، علموهنَّ الابتعاد عن الرجال ، أخبروهنَّ بعاقبة الكيد الكامن لهنَّ بالمرصاد .


أما الأرقام و الإحصائيات عن أضرار اختلاط النساء بالرجال فتوضح أن 70% إلى 90% من الموظفات العاملات بمختلف القطاعات ارتكبت معهنَّ فاحشة الزنى .



و نصف من أجري معهنَّ استفتاء ممن يعملون في مجال الأمن تعرضنَّ لارتكاب فاحشة الزنى معهنَّ من قبل رؤسائهنَّ في العمل .



حتى الجامعات و أماكن التربية و التعليم لم تسلم من هذه الموبقات فأستاذ الجامعة يرتكب الفاحشة مع طالبته ، و الطلاب يفعلون ذلك مع الطالبات و المعلمات بالرضا أو الإكراه .



هذه الإحصائيات ، و هذه الأرقام رغم ارتفاع معدلاتها فهي قبل أكثر من ربع قرن من الزمان فما الظن بالحال الآن ؟



الحال الآن أن الاختلاط بين الرجال و النساء في ديار الكفار لم يزد الناس إلا شهوانية

حيوانية ، و سعارًا بهيميـًا فارتكاب الفواحش ، و هتك الأعراض في ازدياد و ارتفاع ، و هذا الواقع يرد على من يقول إن الاختلاط يكسر الشهوة ، و يهذب الغريزة ، حيث زاد الاختلاط من توقد الشهوة و زاد من الفساد و مثله مثل الظمآن يشرب من ماء البحر فلا يزيده شربه إلا عطشـًا على عطش .



يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ : " و لقد شاع في وقت من الأوقات أن الاختلاط تنفيس و ترويح و إطلاق للرغبات الحبيسة ، و وقاية من الكبت ، و من العقد النفسية (!!) ، و لكن هذا لم يكن سوى فروض نظرية رأيت بعيني في أشد البلاد إباحة و تفلتا من جميع القيود الاجتماعية و الأخلاقية و الإنسانية ما يكذبها و ينقضها من الأساس " .



نعم شاهدت في البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي و الاختلاط الجنسي بكل صوره و أشكاله أن هذا كله لم ينته بتهذيب الدوافع الجنسية و ترويضها إنما انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي و لا يهدأ إلا ريثما يعود إلى الظمأ و الاندفاع .



و شاهدت الأمراض النفسية ، و العقد التي كان مفهومـًا أنها لا تنشأ إلا من الحرمان ، و إلا من التلهف على الجنس الآخر المحجوب ، شاهدتها بوفرة و معها الشذوذ الجنسي بكل أنواعه ثمرة مباشرة للاختلاط الذي لا يقيده قيد و لا يقف عند حد .


و التجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول ، و هي في البلاد التي بلغ الاختلاط فيها أقصاه أظهر في هذا و أوقع من كل دليل .



إن العاقل لا يقول : " لنلقي إنسانـًا وسط أمواج متلاطمة ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل " .



و هو لا يقول : " لنلقي إنسانـًا وسط نيران متوقدة ، ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق " .



إذا كان لا يقول ذلك لعلمه باستحالته فهو كذلك لا يقول لتختلط النساء بالرجال في الوظائف و الأعمال و دور التعليم و الجامعات ليقينه أن العفة لا تجتمع مع مثيراتها ، و من مثيراتها الاختلاط بين الرجال و النساء ، و لذا فإن الداعين لاختلاط النساء و الرجال من بعض أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بلغتنا و ينتسبون لديننا سواء كان ذلك على جهة التعريض أو التلميح بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر و متطلبات الحضارة إنما يحملون من خلال هذه الدعوة معاول هدم لأمن أوطانهم ، و سعادة مجتمعاتهم و ترابط أسرهم ، و كرامة نسائهم و غيرة رجالهم ، إن العقلاء في البلاد التي جربت الاختلاط بعد أن شاهدوا آثاره المضرة و مساوئه المتعددة نادوا بقوة بمنع اختلاط النساء بالرجال في بلادهم بعد أن أحسوا أنها تهددهم في قوتهم .


( عن مجلة الدعوة )

نبهان
18 / 08 / 2003, 52 : 03 PM
الأخ العزيز حسن ,, لا شك أن دعة الإختلاط ,, يدفعهم التقليد فقط بالغرب ,, لما وصلوا اليه من حضارة وتفوق فآمنوا أن السبيل في
الوصول الي ما وصلوا اليه هو أن يكونوا هم ومجتمعاتهم "نسخة طبق الأصل" من هذه المجتمعات حتى فيما يخص المرأة!!!
لا أدري ,, أين ذهبت "غيرة" هؤلاء ورجولتهم على نسائهم ,, المقال الذي نقلته هنا عزيزي أكثر من رائع ,, ويدل على وصولهم
"للحضيض" فيما يخص المرأة ,, بحجة مساواتها بالرجل!!!
ما أتى بي هنا ,, هو قرآتي لمقال للمفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور/ يوسف القرضاوي ,, أنقله هنا ,,

يقول الدكتور ..
دعا أسرى الغزو الفكري إلى اختلاط المرأة بالرجل، وتذويب الحواجز بين الجنسين، رأيناهم يدعون أيضاً إلى تشغيل المرأة في كل مجال، سواء أكان لها حاجة إلى العمل أم لا، وسواء أكان المجتمع في حاجة إلى العمل أم لا، فهذا الأمر مكمل للأمر الأول، فهو من تمام الاختلاط وذوبان الفوارق، والتحرر من ظلم العصور الوسطى وظلامها، كما يقول!
ومن مكرهم ودهائهم أنهم ـ في كثير من الأحيان ـ لا يعلنون صراحة أنهم يريدون للمرأة أن تتمرد على فِطرتها، وتخرج عن حدود أُنوثتها، وأنهم يريدون استغلال أُنوثتها للمتعة الحرام، أو الكسب الحرام، بل يَظهرون في صورة الأطهار المخلصين، الذين لا يريدون إلا المصلحة، فهم يؤيدون رأيهم في تشغيل المرأة بأدلة مبعثرة، نجمع شتاتها فيما يلي:
1- إنَّ الغرب وهو أكثر منا تقدماً ورقياً في مضمار الحضارة قد سبقنا إلى تشغيل المرأة، فإذا أردنا الرقي مثله فلنحذُ حذوه في كل شيء، فإن الحضارة لا تتجزأ.
2- إنَّ المرأة نصف المجتمع، وإبقاؤها في البيت بلا عمل تعطيل لهذا النصف، وضرر على الاقتصاد القومي، فمصلحة المجتمع تقضي بعمل المرأة.
3- ومصلحة الأُسرة كذلك تقضي بعملها، فإنَّ تكاليف الحياة قد تزايدت في هذا العصر، وعمل المرأة يزيد من دخل الأُسرة ويعاون الرجل على أعباء المعيشة، وخصوصاً في البيئات المحدودة الدخل.
4- ومصلحة المرأة نفسها تدعو إلى العمل، فإنَّ الاحتكاك بالناس وبالحياة وبالمجتمع خارج البيت يصقل شخصيتها، ويمدها بخبرات وتجارب، ما كان لها أن تحصل عليها داخل الجدران الأربعة.
5- كما أنَّ العمل سلاح في يدها ضد عوادي الزمن، فقد يموت أبوها أو يُطلِّقها زوجها، أو يهملها أولادها، فلا تذلها الفاقة والحاجة، ولا سيما في زمن غلبت فيه الأنانية، وشاع فيه العقوق، وقطيعة الأرحام، وقول كل امرئ: نفسي نفسي.
* * *
* الرد على هذه الشبهات:
1- أما الاحتجاج بالغرب فهو احتجاج باطل، للأسباب الآتية:
أ_ لأن الغرب ليس حُجَّة علينا، ولسنا مكلَّفين أن نتخذ الغرب إلّهاً يُعبد، ولا قدوة تُتَّبع: (لكم دينكم ولى دين) (سورة الكافرون/ 6).
ب_ إن المرأة في الغرب خرجت إلى المصنع والمتجر وغيرهما مجبورة لا مختارة، تسوقها الحاجة إلى القوت، والاضطرار إلى لقمة العيش، بعد أن نكل الرجل عن إعانتها، في مجتمع قاس لا يرحم صغيراً لصغره، ولا أُنثى لأُنوثتها، وقد أغنانا الله بنظام النفقات في شريعتها عن مثل هذا.
وقد ذكر أُستاذنا محمد يوسف ـ رحمة الله تعالى ـ في كتابه: "الإسلام وحاجة الإنسانية إليه" أثناء حديثه عن عناية الإسلام بالأُسرة قال: "ولعل من الخير أن أذكر هنا أني حين إقامتي بفرنسا كانت تخدم الأُسرة التي نزلتُ في بيتها فترة من الزمن فتاة يظهر عليها مخايل كرم الأصل، فسألت ربَّة البيت: لماذا تخدم هذه الفتاة؟ أليس لها قريب يجنبها هذا العمل، ويوفر لها ما تقيم به حياتها؟ فكان جوابها: إنها من أُسرة طيبة في البلدة، وعمها غني موفور الغِنَى، ولكنه لا يعنى بها ولا يهتم بأمرها. فسألت: لماذا لا ترفع الأمر للقضاء، ليحكم لها عليه بالنفقة؟ فدهشت السيدة من هذا القول وعرَّفتني أن ذلك لا يجوز لها قانوناً. وحينئذ أفهمتها حكم الإسلام في هذه الناحية، فقالت: ومَن لنا بمثل هذا التشريع؟ لو أنَّ هذا جائز قانوناً عندنا لما وجدتَ فتاة أو سيدة تخرج من بيتها للعمل في شركة أو مصنع أو معمل أو ديوان من دواوين الحكومة"(1). تعني: أنَّ خوفهن من الجوع والضياع هو الذي دفع تلك الجيوش من النساء إلى العمل بحكم الضرورة.
ج‍_ إنَّ الغرب الذي يقتدون به أصبح اليوم يشكو من عمل المرأة وما جرَّه من آثار، وأصبحت المرأة نفسها هناك تشكو من هذا البلاء، الذي لم يكن لها فيه خيار، تقول الكاتبة الشهيرة: "آنا رود" في مقالة نشرتها في جريدة "الاسترن ميل": "لأن تشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءً من اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد.
"ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطُّهْر رداء، الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيش، ويُعامَلان كما يُعامل أولاد البيت، ولا تُمَس الأعراض بسوء... نعم إنه لعار على بلاد الإنجليز أن نجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال، بما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فِطرتها الطبيعية من القيام بالبيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها"(2).
د_ إنَّ مصلحة المجتمع ليست في أن تدع المرأة رسالتها الأُولى في البيت، لتعمل مهندسة أن محامية أو نائبة أو قاضية أو عاملة في مصنع، بل مصلحته أن تعمل في مجال تخصصها الذي هيأتها له الفِطرة: مجال الزوجية والأمومة ـ وهو لا يقل ـ بل يزيد ـ خطراً عن العمل في المتاجر والمعامل والمؤسسات، وقد قيل لنابليون: أي حصون فرنسا أمنع؟ فقال: الأمهات الصالحات!!
والذين يزعمون أنَّ المرأة في البيت عاطلة، يجهلون أو يتجاهلون، ما تشكو منه فضليات النساء، من كثرة الأعمال والأعباء المنزلية، التي تستنفد وقتها وجهدها كله، ولا يكاد يكفي، فإن كان عند بعض النساء فضل وقت فلنعلمها قضاءه في الخياطة والتطريز، وما يليق بها من الأعمال، والتي لا تتعارض مع واجبها في البيت (ويمكن أن تعمل هذا بأجر لبعض المؤسسات، وهي في البيت) أو في خدمة مجتمعها وبنات جنسها، والإسهام في مقاومة الفقر والجهل والمرض والرذيلة.
والواقع أنَّ كثيراً من النساء العاملات يستخدمن نساء أُخريات للعمل مربيات لأولادهن أو شغَّالات في بيوتهن. ومعنى هذا أن البيت في حاجة إلى امرأة ترعى شؤونه، وأَوْلى الناس بذلك ربَّته وملكته، بدل المرأة الغريبة، والتي كثيراً ما تكون غريبة الدار والخُلُق والدين واللُّغة والأفكار والعادات ـ كما هو شائع في مجتمعات الخليج من المربيات والخادمات المستورَدات من المشرق الأقصى، وخطورة هذا الأمر لا تخفى على عاقل.
ه‍_ كما أنَّ سعادة الأُسر ليست في مجرد زيادة الَدخْل، الذي يُنفَق معظمه في أدوات الزينة، وثياب الخروج، وتكاليف الحياة المختلطة، التي تقوم على التكلف والتصنع وسباق الأزياء، و"المودات" وما إلى ذلك، ويقابل هذه الزيادة في الدَخْل حرمان البيت من السَكينة والأُنس، الذي تشيعه المرأة في جو الأُسرة، أما المرأة العاملة فهي مكدودة الجسم، مرهفة الأعصاب، وهي نفسها في حاجة إلى مَن يروِّح عنها، وفاقد الشيء لا يعطيه.
و_ إنَّ مصلحة المرأة ليست في إخراجها عن فطرتها واختصاصها وإلزامها أن تعمل عمل الذَّكر، وقد خلقها الله أُنثى، فهذا كذب على المرأة وعلى الواقع، وقد تفقد، المرأة من هذا الصنف أُنوثتها بالتدريج، حتى أطلق عليها بعض الكُتَّاب الإنجليز "الجنس الثالث"، وهذا ما اعترف به كثير من النساء من ذوات الشجاعة الأدبية.
ز_ وما يُدَّعى من أن العمل سلاح في يد المرأة، إن صح في الغرب فلا يصح عندنا نحن المسلمين، لأن المرأة في الإسلام مكفية الحاجات بحكم النفقة الواجبة شرعاً على أبيها، أو زوجها، أو أبنائها أو أخيها، أو غيرهم من العصبات والأقارب، وإن كان تقليد الغرب بدأ يُفقدنا خصائصنا شيئاً فشيئاً! حتى بدأ الأخ يتنكر لأُخته، والقريب يهرب من واجبه نحو قريبته، والكثير من الناس يقول: نفسي نفسي، ولكن ينبغي أن نظل مستمسكين بشرع الله، حتى يعلو باعث الدين على دوافع الدنيا.
* * *
* مضمار انهماك المرأة في الاشتغال بعمل الرجال:
وبهذا نعلم أن اشتغال المرأة في أعمال الرجال وانهماكها فيها بغير قيود ولا حدود، مضرَّة لاشك فيها، من جوانب شتَّى:
1- مضرَّة على المرأة نفسها: لأنها تفقد أُنوثتها وخصائصها، وتُحرَم من بيتها وأولادها، حتى إن كثيراً من النساء أُصبن بالعقم. وبعضهم سماهنَّ "الجنس الثالث" أي الذي لا هو رجل ولا هو امرأة!
2- مضرَّة على الزوج: لأنه يُحرَم من نبع سخي كان يفيض عليه بالأُنس والبهجة، فلم يعد يفيض عليه إلا الجدل، والشكوى من مشكلات العمل، ومنافسة الزميلات والزملاء، فضلاً على أن الرجل يفقد كثيراً من سلطانه وقوامته عليها، لشعورها بأنها مستغنية بعملها عنه، وربما كان راتبها أكبر من راتبه، فتشعر بالاستعلاء عليه.
هذا إلى ما يشعر به كثير من الأزواج من عذاب الغيرة والشك.
3- مضرَّة على الأولاد: لأن حنان الأُم، وقلب الأُم، وإشراف الأُم، لا يُغني عنه غيره من خادم أو مدرسة، وكيف يستفيد الأولاد من أُم تقضي نهارها في عملها، فإذا عادت إلى البيت عادت متعبة مهدودة، متوترة، فلا حالتها الجسمية ولا النفسية تسمح بُحسْن التربية وسلامة التوجيه.
4- مضرَّة على جنس الرجال: لأن كل امرأة عاملة، تأخذ مكان رجل صالح للعمل، فما دام في المجتمع رجال متعطلون، فعمل المرأة إضرار بهم.
5- مضرَّة على العمل نفسه: لأن المرأة كثيرة التخلف والغياب عن العمل، لكثرة العوارض الطبيعية التي لا تملك دفعها، من حيض وحمل ووضع وإرضاع وما شابه ذلك، وهذا كله على حساب انتظام العمل وحُسْن الإنتاج فيه.
6- مضرَّة على الأخلاق: أخلاق المرأة إذا فقدت حياء النساء، وأخلاق الرجل إذا فقد غيرة الرجال، وأخلاق الجيل إذا فقد حُسْن التربية والتهذيب منذ نعومة الأظفار وأخلاق المجتمع كله إذا أصبح كسب المال وزيادة الدخل هو الهدف الأكبر، الذي يسعى إليه الناس، ولو على حساب القِيَم الرفيعة، والمُثُل العليا.
7- مضرَّة على الحياة الاجتماعية، لأن الخروج على الفِطرة، ووضع الشيء في غير موضعه الذي اقتضته هذه الفِطرة، يفسد الحياة نفسها، ويصيبها بالخلل والتخبط والاضطراب.
* * *
* متى يجوز للمرأة أن تعمل:
هل يُفهم من هذا أن عمل المرأة حرام أو ممنوع شرعاً بكل حال؟
كلا، وينبغي أن نُبيِّن هناك إلى أي مدى، وفي أي مجال، تجيز الشريعة للمرأة أن تعمل.
هذا ما نحدده بإيجاز ووضوح أيضاً، حتى لا يلتبس الحق بالباطل في هذه القضية الحسَّاسة.
إن عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها في منازع، ولا ينافسها فيه منافس، هو تربية الأجيال، الذي هيأها الله بدنيّاً، ونفسيّاً، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغل مادي أو أدبي مهما كان، فإنَّ أحداً لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الكبير، الذي عليه يتوقف مستقبل الأُمة، وبه تتكوَّن أعظم ثرواتها، وهي الثروة البَشرية.
ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال:
الأُمُ مُدْرَسَةٌ إذَا أَعْدَدْتَها أعْدَدْتَ شَعْباً طَيِّبَ الأَعْراقِ
وهذا لا يعني أن عمل المرأة خارج بيتها محرَّم شرعاً، فليس لأحد أن يُحرِّم بغير نص شرعي صحيح الثبوت، صريح الدلالة، والأصل في الأشياء والتصرفات العادية الإباحة كما هو معلوم.
وعلى هذا الأساس نقول: إن عمل المرأة في ذاته جائز، وقد يكون مطلوباً إذا احتاجت إليه، كأن تكون أرملة أو مطلَّقة، أو لم توفق للزواج أصلاً، ولا مورد لها ولا عائل، وهي قادرة على نوع من الكسب يكفيها ذل السؤال أو المنَّة.
وقد تكون الأُسرة هي التي تحتاج إلى عملها كأن تعاون زوجها، أو تُربِّي أولادها، أو إخوتها الصغار، أو تساعد أباها في شيخوخته، كما في قصة ابنتي الشيخ الكبير التي ذكرها القرآن الكريم في سورة القَصص، وكانتا تقومان على غنم أبيهما، قالت تعالى: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أُمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) (سورة القصص/ 23).
وقد يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عمل المرأة، كما في تطبيب النساء وتمريضهن، وتعليم البنات، ونحو ذلك من كل ما يختص بالمرأة. فالأَولى أن تتعامل المرأة مع امرأة مثلها، لا مع رجل، وقبول الرجل في بعض الأحوال يكون من باب الضرورة التي ينبغي أن تُقدَّر بقدرها، ولا تصبح قاعدة ثابتة.
ومثل ذلك إذا احتاج المجتمع لأيدٍ عاملة، لضرورة التنمية.
وإذا أجزنا عمل المرأة، فالواجب أن يكون مقيَّداً بعدة شروط:
1- أن يكون العمل في ذاته مشروعاً، بمعنى أن لا يكون عملها حراماً في نفسه، أو مُفضياً إلى ارتكاب حرام، كالتي تعمل خادماً لرجل عزب، أو سكرتيرة خاصة لمدير تقتضي وظيفتها أن يخلو بها وتخلو به، أو راقصة تثير الشهوات والغرائز الدنيا، أو عاملة في "بار" تقدِّم الخمر التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقيها وحاملها وبائعها.. أو مضيّفة في طائرة يوجب عليها عملها التزام زي غير شرعي، وتقديم ما لا يُباح شرعاً للركاب، والتعرض للخطر بسبب السفر البعيد بغير مَحْرَم، بما يلزمه من المبيت وحدها في بلاد الغُرْبة، وبعضها بلاد غير مأمونة، أو غير ذلك من الأعمال التي حرَّمها الإسلام على النساء خاصة أو على الرجال والنساء جميعاً.
2- أن تلتزم أدب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها: في الزي والمشي والكلام والحركة: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) (سورة النور،31)، (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفاً) (سورة الأحزاب/ 32).
3- ألا يكون عملها على حساب واجبات أُخرى لا يجوز لها إهمالها، كواجبها نحو زوجها وأولادها وهو واجبها الأول وعملها الأساسي.
والمطلوب من المجتمع المسلم: أن يرتب الأُمور، ويهيئ الأسباب، بحيث تستطيع المرأة المسلمة أن تعمل ـ إذا اقتضت ذلك مصلحتها أو مصلحة أُسرتها، أو مصلحة مجتمعها ـ دون أن يخدش ذلك حياءها، أو يتعارض مع التزامها بواجبها نحو ربها ونفسها وبيتها، وأن يكون المناخ العام مساعداً على أن تؤدَّي ما عليها، وتأخذ ما لها. ويمكن أن يُرتَّب لها نصف عمل بنصف أجر (ثلاثة أيام في الأسبوع مثلاً)، كما ينبغي أن يمنحها إجازات كافية في أول الزواج، وكذلك إجازات الولادة والإرضاع.
ومن ذلك: إنشاء مدارس وكليات وجامعات للبنات خاصة، يستطعن فيها ممارسة الرياضات والألعاب الملائمة لهنَّ، وأن يكون لهنَّ الكثير من الحرية في التحرك وممارسة الأنشطة المختلفة.
ومن ذلك: إنشاء أقسام أو أماكن مخصَّصة للعاملات من النساء في الوزارات والمؤسسات والبنوك، بُعْداً عن مظان الخلوة والفتنة.
إلى غير ذلك من الوسائل التي تنوَّع وتتجدَّد، ولا يسهل حصرها. والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.
* * *
الهوامش

(1) الإسلام وحاجة الإنسانية إليه ص 304.
(2) من كتاب "الإسلام والجنس" لفتحي يكن ص 73-74.
ــــــــــــــــ

إنها وقفات توقف المنصف والباحث عن الحقيقة على نقاط الصواب .. لأنها تبين له بجلاء قوة رد الشبة وأهمية توجية نوعية المطالبة بحقوق المرأة التي تدرك بنفسها مكامن الصح من الصواب ..


سلامي

ناصر بن سالم
19 / 08 / 2003, 37 : 08 AM
اخي حسن


شكراً لك على جهدك الطيب في نشر هذا المقال

ولكن لا اعتقد اننا بحاجه لبحث قضية الاختلاط لأن النص الشرعي فيها بين ايدينا


لذلك فالاجدر بنا ان نبحث كيفية تطبيق نصوصنا الشرعيه وردع الخارج عنها لأن النص الشرعي فيه خير البشرية والخروج عنه فيه دمارها


تقبل تحياتي