المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات خادمة اندونيسية في السعودية (( الحلقة الثالثة ))


ابو تركي المسردي
17 / 08 / 2003, 49 : 12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
استكمالا لما سبق في القصة ....


كانت تتوسط الصفحه صورة كبير لبنايتين...شاهقتين...تحترق...اخذت الصحيفه الى المكتبه بحجة الترتيب .. وهناك امعنت النظر في هذه الصور...كان احتراق البنايتين ناجم عن أصتدام طائرتين بهما ولكن ما شأن ابراهيم بكل هذا....ولماذا كان منفعلآ ؟! هذا ما لم استطع فهمه.... دخلت علي الفتاة و انا انظر الى الصور....أشارت الى الصور وهي تقول: تعرفين وين هاذي الصور يا سيتا؟ .لا .هاذي في أمريكا000 .ليه براهيم زعلان.... . الله واعلم ....وش اللي ورى هالمصيبه... لم أفهم بالضبط مالذي حدث .....وما علاقة ابراهيم بأمريكا؟ وبعد هذا الحدث ...اصبح ابراهيم لا يقر له قرار....كل نمط حياته تغير واصبح كثير الخروج....ويتلقى مهاتفات كثيره....وعائلته تراقبه بكل...خوف وقلق.... وان كان لا زال على وفائه لربه في تلك الصلاة الليليه...وقراءة القرآن

وصلتني رساله من زوجي ...كان فيها ذكر ما حدث....يبدو ان العالم كله مهتم بهذا الامر....وكان يسألني ان كانت الامور مستقره...في السعوديه....واخبرني ان العالم في حالة اضطراب لم يسبق لها مثيل....وان الذي حدث في أمريكا ... شيئ كبير ....ولا بد ان يكون له رد فعل كبير....كان زوجي على اهتمام بالامور السياسيه....بعكسي انا التي كنت ارى في الاهتمام ...بهذه الامور ضرب من الجنون ولكن الى ألآن مازلت اجهل سر أهتمام أبراهيم بالامر هذا الاهتمام الغريب بالنسبة لي على الاقل.... حسنآ الايام قادمه...وهي كفيلة ....بكشف الحجب....سأنتظر وارى....نهاية ألأمر ولابد ان يكون لكل بداية نهايه..

بعد الذي حدث.....توالت الرسائل من زوجي .....وكأنه غير مصدق ان الحياة هنا لم تتغير....كتبت وأكدت له انننا بخير وان الحياة تسير بشكل عادي وآمن.... في هذه الايام تحول قلق ابراهيم الى صمت وتفكير عميق.....كان وكأنه مقبل على أمر ما .....او شيئ مصيري....ولا زال على متابعته للصحف والاخبار.... ذات مساء عاد الى البيت واتجه الى المكتبه...ولحقت به اخته كان واضحآ انه ثائر على شيئ ما...ولم استطع ان أمنع نفسي من ....محاولة الاستماع الى حديثهم... الفتاة: براهيم....خير ان شاء الله... . تدرين يا ساميه الاتهامات كلها موجهه للمسلمين....وبالذات افغانستان... وفيه تهديد قوي من امريكا بضرب افغانستان... .وانت وش رأيك.. .الموضوع كله مؤامره قذره....وغبيه من قبل ام الكفر امريكا.... .طيب امريكا وش فايدتها من ضرب افغانستان... .فوائد ماهي فايده وحده....الضربه موجهه للأسلام....ومافي شيئ يمثل الاسلام بكل قوته وضوحه...الا افغانستان....ولا تنسين انها تجمع في ارضها ... اقوى الناس وخاصه في الجهاد....الجهاد اللي يمثل بالنسبه للغرب...مارد لازم يموت...ومنها انها تأكد للكلاب اللي تنبح وراها انها الاسد الوحيد في الغابه.... .حسبي الله ونعم الوكيل.... .ساميه ...انا ابيك تساعديني...في شيئ... .انا عارفه وش تفكر فيه .....ومستحيل اساعدك.....حرام عليك يابراهيم.. اللي تفكرفيه صعب.... .ساميه الجنه تبي عمل ...وانا حلمي الجنه... وحلم امي انها تزوجك ....وتشوف عيالك...وحلم ابوي انه يلقاك..جنبه ليتعب... وحلمي انا ...انك تظل ....اخوي وتاج راسي...لالالا أجهشت ساميه بالبكاء....ووقف ابراهيم أمامهايغالب دموع كادت ان تتساقط من عينيه... وفجأه دق جرس المنزل....اسرعت الى غرفتي.... وسارع ابراهيم ليرى من على الباب ...وبعد برهه تناهى الى سمعي صوت طارق...كانت السيده برفقته... سلمت ودخلت...سارعت اليها الفتاة وهي ترحب بها .:هلا والله بعمتي... .جيت اشوفكم واسلم على الوالده بشري عساها بخير.... ايه الحمدلله...كلنا بخير.. طارق ازعجني الا يبي يجي عندكم... . البيت بيتك...تجين في اي وقت.... جاء طارق مسرعآ الي والقى ...بنفسه في احضاني ...كم كنت في شوق اليه.... اعددت القهوه والشاي....وحملتها...القيت السلام ردت السيده بكلمات مبهمه.... وجهت الكلام الى ام ابراهيم:شفتي الي صار في أمريكا... ام ابراهيم: مثلنا مثل الناس ...نسمع ولا حد يدري وشي الحقيقه .ذا اللي اسمه ابن لادن ....مهبول....ولا احد يقدر يتحدى امريكا....لو يضربونهم مايبون لهم شيئ ....كم يوم....وافغانستان بكبرها منتهيه.. .هذا شيئ في علم الغيب.... .يا اختي امريكا قويه....وعندهااسلحه ما يعلم بها الا الله....ولا احد يقدر يوقف في دربها .القوي الله ياام خالد... .ايه بكيفهم....هماهم بعيدين عنا....مالنا دخل فيهم كانت ساميه تستمع بصمت ....وام ابراهيم لم يعجبها مسار الحديث... وانشغلت انا مع طارق وعلمت منه انهم جلبوا خادمه جديده وانه لا يحبها...لأنها ترفض اللعب معه....وتصرخ في وجهه.... لعبت مع طارق كثيرآ.... كم احب هذا الصغير! كان يوزع وقته بيني وبين ابراهيم....الى ان نادته امه ....وعادوا الى منزلهم... وعاد الهدوء الى المنزل....ولكنه كان هدوء0000غريبآ.... كانت العيون مليئة بالكلام....وكان الكل في حالة ترقب....

مضى على الحدث الذي هز كيان ابراهيم مايقارب.... نصف شهر....والى ألآن لم يعد الى شيئ من مرحه وهدوئه....بل كان مضي الايام يزيد من قلقه ....وتفكيره وكان هذا اليوم الذي اكتب فيه....يوم مصيري ...حيث اجتمعت العائله...... وساد اجتماعهم.... صمت ..وانتظار لشيئ لا ادريه... قطعت الام حبل الصمت : براهيم خير ان انشاء الله....ليه ساكت... .ابد يمه...مافيه الا كل خير...تدرين يمه...زملائي اغلبهم سافروا.... .وانت تبي تسافر معهم...صح كلامي .صحيح يمه... ساميه:يمه انتي تدرين براهيم ...وين يبي يروح... ألأم : ادري....يبي يروح الجهاد في افغانستان..... الأب:براهيم انت جاد في كلامك... براهيم:كل الجديه... ساميه : طبعآ مستحيل نوافق....انا ما اتخيل الحياة بدونك...وبعدين هذي حرب... ومع من ؟....مع امريكاتعرفون وش معنى امريكا؟ ابراهيم:...يمه ....يبه انا طبعآ ماراح اروح الا برضاكم....ارجوكم ...انكم ما تحرموني من تحقيق...حلمي...انا حلمي الشهاده ....الجنه.... العزه لله ولرسوله ....وللمؤمنين...الله يجعلني منهم....واموت بكرامتى وعزتي هذا هو الامتحان الحقيقي....وهذا وقت التضحيه... انتم اللي ربيتوني على الدين....والشجاعه.....وقال الله وقال الرسول.... يعني وش تتوقعون مني....؟ تقدم ابراهيم....وجثا على ركبتيه....قبل يدي امه....وراح ينظر الى ابيه بعيون.. يملئها الرجاء... اعلنتها ألأم مدويه: انا موافقه يابراهيم......وبساعدك باللي تبيه..... هز الاب رأسه ...وهويمسح دموع تساقطت على خديه...... صرخت ساميه :حرام عليكم....براهيم الله يخليك.....لا تستعجل....فكر زين ترى الامر ماهو بالسهوله اللي تتصورها.... الام: الحرام يابنيتي....اننا نبخل بأنفسنا....على نصرة هذا الدين....الحرام انك تعبد الله في الرخا وتنساه في الشده...الحمد لله....اني شفت اخوك في هالموقف... الحمدلله...... ابراهيم:هاذي امي اللي اعرفها....ياحبي لك يمه.....الله يخليك لي يا بوي توقعت ايمانك اقوى من كذا.....يا ساميه....لا تغرك الدنيا ...تراها ممر... واحسني الظن بالله....ولا تخافين....الموت والحياة علمها عند الله... ادعوا لي يمه ....يبه ادعوا لي.....ان الله يسر امري....واكون هناك في قرب فرصه.... ألأب ان شاء الله....ان شاء الله... انفض الجمع وبقيت ساميه.....دخلت عليها...كانت تكفكف دمعها...وتحاول ان تتماسك...سألتها: ساميه ايش فيه؟ 0مافيه شي ياسيتا.... 0براهيم وين روح؟ 0يبي يروح الجهاد ....يعني الحرب... لم استطع ان افهم كيف يترك ابراهيم كل هذا النعيم والهناء والحياة المستقره.... ويذهب ليبحث عن الموت...كان الامر اكبرمن ادراكي...لذالك لزمت الصمت....

وصلتني رساله من زوجي....يسألني فيهاعن عدد الارهابيين في السعوديه.... وكيف يتصرفون ....واوضح لي ان كلمة الارهابيين اصبحت تستخدم على نطاق واسع وهي تمثل الشريحه التي تريد ان ينصاع العالم كله لها بالقوه والعنف.... وانهم لايفكرون الا في القتال وهم اسلاميين متشددين.....وانهم الان يتجمعون في افغانستان....لمقاتلة امريكا..... عجبت لهذا الوصف الذي ذكره زوجي وابراهيم امامي خير نموذج للشباب الذاهبين الى الحرب....وكتبت له انه يوجد في البيت الذي اعمل فيه واحد منهم .... وحدثته عن خلقه العالي....عن ابتسامته المشرقه.....وعن وجهه الوضيئ..... عن حبه للأطفال.....عن قرآنه وصلاته.... هذا هو واحد من الارهابيين الذين يقف العالم منهم على وجل.....ترى ما الذي خلط الصوره في اذهان الناس.....حتى باتوا يرونها مقلوبه.... انها السياسه كم اكرهها.....!!!!

بعد نقاش ابراهيم مع اهله في ذالك اليوم.... اصبح وكأنه طائر يطير بجناحيه..... عاد اليه الكثير من مرحه....اصبح يمضي وقت اطول في المنزل....كان وكأنه.... يودع كل شيئ...كان وكأنه ينتظر ليلة زفافه.....ليلة الرحيل ......التي بات الجميع في انتظار منها وتوجس.... في تلك الليله لم ينم ابراهيم ......ولم يدعني انام....حيث رفع صوته بقراءة عذبه للقرآن الكريم.....قرأ كما لم يقرأ من قبل....وعم البيت صدى صوته.... ونشر في ارجائه الخشوع والسكينه......وبعدها بدأ في الصلاة....بدأ في التقرب الى الله....وناجاه ....واي مناجاة؟.... وبقي يصلي....الى وقت متأخر.....غلبني فيه النوم فتركته ونمت.... وفي الصباح....كان الوداع....مريرآ علي انا فكيف بهم هم.... بدت ام ابراهيم متماسكه ارتسمت على محياهاابتسامة حزينه....ولكنها كانت قويه احتضنها ابراهيم وقبل راسها ويديها...قالت:مقبل غير مدبر بأذن الله.... وردد ابراهيم ورائها...بأذن الله.....بأذن الله.... كانت ساميه تغالب عبراتها....فلم تستطع الكلام....وكان الاب جالسآ وكأنما لم يعد يستطع الوقوف....انحنى ابراهيم وقبل راس ابيه....ونظر الى اخته....واخذها بيدها الى مكتبته وقال: ساميه لاتهجرين هالمكان امانتك.....احييه بذكر الله ... والصلاة والتلاوه..... 0 ان شاء الله .....ان شاء الله..... حمل حقيبته الصغيره....بين يديه...ومشى بخطوات سريعه.....وماهي الا لحظات وصار ابراهيم خارج المنزل.... وبكيت انا....وتسائلت الى اين؟ اي مصير ينتظرك....وتذكرت ذالك العهد الذي قطعته على نفسي....ان اربي ابني الصغير...حتى يصبح مثل ابراهيم...ربما يأتي اليوم الذي يبحث فيه ابني ....عن ما بحث عنه ابراهيم اليوم....هل استطيع حقآ ان اكون مثل هذه المرأة الصامده.... انه اليقين...بعظمة الله....انه الايمان عندما يملئ القلوب.... اللهم هب لي قلبآ مثل قلوبهم..... وايمان يجعلني استهون الدنيا ....واطلب الاخره... اللهم احفظ ابراهيم.....اللهم احفظ ابراهيم.........في اليوم الذي تلى ذهاب ابراهيم…..كان الجميع يلفهم صمت حزين…..وكان للفراغ الذي تركه ابراهيم اثر لا يخفى على الجميع كان و كأنما نور وانطفأ…..او لحظات فرح ومضت….كان وجود ابراهيم يضفي على الحياة تلك المسة السحريه…التي لايمكن الا ان تستشعرها في ضحكاته…. ومرحه….في صلاته ….في ذالك الترتيل الرائع لكتاب الله….. ولكن لقد انتهى كل هذا….وكم كانت الحسرة في داخلي كبيره….على ابراهيم…..وانا التي لم اعرفه الا مدة قصيرة من الزمن…. فكيف بأهله…. الذين امضوا معه ….اجمل ايام العمر….. كان الله في عونهم…. في تلك اليله….تقلبت في فراشي ولم استطع النوم….تناهى الى سمعي صوت ما….لم استطع ان اتبينه…كان الصوت ضعيفآ…. نهضت من فراشي استطلع الامر….كان نور المكتبة مضائآ….تسائلت من هناك يا ترى…؟ اقتربت ونظرت….انها ساميه….في مكان ابراهيم…..وعلى سجادته…..وبين يديها قرآنه….كانت تقرأ وهي تغالب البكاء احيانآ يعلو صوت بكائها ….واحيانآ صوت تلاوتها…..كان من الواضح انها تحاول ان تتماسك…. قامت للصلاة….وظللت انا اراقبها بصمت واعجاب ….فهي على صغر سنها كانت فتاة رائعه…تذكرت ان من وراء ذالك كله تلك الام التي عرفت كيف تربي ابنائها….على هذا النحو الجميل….تسللت بهدوء وعدت الى فراشي…وانا اسئل نفسي لماذا لا اصلي مثلهم…. يومآ ما لابد ان افعل…..انهم يقبلون على الصلاة …..كا أقبال الناس على الحياة….انهم يزرعون في داخلي دهشة بلا حد…. بعدها باسبوع جائت ام خالد للزياره….كانت ثائره ….بشكل غريب…وارتفع صوتها في المنزل….كانت تخاطب ابو ابراهيم: وين براهيم …..وينه …..اللي سمعته صحيح؟ ساميه: عمتي تكلمي بهدوء ماله داعي العصبيه اللي انتي فيها… الاب : وشو اللي سمعتيه…

نتابع بقية القصة في الحلقة الاخيرة ....