أبو فـلاح
15 / 08 / 2003, 49 : 11 PM
قرأت هذا المقال وأنا أتصفح جريدة الرياض هذا اليوم ....وتعبيرا عن مدى اعجابي بالمقال وكاتبه .أحببت أن تشاركوني الاستمتاع به :
نسلط ضوء الكاميرات على هؤلاء الأبطال!!
التاريخ: الجمعة 2003/08/15 م ...جريدة الرياض
كتب : ممدوح المهيني
كان واقعاً أقرب لسينما اثارة. صحراء خرساء تماماً، مغمورة بمحيط من الظلام وكأنها صورة فوتوغرافية .
فجأة اخترقتها على نحو غير منظم سيارات الشرطة تتدافع وهي مشعلة الاضواء الأمامية العالية، صيحات، اصوات طلقات تلعلع، خيوط حمراء تخيط السماء، دوي انفجارات، اعضاء تطايرت، أجساد اخترقت برصاص على شكل ثقوب سوداء صغيرة، اللغة تحولت إلى أنات.
في احدى الصحاري المحيطة بمحافظة بتربة شمال حائل حدثت مثل هذه القصة، ابطالها ابناؤنا رجال الشرطة الذين لاحقوا أحد الإرهابين داخل صحراء عريضة غير معتادة على خطوات بشرية.
مات بعضهم وأصيب آخرون.. بالتأكيد انهم لم يترددوا بالدخول في لعبة اسمها "الموت يداعب صدرك" يعشقها مجانين يربطون خصورهم بحوازم ناسفة، ان أكثر لعبهم متعة هي تفجير المجمعات وقتل الأطفال الرضع، ولكن مع ذلك فلا مانع من اللعب في الصحراء، هناك فرصة سانحة لمتعة قبل التعالي إلى المطلق النوراني، أفجر جسدي وآخذ معي في رحلتي النهائية شخصين.
في كل عمليات الدهم التي جرت كان هناك اعمال بطولية حقيقية.. انها اعمال بطولية لانها تدافع عن أمن بلدنا، ان الذين سقطوا كانوا يتعاركون مع الموت بشكل مباشر وعندما بقرت أجسادهم وتلطخت وجوههم بالدماء وتراب الصحاري كانوا يدفعون انفسهم ثمناً لنعيش في هدوء وسلام ولكي لا نعتقد بعد ذلك ان اصوات مفرقعات الأطفال هي دوي انفجارات بغيضة كما أصبح يحدث بعد 12مايو .
لماذا تغيب هذه الاعمال البطولية عن اعلامنا المحلي؟!
إن الأفعال الشجاعة تتلاشى إذا ظلت فقط تدور في فضاء الكلام.
إن الأمر بحاجة إلى اضواء كاميرات لنعرف أي شجاعة وفروسية يمتلكها هؤلاء الأبطال.
في مناطق نائية ومظلمة كانوا يزفرون باجهاد ولكن هذا لا يجعلهم يتراجعون بل يقدمون بفدائية.ان زفيرهم يشتد ليتحول الى شهقات موتى .
تفاصيل هذه البطولات بحاجة إلى اعلام يخرجها للناس ليتعرفوا على ان هناك من بين ابنائنا من يضحي بنفسه من أجل سلامة أفراد وطنه من عمليات مجنونة قد يكونون احدى ضحاياها في المستقبل.
يجب تقريب الصورة الإعلامية على وجوه ابنائهم الناعمة لنعرف انهم بهذه الشجاعة التي جعلتهم يقدمون ولا يفكرون انهم سيخسرون ملامسة خدودهم الطرية وتقبيل شفاههم الصغيرة ولنعرف أيضاً ان ارواحهم ساهمت في ان تمر مداعبتنا لاطفالنا بهدوء وسعادة.
الذين يبتسمون وينادوننا باسمائنا في تحرج وهم يطلبون منا ان نفتح شنطة السيارة بحاجة إلى ان نعرف حقيقة الجهد الذي يقومون به وبكل تفاصيله الشاقة.. هناك في الخفاء ممن يقومون باعمال عظيمة لا نعرف مقدار ضخامتها وصعوبتها .
من غير المعقول ان تمر قصص عظيمة مثلها بتغطيات اعلامية وقتية وغير مفصلة تحولهم إلى كومبارس مع انهم أبطال القضية الكبرى والخطيرة.
فلنقترب من وجوههم ولنتعرف على ملاحهم الصغيرة ونشاهد بالضوء تحركاتهم التي تمت في الظلام الحالك وبجوار المزارع المهجورة، فلنسجلهم في ذاكرة لا تنمحي!!
منقول للكاتب الأستاذ : ممدوح المهيني
************************************************** ***********************
-من وجهة نظري الشخصية أن طرح الاستاذ ممدوح طرح مهم خصوصا في ظل تصاعد الأحداث وتواترها ....فهناك تقصير إعلامي غير مقصود تجاه هذه الأزمة ..لا أقصد هنا الاعلام المقروء فحسب بل وحتى المرأي ...إذ يجب تكريس الجهود وزيادة الجهد في التعريف بهذه الفئة الضالة وأفكارها وأهدافها ومخططاتها ...
كذلك يجب تقديم سرد تاريخي لحياة شهداء الواجب وإجراء لقاءات مع زملائهم ..واللحظات الأخيرة في حياتهم أثناء المواجهات ..كذلك تكريم أسرهم من المجتمع على أنهم أبطال يشهد لهم .
رحم الله كل رجل امن مات دفاعا عن امننا ..وألهم ذويه الصبر والسلوان .
تحياتي
نسلط ضوء الكاميرات على هؤلاء الأبطال!!
التاريخ: الجمعة 2003/08/15 م ...جريدة الرياض
كتب : ممدوح المهيني
كان واقعاً أقرب لسينما اثارة. صحراء خرساء تماماً، مغمورة بمحيط من الظلام وكأنها صورة فوتوغرافية .
فجأة اخترقتها على نحو غير منظم سيارات الشرطة تتدافع وهي مشعلة الاضواء الأمامية العالية، صيحات، اصوات طلقات تلعلع، خيوط حمراء تخيط السماء، دوي انفجارات، اعضاء تطايرت، أجساد اخترقت برصاص على شكل ثقوب سوداء صغيرة، اللغة تحولت إلى أنات.
في احدى الصحاري المحيطة بمحافظة بتربة شمال حائل حدثت مثل هذه القصة، ابطالها ابناؤنا رجال الشرطة الذين لاحقوا أحد الإرهابين داخل صحراء عريضة غير معتادة على خطوات بشرية.
مات بعضهم وأصيب آخرون.. بالتأكيد انهم لم يترددوا بالدخول في لعبة اسمها "الموت يداعب صدرك" يعشقها مجانين يربطون خصورهم بحوازم ناسفة، ان أكثر لعبهم متعة هي تفجير المجمعات وقتل الأطفال الرضع، ولكن مع ذلك فلا مانع من اللعب في الصحراء، هناك فرصة سانحة لمتعة قبل التعالي إلى المطلق النوراني، أفجر جسدي وآخذ معي في رحلتي النهائية شخصين.
في كل عمليات الدهم التي جرت كان هناك اعمال بطولية حقيقية.. انها اعمال بطولية لانها تدافع عن أمن بلدنا، ان الذين سقطوا كانوا يتعاركون مع الموت بشكل مباشر وعندما بقرت أجسادهم وتلطخت وجوههم بالدماء وتراب الصحاري كانوا يدفعون انفسهم ثمناً لنعيش في هدوء وسلام ولكي لا نعتقد بعد ذلك ان اصوات مفرقعات الأطفال هي دوي انفجارات بغيضة كما أصبح يحدث بعد 12مايو .
لماذا تغيب هذه الاعمال البطولية عن اعلامنا المحلي؟!
إن الأفعال الشجاعة تتلاشى إذا ظلت فقط تدور في فضاء الكلام.
إن الأمر بحاجة إلى اضواء كاميرات لنعرف أي شجاعة وفروسية يمتلكها هؤلاء الأبطال.
في مناطق نائية ومظلمة كانوا يزفرون باجهاد ولكن هذا لا يجعلهم يتراجعون بل يقدمون بفدائية.ان زفيرهم يشتد ليتحول الى شهقات موتى .
تفاصيل هذه البطولات بحاجة إلى اعلام يخرجها للناس ليتعرفوا على ان هناك من بين ابنائنا من يضحي بنفسه من أجل سلامة أفراد وطنه من عمليات مجنونة قد يكونون احدى ضحاياها في المستقبل.
يجب تقريب الصورة الإعلامية على وجوه ابنائهم الناعمة لنعرف انهم بهذه الشجاعة التي جعلتهم يقدمون ولا يفكرون انهم سيخسرون ملامسة خدودهم الطرية وتقبيل شفاههم الصغيرة ولنعرف أيضاً ان ارواحهم ساهمت في ان تمر مداعبتنا لاطفالنا بهدوء وسعادة.
الذين يبتسمون وينادوننا باسمائنا في تحرج وهم يطلبون منا ان نفتح شنطة السيارة بحاجة إلى ان نعرف حقيقة الجهد الذي يقومون به وبكل تفاصيله الشاقة.. هناك في الخفاء ممن يقومون باعمال عظيمة لا نعرف مقدار ضخامتها وصعوبتها .
من غير المعقول ان تمر قصص عظيمة مثلها بتغطيات اعلامية وقتية وغير مفصلة تحولهم إلى كومبارس مع انهم أبطال القضية الكبرى والخطيرة.
فلنقترب من وجوههم ولنتعرف على ملاحهم الصغيرة ونشاهد بالضوء تحركاتهم التي تمت في الظلام الحالك وبجوار المزارع المهجورة، فلنسجلهم في ذاكرة لا تنمحي!!
منقول للكاتب الأستاذ : ممدوح المهيني
************************************************** ***********************
-من وجهة نظري الشخصية أن طرح الاستاذ ممدوح طرح مهم خصوصا في ظل تصاعد الأحداث وتواترها ....فهناك تقصير إعلامي غير مقصود تجاه هذه الأزمة ..لا أقصد هنا الاعلام المقروء فحسب بل وحتى المرأي ...إذ يجب تكريس الجهود وزيادة الجهد في التعريف بهذه الفئة الضالة وأفكارها وأهدافها ومخططاتها ...
كذلك يجب تقديم سرد تاريخي لحياة شهداء الواجب وإجراء لقاءات مع زملائهم ..واللحظات الأخيرة في حياتهم أثناء المواجهات ..كذلك تكريم أسرهم من المجتمع على أنهم أبطال يشهد لهم .
رحم الله كل رجل امن مات دفاعا عن امننا ..وألهم ذويه الصبر والسلوان .
تحياتي