المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات خادمة اندونسية في السعودية (( الحلقة الثانية ))


ابو تركي المسردي
12 / 08 / 2003, 00 : 09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


استكمال لما سبق في الحلقة الاولى ،،،

دخلنا المنزل تنحى الاب عن الطريق ....واخذتني الفتاة الى غرفة صغيره جانبيه سألتني ان كنت جائعه...او متعبه... فقلت لها :لا واخبرتني انه لا يوجد عمل كثير في المنزل....وانهم أرادو الاستعانه بي من اجل تعب الام فقط.. ذهبت وتركتني في الغرفه التقطت انفاسي ورتبت حاجياتي وطالت مدة جلوسي في الغرفه فخرجت كانت ام ابراهيم تهم بالدخول علي ابتسمت عندما راتني ... وناولتني وشاحآ وهي تقول لي:هلا بك ياسيتا ...اسمعي هذا الغطاء تحطينه على راسك اذا كان فيه في البيت رجال انتي في المطبخ ...او في غرفتك على راحتك بس اذافيه احد لا.....قولي انشاء الله .انشاء الله....غمرتني سعادةكبيره وانا اسمع كلام ام ابراهيم...انها تريد ان تحافظ علي...كم هو رائع هذا البيت ! تجولت في المنزل واعجبتني فيه تلك اللمسات الجماليه البسيطه التي تنم عن ذوق عالي ورفيع...دونما تكلف او بذخ...عدت الى المطبخ...وحاولت اشغال نفسي... بالمسح والترتيب وكنت في حالة ترقب...متى يأتي ابراهيم....جائت الفتاة الى المطبخ وأخذت تعد العشاء ....سألتني ان كان لدي أطفال وأخبرتها عن صغيري...وزوجي.... وابي وقلت لها اني سوف أ عطي أبي الكتب التي اعطوني اياها....وسألتني ان كان يهتم..لمثل هذه الامور 0000واكدت لها ذالك فقالت : يبشر بالخير عملنا سويآ وبعد ان انتهت ذهبت وبقيت انا....وسمعت صوت ابراهيم أخيرآ دخل الى المنزل وتوجه الى الصاله حيث كانت أمه واخته... في داخلي وجدت شعورآ غريبآ يحفزني الى الى ان اراه....ولكن كيف؟ كنت اريد ان اعرف كيف يتصرف هذا الشاب ....ماذا يفعل.....كيف يعيش....كم غريب من الاسئله اجتمع في داخلي؟ وراق لي ان افكر في مراقبة هذا الشاب...وعلمت اني سأواجه صعوبة كبيره0000ثم اني أخاف ان يفسر اهتمامي به ...تفسيرآ خاطئآ....ولكن اني والله اره مثل الحلم الجميل ....والغيمة التي لا يخالط بياضها سواد.... ان الايام قادمه وهي كفيلة ان تجعلني اعرف هذا البيت اكثر وهذا الشاب....اكثر واكثر... عادت الى الفتاة وأخذت الطعام اليهم ...وتناولت طعامي انا...وبعد ان انتهوا..جلسوا مايقارب الساعه مع بعضهم ثم ذهب ابراهيم الى الغرفه المليئه بالكتب....واوى السيدان الى غرفتهما....ولحقت الفتاة بابراهيم ...مكثت عنده قليلآ ثم ذهبت هي الاخرى الى غرفتها.... اما اناكانت الغرفه المخصصه لي في الطابق الارضي ....بجوار المطبخ ... خرجت من غرفتي كان نورالمكتبة لا يزال مضائآ....أقتربت كان هناك صوت... اقتربت أكثر لأعرف ماهية الصوت...انه لم يكن الا ابراهيم..... كان يقرأ القرأن.....ياله من صوت .....رخيم....تملكني خشوع عجيب..... ورهبة لم اعلم سرها...لم يكن يقرأ كان ....يرتل....كان يسبح في ملكوت الله... كان يرفرف في سماء من الايمان والنقاء..... وقفت في مكاني لم استطع الحركه....وكأنما هذا الصوت يمسك بتلابيبي! وعندما توقف الصوت تنبهت لنفسي....وأسرعت عائدة الى غرفتي.... ولازلت تحت تأثير ذالك الصوت البهي .....الذي ظل صداه يتردد...في اعماقي وكأني اول مرة اسمع القرأن..... عندما عدت الى غرفتي وحاولت النوم .....لم استطيع...كنت لا ازال واقعه تحت تأثيرما سمعت..... وانتابتني حالة من السكون الجميل....وكأنما ابراهيم...قدسحرني بهذه القراءه....اي كنز بين أيدينا ....اي كتاب هو القرأن؟وأي قارئ هو ابراهيم كم نحن مفرطون....اني افكر وبكل جديه ....ان اكمل حفظ القرآن؟ ترى كم يحفظ ابراهيم من القرآن؟ لابد انه يحفظ الكثير او قد يكون يحفظه كله....عندما اعود الى بلدي...لعلي ان استطيع000ان اخلص العمل وأربي ابني....كما يجب....اريده ان يكون مثل ابراهيم بالضبط.....ليس بالمال وحده...يشقى الانسان ويسعد....هناك امور أهم وأبقى... فكرت في العوده لمراقبة ماذا يفعل ابراهيم....ولكن لم اجد في نفسي الشجاعه الكافيه....حاولت ان انام...شعرت بالشيئ الوحيد الذي أفتقدته في البيت الكبير... انه الليل المرصع بالنجوم....وضياء القمر...فقد اعتدت على هذا المنظر..الساحر ولكن لا أسف......نعم لا أسف....اني أشعر بالعوض....اكبر من أي فقيده... والحمد لله......الحمد لله....

علىأذآن الفجر.....كان في البيت حركة ونشاط....صوت الاب ....يرددبصوت عالي لاأله الا ألله.....اللهم صلي وسلم على محمد.... كان خارجآ هو وابراهيم الى المسجد..... الفتاة تطرق علي باب الغرفه....توقظني بصوت خفيظ.... .سيتا الصلاة ..........في الحقيقه لم اكن نائمه ولكني تظاهرت بذالك...وقمت عندما سمعت ندائها.... الكل مستيقظ والكل يصلي.....أشعر وكأني في حلم... استيقظت وأديت الصلاة....وذهبت الى المطبخ..... وبعد قليل لحقت بي الفتاة... وأخذنا في أعداد الافطار....تحلقت العائله حول الافطار...كان هناك سوار من الود يحيط بهم...انه رضى الله....يتمثل لك شعورآ....غريبآ تستشعره ولكن لا تعرف كيف تصفه...... وبعدها خرج أبراهيم ....وحملت الفتاة...الى المطبخ....أوني الافطار...سألتها فجأة براهيم وين روح؟ وقفت الفتاة وعلى وجههاابتسامة ممزوجة بالدهشه:ليش تسألين ؟ لم ادري ماذا اقول.....وتحول الامر الى أبتسامات متبادله....وبعد تفكير قليل قالت ابراهيم يروح الدرس....تعرفين معنى الدرس....يعني علم شرعي....زي المدرسه يدرس حديث....تفسير.....وقرآن....مادري فهمتي؟... هززت رأسي....فا ربما لم اتوقع ان اسمع...شيئ غير هذا...تركتني الفتاة ولا ادري مالذي دار في خلدها....حول سوألي.... ولكن لابأس ....انهم قوم طيبون....وانا لا اقصد الا كل خير... مضى اليوم الاول كما يمضي الحلم....الاعمال كلها بسيطه ....عملت بجد واخلصت لهم....احببتهم من كل قلبي..... انهم بحق عالم أخر....

هذا هو اليوم الثاني لي هنا........ماأجمل الحياة! نعم ان الحياة جميله عندما يرزقك الله....بصحبة أمثال هؤلاء الناس.... دخلت غرفة المكتبه....ووقفت أتأملها كانت غرفة كبيره...غطيت جدرانها بأرفف الكتب الكثيره....وفي احد الزوايا استقرت طاولة مكتبيه متوسطة الحجم... وضع فوقها بعض من الكتب....ومجموعة اقلام..ودفتر كبير....وفي المنتصف وضع القرآن...هذا هو عالم أبراهيم! ليتني كنت أجيد العربيه حتى أقرأ هذه الكتب.... أنهيت تنظيف المكتبه..وخرجت كانت ام ابراهيم...قد تمددت على احدى المقاعد في الصاله... كانت تبدو فعلآ متعبه....وكنت أراقبها بكل شفقه....فقد نبهتني الفتاة قبل ان تخرج ....الى ان أهتم بأمهاوأكون بجوارها... انتهيت من تنظيف المنزل ....وبدأت في أعداد طعام الغداء....وبعد ساعة من صلاة الظهر...أتت الفتاة مع والدها...اتجهت الى أمها قبلت رأسها ويدهاوهي تقول: ان شاء الله تكونين بخير يمه.... . الحمد لله...انا بخير لا تخافين علي... كان أنشغال الفتاة على أمها واضحآ....رغم انها تجاهد في عدم أظهار ذالك... كان ابراهيم أخر الحاضرين الى المنزل...سلم على أمه واخته ...وأخذ في الحديث معهما ..تعالت الضحكات ....كان أبراهيم يميل الى المرح...وكان هذا واضح عليه جدآ....دائمآ أشعر انه حيثما كان أبراهيم كانت السعاده.... انتهوا من تناول طعام الغداء....وتفرقوا بينما بقيت الفتاة بجوار أمها...ومعها كتبها الدراسيه ....تقبل عليها تاره ...وترقب أمها تاره.... وفي الليل أجتمعوا وكان ابراهيم يقرأ عليهم كتاب ....ثم يتوقف ويشرح ماقرأ... وبدا ان هذا الامر عادة عندهم....وان كان شيئآ غريب علي... وبعد ان تناولوا العشاء..وتأخر الوقت....أوى الجميع الى مضاجعهم ...وبقي أبراهيم ..في غرفة المكتبه....وبعد ان هدأ الوضع...تسللت الى قرب المكتبه كان الباب مواربآ....نظرت رأيت ابراهيم قد فرش سجادة على الارض ...وتوجه الى القبله وبدأ في الصلاة.....كان ظهره الي.....وهذا من حسن الحظ.... راقبته كان يصلي بخشوع شديد....ويطيل في السجود...وعندما انهمك في الصلاة بكى....كان يدعو وهويبكي....ويسجد وهويبكي....حتى أبكاني معه.... وعجبت الى مرح النهار ....وقوته....كيف تتحول الى ضعف وأنكسار في الليل عندما يقف أبراهيم أمام الله .....يكون شيئ أخر..... يالا هذا الشاب.....كم علمني من عظات وعبر..... لا ادري كم مضى من الوقت وانا اراقبه....خفت...ان ينتبه الي ...وأن كنت أشعر انه غارق في عالم أخر ....عالم....من المناجاة والتقرب....للبارئ رب هذا الكون هنيئآ لك هذا يابراهيم.......هنيئآ لك.... عدت الى غرفتي بقلب غير الذي ذهبت به.....وضعت رأسي على وسادتي سألت الله ان يمنحني قلب كقلب ابراهيم.....وأيمان قوي كا أيمانه...

وتمضي ألايام....وانا في هذا البيت الرائع....وبين هذه القلوب العامره باالايمان... وقبل نهاية الشهر..تسلمني ام ابراهيم الاجره...كان لهذا العمل وقع كبير في نفسي لم يكن المال بحد ذاته....هو سبب سعادتي....بل هذه النفوس الطيبه...وهذا التعامل الكريم.. الذي جعل من الحياة معهم متعة لا تمل.... بدأت الامور تستقر معي....وارسلت المال لزوجي وهنئت معهم ....باأيام لا تنسى...نعم هكذا يجب أن يكونوا اهل هذا البلد.....وهكذا تخيلتهم....

وتوالت ألأيام الى ان جاء ذالك اليوم الذي رأيت فيه أبراهيم...وقد أنقلب رأسآ على عقب...دخل البيت بسرعه....وهويحمل كمآ من الصحف....كان يقرأ على أمه ... ويخبرها عن شيئ ما في الصحيفه....كان يقرأ بتأثر كبير...وكانت الفتاة تستمع في وجوم....طال الحوار بينهم .....ولم أفهم انا ....عن أي شيئ يتحدثون... كان من الواضح أن هناك شيئ حدث...واعتقد انه حدث قوي....وألا لما كان أبراهيم على هذه الحال....وبعد ان انتهى من الصحف ...فتح المذياع....وأخذ يتنقل من أذاعة الى اخرى....يلاحق الاخبار.....من هنا وهناك.... ترى ما الذي حدث؟! دخلت الفتاة الى المطبخ..كان القلق يرتسم على وجهها....بقوه...كنت اريد ان أسئلها مالذي حدث...ولكن لم تمهلني....حملت الشاي ...وخرجت بسرعه.... وعندما عادت...اوقفتها وسألتها عن ما حدث....نظرت الي ولسان حالها يقول ... كيف استطيع ان أفهمك.....قالت :سيتا الامر صعب ....ما راح تفهمين....بعدين احاول افهمك....تركتني وزادني كلا مها حيره..... وبعدها تلقى ابراهيم أتصالآ هاتفيآ...وخرج....اتيت لتنظيف المكان....كانت ألام والفتاة في حالة من الوجوم الغريب....وأثناء ترتيبي للصحف...حاولت ان ارى الصفحه التي كان يقرأها ابراهيم...


يبتع في الحلقة الثالثة .....

abunaif
13 / 08 / 2003, 27 : 02 AM
كمل القصه


بسرعه

لو سمحت