المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات خادمة اندونسية في السعودية (( الحلقة الاولى ))


ابو تركي المسردي
04 / 08 / 2003, 54 : 10 AM
هذاهو اليوم الاول لي في هذا البيت الكبير....وجوه غريبه...نظرات متفحصه.... وفي داخلي لازالت رائحة بلدي تفوح......أمي ....صغيري ......زوجي ....أبي عالمي البسيط الذي يسكن كل زاوية من زواياه ذكرى من الالم ..والامل.. فقرنا الامتناهي...بعدي عن كل هذا جمع غصة في حلقي ...ودموع ترفض أن تغادرني..
أحتظنت حقيبتي الصغيره بيدي...شعرت انها هي كل ما يربطني بعالمي البسيط... تذكرت زوجة جارناوهي تمدني بها ...كم كانت فرحتي بها كبيره اصبحت الان هي كل مايذكرني بالأمس.... كنت فرحه لأنني هنا في السعوديه بلد الاسلام والمسلمين أن هذه الارض الطاهره تعني الكثير لكل مسلم أينما كان..فحمدآ لله انني هنا وبرغم كل ما سمعت من اراء العائدات من هنا .....الاأني اشعر بالطمأنينيه ..

بعد دخولي للمنزل الكبير... أستقبلتني أمرأه...في العقد الخامس من عمرها... عرفت بعد ذالك انه ربة المنزل ... قالت :أيش أسم انتي؟نيم ...نيم ؟ رددت عليها : سيتا............ قالت:تعالي ...وش ذا اللي في يدك؟ وعلمت من نظراتها انها تسأل عن حقيبتي....... وبسرعه مدت يديها وأخذت الحقيبه..وفتحتها ....وأخذت تحصي ما بداخلها.. ومن بين الاشياء وجدت صندوق خشبي صغيركان عبارة عن ذكرى من زوجي.. كنت أحتفظ فيه بصورته هو وأبني....وورقه كتبها زوجي بخط يده كتب فيها اهداء لي ....ورددت المرأه : والله ماأدري وشوله ذا الصندوق وذا الورقه...الله يكفيناكم!..... تركت الاشياء على الارض وانحنيت أنا اجمعها بقلب مكسور..وعين دامعه.. قالت معلقة على بكائي : بعد بتصيحين من الحين ...الله يرحم حالك اخذت تطوف بي أرجاء المنزل وهي تحاول ان تفهمني دوري في كل مكان شعرت ان رأسي يدور الى ان وصلنا الى سطح المنزل ..وهناك كان يوجد غرفة مهمله طلبت مني ان أنظفها وفهمت انهاستكون لي......ثم غابت قليلا وعادت تحمل في يدها كيس ملا بس....طلبت مني أن ارتديها...بعد أن أستحم...وكان هناك حمام صغير ملحق بالغرفه وعندما انتهيت مما طلب مني جلست انتظر في الغرفه وبلا شعورمني دخلت في نوم عميق رأيت فيه أنني هناك في بيتي ومع صغيري.....وكم كان الحلم جميلا...لولا اني استيقظت منه فزعه....على صوت صراخ قوي..........سيتا ......سيتا .....وجع....ما تسمعين؟ لملمت اطرافي وحاولت أن اكون طبيعيه....ونزلت حيث مصدر الصوت وجدت نفس السيده التي كانت بأستقبالي.... أخذت تهمهم بكلمات لم أفهمها....ثم قادتني الى المطبخ ..و.من هناك بدأت العمل.... كان المطبخ عبارة عن غرفه واسعه ...مليئه بالادراج الكبيره وقد نسق بشكل جميل وفي الوسط كان هناك طاوله متوسطه وكرسيان.. .وكنت أثناء عملي اتأمل كل شيئ بلا وعي .... الى ان فوجئت بالسيده تقول : بسم الله كل شي تبقق عيونها فيه ناضري شغلك... وفهمت منها أنني يجب ان اعمل وانا أنظر أمامي فقط...فحاولت ان أكون كما تريد حاولت أن انتهي بسرعه من اعمال المطبخ التي أشارت الي بالقيام بها... وعندما انتهيت اخذتني في جوله تنظيف على حمامات المنزل و تعجبت لكثرتها... ثم غرف المنزل في الطابق العلوي الغرفه الاولى كانت على ما بدى لي للسيده... كان فيها أثاث جميل بألوان داكنه...وأثاث متكامل من سرير الى طاولات جانبيه الى مرايا... واريكه لطيفه في الزاويه...وستر متناسقه... في أثناء ذالك همست لنفسي: انهم يمتلكون كل شيئ كم هم سعداء! انتهينا من تنظيف الغرفة الاولى ذهبنا لغرفة كانت ابعد قليلا من سابقتها... دخلت خلف السيده كانت الغرفه مختلفه تمامآ...كانت الفوضى تنتشر فيها.... وكانت ألوانها زاهيه يسودعليها اللون البرتقالي الفاتح....كانت الملابس على الارض....والكتب مبعثره على الطاوله....والمشجب مليئى بالملابس.. كان هناك جهازتلفاز ومسجل وفيديو ...والكثير من الاشرطه المتنوعه.والمجلات... وفي ركن الغرفه جهاز أخر علمت أخيرآ انه ما يسمى بالكمبيوتر ...وكان واضحآ ان الغرفه لشاب....وبعد جهد جهيد انتهينا....وكنت أظن أنني سأرتاح قليلا ولكن أخذتني السيده الى غرفة أخرى كانت اوسع واقل فوضويه وتبدوا انها لشخصين ... كانت تزين جدرانها لوحات جميله وفي الزوايه ورد احمر بدا ملفت للنظر... كانت ادوات الزينه مبعثره على الطاوله وكثير من ما سكات الشعر...ومن خلال كل هذه الاشياء توقعت أن هذه الغرفه لفتاتين....انتهينا من هذه الغرفه بسرعه أسرعت مهرولة نحو الدرج الرخامي حاملة معي كميه كبيره من الملابس المتسخه.. اوقفني صوت السيده : طلعي الهدوم وعودي ....بقي ذا الغرفه .... هناك غرفة أخرى .....ياألاهي..... هناك غرفة اخرى....أصابني الغيظ ولكن التزمت الصمت وأومأت للسيده علامة الايجاب وذهبت بسلة الغسيل الىالحمام وعدت بسرعه الى السيده التى وجدتها قد سبقتني الى داخل الغرفه التي أشارت اليهاكانت الغرفه متكاملة الاثاث ككل غرف المنزل كان فيها تلفازصغير ...وألعاب كثيره.... وفي احد الاركان يوجد دب صناعي كبير....كم يبدو جميلا ! عرفت من هذه الغرفه ان هناك طفل في العائله.....كم احب الاطفال... أيقظني صوت السيده :خلصي بسرعه ورانا شغل.... استعجلت في العمل....وانتهينا اخيرآ من الغرف ومررنا على صالة الجلوس في الطابق العلوي التى كانت عباره عن مقاعد مخمليه غامقة اللون احتلت نصف مساحة المكان وترك الباقي كممر موصل للغرف..

القت السيده نظره اخيره على المكان ثم ذهبت الى غرفتها واعتبرت ذالك اذن لي بالراحه...صعدت الى غرفتي الصغيره....شعرت بالجوع فا منذ وصولي لم أكل شيئ..... تشاغلت عن هذا الشعوربكتابت هذه السطور... كان وصولي الى هذا المنزل في الصباح الباكر .... والان ها هو صوت الموأذن يرتفع مناديآ لصلاة الظهر...كم شدني صوت الاذان...وتذكرت بلدي اندنويسيا الحبيبه...... بعد ان اديت الصلاة نزلت الى المطبخ وكان هناك ضجيج كسر حدة الصمت في هذا المنزل الكبير كان الصغير قد أتى من المدرسه كانت حقيبته ملقاة في المدخل وعندما رأني قال: اكيد انتي الشغاله الجديده...واخذ يضحك بدون سبب ابتسمت له يالله سوي شي اكله......انا جوعان... لم افهم ماذا يريد....وتدخلت السيده في الوقت المناسب... امرتني ان اذهب بالحقيبه الى غرفته ففعلت... وعندما عدت كانت السيده وأبنها الصغير في المطبخ...فرحت هناك رائحة طعام اعدت للصغير كأس من العصير وطبق من البيض...وغلبني الجوع فا حاولت ان أفهمها اني جائعه.....قالت السيده وهي ترمي لي بقطعة من الخبز والجبن... بسم الله على وليدي خذي ....لم أهتم بكلامها فقد شغلت بتناول الطعام ... وبعد ان انتهيت أمرتني السيده ان أبدأ بغسيل الملابس و اعطتني ارشادات كثيره ففعلت ما امرت به.... وبعد ان انتهيت جلست على طاولة المطبخ انتظر اي أوامر جديده.... أخذني التفكير الى البعيد وبينما انا غارقه في التفكيراذا بشاب يقف أمامي كان يرتدي قميص ابيض وبنطال أسود وفي يده مجموعة من الكتب والدفاتر كان يتفحصني بعينيه... وهويقول يا هلا وغلا.....شغاله جديده...اخيرآ بتنظف غرفتي ....وتترتب ملابسي لم افهم كثيرآ مما قال الا انني شعرت بالضيق منه ...كان والحق يقال شاب جميل ممتلئى بعنفوان الشباب....ابتعدت عنه وتظاهرت بالعمل...الى ان خرج...

وبعده اتت اولى الفتيات استقبلتها امها وهي تقول :ابشرك الشغاله جت صرخت الفتاة: صدق يمه......اخيرآ يعني مافيه قومي سوي قومي جيبي....وينها دخلت المطبخ واخذت تنظر الى ..قالت:يمه ما كنها حلوه اكثر من الازم .. قالت الام ...لاحلوه ولا شيئ .....بعدين انا ابيها مقبوله عشان اخوك الصغير..والضيوف.. قالت الفتاة: على قولتك.....وظعت في يدي غطائها الذي كانت تضعه على جسدها وحقيبتها ..وقالت:..تعالي وراي.... ومشيت خلفها الى ان وصلنا الى الغرفه....دخلت وعندما رأت ان الغرفه قد تم تنظيفها.....علت على وجهها أبتسامة جميله.وهي تردد..تمام.....تمام.. كانت فتاة رشيقه.....فيها عذوبة لا تخطئها العين..... اخذت الحقيبه وابقت الغطاء الاسود في يدي...وقالت هذا غسيل ...عبايه حق انا واومأت لها علامة الفهم ....وعندما هممت بالخروج دخلت الفتاة الاخرى..... وقالت :أخيرآ الشغاله وصلت.....رمت بالحقيبه على الارض وأعطتني عبائتها .. بدت لي تشابه اختها ولكنها أكثر طولا وأقل أبتهاج.... نزلت أنا ونفذت ما طلب مني....كان وقت صلاة العصر قد دخل ...وكان جميع من في البيت نائمون صعدت الى غرفتي وشرعت في الوضوء والصلاة...وتعجبت لماذا لم يستيقظوا للصلاة.... وبعد ان انتهيت أخذت في تنظيف الغرفه الخاصه بي وحاولت كثيرآ ان يكون المكان مرتبآ....ثم نزلت الى المطبخ وبحثت عن شيئ أكله...... انه الجوع ! فتحت الثلاجه وكانت مليئه بكل ما يخطر علىالبال من انواع الطعام....كنت خائفه أن يراني أحد....مددت يدي وأخذت تفاحه.... وأكلتها بسرعه....والحمد لله أتت السيده بعد ذالك ولم تلا حظ شيئآ وبدأت في صنع القهوه ....انهم يشربون قهوة غريبه ....وغير مستساغه...واثناء ذالك دخل رجل الى المنزل وكان يحمل معه طعام من الخارج وضعه على طاولة المطبخ والقى علينا نظرة سريعه وهو يلقي السلام .... وتوجه مباشرة الى فوق.... علمت فيما بعد انه رب الاسره.... وقامت السيده بتجهيز الطعام وأمرتني ان اوقظ الاولاد صعدت الى فوق طرقت باب الطفل اولا ودخلت استيقظ الصغير بسرعه وقال انا اسمي طارق ...خلاص رددت ورائه: تارك.....تارك ....وأخذ يضحك ويقلدني ....تركته وذهبت الى غرفة الفتيات وطرقت الباب .....ثم طرقت الباب الى ان سمعت صوت أحداهن : عمى .....خلاص نازلين....أوف! وجاء دورالشاب.....وكم كنت خائفه منه....طرقت الباب....ولم يرد....وطرقت مرة اخرى...وفتح الباب فجأه....واذا به يقف أمامي وهو يبتسم ...... اعطيته ضهري ونزلت بسرعه......ولا ادري لماذا ارتسمت صورة زوجي وطفلي واحتلت كل المساحه التى أمامي.....في هذه الحظه بالذات..وشعرت بدموعي تتساقط على خدي .... ....وصلت المطبخ وانا في ضيق ما بعده ضيق...وجدت السيده قد تركت لي طعامآ....ورغم الجوع الا انني تناولت طعامي بصعوبة بالغه....انتهيت من الطعام ونادتني السيده لكي ارفع بقايا الطعام وانظف المكان وتحلقوا هم حول التلفاز .. وهم يتبادلون كلمات مقتظبه ...شعرت انها خالية من الحياة.... ركض الطفل الي كان يريد ان يساعدني في حمل الاطباق ولكن امه ارجعته بغضب واضح.... وبعد ان انتهى عملي في المطبخ....... صعدت الى غرفتي وبدأت في كي الملابس وعجبت لكثرتها وتنوعها وخاصة ملا بس الفتيات التي كانت في اغلبها عباره عن البنطال والقمصان القصيره.... ومضى وقت كبير وأنا على هذا الحال واخيرآ حملت معي الملابس ونزلت بها .... ووزعتها على الغرف كانت غرفة الفتيات تضج بصوت الموسيقى العاليه ....وغرفة الشاب هادئه لانه لم يكن موجود.....وغرفة الصغير طارق تضج بصوت من نوع اخر وهو صوت لعبة يقال لها (السوني) الزمني الصغير بالبقاء عنده وحاول ان يعلمني هذه اللعبه..... وتعجبت لقدرته على معرفة هذه اللعبه وهو لايزاال صغير..بقيت معه وكم كان مرحآ ودودآ....الا ان نادتني احدى الفتيات.... وامرتني بالنزول .... ومضى وقت المغرب ولم ارى أحد يصلي .....وكم حز ذالك في نفسي فلم تكن هذه هي الصوره التي رسمتها في داخلي عن اهل هذا البلد الاسلامي .... وتسائلت لماذا هم هكذا اليسو مسلمين ؟

بقي الاب في المنزل الى ما بعد العشاء....ثم خرج ولم يعد الا عند منتصف الليل وكذالك الشاب.....وفي اثناء ذالك جلسن الفتيات مع الأم في المنزل التي امضت اغلب الوقت في محادثات هاتفيه....والفتيات في تناول الشاي والمكسرات... وتبادل الحديث ..... وبين يديهم كتب دراسيه.....ثم تناولو وجبه خفيفه من الفطائر والعصير ..... وذهب كل منهم الى غرفته....وبعد ان انتهيت من عملي صعدت الى فوق كان الحر شديدآ وكانت الغرفه بعكس المنزل الذي كانت البروده تعمه فقررت ان انام في الخارج حيث سطح البيت الفسيح....نقلت الفراش وسويته ووضعت رأسي على الوساده....وفتنت بمرأى السماء والنجوم...وسادتني مشاعر بالسكون....ولم يمهلني التعب ...فنمت نومآ عميقآ...وبهذا يكون انتهى اليوم الاول لي في هذا البيت الكبير...... أستيقظت على صوت النداء البهي لصلاة الفجر...وكم كانت رائعة اصوات المأذن وهي تتشابك....وتنشر الخشوع في أرجاء المكان...وشعرت بالسكينه تتسلل الى أعماقي....جلست على فراشي ...كان الهواء لطيفآ باردآ سرت في جسدي قشعريرة لذيذه......واخذني جمال الاسحار....وضعت رأسي على ركبتي...وتذكرت طفلي ...وبيتي ....وأين انا الان.....وبكيت ...وبكيت.....وبكيت الى أن اقيمت الصلاة وانسابت الايات في أذني واستقرت في قلبي ...حتى أستكانت نفسي وهدأت....بقيت استمع الى ان انتهت الصلاة .....ثم اديت الصلاة وبقيت في سجادتي أقرأ الادعيه من كتيب صغيروفي يدي مسبحتي .... قاربت الشمس على الشروق بدأ النور يزيح الظلام لكي يأخذ مكانه ...كان مرأى الشروق .....شيئ بديع...ولكن ما ان ارتفعت الشمس قليلآ حتى بدأ الحر يشتد... نزلت الى المطبخ....مكثت قليلا واذا بالسيده...امرتني ان أوقظهم...واخذت هي في اعداد الافطار....ايقظت طارق اولآ ثم الفتاتين....ثم طرقت غرفة الشاب بسرعه....وهممت بالنزول الا اني سمعت احدى الفتاتين تناديني....ذهبت اليها... امرتني بمسح حذائها....ففعلت...ثم نزلت... اجتمعوا حول الافطار...وتناولت انا افطاري في المطبخ...تم ذهبوا جميعآ....وعاد الصمت يسود المنزل...نظفت المكان بعدهم....ثم اخذتني السيده الى غرفة كبيره كانت تسميها المجلس وكانت خاصه بأستقبال الرجال كان المكان مليئى بالمقاعد الفخمه..الى السترالرائعه..والتحف االجميله ....كان اللون الاخضر الزاهي يغلب على المكان....انتهينا منها ..الى غرفة اخرى خاصة بالنساء....شعرت انها اكثر جمالا...حيث اللون الوردي هو السائد....وفيها كل الاثاث المتكامل...وبدا لي ان هناك مجهودآ كبيرآ وراء اختيار كل شيئ هنا...وبعد ان انتهينا امرتني ان ارتب الغرف وانظف الحمامات بسرعه وبعدها ارتدت عبائتها واعطتني عباءه قديمه....وخرجنا الى الخارج وأخذت سيارة أجره وذهبنا الى المستشفى.....وكان وقتآ طويلا مرهقآ.....اجري لي فيه فحص كامل.....ولم نعد الى المنزل الا قبل المغرب بقليل...اديت الصلوات التي فاتتني ثم تناولت طعامي الذي وجدته قد ترك لي واعدت تنظيف المنزل من جديد.... وبقيت في المطبخ.... بعد ذالك اتت احدى الفتيات وصنعت الشاي..وطلبت مني ان اذهب به الى المجلس...وهناك كان الشاب واثنين من اصدقاءه..وما أن دخلت حتى صاح احدهم : خالد.....وش ذي؟ رد الشاب وهو يبتسم بمكر : هذي الشغاله الجديده... قال الاخر :محد قدك ...عندك ذا الاشكال الحلوه! قال الاول : الله يذكر أيام ليتا بالخير... ارتبكت انا وشعرت بالخوف وضعت الشاي....وخرجت بسرعه لم اكن افهم ما يقولون ولكن كانت عيونهم تتكلم... عدت الى المطبخ ......بعيون تملئها الدموع.....وقلب مظطرب.....وعقل شتته الظنون... عدت الى المطبخ ......بعيون تملئها الدموع.....وقلب مظطرب.....وعقل شتته الظنون.... رأتني احدى الفتيات على هذا الحال فقالت مستفسره: خير ......وشفيك....؟ لم استطيع الكلام.....بل ظللت ابكي ....ودخلت السيده ونحن كذالك...قالت تخاطب أبنتها: اتركيها عنك .....هاذي مالها مهنه الا تصيح...جهزي نفسك اذا تبين تروحين معي للسوق... قالت الفتاة:.....اكيد اروح السوق....يالله بسرعه سيتا تعالي اخذتني الى غرفتها واخرجت عباءه اخرى غير العباءه التي تذهب بها الى المدرسه وطلبت مني ان اقوم بكيها ففعلت وعندما ارتدتها رايت ان هذه العباءه قد زادتها جمالآ حيث كانت ضيقه بشكل ملفت للنظر...وضعت غطاء الوجه على نصف وجهها ....بينما بدت عينيها وجبينها ووخصلات من شعرها...ثم وضعت عطرآ نفاذآ وتاملت نفسها في المرآة بكل رضىوغرور....كانت فعلآ تبدو اجمل مما هي عليه في الواقع....كنت أتاملها بكل بلاهه....الا ان صرخت في وجهي : نعم ....اول مره تشوفين وحده حلوه....ههههههههههه! تنبهت لنفسي.....خفضت بصري ونزلت ذهبت الام والفتاة وبقيت انا وطارق والفتاة الاخرى وكان الشاب قد غادرهو واصدقائه...فارتحت لذالك كثيرآ... امضت الفتاة الاخرى اغلب وقتها على سماعة الهاتف....بينما بقينا انا وطارق في غرفته اغلب الوقت حدثني كثيرآ عن الخادمه السابقه وكان اسمها ليتا....وكيف ان الكل يحبها ...ثم اخرج جميع الالعاب وقضيت معه وقت ممتعآ على ان ما حدث لي اليوم كان شيئ صعب....ولكن عاهدت نفسي على الا افكر كثيرآ وان اتجنب هذا الشاب حتى لا افقد مصدر رزقي .... بقت مع طارق الى ان عادت الام وأبنتها من الخارج....واتو محملين بالكثير من الحاجيات..واعطتني ملابس لي فا اخذتها وذهبت كان الوقت متأخرآ...ولم يكن لدي ما اقومبه وقد كنت تناولت طعام العشاء مع طارق...فاستأذنت السيده وذهبت الى النوم....صعدت الى فوق وسويت فراشي...ولم يترك لي التعب فرصة للتفكير.. فنمت بسرعه..... وبعهذا انتهى اليوم الثاني لي في هذا المنزل وأشرقت شمس اليوم الثالث... وانا على يقين انني بدأت اعشق سماء هذه الديار.... واغرم بليلها وفجرها ...ونجومها ......وكان ينازع كل هذا خوف عميق من الأتي الاتي الذي لا ادري أي شيئ يمكن ان يحمله لي....رحماك ربي .....رحماك أخذ اليوم الثالث طابعآ روتينيآ....فصرت اقوم بجميع الاعمال لوحدي ....وبدأت السيده تعتمد علي في الكثير من الاعمال......زادت علاقتي بطارق فصرت احبه كثيرآ وزادت محاولاتي لتجنب خالد واختيه لأني كنت اشعر انهم قساة ...وتسكنهم قلوب لا ترحم........ وفي مساء هذا اليوم اتت امرأه غريبه للمنزل وكنت انا من فتح لها الباب نظرت الي بعيون تملئها الريبه....وقالت: اكيد انتي الشغاله الجديده....الله يعينك يا ام خالد وش ذا الزينه! ادخلتها غرفة النساء واخبرت السيده بوجودها .... اتت السيده بسرعه وهي ترحب بهذه المرأه...

.هلا هلا ام ناصر هلا بك والله يام خالد..ومبروك الشغاله الجديده....هاه بشري عساك منتبهه لها وفتشتي اغراضها....ياوخيتي تراها زينه ...انتبهي لبو خالد منها..تراهم ما يومنون تغير وجه السيده ونظرت الي وقالت بغضب: روحي للمطبخ وجهزي الشاي كنت اعلم ان الحديث يدور حولي تركت المكان وعدت بعد قليل بالشاي وكانت الزائره لاتزال ترمقني بنظرات لم استطيع تفسيرها..... تركتهم وذهبت الى عملي حيث كان ورائي الكثير من الملابس التي بحاجه الى كي وعندم ذهبت هذه الزائره احسست ان السيده تنظر الي بغيظ لم افهم سببه..... واصبحت بعد ذالك اشد قسوة علي فا كانت لاتأمرني الا بغضب....وكنت اجوع فتتجاهل جوعي .....وترهقني بكثرة العمل....وكنت اعلل نفسي واصبرها .... بأني ما جئت هنا الا للعمل وعلي ان اتحمل من اجل حياة كريمة لطفلي الصغير في هذا اليوم بالذات لم استطيع النوم فظللت اتقلب في فراشي...واسلي نفسي بمراقبة النجوم والسماء...وفجاءة سمعت صوت غريب...كان صوت صراخ وهمهمات .....خفت كثيرآ.....لم ادري ماذا افعل....وأثرت النزول على البقاء في فراشي ....نزلت واذا بالسيده تمسك بزوجها وتحاول ان توصله الى غرفته.... وكان هو يصرخ ويتكلم ويضحك ....كان في حالة من الاوعي ...رأيت في عيون السيده نظرة استنجاد!.....فاامسكت به معها .... الى ان ادخلته الى الغرفه واوصدت الباب عليه....وانهارت على اقرب مقعد في الصاله....تبكي بمرارة لم ارى لها مثيل....رق قلبي لها ....ولكني لم ادري ماذا افعل.... رفعت رأسها وكأنما تداركت نفسهاوعاد اليها شيئ من الحزم وأمرتني بالعوده الى فراشي...تركتها وذهبت وكنت اعلم في قرارة نفسي ان السيد كان مخمورآ... وتضاربت الافكار في رأسي .....وتذكرت ابي وهو يقول لي : والله لو كان غير هذا البلد لما رضيت لك ان تذهبين... اين انت لترى ما أرى ياأبي ؟ و...نمت في تلك الليله نومآ ...مظطربآوكانت ليلة لا تنسى!وفي الصباح كانت السيده تتحاشى النظر الي....وكان يوم اجازه فلم يستيقظ احد منهم الا في منتصف النهار ما عدا طارق الذي كان يملأ البيت فرحآ ومرحآ..... ويلاحقني في زوايا المنزل وهو يردد : سيتا اليوم بنروح الاستراحه....وفيها مسبح ....وبا اسبح كثير .....ولم اكن افهم ما يقصد ولكن كنت ابتسم له فيرضى نادتني السيده الى المطبخ وطلبت مني مساعدتها كانت تعد انواع كثيره من الفطائر وانواع من الكعك .....وكانت تقوم بذالك بكل مهاره...وعجبت من انهماكها في العمل بكل هدوء رغم احداث البارحه.....وبدا لي ان السيده قد اعتادت على هذا التصرف من زوجها بكل مافيه من هم وقلق رسم على وجهها علامات لا تخفى على الناظر اليها....مضى جل النهار ونحن في المطبخ.....انتهينا تقريبآ من كل شيئ وضعت السيده كل الطعام الذي صنعته في حافظات...وقمت انا بتجهيز القهوه والشاي...ثم ساعدت طارق في ارتداء ملابسه...كما امرتني السيده.... وجلست انتظر.....الى ان نزل خالد والفتيات وهم يتضاحكون....وكانوا جميعآ على استعداد للخروج....وضعت الاغراض في السياره وركبنا جميعآ.... كان المشوار في حدود النصف ساعه....رأيت من خلالها ولأول مره شيئ من معالم مدينة الرياض....الشوارع الفسيحه....والمباني الجميله....واشكال متباينة من الناس وعندما وصلنا كان المكان عباره عن مزرعة منسقه وجميله متوسطة الاتساع.... في جزء منها مبنى ...ومكان وزعت فيه العاب الصغار.وفي الزاويه خيمه كبيره ..وكان هناك الكثير من الناس...انزلت الاشياء التي في السياره....ولم يمهلني طارق فا سحبني بيدي الى حيث مسبح مياه جميل قد احيط بسياج...وانتشرت حوله جلسات انيقه......يالا هؤولاء القوم كم يتقنون حرفة الترفيه عن انفسهم! همست لنفسي وانا مبهورة بكل ما رأيت.... ومن بعيد رأيت خالد ومعه مجموعة من الشباب....فا أسرعت الخطى بعيدآ.... و وجدت نفسي مع الكثير من الاندنويسيات....وأخذتني فرحة عارمه ....غسلت كل مرارةالايام التي ولت....كان البعض منهن من اماكن بعيده عن المكان الذي اقطن فيه في بلدي ....وهنا تختلف اللغات فلم استطيع التفاهم مع بعضهن.... كنا في عمل دائم من تقديم القهوه الى العنايه بالصغار الى تجهيز المائده..... وعندما رأيت بعض الحاضرين يوأدون الصلاة حمدت الله كثيرآ.... انقسم الحضور الى مجوعات.... النساء الكبيرات وضعن بساطآ على العشب الاخضر وجلسن فيه ......والفتيات جلسن على طاولات صغيره امام احواض من الزهور....والصغار في مكان الالعاب.....وامالشباب فهم اختاروا الجلوس حول المسبح....واختلطت الاصوات من ثرثرة النساء ....الى صراخ الصغار.... الى ضحكات الفتيات...وبعد نهاية الطعام...اخذنا في تنظيف المكان... واعداد الشاي للحاضرين....وما ان انتصف الليل حتى تقلص عدد الموجودين .... وهدأ المكان قليلآ...ونام الصغار.... ولم يبقى لنا من عمل فاخذت انا واثنتين من رفيقاتي في الحديث عن همومنا .... كانت احداهن تتكلم مثلهم بطلاقه ...وعلمت ان لها ما يقارب الست سنوات هنا... كيف صبرت كل هذه المده هنا؟ سألتها انا .... اجابت بكل ثقه :انهم لا يضايقونني ......بل لا يستطيعون! قلت : كيف لا يستطيعون؟ لقد منعتهم من ذالك !...بطريقة ما !وان اردت اخبرتك الطريقه علمت انها تقصد السحر فا خفت كثيرآ...... ولكنها واصلت كلا مها :انا لم أوأذيهم في شيئ....فقط اجعلهم يحبونني ولا يستغنون عني..... حتى أقرر انا ...! غيرت مجرى الحديث وسألتهم ان كانوا يعرفون الخادمه السابقه ليتا... فا اجابت الاخرى :نعم كانت تعرف كيف تعاملهم....انها ذكيه .. قاطعتها الاولى : ولكنها ماجنه......كانت تنفذ لخالد كل مايريد...مقابل المال.... قالت الاخرى: هناك الكثير من هم مثلها وتشعب الحديث حول هذا المجتمع الغريب الغارق في النعم... فا علمت ان الكبار منهم فقط هم من يحافظون على الصلاة....ونزر يسير من الشباب وبعد ذالك جاءت احدى الفتيات..ونادت علي ووجدت الجميع قد أستعدوا للعوده وضعت طارق على ذراعي وركبت السياره ....كان نائمآ.... وطول الطريق كنت افكر في اهل هذا البلد....فما رأيت من الخادمات جعلني اتيقن انهم يأتون دون تمحيص...او تدقيق... وأثار ذالك عجبي وتفكيري... وبعد ان وصلنا وضعت طارق في فراشه ....واوى كل الى غرفته ...وذهبت انا ايضآ الى فراشي ...ونمت بعد ان ارسلت تحية الى السماء والنجوم والقمر.... مضت ايام كثيره.....لم اكتب في دفتري هذا ...والسبب كثرة العمل و أعتماد السيده علي في كل شيئ حتى انها في الايام الاخيره بدأت تعلمني الطبخ ....مما ارهقني كثيرآ...وما ان اختلي بنفسي....حتى يكون هدفي هو الراحة فقط..... ...في هذه الحظات التي اكتب فيها الان ....كان الجميع في خارج المنزل.... والحمد لله انهم يخرجون كثيرآ... حتى يكون لي وقت اختلي فيه بنفسي.... اليوم وصلتني اول رساله من زوجي الحبيب.....كم كنت فرحة بها....كانت رسالة طويله مليئة بالشجن والاشواق .....جددت في داخلي كل الألم...والحزن... اخبرني ان طفلي يسأل عني كثيرآ.....وان ابي قلق جدآ....علي...وان الجميع في شوق لي....احتظنت الرساله .....وشعرت اني اضم بلادي الى قلبي.... شممت فيها رائحة بيتي الصغير.....وطرقات قريتي..... آآآآآآآآه....والف....... آآآآآآآآآآه.... تبآ لك ايها الفقر !.......انت من اتيت بي الى هنا! دخلت في نوبة بكاء عارمه.....وشعرت بالحسره تزلزل ...وجداني.... تركت الغرفه وأخذت اتجول في السطح الفسيح.....كنت اريد ان تهدأ نفسي قليلآ... كان ضوء القمر .....ساحرآ...قد اناركل شيئ بنور ....ألاهي شفاف... وكانت نسمات الليل الخفيفه تهب ....فا انتعشت نفسي قليلآ....وهدأ قلبي...

كنت على علم ان افراد العائله لن يعودوا الا في وقت متأخر...فنزلت الى المطبخ ابحث عن شيئ اسكت به جوعي....صنعت لي كوبآ من الشاي....واحضرت رغيف من الخبز وبعض من الجبن والعسل...وجلست على الطاوله...اتناول الطعام وبينما انا كذالك....دخل خالد ....وجلس أمامي على الطاوله.... حبست أنفاسي .... ووالجمتني المفاجأه...فلم استطع الحراك..... قال وهو يبتسم بكل برود: ليش أنتي خوف.....شوف انا جيب هديه ..حق انتي واخرج من جيبه علبة جميله ..وفتحها ووضعها أمامي ....كان في داخلها خاتم ذهبي ...رائع..... صمت أذناي فلم أعد اسمع الا دقات قلبي....حاولت ان اقف فا خذلتني قدماي.... وبقيت كالصنم أمامه..... قال :هاه..... حلو.....هذا عشان نصير انا وانتي صديق...انتي حلوه سيتا قام من مكانه .....وحاول ان يقترب مني...عندها فقط.... شعرت بقوة تسري في جسدي...نهضت واقفه دفعته بعيدآ عني... وقف بعيدآ وأخذ يضحك..ويقول.....خلاص.....خلالالالاص... الهديه ....لك .....باي.... ترك المكان ....ولا زلت انا انتفض رعبآ مما حدث....هذا ما كنت أخشاه... كانت هديته ما تزال موضوعة على الطاوله....لم استطع ان اكمل طعامي.... نظفت المكان .....وصعدت الى حيث غرفته.....وضعت هديته ...وعدت الى غرفتي....لم استطيع البكاء....تمنيت اصرخ بكل ما أوتيت من قوه ....ولكن ..لم افعل.....كان هنا ك في داخلي شيئ يحترق....ربما لم يكن الا قلبي.... ما هؤولأ الناس.....بأي روح ...او اي فكر يعيشون في هذه الحياة..... مالذي جعل هذا الشاب كالكلب المسعور؟ رحماك ربي رحماك......اني اصبحت على يقين انني اكره السعوديين ... وحق لي ذالك .....! انني لا استطيع ان اترك العمل ولم اكمل حتى الشهر الاول... اني في حيرة ما بعدها حيره....

بعد الذي حدث لي مع خالد..... اصبحت اعمل بقلب خائف ونفس متحفزه...للعداء ولم يكن لي من ملاذ....وحا صرتني الهموم ....ولم يكن لي من حيلة سوى البكاء والصبر.... قارب الشهر الثاني على النهايه .....والى الان لم استلم أجرة الشهر الماضي...واخاف من مفاتحة السيده في الامر....... ورغم ان زوجي كان قد المح الي في رسالته انهم بحاجة الى المال ....الا ان الخوف تملكني وكأني لست اطالب بحق من حقوقي.....

في اليوم السابق جاء شاب لزيارة اهل البيت زرع في داخلي دهشة بلا حد .... الذي حدث انني وكا المعتاد اذا اتى زائر للمنزل اقوم بأعداد الشاي والقهوه وتقديمهما...وكان هو والسيده في المجلس الخاص بالرجال.... عندما دخلت وانا احمل القهوه...نظرت اليه سارع بوضع يديه على وجهه... وهويغطي عينيه.....ويردد :لاحول ولا قوة الا بالله....لا حول ولا قوة الا بالله سارعت السيده وأخذت مني القهوه....وهي تعنفني بقوه....: من ومرك تجيبين القهوه الله لا يعافيك.... خرجت بسرعه ولم أفهم مالذي حدث.... دخلت المطبخ وانا في حيرة من تصرف الشاب وغضب السيده....وبعدها ان ذهب اتت احدى الفتاتين مع امها .... قالت الام :مها....شفتي ذا الخبله....دخلت على ابراهيم بالقهوه الله لا يفشلنا الفتاة : اكيد اختبص ههههههههه.... وفي اثناء ذالك دخلت الفتاة الاخرىوهي تقول :خير ليش تضحكون.... قالت مها : سيتا دخلت على ابراهيم بالقهوه...! ألأم : لو شفتيه غطى وجهه ....وتضايق....وعطاني محاضره طويله تصدقون انه يبيني البس سيتا حجاب حتى في البيت ... .يمه هذا واحد معقد....متخلف ....ما يفهم في الاتيكيت! ألأم: لا تقولين عن ولد خالك هالحكي ...ابراهيم الكل يشهد بأخلاقه العاليه.. مها : أمي صادقه.... ابراهيم اخلاقه جدآ عاليه...بس انه متشدد شوي.... بعدين انا متوقعه ياعهود انه يمكن يخطبك.... ثارت عهود : وانا ناقصه انا ابي واحد يوسع صدري ويدللني....واحد عنده فلوس ......يخليني البس على كيفي .... واروح وأجي على كيفي .... ألأم:اقول يكفي كلام ماله داعي ..... وجهت مها الكلام لي : شوف سيتا اذا فيه ابراهيم انتي مافيه ودي قهوه..مره ثاني سألتها : ليه... قالت : براهيم هذا مطوع...مايبي يشوف حرمه....هذا في خوف من الله..

علق ابراهيم في ذاكرتي كان و جهه وضيئآ....مشرقآ...على وجهه لحية خفيفه... تدل على انه كان في مقتبل عمره....وكم عجبت لهذا الشاب .... مالذي جعله هكذا! وانا هناك في بلدي كنت اظن ان الناس هنا كلهم ........ابراهيم ولكن الحقيقة ......غير هذا....هنا خالد بكل وحشيته ..... هنا السيد الحاضر الغائب...... هنا الفتيات المغرورات......والسيده....القاسيه..... هنا السعوديه.....

هاهو الشهر الثاني قد انتهى ولم استلم الى ألان مستحقاتي الماليه....واليوم تجرأت وحدثت السيده.....وللأسف لم يكن منها الا ان غضبت...وثارت في وجهي وبقيت انا في حيرة ما بعدها حيره....... واصبح البيت الكبير ....مجرد جدران تخنقني ...وتزيد من ألامي ....ودفعني اليأس الى شيئ من الا همال في عملي... وقد لاحظت السيده هذا ....فا أصبحت تكثر من التعنيف....والصراخ في وجهي.. وحده كان طارق ....واحة السعاده في هذا البيت....ذات مره سألته لماذا لاتصلون؟ قال:ما أدري....انا اذا كبرت ابروح للمسجد واصلي .....واصير زي ولد خالي براهيم.... ابرهيم .....لن انسى ما حييت ذالك الوجه .....ابدآ... لقد ارسل لي مع السيده مجموعة من الكتب الرائعه....كانت كلها تتحدث عن اصول الاسلام وشرائعه....ودور المرأه...في مجتمعها.... وكتاب اخر في العقيده اكتشفت من خلاله ....ان العقيده عندنا يشوبها الكثير من الخلل.....ليت ابي هنا ليقرأ هذه الكتب.....كم سيفرح بها! لم اكن اريد ان اشعر زوجي بالوضع الذي اعيشه هنا ......فا أخرت الرد على رسائله....انا اعلم مدى حاجتهم للمال ....ولكن هؤولاء القوم لا يعلمون.... اني لا ادري ماذا افعل؟ خاصة وان رسائل زوجي تكررت.....ولا اريد ان يظن اني ابخل عليهم بهذا المال كل هذا جعلني اعيش في وضع كريه من الارهاق الجسمي والنفسي.... وسط قوم ...لا ادري بما اصفهم .....فليس من الممكن ان يكونوا غير قادرين على دفع الاجره ....فهم لا يمضي اسبوع دون زيارة للسوق...وخروج.....وشراء المهم وغير المهم.... ولكن ماذا اتوقع من أناس لا يصلون؟! نعم كان ابي يقول: الصلاة............هي التي تعصم الانسان من الزلل... ولقد زادتني كتب ابراهيم....بصيرة وتقرب الى الله....ليتني استطيع ان اقدم له شيئ انه انسان مختلف....

منذ الصباح الباكر وانا والسيده في شغل شاغل.....كانت تعد البيت لاستقبال كثير من الضيوف.....وقامت بأعداد بعض الاطباق الخفيفه....وجلبت من الخارج انواع من الحلويات...والعصائر الطازجه ...وارهقتني بكثرة المسح والتلميع ... وعند اقتراب المساء ...قام خالد ومعه رجل غريب...يبدو انه عامل..بعمل أضاءت كهربائيه...صغيره...تصدر الونآ حمراء...وانعكاسات غريبه..جعلت من صالة المنزل أشبه بالحلم....وبعد ان انتهى خالد من عمله....جاء الفتاتين الى الصاله... قالت مها:....الله كذا المكان روعه! عهود:.....المهم يمه....انت تجهزين كل شيئ...وتسلمين على البنات ...وتتوكلين. ولاتنسين تاخذين طارق ....ترى مانبي ازعاج....انا ابي البنات كلهم يتكلمون عن حفلتي ....ويعدونها يوم من ايام العمر... الام: ان شاء الله.......ان شاء الله.... مها:لبسي سيتا ملابس محترمه...لا تحرجنا قدام الناس... الام :.....طيب .....طيب....تراكم اقلقتوني....انتم وها الحفله...... عهود:احنا رايحين...للمشغل..ونبي نرجع نلقى كل شيئ جاهز....خلاص ألام:خلالالالالاص.... انهت السيده بعد ذهابهم ....تجهيز كل شيئ... وامرتني ان ابدل ملابسي....بملابس اخرى اعطتني أياها...كان طارق يدور بمرح في الصاله....مستمتعآ بهذه الاجواء الغريبه..... بعد قليل...جاء مجموعة من العمال.....وأعدوا مائدة متكامله ....تحوي مالذ وطاب من المأكولات....وكنت اراقب كل شيئ بأنبهار شديد.... جاء السيد على عجل...والقى نظرة سريعه....تحدث مع السيده قليلآ ثم ذهب.... وبعد فترة بسيطه حضر الفتيات...كانوا قد تجملوا بشكل ملفت للنظر.... كانت مها ذات شعر قصير ...وضعت مادة لامعه على شعرها ...وانزلت خصلات على جبينها وقد تماوج شعرها مع خصلات بنفسجيه....بلون ...ملابسها....الضيقه جدآ... وكانت الاخرى ذات شعر طويل قدرفعت شعرها الى فوق رأسهاثم انزلته بشكل عكسي.....وقد وضعت هي الاخرى خصلات ملونه ولكن بعدة الوان....مثل ملابسها تمامآ......حتى عيونهم تغيرت الوانها..... يالها من دنيا تلك التي يحيونها!ّ وبعد الساعه التاسعه.....بدأو الضيوف في الحضور.....كان كلهم من الفتيات وفي سن متقاربه....كان فيهم الجميله المبهره....وفيهم الوسط....ومادون ذالك.... ولعلهم اشتركوا في شيئآ واحد..انه..العري والتفسخ...كانوا وكأنهم في سباق على ذالك...تعالت اصوتهم ....بين ضحكات و....وشهقات ...وصيحات....امتلأت بالمجون.....كان كل شيئ معدولم يكن لي من دور يذكر ..فاخذت اراقبهم وهم في غمرة هذا اللهو....تعالت اصوات الموسيقى ....وبدأ الفتيات في الرقص.... شعرت بأن الشيطان يدفعهم...الى الهاويه كانت كل واحدة منهم ...تحاول ان تتفوق على الاخرى ....في العبث .... تذكرت الجوع....والبرد.....والمرض.....تذكرت الفقربكل قوته.... تذكرت طفلي وبلادي......وبكيت.....ولا ادري لماذا؟ ليتني لم أتي الى هنا....حتى تظل هذه البلاد في مخيلتي كما كانت.... بلاد النور.....والحق .....والدين..... ترى هل هو المال الذي جعلهم هكذا؟ ام مالذي غيرهم.....شعرت ان الامر اكبر من تفكيري....وان المصاب اعظم واجل نادتني مها : سيتا.....تعالي بسرعه.... أشارت على بعض من كاسات العصير الفارغه....فاحملتها...ونظفتها...واعدتها الى حيث كانت....انخفض صوت الموسيقى ....واقبلوا على الطعام....وبعد ان انتهوا قامت احدى الحاضرات وقالت:....يا بنات ....الحين وقت اختيار..ملكة جمال الحفله... يله بالترشيح......واللي يكثرون مرشحينها هي الفايزه.... تعالت صيحات البنات....وعم الضجيج....وغبت انا في المطبخ ....كانت الاصوات تتناوب بين اخفاض وارتفاع.....وعندما عدت الى الصاله كانت احداهن تقف في المنتصف....بكل ثقه.....وهي تقول: محد قدي انا الملكه... وعلت صوت الموسيقى...من جديد....ورقصت هذ الواقفه والفتيات يصفقن لها...

اه لوذقتن طعم الجوع...لعرفتن كيف تتمايلن جيدآ! هكذا كنت احدث نفسي....... مضى الليل واقبل الفجر....وبدأ نشاطهن يخف والبعض قد غادر المكان... وعند اذان الفجر كان الجميع قد غادروا .....وتنفست انا الصعداء....ساعدتني السيده في تنظيف المكان واحتفظت ببعض الطعام والباقي الى سلة المهملات كنت في غاية الاجهاد....ورغم حرارة غرفتي الا اني نمت بسرعه.... لم استيقظ في اليوم التالي الا على صوت أذان الظهر....استيقظت وانا اشعر بالتعب الشديد....والارهاق كان الحر شديدآ ...نزلت بعد أن اديت صلاة الظهر.....ووجدت الجميع يغطون في النوم....وحمدت الله على ذالك...اكملت التنظيف من أثار ليلة البارحه....واعدت كل شيئ الى مكانه.... مازال لضجيج ليلة البارحه صدى في رأسي....وألم في قلبي... لم يستيقظ احد من العائله ماعدا طارق ......تناولنا الافطار معآ.....ولعبت معه كثيرآ ثم استيقظت السيده.....عند حلول العصر وأمرتني بتسخين بعض من الطعام.... حضرت مها : هلا يمه ألأم: هلا بك....ليش ما قومتي اختك.. مها:ليش اقومها ....خليها تنوم وش وراها.. ألام: اليوم العشاء عند خالك ولا زم تروحون معي مها : يمه تكفين ترى مانيب رايقه لهم ....انا مابي اروح خذي عهود ألام:ياشينكم دايم محرجيني مع الناس.. قطع الحوار بينهما رنين الهاتف ....فا أجابت مها وانهمكت في حديث طويل عن ليلة البارحه....... وبد قليل دخلت عهودوجلست .... وبعد ان انهت مها مكالمتها الهاتفيه قالت :ترى أمي تبيك تروحين معها لبيت خالي عهود: وليش ما تروحين انتي! مها :انا مابي اروح.... الحين كلمتني امل وتقول البنات كلهم اعجبتهم الحفله.. عهود:لازم تعجبهم ....بس اقهروني ليش ما اختاروني انا ملكة جمال الحفل.... مها: هههههههههههه.... وانا وين رحت ...انا احلى منك... عهود: ها.....تحلمين.....شفتي ملابس وفاء تفشل...البنات طول السهره يتغامزون عليها.....ولا نوف شكلها نكته..... قاطعت الام كلامهم ها بتروحون معي لبيت خالكم.... عهود : لا يمه روحي انتي وطارق وسيتا .... غضبت الام وذهبت الى غرفتها....واسرع الي طارق...: سيتا سيتا ...بنروح لبيت خالي..... وانتي بتروحين معنا... سألته: يعني بيت ابراهيم؟ ايه ....انا احبهم كثير... شعرت بالفرحه تغمر كل قلبي اخيرآ....سوف اتعرف على هؤولا الناس عن قرب انهيت عملي والبست طارق ملابسه.....وجلست انتظر السيده على احر من الجمر وتضاربت الافكار في رأسي واستبطئت مضي الوقت.... واخيرآ هاهي السيده تنزل......وانا وطارق مستعدون..... واخيرآ خرجنا من المنزل....وركبنا السياره وها نحن نتجه الى بيت ابراهيم....

دخلت...الى المنزل ....بقلب متلهف كان في استقبالنا سيدة لا ادري كيف اصفها رحبت بنا ...وسلمت علي بحراره...وبأبتسامة مشرقه....كان وجهها بهيآ..سمحآ.. عرفت فيه الكثير من ملا مح ابراهيم... كانت اقل عمرآ من سيدتي...قالت ترحب بنا: هلا هلا بك يا ام خالد....وين البنات ليه ما جوا؟ الله يحييك ...البنات يسلمون عليك .....وما قدروا يجون .. ام ابراهيم وهي تقبل طارق..: وينك مشتاقين لك.... طارق انا جيتكم براهيم فيه ....ترى هو مواعدني يشتري لي هديه طارق عيب...قالت السيده بغضب... ام براهيم: بس ....ابشر.....مدام هو مواعدك لا تخاف ....شوي ويجي.... دخلوا الى غرفة الضيوف...وامرتني السيده ان انتبه لطارق...كان هناك عدد قليل من الضيوف....ورأيت فتاة شابه بهية الطلعه..ترتدي ملابس محتشمه وفي غاية الاناقه.ربما لا يتعدى عمرهاالسابعة عشر ابتسمت لي وحيتني بكل ادب...وولد في عمر طارق...انشغل طارق بالعب معه كان البيت مرتبآ ونظيفآ...وكان اقل فخامة من بيت السيده...ولكن لا ادري طوال الوقت الذي قضيته هناك....كنت اشعر بشعور من الراحه ...لم ادري له سببآ اخذت اتجول في البيت بحجة متا بعة طارق...هالتني غرفة..كبيره..غطيت جدرانها بأرفف مليئة بالكتب....ولا ادري كم مضى من الوقت وانا أتأمل هذا المكان..... الا ان سمعت صوت الفتاة:تعرفين عربي قلت لها: شوي... امسكت بيدي ودخلت بي واخذت تقلب بين الكتب....اخرجت كتابين..وقدمتهما لي وقالت : هاذي بلغتكم...وانشاء الله تستفيدين منها... خرجت وتبعتها الى المطبخ...كانت تقوم بكل العمل لوحدها ولم تكن لديهم خادمه وبدا لي انها قد تعودت على العمل المنزلي ....كانت تبتسم لي بود قمت لمساعدتها فلم تمانع...رتبت معها المائده التي كانت بعيدة كل البعد عن الاسراف وغسلت ما تناثر من الاطباق والكاسات وعندما رأتني قد انهمكت في العمل قالت:....سيتا ...خلاص ارتاحي... وبعد قليل عرفت من ضجيج طارق ان ابراهيم قد جاء....كنت اتمنى ان اراه .... ولكن الفتاة الشابه اشارت الي بالدخول الى المطبخ....وتبعتني وهي تقول: انا اسفه سيتا ....انتي مسلمه ولازم تعرفين ان الخروج عند الرجال بدون غطا حرام ابتسمت لها وهززت رأسي علامة الموافقه.... كان من الوضح ان جميع الحاضرين يحبون ابراهيم...وقد حرك حضوره شيئ من ركود المنزل... وقد لاحظت انه لا يوجد في بيتهم جهاز تلفاز...وعجبت لذالك... كانت ام ابراهيم تحاول ان لا تجهد نفسها بكثرة الحركه....وعلمت من مراقبتي لها انها في شهور الحمل الاولى... وحز في نفسي اني منعت من روئيت ابراهيم كنت اريد ان اعرف كيف يتصرف هذا الشاب....ولكني اكبرت في هذه العائله..هذا الحرص الجم على تعاليم هذا الدين..... جاء الي طارق وهويحمل في يده ...لعبةكبيرة عباره عن بندقيه..تخرج الونآ واصوات: سيتا شوفي هديتي من براهيم....بندقيه براهيم يقول لازم تصير مجاهد اذا كبرت..... كانت الفتاة تقف ورائه وهي تبتسم قالت له :لا يا طارق ....مو مجاهد بس .... قائد المجاهدين...بعد...ضحك طارق وهو يقول : بس اخاف يقتلوني واموت احسن شيئ اذا مت تروح الجنه! الجنه اللي يقول ابراهيم فيها كل شيئ حلو؟ ايه فيها كل شيئ حلو.. وفيها العاب وحلويات.....ومسبح.... ضحكت الفتاة: ان شاء الله....الله يجعلنا من اهلها.. ومضى الوقت .....اجمل وقت بسرعة كبيره....ووهانحن نستعد للعوده للبيت الكبير. بل البيت الكئيب....وهاانا اسطر ليلة عشتها في ذالك البيت الطاهر... ومع هذه القلوب الطيبه....

بعد ذالك اليوم الذي قضيته في بيت ابراهيم كثرة في رأسي التسائلات...والافكار ترى ايهم يمثل هذا المجتمع...... هذا البيت الكبير بكل ما فيه من تجاوزات... ام بيت ابراهيم....الذي كان على النقيض...ومالذي جعل هذا الفرق الكبير يظهر جليآ واضحآ.....بين العائلتين.... رغم ما بينهما من وشائج القربى... تعبت من كثرة التفكير.....ولم اجد مبررآ لما رأيت....ولكن انا ارى الدنيا دائمآ كقناعات.....وكل انسان لابد لن يدفع ثمن قناعاته.... اليوم كان يوم عيد بالنسبة لي....اخيرآ السيده دفعت لي بأجرة شهر واحد... ورغم اننا على وشك دخول الشهر الرابع الا انني لم اجادلها في ذالك..... ولسان حالي يقول شيئ افضل من لاشيئ..... سارعت بعد استلام المال من السيده الى ارساله الى زوجي....وكم كان الرد منه مفرحآ ومليئ بالشكر والعرفان......حقآ ان للمال سحر عجيب..... في ثنايا الرساله كانت هناك صورة حديثه لصغيري.....فرحت بها فرحة بلا حد أخذت اتأملها بقلب ألأم المشفق ....احسست ان صغيري كبر قليلآ..... وثار في داخلي تسائل .... هاهو ابني يكبر بعيدآ عني.....يتعثرفي الخطوات الاولى ويلوك الحروف في فمه...عله ينطق بكلمه.....ويتلفت فلا يجد امه..... اي ثمن ا قبضه مقابل هذا......ومهما يكن الثمن ترى هل يستحق؟ ان اجمل سنين الطفوله تسلب من يدي......وان اوان غرس المحبه...يفوتني... وكم اخاف ان أتى اوان الحصاد...... ان لا اجد الا ارض بور.....تأخذ ولا تعطي.....عندما اعود.......هل يحتظنني طفلي.....ام ان ايام البعد..ستبني بيني وبينه جدران من الغربه...التي لا ادري كيف اتجاوزها..... ااااااه ياصغيري لو تعلم ....كم من الاحمال على قلب امك .....وكم من الاهات.... وكم من دمعة حائره.... ولكن عزائي أنني ما تيت هنا الا من اجلك انت... انت ......يا قلب امك....وكل املها..... لابد انك ستغفر لي هذا البعد عنك....عندما تنعم بحياة افضل من تلك الحياة البائسه التي عاشتها امك..... نعم حياة افضل.....ان شاء اللهاصابني نوع من الفتور عن العمل في الفتره الاخيره ولولا خوفي من السيده......لتحول الفتور الى اهمال...واحسست ان هناك امر يشغل السيده....ربما بسبب سفر السيد وما سبق هذ السفر من نقاش حاد بينهما ....كاد ان يتحول الى عراك....والحق ان خالد والفتاتين كانوا في شبه سعادة لبعد الاب عن البيت..... وكانت مها تردد على مسامع امها : مدام ان ابوي ترك لنا فلوس هذا اهم شيئ..... ما يبقى مكان في الرياض الا ونروح له.....وسعي صدرك يمه ترى كل الناس على ذا الحال...... وتساندها عهود: صادقه يمه....لو تشوفين امل صديقتي ....ما تشوف ابوها الا مره او مرتين في السنه..... كانت الام تستمع اليهم دون ان تجيبهم.....كان في داخلها تراكمات من الحزن.....والاحباط..... شعرت انهم بلا قلوب.....انهم يدورون حول رغباتهم ...ويحاولون ان يجعلوا من سخط امهم على سفر ابيهم ....طريق للعبث واللهو..... اما خالد .....فلم يكن يهتم للامر.....بل ان له عالمه الخاص الذي يفصله عن هموم البيت ومشاكل ابويه.... خالد كم اكرهه.......تذكرت تلك الخادمه التي رأيتهايومآ ما تتحدث عن السحر وقدرته على كف الاذى وتسخير من حولها.....تسائلت لماذا لم افكر بهذه الطريقه مع خالد ......انه لن يوقف اساليبه السخيفه معي الا بهذه الطريقه.... وانا افكر في هذا الامر وقعت عيني على الكتب التي من ابراهيم....وتذكرت انني قرأت فيها ....عظم هذا الذنب.....وانه احدى الكبائر .....فتراجعت واوكلت امري لله.....وأخذت ادعوا للأبراهيم....لقد قدم لي الكثير دون ان يشعر..... تذكرت حلمي...قبل ان أتي الى هنا .....ان اتعلم اللغه العربيه ....وكنت اظن اني سأستطيع....ولكن فوجئت ان العربية ضاعت من افوه اهلها.....فكيف بي انا....

ومع عدم وجود الاب ....كثر الخروج من المنزل....في احدى المرات اخذوني معهم الى مدينة العاب.....كانت مغلقه ولا يوجد فيه الا الاطفال والنساء... كان طارق سعيدآ...وهناك رأيت الكثير من النساء....كانوا متباينين في للاشكال وغلب عليهم الزينه المبالغه... ولبس البنطال...الشعور القصيره جدآ.... لم يعد يثيرني هذا المجتمع....فقد كانت الصدمات تتوالى....انه ركب الحضاره عندما يمر يأخذ في طريقه الكثير....ووجدت هناك الكثير من هم مثلي...من اندونيسيا الحبيبه....وأخذنا الحديث ......كانت محدثتي تتكلم وهي تبكي ...وتقول ان الحياة صعبة هنا....ان السيد الذي اعمل عنده يقوم بضربي عند كل خطأ ....حتى اني....سئمت الحياة... قلت لها ولماذا تستمرين والحياة معهم بهذا القسوه... قالت: انا يتيمه وليس لي اهل .....وقد تزوج زوجي بعد ان ارسلت له الكثير من المال.....وليس عندي اطفال .....الى اي شيئ اعود بالله عليك.... .لا ادري ولكن تظل العوده افضل من البقاء في هذا البؤس.... .ربما كان الموت هو الحل ....اني اريد ان اموت....وسوف انهي حياتي بنفسي .اياك....ان تفعلي عليك بالصبر ان هذا العمل لا يرضي الله.... .شعرت ان هناك اصرار في داخلها.....فراعني الامر .....وحزنت جدآ لحالها... ولكن لا ادري ماذا افعل.... قلت لها الكثير من الكلام....وكنت احاول زرع الامل في قلبها..... لاذت بالصمت وذهبت دون ان اعرف ....هل لازالت عازمة على الموت؟ وعدت الى المنزل وانا احمد الله ....انني لم اكن مكانها... ولكنها بقيت ذكرى بائسه.....لواقع مظلم

عاد السيد من السفر وكان استقبال الجميع له فاترآ...ولكن بدا انه لم يهتم للأمر... وسارت الايام في تتابع ممل....لا ادري لماذا بدأت اشعر بنفاذ الصبر من البقاء هنا مضى على الراتب اليتيم....الذي اخذته من السيده مايزيد على الشهر والنصف... وهاهو زوجي....يعود للتلميح عن حاجته للمال.....وانا لا الومه بقدر ما الوم أولئك الذين يبخلون علي بحق من حقوقي..... قررت ان انا قش السيده وان لا اسكت عن حقي.....وفي المساءتحدثت اليها وقلت اني اريد جميع الاجور المتأخره...ثارت السيده في وجهي بشكل لم اتوقعه .فلوسك وبتا خذينها ....ما فيك صبر.... .حاولت ان افهمها ان عائلتي بحاجة الى المال لكنها لم تمهلني ... .اسمعي اذا ثاني مره تقولين هاذا الكلام.....اعرف وشلون اربيك...عمى... ماكله وشاربه .....ولابسه ولا حمد ولا شكر..... غلبني البكاء....فلم اعد املك نفسي......وبكيت حتى علا صوتي.... .لاتعبين نفسك.....تبكين .....تولولين......اللي تبين سويه....وفلوسك متى ما جت تجي...... عندما رايت اصرار السيده.....على موقفها.....وقسوتها علي....قررت انني لا بد ان اعمل شيئ....أويت الى غرفتي .....وبقيت افكر....مالذي يمكنني عمله... ان صمتي قد يضيع علي حقوقي.....ثم لماذا اعمل مجانآ؟ اناما أتيت الى هنا الا لكسب المال.... تعبت من كثرة التفكير....ليس امامي الا ان اتوقف عن العمل.....نعم عندها فقط .. لابد ان يؤدوا الي حقوقي....سأبدأ من هذه اللحظه سوف اعتصم في هذه الغرفه ولن انزل .......حتى الطعام لا اريد طعامآ....وسوف ارى ما يصنعون بدوني! بعد مضي ساعتين من بقائي في الغرفه....صعدت الي السيده....وامرتني بالنزول ومتابعة العمل....لكنني رفضت وبقوه..... . اسمعي ترى اذا مانزلتي ....ارجعك لاندونيسيا..... .طبعآ فهمت منها انها تهددني بالعوده الى بلدي .....ولكن لم ارد عليها فل تفعل ماتشاء لقد نفذ صبري.....كان كل تفكيري منحصرآ في المال ولم اتوقع ابدآ ان تقوم السيده فعلا...بأرجاعي الى بلدي.... قالت كلامآ كثيرآ لم افهم معظمه .....ولكن كان من الواضح انها تهدد.....وتتوعد ولم يكن امامي مجالآ لتراجع .....اما ان يعطوني حقوقي ......او يفعلوا ما بدا لهم عادت السيده بعد ان يئست من اقناعي او أخافتي....وبقيت الليل كله لم انزل.... وفي الصباح تكرر كلا م السيده......وقالت هذه المره انها ستجلب الشرطه...ان لم ارضخ لها....ولكن....كان الصمت عندي ابلغ من الكلام.... شعرت بالجوع ...ولكن كان العناد قد سيطر علي.....فلم انزل....في الضهر ... صعد طارق الي....وحاول ان يجعلني اغير من موقفي ...وكاد قلبي ان يرق له.... الا اني تماسكت....وعندما رأني ابكي ....نزل بسرعه وعاد وهويحمل لي خبزآ.. وقطع من الجبن...وتفاحه....وقال لي :سيتا كلي....الله يخليك... اخذت الطعام ....وحمدت الله ان يسر لي هذا.... عاد طارق مسرعآ....كان خائفآ من امه..... وبقيت انا على حالي طيلة اليوم.....كنت اتوقع ان يأتوا بمال بسرعه ..... ولك يبدوا ان الامر اكبر من توقعاتي....اني ارجوا الله ان ينتهي الامر على خير

بعد زيارة السيده لي في الصباح لم تعد.....وبقيت في انتظار مميت ....حل الظلام ولامست في داخلي شيئ من الندم....ولكن .....لامجال للتراجع .....وصليت المغرب....وبعده العشاء....تركت غرفتي ووقفت في منتصف الدرج ...احاول ان استشف شيئ مما يحدث في البيت ولكن بلا جدوى....كان الصمت هو سيد المكان فدار في خلدي انهم ربما يكونون في الخارج نزلت بحذر...وكان الامر كما توقعت...زودت نفسي بالطعام...وعدت الى حيث كنت وجاهدت ....ان اخفي الطعام الذي بحوزتي.....حتى لا تراه السيده..... أخذني الملل....فا انا لم اتعود ان ابقى هكذا بلا عمل.....أخذت أتجول في انحاء السطح الفسيح...وسأل نفسي هل ما فعلت هو الصواب؟ وبينما انا غارقة في التفكير تناهى الى سمعي صوت احد يصعد الدرج... سارعت الى غرفتي.....كنت اتوقع السيده ......ولكن ماهي الا لحظات .... وجدت خالد يقف أمامي....وعلى شفتيه تلك الابتسامة الحقيره.... مددت يدي الى تحت فراشي وسحبت مقص وتسلحت به....قبضت عليه قبضة المجرم على سكينه.....وكنت في حلة تحفز عجيبه... وقف صامتآ وضع يده في جيبه.....وأخرجها مليئة بأوراق نقديه قال: انت تبين فلوس.....خذي....امي تقول انك تبين فلوس....هاذي الفلوس قدامك سيتا هاذي كلها لك..... حاول ان يقترب....لوحت بالمقص في وجهه....رأيت في عينيه...الخوف... سيتا ليش انت كذا....انا زي أخوك.... خساره .......خساره يا سيتا تروحين....من بين يدي .... منحني ذالك الخوف الذي رأيته في عينيه الكثير من القوه....صرخت بصوت عالي : بره......روح....تحولت من حالة الدفاع الى الهجوم... ضرب الارض بقدميه....بكل سخط....لكنه أيقن في داخله انني جاده....فولى هاربآ ما ان نزل حتى سارعت وأغلقت الباب وتهاويت على فراشي....كنت في حالة يرثى لها....حالة من الفزع ....والانفعال....في هذه اللحظه...تلاشى من داخلي اي ندم على ما فعلت...وقررت انني لايمكن ان استمر معهم...حتى لو دفعوا لي كل أجوري.... .أعدت الوضوء....وجلست اصلي وأدعوا الله ان يلهمني الصبر.....وان ينقذني مما انا فيه....ربي ليس لي سواك....ربي.....رحماك......رحماك.....رحماك

مرت تلك الليله وانا في أسوء حال..... كان نومي متقطعآ...لا ادري عندما يحل الصباح....ماذا سيحل بي....وهاهونور الصباح ....يغمرني ...بمزيج..من المشاعر الغريبه.....لا ادري حقآ....كيف سينتهي ما انا فيه... توسطت الشمس كبد السماء....وانا اتلظى بجمر الانتظار الحارق....في كل لحظه اتحين أحدآ يصعد الي....ولكن لاشيئ سوى الصمت...القاتل.. شعرت بالخذلان ....بالحزن ....اجهشت بالبكاء... وعدت للصمت....درت في غرفتي...كتبت في دفتري.....فعلت كل ما يمكنني ان افعله...احسست ان الوقت يجثم على صدري....الىمتى؟......الى متى؟ وضعت رأسي على وسادتي وحاولت انام....ولكن هيهات .. وبينما انا كذالك صعد الي طارق ...وكم كانت فرحتي به كبيره أحتظنته بقوه.. قال: يا حظك يا سيتا بتروحين.... .وين روح . عند بيت خالي ....يعني بيت براهيم... في البدايه لم افهم....هل حقآ انا سأذهب الى بيت ابراهيم... هل يعقل هذا اي كرم رباني.....يالا رحمة الله....اتمنى ان يكون طارق محقآ وفي اثناء حديثي مع طارق ....صعدت السيده الي... .بسرعه جمعي اغراظك....وفلوسك بتجيك....خلك تروحين بيت ثاني ...عشان تعرفين قيمتنا نزلت وبقي معي طارق..اسرعت في جمع اغراضي وحوائجي..وتركت الملابس التي قدسبق وان اعطوها لي.....وانا غير مصدقه لكل ما يحدث...لمحت في عيني طارق دموع تكاد ان تتساقط لم اتحمل الموقف...احتظنته بكل حب...مسحت دموعه.. قال :انا بازوركم ...انا احبك واحب ابراهيم... حملته بين ذراعي وانا اتمنى ان يكون الخبر الذي سمعته منه صحيحآ.... نزلت وهناك كانت تلك الفتاة التي رأيتها في بيت ابراهيم...هذا يعني ان الخبر صحيح الحمد لله ...الحمد لله....هكذا ظللت اهتف في داخلي... قابلتني الفتاة بأبتسامتها المشرقه:هلا سيتا... هززت رأسي لم يكن لي قدرة على الكلام.... قالت السيده: الله يعينكم عليها ....ان شاء الله اتصل بالوالده واتفاهم معها على باقي الامور...ترى حنا اهل ما بينا شي... الفتاة:صادقه يا عمتي احنا أهل....وانتي عارفه ظروف الوالده مع الحمل...تعبانه بزياده..ولا كان جت بنفسها....عمومآ شكرآ.. فتحت الفتاة حقيبتها اخرجت مبلغ ماليآ....وناولته السيده...أخذته السيده وفهمت انا انه كان مقابل انتقالي الى البيت الاخر... كان في يد الفتاة كيس بلا ستيكي...أخرجت منه عباءه وغطاء للوجه....وأمرتني ان ارتديه...لمحت في عيون السيده نظرة سخريه وازدراء..فلم اعرها بالآ.. ودعت الفتاة السيده...ومشيت خلفها...وكان قلبي يتقطع من اجل طارق...فقد جرى خلفنا...وهويردد مع السلامه سيتا ....مع السلامه.. لم التفت.... اليه مخافة ان تتهاوى البقية الباقية من قوتي....وخرجت من البيت الكبير........بذاكرة مليئة باالبؤس..وقلب مليئ بالسخط.... وعيون لم يجف دمعها... كنت طوال الطريق احاول ان اتمالك اعصابي فقد كنت غير مصدقه لما حدث.. واحيانآ كنت أتسائل هل انا في حلم؟... اللهم لك الحمد....نعم انها رحمة الله ....عندما تحيط بعباده... كنت اشعر اني مثل طير جريح بدأ يستعيد عافيته...ويرفف بجناحيه من جديد...

يبتع في الحلقة الثانية