أحمد العرفج
22 / 07 / 2003, 19 : 12 AM
[align=center:9389e5d271]كُتَّابٌ يَطْلُبُونَ الْقَيْدَ..!!
نُشر بصحيفة الاقتصادية بتاريخ 20/5/1424هـ
كان الأستاذ الكبير حسين أحمد أمين، يُهاتف الدكتور فرج فودة ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ حول قرار مجمع البحوث في الأزهر بمنع كتاب المستشار سعيد العشماوي (معالم الإسلام)، وقد بيع منه أكثر من خمسة آلاف نسخة، بينما بيع من كتاب (الإمام) لحسين أمين، ثلاثة آلاف، ولم يُبع من كتاب فرج فودة (الحقيقة الغائبة) غير ألفي نسخة.. استشاط فودة وحسين غضباً، وفكّروا بتدبير قرار يُصادر كتابيهما حتى ينتشرا، فقال فرج فودة: (الحقيقة أنني بدأت أغضب من العشماوي.. كان من واجبه ـ ونحن الثلاثة نُجاهد في سبيل قضية واحدة ومن خندق واحد ـ أن يستشيرنا قبل إقدامه على الاتصال بمجمع البحوث، أو أن يُلفت على الأقل نظر المجمع إلى كتبنا نحن أيضاً، باعتبارها جديرة مثل كتبه بالمصادرة).. فقال حسين أمين: (لا يا دكتور فرج.. الأرجح هو إما أن أعضاء المجمع لم يقرؤوا كتبنا نحن، وقرؤوا كتب العشماوي، فأمروا بمصادرتها، أو أنهم قرؤوا كتبنا ووجدوها سليمة).. فقال فرج فودة: (سليمة..؟! سيّدي الجليل، ما كتبه على عبد الرازق في كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، أو طه حسين في كتابه "الشعر الجاهلي"، لا يمكن أن يُقارن خطره بخطر فقرة واحدة من كتبي، أو كتبك.. كيف يمكن للمجمع أن يجرؤ ويعتبرها سليمة..؟! أما عن احتمال أن يكون أعضاء المجمع غافلين عنّا، وجاهلين بكتبنا، فما علينا إذاً إلا أن نُنبههم إليها).. قال حسين: (كيف)..؟! قال فرج: (بالكتابة إليهم، بتحريض أصدقاء لنا على تقديم الشكاوى من أفكارنا، أو بأن نطلب نحن مقابلة شيخ الأزهر، أو رئيس المجمع نفسه لتوضيح الأمور، ووضعها في نصابها، وتنبيهه إلى أن في كتبنا خطراً على المجتمع الإسلامي، لا يمكن السكوت عليه.. سليمة لا خطر منها..؟! (يادي الفضيحة)، هذه إهانة.. إهانة يعاقب عليها القانون.. كيف يمكن أن أُري وجهي للناس، ومجمع البحوث الإسلامية يعتبر كتبي سليمة لا خطر منها..؟! ما جدواها إذاً..؟! وما جدوى تعبي في كتابتها..؟! (جتنا نيلة في حظِّنا الهباب)..!! محادثة لطيفة، تُعطي دلالاتها أكثر مما تعطينا حروفها القصيرة.. مضمون المحادثة فيه من اليأس والعناء، أكثر مما فيه من الاحتيال والفبركة.. إنها مأساة أمّة تتعلق بالممنوع، وتلاحق المحجوب، ومع أنها غريزة دفينة تتّضح وتكبر مع الأيام، غير أنّ الرقابة آخر من يعلم عنها.. أذكر أن صديقنا غازي القصيبي في مقابلة معه، فرح فرحاً طويلاً لمصادرة بعض كتبه، معلّلا ذلك بقوله: (حتى يقرأها الناس)..!! هل في القصة الماضية فوائد أخرى..؟! أظن ذلك، خاصة حين يأتي الإنسان بطوع إرادته، طالباً القيد والمصادرة..!!
ـــــــــــــــــــــ
أحمد عبد الرحمن العرفج [/align:9389e5d271]
نُشر بصحيفة الاقتصادية بتاريخ 20/5/1424هـ
كان الأستاذ الكبير حسين أحمد أمين، يُهاتف الدكتور فرج فودة ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ حول قرار مجمع البحوث في الأزهر بمنع كتاب المستشار سعيد العشماوي (معالم الإسلام)، وقد بيع منه أكثر من خمسة آلاف نسخة، بينما بيع من كتاب (الإمام) لحسين أمين، ثلاثة آلاف، ولم يُبع من كتاب فرج فودة (الحقيقة الغائبة) غير ألفي نسخة.. استشاط فودة وحسين غضباً، وفكّروا بتدبير قرار يُصادر كتابيهما حتى ينتشرا، فقال فرج فودة: (الحقيقة أنني بدأت أغضب من العشماوي.. كان من واجبه ـ ونحن الثلاثة نُجاهد في سبيل قضية واحدة ومن خندق واحد ـ أن يستشيرنا قبل إقدامه على الاتصال بمجمع البحوث، أو أن يُلفت على الأقل نظر المجمع إلى كتبنا نحن أيضاً، باعتبارها جديرة مثل كتبه بالمصادرة).. فقال حسين أمين: (لا يا دكتور فرج.. الأرجح هو إما أن أعضاء المجمع لم يقرؤوا كتبنا نحن، وقرؤوا كتب العشماوي، فأمروا بمصادرتها، أو أنهم قرؤوا كتبنا ووجدوها سليمة).. فقال فرج فودة: (سليمة..؟! سيّدي الجليل، ما كتبه على عبد الرازق في كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، أو طه حسين في كتابه "الشعر الجاهلي"، لا يمكن أن يُقارن خطره بخطر فقرة واحدة من كتبي، أو كتبك.. كيف يمكن للمجمع أن يجرؤ ويعتبرها سليمة..؟! أما عن احتمال أن يكون أعضاء المجمع غافلين عنّا، وجاهلين بكتبنا، فما علينا إذاً إلا أن نُنبههم إليها).. قال حسين: (كيف)..؟! قال فرج: (بالكتابة إليهم، بتحريض أصدقاء لنا على تقديم الشكاوى من أفكارنا، أو بأن نطلب نحن مقابلة شيخ الأزهر، أو رئيس المجمع نفسه لتوضيح الأمور، ووضعها في نصابها، وتنبيهه إلى أن في كتبنا خطراً على المجتمع الإسلامي، لا يمكن السكوت عليه.. سليمة لا خطر منها..؟! (يادي الفضيحة)، هذه إهانة.. إهانة يعاقب عليها القانون.. كيف يمكن أن أُري وجهي للناس، ومجمع البحوث الإسلامية يعتبر كتبي سليمة لا خطر منها..؟! ما جدواها إذاً..؟! وما جدوى تعبي في كتابتها..؟! (جتنا نيلة في حظِّنا الهباب)..!! محادثة لطيفة، تُعطي دلالاتها أكثر مما تعطينا حروفها القصيرة.. مضمون المحادثة فيه من اليأس والعناء، أكثر مما فيه من الاحتيال والفبركة.. إنها مأساة أمّة تتعلق بالممنوع، وتلاحق المحجوب، ومع أنها غريزة دفينة تتّضح وتكبر مع الأيام، غير أنّ الرقابة آخر من يعلم عنها.. أذكر أن صديقنا غازي القصيبي في مقابلة معه، فرح فرحاً طويلاً لمصادرة بعض كتبه، معلّلا ذلك بقوله: (حتى يقرأها الناس)..!! هل في القصة الماضية فوائد أخرى..؟! أظن ذلك، خاصة حين يأتي الإنسان بطوع إرادته، طالباً القيد والمصادرة..!!
ـــــــــــــــــــــ
أحمد عبد الرحمن العرفج [/align:9389e5d271]