المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة بن حثلين بالسجن وأمرأته الشقحاء


تالي الليل
19 / 07 / 2003, 47 : 01 PM
راكان بن حثلين … بطل انجبته العجمان… والعجمان قبيلة شجاعة أنجبت العديد من الابطال ولعبت أدواراً بارزة في حياتها الطويلة وكفاحها الشجاع ضد الاستعمار العثماني والانكليزي والسعودي وكان من قادتها البارزين الشجاع المعروف راكان بن حثلين، الذي قاوم مع قبيلته أنواع الاحتلال، فبعد أن استولى الاحتلال العثماني على منطقة الإحساء قام الاحتلال بتعيين (فيصل بن سعود الأول) اماما!..



وألقوا القبض على (الشيخ راكان بن حثلين) ثم نفوه إلى تركيا واعتقلوه في سجن استانبول، وكان ضابط السجن اسمه حمزة فمكث راكان بن حثلين بين جدران السجن 12 سنة، فربطته سنوات السجن هذه وذلك السجان (حمزة) بصلة شبه وثيقة! وفي احدى الليالي رأى الشيخ راكان برقاً يلوح بعيداً من خلف نوافذ سجنه فترنح بقصيدة شعبية يظهر بها مواجع ألمه على وطنه المستباح، وأكد في قصيدته (أن ذلك البارق قد يمطر على مراعي بلاده ليسقي ربوعها، وتفاءل راكان بن حثلين بذلك البارق خيراً ـ فيمطر ناراً تطهر البلاد من رجسها السعودي واحتلالها العثماني كما توعد راكان بن حثلين أولئك المعتدين بأنه لن يتركهم في حال الافراج عنه)!…



وأثناء ما كان راكان بن حثلين ينشد قصيدته بأعلى صوته كانت دموع الامل والالم على وطنه تمطر خديه، مما لفت ضابط السجن (حمزة) الذي ألح على راكان وترجاه أن يترجم له ما ينشده في تلك القصيدة، ووعده السجّان أنه سيساعده في تحقيق امنيته، فترجم له راكان قصيدته التي كان مطلعها موجّه إلى ضابط السجن ـ إياه ـ حمزة:



بارق الثورة



[poet font="Arial,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="groove,5,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":8e77aa0696]
رأيت ياحمزة سنأنور بارق = يفري من الظمأ حناديس سودها
علىديرتي رفرف وأمطروقد سقأ= بلادي وطهّر أرضنا من سعودها
فياربيامعبودياقائدالرجأ= يا عالم بالنفس قاسي لهودها
انك توفقناعلىردعزنا= ما دام باق الروح مامات عودها
ياسعدمن يشتم في أنفهالهواء = ويدرج بريضان تنافس ورودها
لناعادة في أرضناأننصونها= ولا نترك الظالم يقّرب حدودها
وإن ضامناالاعداءفيكثرعدّهم صبرنا= ولكن لين نقوي ردودها
أعودهاالباردوالموت ووبلها= وحدب مقاييس البلأ في حدودها
وأناذخيرتهم إذشعّلت بهم= شهب النواصي والنشامى شهودها
عسى جواد ما تعرّج بخلفهم= السيف يبتر في ملاوي عضودها
أناأرجوك ياحمزةتوصّل رسالتي = لشخص فهيم في معاني بنودها
ماذا يفيدالتُرك من سجن عاشق = لأرض… تغنّى في محاسن انجودها
قنصتواباآلسعود فيهاوفاتكم= بأنّ قنّاص البُؤم خاب فودها
لابدماينكرعليكم عميلكم= ولن تشوفون السّعد من سعودها
[/poet:8e77aa0696]






وما أن استمع ـ حمزة ـ ضابط السجن التركي في استنبول إلى قصيدة البطل الشيخ راكان بن حثلين، وأدرك معانيها، حتّى أخذها منه وتعهد له بايصالها إلى "الباب العالي"!.



ووعد الضابط السجان، الشيخ راكان بن حثلين: (أنه سيطلب الافراج عنه للاستفادة من قدراته البطولية)



وهكذا صدق ضابط السجن (حمزة) بما وعد به راكان إذ طلب من المسؤولين الاتراك (أن لا يهملوا أمثال هذا القائد العظيم راكان بن حثلين في السجن لأن له مقدرة خارقة في القتال يجب الاستفادة منها في الحروب بعيدا عن بلاد راكان) هكذا قال السجان الضابط حمزة للمسؤولين الاتراك، وكان قصد السجان: ضرب هدفين بسهم واحد، الهدف الأول هو إلباس الشيخ راكان بن حثلين "معروفهم" بالافراج عنه، أما الهدف الثاني فهو: استخدام الشيخ راكان كسلاح قوي يقاتل الحكم العثماني به خصومه، ولا خسارة في ذلك، فامّا أن يُفنى راكان وإما أن يُفني العديد من خصوم الحكم العثماني!…

وعاد الضابط حمزة (بالبشرى) إلى البطل راكان بن حثلين في سجنه بموافقة (الباب العالي) للإفراج عنه على أن يعمل في صفوف الجيوش العثمانية!… لكن الضابط حمزة فوجئ كما فوجئ "بابه العالي" برفض راكان بن حثلين لفكرة الخروج من السجن والقتال في صفوف الجيوش العثمانية قائلا: (أما أن أخرج من السجن لأنني لا أستحق السجن وهذا هو الصحيح واما أن أبقى في السجن بدون وجه حق)…



فأعاد الضابط حمزة الكّرة على الشيخ راكان، قائلا: (أرجوك أن تنقل للباب العالي مطلبي هذا فقط وهو: انني لا اريد أن أقاتل في صفوف الجيش التركي خاصة بعد أن كنت أقود جموع العجمان ضد هذا الجيش وضد آل سعود وأعوانهم وان كان لابد لي من القتال فيجب أن تحدد لي معركة معيّنة واحدة فقط أخوضها فان نجحت في هذه المعركة يطلق سراحي وأذهب إلى بلدي وان فشلت فيها أعاد إلى السجن أو أقتل في ساحة هذه المعركة أشرف لي من حياة أحرم فيها من رؤية وطني وقومي، انني أرفض الخروج من سجني لأقاتل في معارك طويلة لا أومن بالقتال من أجلها ولا يدفعني لخوضها الايمان بالدفاع عن أرضي وعن قومي) فوافق الضابط حمزة على فكرة الشيخ راكان بن حثلين ووعده بأنه سيبدي للمسؤولين الاتراك "محاسن" الفكرة لصالح راكان!.. وتمت موافقة المسؤولين الاتراك على فكرة الشيخ راكان بن حثلين وحددوا له القيام بمعركة في القفقاز يقابل فيها أحد الابطال المقاومين للاحتلال العثماني (اناتولي المسكوفي) وقد يكون هذا الاسم نسبة لكونه من "موسكو"…

فوافق راكان على ملاقاة "المسكوفي" وطلب منهم أن يعرّفوه به وبمنطقته ليتأكد منه، فذهب مع راكان من أراه إياه، ولم يكن "المسكوفي" وحده بل كان معه مجموعة من أبطال المقاومة، فنازله راكان ونازل معه جماعته فصرعه وصرح عدداً آخراً معه وهرب البقية، وبذلك طبق راكان قول الشاعر (مصائب قوم عند قوم فوائد!)…

وعاد البطل راكان إلى اسطنبول لتعلِّق القيادة العثمانية فوق صدره وسام الشجاعة ويخلى سبيله!.. وأثناء الاحتفاء بفوز راكان بل الاحتفاء بقتله مرغما للبطل "المسكوفي" المسكين على الاصح!…

شكره المسؤولون الاتراك على شجاعته وقالوا له: (لقد عجزت قبلك ـ يا راكان ـ قوات كثيرة عن القضاء عليه فقضى الزعيم القفقازي على كل هذه القوات ولم تقض عليه، بينما صرعته وقوته وحدك فما هو سرّ هذه القوة الخارقة لديك!).. فأجابهم راكان بقوله: (ان كل من أرسلتموهم لقتال هذا الزعيم لايدفعهم الايمان بأهداف ـ حب الأرض ـ فيتغلب الزعيم عليهم لكونه يؤمن بهدف، وهذا الهدف هو الدفاع عن وطنه، أما أنا فقد ذهبت إليه لأموت بيده أشرف لي من سجنكم أو أقتله فأعود إلى أرضي، وأثناء صراعي معه كاد يقتلني حينما ارتخى السيف في يدي لحظة أمام هذا الشجاع، لسبب واحد ارتخى السيف في يدي وهو أنني تذكرت أن هذا الزعيم يقاتل فوق أرضه دفاعا عن أرضه التي أقاتله عليها مقابل وعدكم بعودتي إلى أرضي، ولكنني في ذات اللحظة تذكرت أن هذا الزعيم لا يفهم من أنا ولا يدرك أنني بطل مثله وأنه سيقتلني لا محالة لو تراخيت عن قتله!.

وبين لمعان هذه الأفكار في تلك اللحظة ارتخى السيف في يدي!.

لكن ذلك البارق الذي رأيته يلمع وأنا في السجن ليمطر فوق ارضي في الإحساء، لمع مرة أخرى بي دماغي، فتذكرت السجن!.

وتذكرت العودة إلى أرضي فاندفعت في دمي طاقة جبارة هائلة فاقت طاقة هذه الشجاع المسكين البرئ الذي أصبح خصمي ـ بدون ارادتي ـ فتغلب حب بلادي على كل عاطفة وعبأني حبي لبلدي لحظتها بطاقة من القوة خلته أمامي فيها أصغر من العصفور فصرعته، ووفيت بوعدي لكم فهل تفون بوعدكم لي؟

قالوا له: (اتجه إلى أي جهة تراها!. أنت طليق).. فاتجه الشيخ راكان من تركيا بحرا إلى مصر ـ حسبما نعتقد ـ إلاّ أنه اتجه من هناك إلى ينبع البحر، في غرب الجزيرة العربية، وقبل أن يذهب ليرى أهله وقبيلته ذهب إلى حائل لمشاهدة صديقه محمد العبد الله آل رشيد الذي حكم منطقة نجد فيما بعد وأخذ آل سعود اسرى عنده في حائل…

وفي طريقه إلى حائل قال قصيدته الشعبية الشهيرة (يا فاطري خبي جوانب طمّيه) وقد حاكى في هذه القصيدة ناقته العجوز ـ وطلب منها كما تحكي القصيدة ـ ايصاله إلى (برزان) أو قصر (اخو نوره) كما قال: محمد العبد الله آل رشيد (لأن سلامه عليه واجب قبل الأقصى والأدنى) ـ كما قال في قصيدته ـ وقال: (انّه بعد هذا السلام سيتجه إلى ديرة العسوجية زوجته الغالية)… وفعل ذلك، فقابل محمد العبد الله آل رشيد واحتفى به وأكرمه وتوجه بعد ذلك لمشاهدة قبيلته وأهله إلا أنه صدم بزوجته! ـ الشقحاء بنت حزام ـ التي تسرّعت ولم تنتظره حتّى يخرج من السجن أو يموت!، فتزوجت بسلطان الدويش شيخ قبيلة مطير وأنجبت منه فيصل الدويش ـ القائد الشهير الذي مكن عبد العزيز آل سعود فيما بعد (مكّنه ـ بعد الانكليز طبعا) من احتلال الجزيرة العربية…

تألم راكان بن حثلين حينما علم بزواج زوجته! وغضب عليها!… كما غضب على المتزوج لزوجته التي فسخت دون معرفته بينما كان سجينا في تركيا.. وما أن علمت هي الاخرى حتّى اتجهت للسلام عليه وطلبت منه أن يقبلها كزوجة لأنها ستترك زوجها الثاني وتعود إليه!، لكنه صّدها بعنف كما توضح هذا قصيدته التي بدأها بالسلام على محمد العبد الله آل رشيد واختتمها بالرد على زوجته بقوله (انّه لا يأخذ الفضلات إلا الردئ) وقال: (انني لا ألومك وانما ألوم صاحبي الدويش الذي لم ينتظرني حتّى أموت أو أعود، ألومه كيف يتزوج زوجتي وأنا على قيد الحياة؟)… وفيما يلي معظم أبيات القصيدة:

يا فاطري




[poet font="Arial,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="groove,5,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":8e77aa0696]
يا فاطري خبي جوانب طميّه = من حيث بانت مثل خشم الحصاني
خبّي طميّة والديار العذيه = تنحرّى برزان زين المباني
سلام أخو نوره لزوم مجيّه = قبل الحبيب وقبل قاصي وداني
وإذا قضيت اللازم اللي عليّ = اللازم اللي ما قضاه الهداني
الجدى احطه خلف ظهر المطيّة = واجعل نحرها في سهيل اليماني
شفّى نروح الديرة العسوجيه = اللي نسمها كالزباد العماني!
[/poet:8e77aa0696]





كان هذا هو آخر القصيدة، لكنه حينما بلغه زواج زوجته بالدويش أكمل الابيات التالية بلوعة وأسى يقول:





[poet font="Arial,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="groove,5,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":8e77aa0696]
لومي على الطيب ولومه عليّ = وراه يأخذ عشقتي ما تناني؟!
ليته صبر عامين وإلاَ ضحيّه = والا تنبأ صاحبي ويش جاني!
أمّا هفى راكان ذيب السريه = والا لفى يصهل صهيل الحصاني!
[/poet:8e77aa0696]





وفي هذا الاثناء وصلت إليه زوجته السابقة "الشقحاء" تطلب منه العفو عنها من أجل العودة إليه! فرفض بإباء وشمم بالبيت التالي الذي أكمل به القصيدة بقوله:





[poet font="Arial,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/17.gif" border="groove,5,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter="":8e77aa0696]
روحي… وانا راكان زبن الونيه = ما يأخذ العقبا تغير الجباني!
خرّي … وانا راكان زبن الونيه = ما يأخذ الفضلات غير الهداني
[/poet:8e77aa0696]

Faraway
19 / 07 / 2003, 46 : 04 PM
الله يبيض وجهك يا تالي الليل على هذه الرائعه ومشكور وما قصرت وننتظر الأجمل والأحلى




ولك تحيااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا تي,,,,,,,,,,

محسن المسردي
19 / 07 / 2003, 36 : 05 PM
أخي العزيز ... تالي الليل

أشكرك جزيل الشكر

على هذه الجهود وامتاعنا بهذه القصص

والقصائد الرائعه وقد كنت متشوقاً

لقراءة هذه القصه للبطل راكان رحمه الله

وتقبل تحياتي،،،
.
.

ليتك معي
20 / 07 / 2003, 36 : 05 AM
بيض الله وجهك ياتالي اليل علىهذه القصه الرائعه
:يصفق::يصفق::يصفق::يصفق::يصفق::يصفق::يصفق::يصفق::ي صفق:
وتحياتي للجميع

نبهان
10 / 08 / 2003, 28 : 08 PM
عزيزي تالي الليل ,, قصة رائعة وقصيدة ولا أروع ,, رحم الله أولئك الرجال ,, ولا شيء يفوق حب الوطن.
شكراً لك على جلب هذه القصيدة والقصة.

سلامي

الساهر2003
12 / 08 / 2003, 11 : 09 AM
تسلم اخوي تالي الليل على القصه الرائعه والجميله والاجمل الطرائها بالقصائد اللتي توضح محدثات القصه واللتي كان البطل فيها ركان

اخوي الوطن والقبيله هي سند اي رجل على وجه الارض

يعطيك الف الف الف عافيه اخوي تالي الليل على هذا المجهود والى كل جديد



مع تحياااااااااااااااااات,,,,,,,,,,,,,,,,,,



اخوك
الساهر 2003


m

منا وفينا
12 / 08 / 2003, 53 : 12 PM
الأخ العزيز تالي الليل

لك من كل تقدير ................ واجلا ومحبه وابيك تتحملني شوي

السالفة هذي كلها حكي فاضي وسوالف ليل ويمكن تضيفها لكتاب كليه ودمنه للمقفع

ركان بن حثلين فارس وشاعر وأمير له من السوالف والأشعار ما يغني عن خيال الكتاب .


ولك ألف تحيه .................................. منا وفينا