المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السَّلاَمُ الدَّاخِلِيُّ..!!


أحمد العرفج
14 / 07 / 2003, 12 : 03 PM
[align=center:f6adcec035]السَّلاَمُ الدَّاخِلِيُّ..!!

نُشر بصحيفة الاقتصادية بتاريخ 12/5/1424هـ

نركض في ممرات الزَّمان، ومنحنيات المكان، لاهثين نسابق الحياة وتسابقنا، نجري مثنى وثلاث ورباع.. معتبرين الحياة الدنيا الغاية والمآل.. نمرُّ على الأشياء، نازعين عنها رسالة الموعظة، ومُنشِّط الذكرى، مدركين، نتخطف (الفانية)، وننسى (الباقية)، نتعب في اللهث، ونتوجع من المسافة، ونحب المال حباً جماً، ثم نلوذ في المساء، واصفين المال بأنه (وسخ الدنيا).. في الصباح ننتظر المساء، وفي المساء نفكِّر في خطوات الصباح، واليوم يرمينا في أحضان المستقبل، والمستقبل يحملنا إلى (المجهول).. نقوم من الفراش، وفي أطراف أصابعنا عبارة تقول:

نَرُوحُ وَنَغْدُو لِحَاجَاتِنَا

وَحَاجَاتُ مَنْ عَاشَ لاَ تَنْقَضِي..!!

لنعود عبر (قضاء الحاجات)، وفي وجوهنا بعض الندوب، وشيء من مالٍ قليل.. نمارس الحياة، وكأنها حالة طوارئ، نعتبر أننا سنرحل بعد لحظات من وقتنا، مع أننا نُقبل على الدنيا إقبال الهائم الخالد الدائم.. نلتهم الطعام إلتهام مودِّع، ونتمسّك بالمال تمسك غريق بحبل إنقاذ.. ثم لا نتورع عن وصف الغرب بالمادية واتِّباع الشهوات.. نخرج إلى الحياة، ونرسم أفعالنا فيها، متَّخذين من الحلول (المؤقتة) حلولاً دائمةً، ولا نعجب من ذلك، لأن السيد نابليون علَّمنا أن (الحلَّ المؤقت قد يكون هو الحل الدائم).. إننا كتلك السيدة التي تقوم بأعمالها المنزلية على بساط القلق، كما لو أنَّ هناك أحداً يصوِّب مسدساً إلى رأسها، ويطلب منها الانتهاء من غسيل الأطباق، وتطبيق كل الفوط، وإلا فإنه سيقتلها.. والموقف هنا لا يعدو أكثر من حالة طوارئ قلقة، خلقتها وأحسَّت بها هذه السيدة النبيلة.. يقول د. ريتشارد كارلسون في كتابه الجميل: (لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر)، ما نصه: (لم أقابل أبداً في حياتي شخصاً لم يجعل من الأمور البسيطة حالات طوارئ، بما في ذلك أنا نفسي، إننا نأخذ أهدافنا بجدية زائدة عن اللزوم، وننسى أن نمرح قليلاً، أو نعطي أنفسنا بعض الراحة، إننا ننظر إلى الأشياء البسيطة التي نحبُّها ونعتبرها شرطاً لتحقيق سعادتنا الشخصية، وإلا فإننا نلوم ونعاقب أنفسنا إذا لم نستطع تحقيق الأهداف التي خلقناها بأنفسنا.. إن أول خطوة لكي نصبح أشخاصاً ننعم بالسلام الداخلي هي أن نعترف أننا في غالب الأحيان.. نحن الذين نخلق لأنفسنا حالات الطوارئ).. إن الحياة سوف تسير بشكل طبيعي، حتى إن لم تسر الأمور حسب ما هو مخطط لها.. ويفيد كثيراً أن نذكر أنفسنا دائماً بهذه العبارة: (الحياة ليست طوارئ متواصلة)..!!

ـــــــــــــــــــــــ

أحمد عبد الرحمن العرفج



--------------------------------------------------------------------------------[/align:f6adcec035]

محسن المسردي
16 / 07 / 2003, 06 : 03 AM
أخي العزيز ... أحمد العرفج

هناك الكثير من الناس يفتقدون

السلام الداخلي وتراهم قلقين في حين

أنه ليس هناك مايدعو للقلق في حياتهم

ولكن كما قال المثل " مثل أم العروس "

نسأل الله أن ينعم علينا بالأمن الداخلي

:غمزه: :غمزه: :غمزه:

تقبل شكري وتقديري،،،
.
.