المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِرْمَانُ الْمُخْلِصِ وَالشُّجَاعِ..!!


أحمد العرفج
14 / 07 / 2003, 07 : 03 PM
[align=center:de33107554]حِرْمَانُ الْمُخْلِصِ وَالشُّجَاعِ..!!

نُشر بصحيفة الاقتصادية بتاريخ 13/5/1424هـ

الشيخ العلامة الكبير: عبد الوهاب أبو سليمان ـ عضو هيئة كبار العلماء ـ من الرِّجال الذين يأخذونك بأمواجهم العلمية إلى مناطق يتخوف الآخرون من الدخول فيها..!! وهو فوق ذلك يكتب بوعي يتجاوز الزمان والمكان، اللذان يؤطرانه فيه في محاولة منه لكسر المفاهيم التي أغلقت، وتغيير القواعد التي منحها لنا الوقت بشكل مقلوب.. والرجل في هئيته غير تقليدي، وكثير من القوم لا يعلم أنه عضو (فاعل) في هيئة كبار العلماء.. والسَّبب في ذلك مظهره الذي يشير إلى أن التسامح والسماحة خرجت من هذا الدين العظيم الذي وصفه الحق جل وعز (بالكمال)..!!

والشيخ الفاضل (في مقالة شجاعة له) يحذر الأمة من خطورة تصنيف الناس، وإخراجهم من حديقة الإخلاص وانتقاص عقيدتهم، لأنهم ـ فقط ـ يكتبون بروح الحب والشجاعة والتجاوز.. يقول في ذلك: (من المهم أن لا تكون تلك المقالات المخلصة الشجاعة مؤشراً يتذرّع به البعض لاتهامهم بما ألفناه من قذف أصحابها بالعلمانية، أو التحررية، أو الاستغرابية، وغيرها من شنشنات وتصنيفات عانينا منها، ولا نزال في أروقة الجامعات، واتخذت هذه العناوين جسراً للوقيعة بالكفاءات المخلصة الصادقة، فحوصرت وضُيِّق عليها، أو أبعدت وجُمِّدت.. إن اتهام المخلصين من الكتاب الجريئين حرمنا الكثير مما تصلح به شؤوننا الاجتماعية، وكانت النتيجة أن انكفأوا على أنفسهم طلباً لسلام العرض، وتوقِّي الأذى.. الحصانة والعصمة للأفراد، أو المؤسسات ينبغي أن لا تكون على حساب مستقبل الأمة ومكتسباتها، ووحدتها، والالتفاف حول ولاة أمرها، القائمين على أمنها.. من يجرؤ من الكتاب ـ ناقداً أو مُوجِّهاً ـ بأي لهجة، ولو خشنة في مثل هذا الظرف، هو عنوان صدق وإخلاص يستحق كل تقدير واحترام، وإلا فسيؤتى الحذِر من مأمنه، فالصديق من صَدَقَكَ لا من صدَّقك، والأمور ـ اليوم ـ تسير بتآمر وتخطيط خارجي وداخلي، فَلْنعْطِ أذناً صاغيةً للجهات الصادقة، والأقلام الجريئة، ولتتوقف المجاملات والدعاوى الكاذبة التي تقودنا إلى الهاوية)..!! صحيفة عكاظ بتاريخ 8/6/2003م. إنني أحييك أيها الرجل النبيل، والشيخ الشجاع على هذا القول السديد، وأهنِّئ مجتمعي ونفسي بوجود أمثالك بين ظهرانينا وأطرافنا التي أتعبها الانتقال من العناء إلى اليأس، ومن السفر في الفراغ إلى الإقامة في التردد.. شكراً لك أيها الكبير على حملك الأمانة، واتصافك بموجبات الشجاعة، ومقتضيات المروءة، وقواعد الإنصاف..!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد عبد الرحمن العرفج [/align:de33107554]