ابو طلال
04 / 07 / 2003, 43 : 05 AM
[align=center:fe1765b354]نبذة عن الكاتب/ احمد العرفج
1- كاتب بجريدة الوطن
2- كاتب بجريدة الشرق الاوسط
3- كاتب بجريدة الجزيرة
4- كاتب بجريدة المدينة
5-كاتب بجريدة الاقتصادية
6-ويعمل حاليا بمكتب وزير الداخلية ( المراسم )
وقد حملني امانة السلام على الاعضاء الكرام وعلى رأسهم المشرف العام ونائبه ويستأذنكم
بالانضمام الى هذا المنتدى المتميز
وهذا المقال التالي احد مقالاته بجريدة الاقتصادية الذي نشر مساء امس
لاَ أَحَدَ يَكْرَهُ (مَامَا) أَمْرِيكَا..!!
نشر بصحيفة الاقتصادية بتاريخ 2/5/1424هـ
يبدو الموقف من أمريكا لا يبتعد كثيراً عن قول الأمير خالد الفيصل في إحدى قصائده يصف تَمَنَّع حبيبته عندما قال:
كل ما أقفيت ناداني تعال
وكل ما أقبلت عزَّم بالرحيل..!!
الحقيقة غدت مثل الخيال
هو عدوي.. وهو أوفى خليل..!!
نكره أمريكا.. ثم نرسل أبناءنا يدرسون فيها..!! نغضب منها، وندعي عليها بالويل والثّبور، ثم نطالبها بأن تنظر بعين العدل لقضايانا.. وما أكثرها..!! نكره أمريكا، ونتلذذ بهذا الكره، ونعتقد أنه يعبِّر عن (عروبتنا) الأصيلة، ثم نأوي إلى تراثنا، مُنشدين (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى)..!! نكره أمريكا، ونتشدّق بشتمها، ونلعن (سلسفيلها)، ومعنا كل الحق في التعبير عن كرهنا وبغضنا لها، في ذات اللحظة التي لا يستطيع أحدنا أن يحرك أصابعه كما يريد في الوقت الذي يريد..!! إننا مثل ذلك العراقي البائس، الذي قال له الجندي الأمريكي: نحن نستطيع أن نسُبَّ الرئيس الأمريكي، ونشتمه كما نشاء.. فردَّ عليه العراقي قائلاً: ونحن كذلك نستطيع أن نشتم الرئيس الأمريكي في أي وقت نشاء..!! نذم الأمريكيين، ونسأل الله ـ جلَّ وعزَّ ـ بأن يُدمِّرهم، وأن يجمد الدم في عروقهم، وأن يُصيِّر نساءهم سبايا لنا، وأن يُيَتِّم أطفالهم.. ثم نصطفُّ ـ زرافات ووحداناً ـ على أبواب سفاراتهم للحصول على تأشيرة الدخول، أو (حق اللجوء)..!! إننا نكره أمريكا، ونعتبر ذلك جزءاً من الواجب الوطني، والفرض الديني.. نفعل ذلك ونحن نُعاني الحرمان من التبصُّر في أشيائنا الحيوية، الراكدة في يومياتنا العادية والاستثنائية.. (يجب أن نكره أمريكا... وإلا كنا من المُتخاذلين، أو العملاء أو الجواسيس.. لذلك ترى رسميين كُثراً بيننا، "يتشدّدون" إزاءها، فتصبح شعبيتهم قائمة على بُغضهم لها، وترى أيضاً مُغنِّيين شعبيين ينتشرون، وتنتشر ـ كالبرق ـ أغانيهم الكارهة لها.. ومقدمي برامج في أقنية رسمية، تحوَّلوا إلى نجوم لشدَّة هجومهم عليها، إذ فضحوا عدوانيتها وغطرستها.. فكانت مواقفهم حقاًّ مُشرِّفة)..!! يا حسرة.. كم انشغلنا، وشغلنا أنفسنا (بشكل مجَّاني)، بفضائح أمريكا، وكم سهرنا نحصي البطالة فيها، وكم بذلنا من الجهد والوقت والمال، لإيضاح ارتفاع مستوى الجريمة فيها.. والانحلال الخُلقي، والتَّفسُّخ الأخلاقي..!! كل هذا فعلناه في حفلة انتحار جماعية، في كل أنحاء الوطن العربي، من خليجه الثائر، إلى مُحيطه الهادر.. فعلنا ذلك حين ظننا أن منظومات الشهامة والتقدم والتطور، لا تتحقق إلا بكره أمريكا..!!
ـــــــــــــــــــــ
أحمد عبد الرحمن العرفج
[/align:fe1765b354]
1- كاتب بجريدة الوطن
2- كاتب بجريدة الشرق الاوسط
3- كاتب بجريدة الجزيرة
4- كاتب بجريدة المدينة
5-كاتب بجريدة الاقتصادية
6-ويعمل حاليا بمكتب وزير الداخلية ( المراسم )
وقد حملني امانة السلام على الاعضاء الكرام وعلى رأسهم المشرف العام ونائبه ويستأذنكم
بالانضمام الى هذا المنتدى المتميز
وهذا المقال التالي احد مقالاته بجريدة الاقتصادية الذي نشر مساء امس
لاَ أَحَدَ يَكْرَهُ (مَامَا) أَمْرِيكَا..!!
نشر بصحيفة الاقتصادية بتاريخ 2/5/1424هـ
يبدو الموقف من أمريكا لا يبتعد كثيراً عن قول الأمير خالد الفيصل في إحدى قصائده يصف تَمَنَّع حبيبته عندما قال:
كل ما أقفيت ناداني تعال
وكل ما أقبلت عزَّم بالرحيل..!!
الحقيقة غدت مثل الخيال
هو عدوي.. وهو أوفى خليل..!!
نكره أمريكا.. ثم نرسل أبناءنا يدرسون فيها..!! نغضب منها، وندعي عليها بالويل والثّبور، ثم نطالبها بأن تنظر بعين العدل لقضايانا.. وما أكثرها..!! نكره أمريكا، ونتلذذ بهذا الكره، ونعتقد أنه يعبِّر عن (عروبتنا) الأصيلة، ثم نأوي إلى تراثنا، مُنشدين (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى)..!! نكره أمريكا، ونتشدّق بشتمها، ونلعن (سلسفيلها)، ومعنا كل الحق في التعبير عن كرهنا وبغضنا لها، في ذات اللحظة التي لا يستطيع أحدنا أن يحرك أصابعه كما يريد في الوقت الذي يريد..!! إننا مثل ذلك العراقي البائس، الذي قال له الجندي الأمريكي: نحن نستطيع أن نسُبَّ الرئيس الأمريكي، ونشتمه كما نشاء.. فردَّ عليه العراقي قائلاً: ونحن كذلك نستطيع أن نشتم الرئيس الأمريكي في أي وقت نشاء..!! نذم الأمريكيين، ونسأل الله ـ جلَّ وعزَّ ـ بأن يُدمِّرهم، وأن يجمد الدم في عروقهم، وأن يُصيِّر نساءهم سبايا لنا، وأن يُيَتِّم أطفالهم.. ثم نصطفُّ ـ زرافات ووحداناً ـ على أبواب سفاراتهم للحصول على تأشيرة الدخول، أو (حق اللجوء)..!! إننا نكره أمريكا، ونعتبر ذلك جزءاً من الواجب الوطني، والفرض الديني.. نفعل ذلك ونحن نُعاني الحرمان من التبصُّر في أشيائنا الحيوية، الراكدة في يومياتنا العادية والاستثنائية.. (يجب أن نكره أمريكا... وإلا كنا من المُتخاذلين، أو العملاء أو الجواسيس.. لذلك ترى رسميين كُثراً بيننا، "يتشدّدون" إزاءها، فتصبح شعبيتهم قائمة على بُغضهم لها، وترى أيضاً مُغنِّيين شعبيين ينتشرون، وتنتشر ـ كالبرق ـ أغانيهم الكارهة لها.. ومقدمي برامج في أقنية رسمية، تحوَّلوا إلى نجوم لشدَّة هجومهم عليها، إذ فضحوا عدوانيتها وغطرستها.. فكانت مواقفهم حقاًّ مُشرِّفة)..!! يا حسرة.. كم انشغلنا، وشغلنا أنفسنا (بشكل مجَّاني)، بفضائح أمريكا، وكم سهرنا نحصي البطالة فيها، وكم بذلنا من الجهد والوقت والمال، لإيضاح ارتفاع مستوى الجريمة فيها.. والانحلال الخُلقي، والتَّفسُّخ الأخلاقي..!! كل هذا فعلناه في حفلة انتحار جماعية، في كل أنحاء الوطن العربي، من خليجه الثائر، إلى مُحيطه الهادر.. فعلنا ذلك حين ظننا أن منظومات الشهامة والتقدم والتطور، لا تتحقق إلا بكره أمريكا..!!
ـــــــــــــــــــــ
أحمد عبد الرحمن العرفج
[/align:fe1765b354]