المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الليبرالية الاسلامية (ملامح).


The_liberal
27 / 06 / 2003, 40 : 10 AM
(( الدولة الإسلامية دولة ليبرالية، (لاتفرض عقيدة ولامنهجا). ))

(..لكل جعلنا منكم "شرعة" و"منهاجا" ولوشاء لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في مااتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) (المـائدة: 48)


- دراسة لعلمانية الغرب.

في الغرب نجد العلمانية كنموذج، يفصل بين الدين والدولة ( لايمكن تعميم ذلك حقيقة فالتاريخ والحاضر لايؤيدان هذا التعميم، ففرنسا مثلا تاريخها وحاضرها يؤكد أن بعثاتها التشيرية للدول المستعرة كانت بقرارات حكومية)، وسارت فرنسا أكثر من أي دولة أخرى في ذلك -أي فصل بين الدين والدولة-، بينما لم يفك ارتباط الدين بالدولة في معظم أوروبا الغربية وأمريكا (التعليم الديني، الصلاة بالمدارس، ضرائب الكنيسة، الإجازات المسيحية، صلوات الأحد)، ومع هذا، يعد -نظريا- عدم تدخل الدين في أمور الدولة أحد الشروط الأساسية لنظام ديموقراطي متعدد الأحزاب، قائم على فصل السلطات. ويستند الغرب في ذلك على قول المسيح: اعط مالقيصر لقيصر واعط مالله لله (وهذه مرجعية دينية بحتة).


- موقف الاسلام من الدولة.

الاسلام على العكس من العلمانية الغربية، فهو ينادي للدين والدولة معا، تقوم على الشورى. وحتى إن لم نجد هذا النص حرفيا في القرآن، فإن آيات القرآن تتكلم من انسان يجب عليه أن يفكر ويتكلم ويعمل، ومحوره في كل حياته إقامة الدين، فالاسلام يشمل ويصنع كل حياة المسلم (فالقرآن منهجا للحياة بتلاحم وتداخل آياته بشكل يستعصي على أحد أن يفرق بين آيات العقيدة وآيات الشريعة والعمل).


- النظرة الإسلامية السائدة للعلمانية الغربية.

يعتقدون المسلمون أن مبدأ الغرب في نظرية الدولة "وهم"، أوخداع للنفس، فمن بديهيات اعتراض المسلمين على العلمانية:

* لايمكن أن تخلو دولة من مذهب، فحتى الزعم بدولة لامذهبية علمانية، هذا في حد ذاته مذهب.

* محاولة فصل الدين عن الدولة لن يؤدي إلا لحالة انفصام في شخصية الناس، فلاأحد يستطيع أن يعيش فترة ممارسا لإيمانه وفترة ممارسا لكفره، وبالتالي ستود الرذيلة في المجتمع. ( في حين أن حالة الشيزوفرانيا عند المسمين للأسف زاد حجمها وتطور ونما، حتى أصبحنا المسلم يصلي ويصوم ويزكي ويحج ثم يكذب وينقض الوعد ويؤذي الناس ويعاديهم ويفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل. فكأنما تحول الاسلام لمجرد طقوس دينية تؤدى، ثم يفعل المسلم بعد ذلك أي شئ وكل شئ).

- اذا، هل هناك نظرة إسلامية للدولة؟

هذا مابحثه منظرين سياسين مسلمين - رغم قلتهم - إلا أنهم رفعوا بمستوى البحوث عالية، مثل الفارابي (انظر "تاريخ الفلسفة الإسلامية"- م. م. شريف الجزء الأول صفحة 704)، ومثل نظام الملك الطوسي (انظر كتاب "سياسة نامة")، والأهم شأنا الماوردي (م. م. شريف صفحة 717).

إلا أن مشكلة بحوثهم كانت أنهم استخدموا نصوص قرآنية جد قليلة، فكانت النتيجة "أعمالا بشرية غير معصومة من الخطأ" كما يقول الأصوليون العقلانيون.

صحيح أن القرآن الذي نزل بعد أفلاطون، وقبل دانتي وكاريل وهيجل، لم يتكلم عن الدولة بمفهومنا المعاصر، ولكن عن الأمة التي تُمكن لإقامة الإسلام. وهذا ماسأتناوله في النقطة التالية.

- محاولة لاستخراج مبادئ رئيسية للدولة من القرآن.

هناك مائتي آية في القرآن أشبه بالقوانين، (انظر إحصائية كتاب "الإسلام الدولة والمجتمع" لفيرنانديد ومظفري)، عليه بإمكاننا استخراج ثلاثة مبادئ رئيسية للدولة من القرآن:

1- المبدأ الرئاسي: يتولى الرئاسة فرد، ليس نخبة أو جماعة، يعمل كخليفة مسلم لاكما المفهوم البابوي.

2- مبدأ الشورى: تخضع ممارسة التشريع والتنفيذ لمبدأ الشورى. (فبما رحمة من الله لنت لهم ولوكنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم "وشاورهم" في الأمر فإن عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) (آل عمران : 159) (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلوة وأمرهم "شورى" بينهم وممارزقنهم ينفقون) (الشورى : 38).

3- مبدأ إسلامية الدولة. يجب أن يكون رئيس الدولة مسلما، تتفق كل التشريعات مع الشرع فهو بمثابة الدستور الأعلى للدولة. (يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا) (النساء: 59).

ويمكننا -بطريقة غير مباشرة- استنتاج مبدأ ديموقراطي من المبادئ السابقة، ومن حقوق الأمة وتأكيد وتكرير القرآن لإقامة الحق والعدل، أن الشورى ملزمة.

وهذا مانادى به من قبل كل من محمد عبده، ورشيد رضا والمودودي، ومحمد أسد، واليوم فتحي عثمان في كتابه "الإسلاميون العصريون والديموقراطية" وسعيد رمضان في كتابه "الشريعة الإسلامية".

لكن يجب أن نفهم أن ديموقراطية الإسلام لاتعني سيادة بلا حدود لإرادة الشعب. فكأي برلمان آخر، يتبع البرلمان الدستور، وهذا الدستور يجب ألا يخالف الشريعة. ويدخل في هذا الاطار الواسع (عدم مخالفة الشريعة) تحرك البرلمان والتشريع في جميع المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والجنائية،.. وغيرها. فالقرآن يفسح بمرونة كبيرة مجالا واسعا للعقل البشري للعمل في صالح الأمة.


- هل من مبادئ مرتبة ترتيبا أكثر عصرية؟

أعتقد أن الكتاب الرائد "مبادئ الدولة والحكومة في الإسلام" للعالم المسلم الألماني محمد أسد، قد احتوى على دراسة تعتبر الأفضل في عصرنا هذا بالنسبة لمبادئ دولة اسلامية حديثة، ألخصها في مايلي:

1- الدولة الإسلامية دولة ليبرالية، (لاتفرض عقيدة ولامنهجا).
2- دولة حديثة غيرثيوقراطية يرأسها مسلم.
3- ذات دستور حديث، ليس القرآن، لكنه لايخالف الشريعة.
4- تعمل على أساس الشورى أو التمثيلية النيابية.
5- لامانع أن تشابه الأنظمة الغربية في فصل السلطات -التعددية الحزبية - حقوق الإنسان - حماية الأقليات - وهلم جرا.

نستنتج من الخمسة نقاط أن الاسلام يدعو لقيام دولة ليبرالية ديموقراطية إسلامية.

- هل يعارض الاسلام فعلا قيام دولة ديموقراطية؟

لا.. فالاسلام مثلا أوصى منذ فجر التاريخ باختيار رئيس للدولة، كما يتجلى في مبايعة الأغلبية لأبوبكر، ثم عمر بالإجماع، ثم اختيار مجلس شورى مكون من ستة أعلام للمسلمين لعثمان، ثم مبايعة الأكثرية علي.

والمسلمين الأوائل طالبوا بمؤهلات للتشريح والتصويت (أعطت الأولية لأهل بدر).

بينما كان الميثاق الذي عقده الرسول مع أهل المدينة عند هجرته، عملا سياسيا بعيد النظر، فهو لم يهدف من ورائه لتنظيم شؤون دولته، فهو أشبه بمعاهدة تحالف. ( انظر "كتاب الرسول - ميثاق محمد" ليوسف هاشمي)

- ديموقراطية ليبرالية أم ديموقراطية سلفية؟

يجب أن يكون واضحا - بناء على ماسبق - أن الاسلام "لم" يطلب بناء دولة دينية بمعناها الغربي القرن أوسطي يقبض فيها علماء الدين على السلطة السياسية، فلم تذكر آية واحدة في القرآن ذلك، ولذلك فالمفترض أن يكون مبدأ "دين ودولة" مفترضا عاملين مختلفين، يتم التنسيق والتوفيق بينهما طبقا وتحت روح الإسلام، ولكنهما عاملان مختلفان يقوم كل منهما أصحاب الإختصاص فيه. أي دعوة علنية لليبرالية الإسلامية.

أما إذا ترك المسلمين الليبرالية و إذا نسي المسلمون أن عالم الساسة هو مجال النشاط البشري - الفاني غير المعصوم- وأن الله يغفر للحكومات ولايقيمها، وأن ليس للاسلام بناء هرمي وظيفي للعبادة كالمسيحية، إذا نسي كل المسلمون ذلك، فالنتيجة ستكون نظاما أحاديا استبداديا شموليا، تتربع على قمته سلطة دينية جاهلة، فالدولة الدينية بمعناها الضيق المتعارف عليه، "ليست دولة إسلامية". (الطالبانية مثال، ومحاولة السلفية الوهابية للهيمنة بالسعودية مثال آخر).

- ختاما: نتسائل: أي مبادئ يريد المتعصبون السلفيون إقامة الدولة عليها؟

- لمحة:

أكثر الحركات الإسلامية - والتي بدأها جمال الدين الأفغاني - ذات حساسية ضد الغرب الاستعماري. أرادت بفعلها استعادة الكرامة والاستقلال السياسي والثقافي والاقتصادي للأمة الاسلامية. وفي رفضها للغرب، رفضت أيضا ديموقراطيته. ثم أسس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، ومنذ ذلك التأسيس لم يغب العنصر الديني عن الساحة في كل شؤون العالم لإسلامي، لذا يرون أن من الخطأ الفادح تجديد العالم الإسلامي وبنائه إغفال العامل الديني.

- ماهي أفكار الحركات السلفية في إقامة دولة إسلامية؟

تختلف أفكار الحركات السلفية في كيفية إقامة دولة الإسلام، فمنها من يريد بناء القاعدة ثم الصعود لأعلى، ومنها من يريد السيطرة على القمة، حتى تسهل عليه عملية تنظيف القاعدة، الطريق الأول يحتاج صبرا ووقتا، والثاني ثوري اندفاعي مستعجل، يتبعهم من يزعم أن الحكومة كافرة !!

- الخلاصة:

الحقيقة تقول أن شعارات السلفية مثل "القرآن دستورنا" كما ردد أولا البنا والحاكمية لله (المودودي وقطب) وردد بعدهم سلفيي السعودية، ((لاتكفي)). فلابد من برامج واقعية محددة، تقوم على فهم واضح للشريعة، كما تنادي الليبرالية الإسلامية.

فالسلفيين للأسف يتكلمون ويرفضون الليبرالية الاسلامية على أساس آراء واجتهادات نقلية من القرون الوسطى.

الليبرالي ....... ونبقى

أبوماجد
27 / 06 / 2003, 46 : 02 PM
كمان مره ثانيه أبوماجد هنا وإن رغمت أنوف0

اولاً لا أطلب من الليبرالي ان يجاوبني عما سأكتبه ولم أكتب مايأتي إلا رغبةً مني في قرأة ماسأكتبه من الإخوة الأعضاء ولهذا فقد إستعنت بالله على كشف المستور وعلى الهذيان المدون في المقال اعلاه ةلأثبت لكم أن شركة ريباليكو للإفساد اللامحدود لاتتاونى في نشر مايثير حفيظة المسلمين مع تطبيل بعض الرعاع لهم القائمين خارج الوطن0

على ذلك أبدأ على بركة الله 0

1- لعلكم قرأتم عنوان موضوع الليبرالي وهو الدوله الأسلاميه دوله ليبراليه لاتفرض عقيده او منهج0
قرأتم ذلك وهو مايصبو إليه كل ليبرالي بل علماني فمن هنا تعرف أخي المسلم انهم حطّاب ليل يهذون بمالايفقهون فلم يسمعوا قول الله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام00 ) ولم يسمعوا قوله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه000 ) ولم يسمعوا (فاصدع بماتؤمر ) والأيات في ذلك أكثر من أن تحصى0

2- موقف الإسلام من الدوله 00 قال الليبرالي أن الإسلام ينادي للدين والدوله معاً (نعم صدق في ذلك) وتقوم على الشورى 00 ولكن المسكين لم يجد نص حرفياً في القرأن ؟؟؟؟؟؟ هو مسكين فعلاً الليبرالي لأنه ناقل فقط ( الله يخليله جوجل)0
أقول له في مثل هذه المواضيع إما أن تكون مؤهل للكتابة فيها أو أصمت 00 نحن نعلم ان القرأن والسنه مصدر واحد علماً أن الله قدقال (اطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم) هنا إتباع الشرع وللدوله ولاة الأمر 0 هذا بخلاف أحاديث الرسول في ماخفي على الليبرالي فإن اراد أن أكتبها وأحتسب أجرها إلى الله فعلت0
ومن ثم جاء وقال أن التفريق بين قوله تعالى (الرحمن على العرش إستوى ) وبين قوله تعالى (فتيمموا صعيداً طيبا )فيه شيء من الصعوبه فلا يستطيع التفريق بين آيات العقيده والشريعه والعمل ومعه كل الحق فلن يجتمع له إثنان حب القرآن والشهوات0
3 :الإكتشاف الخطير والمهم الذي إكتشفه الليبرالي:وهو إكتشافه المباديء للدوله الإسلاميه ؟؟؟
لعل جبينه قد يتفصد عرقاً ويتوارى عن الأنظار إن قلت له أن تلك المباديء معروفه من الدين بالضروره فالشخص الواحد هو الذي يحكم المسلمين وإن خرج غيره ضربنا عنقه بنص صريح 0 وكون الحاكم مسلم 000 لعل الليبرالي يرد على هذه النقطة بنفسه0 والثالث لم يعرف المغفلين قرأة (وأمرهم شورى ) مع أنهم قد إستدلوا بها0

4-وهنا يحاول أخونا ان يوصل لنا معلومه مهمه وهي أنه يقرأ لكتب مترجمه وأنه يأخذ الحكمه أنى كانت وذلك من باب التجديد فلم يعد يجدي ماقاله ابن حنبل وإبن القيم وإبن تيميه والماوردي ولم يكتشف النقص الذي نعاني منه سوى محمد أسد والنقص هو (ذات دستور حديث غير القرأن ولكنه لايخالف الشريعه)؟؟؟؟؟ علماء الأصول والفلاسفه يقولون هذا من قبيل محاولة الجمع بين النقيضين؟ من يستطيع أن يفسر لي معنى كلام الليبرالي يكون له في ذمتي مكافأه ماليه0
والذي أراه أنه يريد أن نقول الزنا لايجوز ليس لوجود نص وإنما لانه رذيله أخلاقيه وأن الكذب غير لائق ليس لأنه محرم بل لأنه ليس من كرام الصفات 0000 قمة الهذيان0
ثم أفتانا أخونا بأنه لامانع من التعدد الحزبيه يعني مع حزب قال الله ورسوله لامانع من وجود حزب قال ميشيل عفلق أو قال فرويد أو قالت فيفي عبده؟؟؟؟؟ومادمت أنك قد قلت أنه أعطت الأوليه لأهل بدر فأعط أنت الاوليه لمن سار على خطى اهل بدر0

يقول شعار القرأن دستورنا شعار غير فعّال ؟؟؟؟؟ مع انه في النظام الأساسي للحكم في المادة الأولى ؟؟؟؟ قدّم طلب لمجلس الوزراء في ذلك0

ختاماً :

المعضله أن المثقفين عفواً (أشباه المثقفين ) قرأوا مقال وافق هوى في نفوسهم وذلك من مثقفي أوروبا وأمريكا نقموا على تسلط الكنيسه على الدوله فنقلوا لنا ذلك النقم 0
لو فكروا قليلاً لعرفوا ان الرسول إعتمد على إبن العاص وإبن الوليد مع وجود الصديق والغفاري رضي الله عنهم فأنزل القوم منازلهم وعرف من يرسل للمهام الخاصه 0
على كل حال للحديث بقيه0

The_liberal
28 / 06 / 2003, 14 : 01 AM
استكمالا لما بدأناه ,, فانني اتابع الحديث عما سبق وكتبت عنه. لاشك أنه لدينا الحساسية المفرطة من بعض المصطلحات على الرغم من جهل البعض المقدع بما هيتها ,,, فالبعض اختلطت عليه الأمور فلم يعد يفرق بين الامبريالية والليبرالية ,, بين البرجوازية وبين الارستقراطية ,, ولله في خلقه شؤون!! ,, وبه جل وعلا نستعين,,

علينا في البداية أن نبتعد وسعنا عن التعريفات الجاهزة التي ترسخت في الوعي الاجتماعي فأصبح من العبث الأقرب من المستحيل تغييرها أو تصحيح مفاهيمها التي قد تكون أسيء فهمها بشكل أو بآخر .

إن قلت مثلاً أنني مع العلمانية فسأجد نفسي مباشرة أمام صورة انطبعت في أذهان الجميع تظهرني سكيراً عربيداً متحللاً من القيم الاجتماعية و الدينية , أحارب الدين و أريد نسف منظومته القيمية الشاملة , و بأفضل الظروف فأنا أريد عزله تماماً عن حركة المجتمع بحيث يبقى في صومعة منفردة منعزلة عن الحياة تماماً . (تطرف).

و إن قلت أنني لست مع العلمانية فسأجد نفسي فجأة أمام من يهبّ عليّ بشعارات العقل و التفكير الحر الموضوعي , و يتهمني بأني متخلف عقلياً , رجعي فكرياً , و بأني لا أساوي في سوق ( المثقفين ) بصلة , و بأني أهتم بلحيتي الكثة أكثر مما أهتم بعقلي الخامد. (تطرف أيضا).
و أعتقد أنه من العبث أن أتصالح مع أي من الفريقين ..
و السبب كله هو هذه الكلمة الذائعة الصيت .

حسن .. ما الحل إذاً ..؟؟
في الحقيقة أني سأحاول الولوج من باب آخر , و سأقول ما يلي :

أنا ضد المجتمع الديني .. لكني مع المجتمع الإسلامي ..
أنا ضد حكم رجال الدين .. لكني مع حكم الدين ..
أنا ضد العلمانية الغربية .. لكني مع العلمانية الإسلامية ..

سيقول أحدهم : ما الفرق بين ( علمانيتنا ) و ( علمانيتهم ) يا هذا ..؟؟ هم الحضارة النموذج .. فكيف نستطيع أن نفرّق بينهما .. ؟؟

و من هنا تماماً سأبدأ :

تقوم العلمانية الغربية ( بشكلها النظري على الأقل ) على أفكار محورية تحاول قدر الإمكان أن تحافظ على ( أقانيمها المقدسة ) ضمن سياق فلسفي و تاريخي مميز جداً ( و لا ضرورة لاستعراض هذا السياق الذي أعتقد أننا جميعاً نعرفه تماماً ) , و هذه المحاور تشكل كل البنية الاجتماعية و الأخلاقية و الحضارية للمجتمع الغربي المعاصر ( باعتباره وحدة حضارية واحدة بغض النظر عن الاختلافات الطفيفة ربما بين النموذج الأمريكي و الأوربي ) :

1 – تأليه العقل و اعتباره مطلقاً , و نسف أي صلة بين العقل البشري ( الإنسان في النهاية ) و بين الغيب , و الإيمان بقدرة العقل وحده دون أي ( مساعدة ) خارجية على إدراك كنه الأشياء و صيرورة الظواهر و جوهرها .

2 – القطبية الغربية : فالفكر الغربي ذو الجذور اليونانية ما زال حتى اليوم مسكون بذلك التفريق الأثيني بين أثينا الحضارة و ( الخارج ) البربري , بين المركز المشع و الأطراف المظلمة , و هو ذات الهاجس الذي أدى إلى ظهور النازية و الفاشية و كل الفلسفات العنصرية المعاصرة فيما بعد .
يقول أرنست رينان ( إن الأوربي خلق للقيادة كما خلق الصينيون للاستعباد , و كل مسير لما خلق له ) .
و لعل نظرية نهاية التاريخ لفوكوياما توضّح تماماً هذه العقدة حين ادعت – بتقريرية مذهلة – أن الحضارة الغربية هي فقط من يستحق الحياة و أن البشر جميعاً مجبرون في النهاية على تمثّل قيمها و أخلاقياتها بغض النظر عن تفاوت الثقافات و تمايزها , فمن انتصر انتصر , و من هزم هزم , رفعت الأقلام و جفت الصحف , و التاريخ مات !!!!!!!!! .

3 – تقديس الفردية ( و ليس الإنسان كقيمة ) و جعل الفرد محور الحياة ذاتها , فالأرض له , و الطبيعة و الكائنات و الغلبة للأقوى ( و هو ليس تفاعلاً مع الطبيعة بقدر ما هو استعباد لها ). مما أدى إلى نتائج خطيرة جداً :
* فصل الأخلاق نهائياً عن حركة المجتمع : فالفرد كونه غاية ( يحق ) له أن يفعل ما يريد ليصل إلى أكبر قدر ممكن من المتعة الشخصية و ( يحق ) له بالمقابل أن يموت إذا اختار الموت , أو يجوع إذا كان أضعف من أن يعمل !!
( عندما اخترع فورد طريقة خط الإنتاج لزيادة سرعة وتيرة العمل و مضاعفة الأرباح , لم يتم الاهتمام إطلاقاً بظروف العمل و تأثير هذه الطريقة التي يجبر فيها العامل على تكرير ذات الحركات الروتينية طيلة اليوم , و لم يتم دراسة هذه المشكلة بجدية إلا بعد أن أثرت هذه السلبيات على وتيرة العمل ذاته ) .
* عزل الدين بوصفه حاملاً لمنظومة القيم و موجهاً للسلوك البشري و ضابطاً لهذا السلوك بحيث يهدف في النهاية إلى تحقيق غاية ما قد تكون أخروية أو غيبية لكنها حقيقية تماماً , و أصبح الدين مجرد طقس احتفالي و ( يوم عطلة ) بهيج .
* تثبيت قيم استهلاكية بحتة لا تهدف إلا لزيادة جرعة اللذة و المتعة التي يمكن أن يعتصرها الفرد بغض النظر عن قيمتها البعيدة أو تأثيراتها السلبية الأخرى , و أصبح الترف هاجساً غربياً ليس له حدود جغرافية أو أخلاقية أو اجتماعية .
* الحرية الفردية المطلقة : و هي حرية لا تعرف أي ضابط باستثناء الضابط القانوني الذي لا يتدخل إلا عندما هذه الحرية حدود حرية الآخرين , فتم ( قوننة ) الشذوذ الجنسي , و أنشئت للمدمنين على المخدرات أماكن خاصة يحقنون سمومهم بها , و نظمت الدعارة بشكل علني , و أنشئت أندية للقمار , و انتشرت حركات دينية غريبة كعبادة الشيطان , و تأثرت الثقافة بهذه الحرية أيضاً فظهر ما يسمى بمسرح العري و ( الأدب ) الإباحي , و أصبح من المقبول تماماً أن تشتم الله مثلاً لكنك لا تستطيع أن تشتم جارك المشاكس .

4 – اعتناق المذهب الميكافيلي في إدارة شؤون المجتمع و سياساته العامة : فالغاية تبرر الوسيلة , و المهم في النهاية هو تحقيق المصلحة بغض النظر عن طريقة تحقيقها أو ( الخسائر ) الأخلاقية أو حتى البشرية التي تم دفعها لقاء هذا الهدف .

بالطبع فأنا حين أذكر تلك السلبيات المهينة كلها لا يفوتني أن أذكّر نفسي بالنواحي الإيجابية التي أبرزتها العلمانية الغربية حين أنهت النمط الغيبي في التفكير الموضوعي , و رفعت من مقام العقل و كرّمت الإنسان ( ربما بإفراط ) و وضعت منهجاً قانونياً صارماً في التعامل مع ظواهر الطبيعة , و أنهت إلى غير رجعة السلطة الأبوية التي كان يمثّلها رجل الدين بوصفه ( ممثلاً ) لله على الأرض .

حسنا .. هذه علمانيتهم كما أراها ..
فكيف أرى علمانيتنا ..؟؟

للحديث بقية ..

الليبرالي ... ونبقى

The_liberal
28 / 06 / 2003, 44 : 01 AM
كيف أرى علمانيتنا ..؟؟
أراها حين نفصل بين التفكير الروحاني و التفكير العقلاني فيصبح لكل مجال حركة مستقل , فلا ننتظر السماء لتحلّ مشكلة البطالة لدينا , و لا ننتظر أن نعمل عقولنا في فهم ماهية الله مثلاً أو إدراك كينونته .

أراها حين تحترم العقل دون أن تؤلهه و تحترم الإنسان دون أن تنصّبه إلهاً يفعل ما يريد منسلخاً عن نظام الكون و غائية وجوده و أهدافه العليا .

أراها حين نملك القدرة و الذكاء الكافي لتطوير ( نظريتنا ) الإسلامية وفق ضوابط ملتزمة بروحها و أخلاقياتها و نظرتها الشاملة للحياة .

سأبتعد الآن عن التجريد النظري و سأحاول توضيح ( الحلم ), و لنعد إلى التاريخ سوياً :

بدأت المشكلة منذ زمن بعيد , منذ أن ساح المسلمون في بقاع الأرض و بدأت تلك الفورة الحضارية المذهلة التي لم يعرف لها التاريخ شبيهاً على الإطلاق عندما انطلقت جماعة صغيرة من ( البدو ) المنعزلين في صحراء قفراء جدباء حاملين ديناً جديداً فحطموا( عسكرياً ) أكبر إمبراطوريتين عالميتين آنذاك و لونوا العالم كله بصبغتهم المميزة أكثر من ألف عام , و هو ما اصطلح على تسميتها بالفتوحات الإسلامية .

و من هنا .. مبكراً جداً .. بدأت المشكلة .

كانت تلك الفتوح بأي منظار تنظر إليها معجزة حقيقية , و كانت المدائن القديمة و القلاع الحصينة تتهاوى بسرعة البرق , و تستسلم أحياناً دون أي مقاومة مما أذهل الفاتحين أنفسهم أحياناً و أخذوا يتساءلون عن السر وراء هذه الانتصارات المتلاحقة , و جاء التفسير جاهزاً مبستراً بسيطاً :
( أنتم خير أمة أخرجت للناس ) , نعم , لقد قطع الله وعداً بنصركم فأنتم تحملون الحق الذي ليس من ورائه إلا الباطل , و تمثّلون ( ظل ) الله على هذه الأرض و الدين الصحيح الذي لن يستطيع أحد بعد الآن أن يماري فيه أو يجادل أو يناقش .
و بالطبع كان هذا التفسير مريحاً للغاية .

و بالطبع أيضاً تم تجاهل الظروف التاريخية المعقدة التي مرت بها المنطقة آنذاك في ظل ترهل الإمبراطوريات القديمة و حالة الظلم المريع الذي كان يتعرض له السكان العاديون الذين حكموا بالحديد و النار طيلة قرون طوال مما جعلهم لا يحملون أي دافع للصمود , ثم انتشرت هذه الفتوحات بقوة تشبه قوة الدفع الذاتي ( و هي قوة مؤثرة جداً أحياناً ) .
لقد تم تجاهل العنصر البشري ( بوعي أو بدونه ) و تم إضفاء نوع من القدسية على تلك المواجهة الحضارية و اعتبر الأمر كله إرادة إلهية علوية فقط و اعتبر المسلمون مجرد حاملين لهذه الإرادة .

و إذا أردنا أن نكون موضوعيين فعلينا هنا أن نقول أن الفتوح الإسلامية لم تكن لتنجح على الإطلاق لولا توفيق الله و رعايته أولاً , ثم , لولا هذه الظروف التاريخية المواتية و التي أتاحت لتلك المعجزة أن تتحقق .

( هذا لا يعني على الإطلاق أن ننقص من قدر أولئك الفاتحون الأوائل الذين تشبعوا بروح التضحية و الإيثار و الذين كانوا فعلاً رجال معجزات و الذين حرصوا دوماً على أن يضعوا رضاء الله أمام عيونهم في أي خطوة يخطونها , لكنّا فقط نحلل ما حدث بشكل نعتقد أنه موضوعي ) .

حسنا .. سأقفز الآن ألف عام ..
حدثت المواجهة الأخيرة مع الحضارة الغربية و العرب و المسلمون في أسوأ حالاتهم على الإطلاق, و انبهر العرب بشكل أو بآخر بهؤلاء ( الفرنجة ) الذين كانوا يؤمنون أنهم مجرد ( كفار ) و الذين دخلوا اللاوعي الجمعي لديهم على أنهم ممثلين للشيطان و حزبه , و بدؤوا يشعرون في قرارة أنفسهم بشيء من القلق .

و حين كانت مدافع نابليون تدك أسوار القاهرة كانت في الحقيقة تدك أسواراً أخرى خفية متجذرة عميقاً في الوجدان العربي و المسلم الذي كان يشعر بالتميّز , و كانت تلك القذائف تفتح ثغرات عميقة في هذا العقل الذي انغلق على فكرة واحدة سيطرت عليه ألف عام ( نحن الحق و غيرنا باطل ) .

كان الانتصار الغربي في هذه المرحلة صدمة حضارية كبرى زلزلت النموذج الذي وضعه العرب و المسلمون طيلة تاريخهم عن السياق الطبيعي الذي يتصورونه لحركة التاريخ , فإذا كانوا انتصروا قبلاً لأنهم يحملون الحق , فلماذا ينهزمون الآن ..؟؟

لماذا انهزمنا الآن ..؟؟
و كان هذا السؤال بالضبط بداية الفصام الذي لم ينتهِ إلى الآن ..

يتبع ..

الليبرالي ... ونبقى

السفير
28 / 06 / 2003, 54 : 02 AM
الفارابي (انظر "تاريخ الفلسفة الإسلامية"- م. م. شريف الجزء الأول صفحة 704)، ومثل نظام الملك الطوسي (انظر كتاب "سياسة نامة")، والأهم شأنا الماوردي (م. م. شريف صفحة 717).



وهذا مانادى به من قبل كل من محمد عبده، ورشيد رضا والمودودي، ومحمد أسد، واليوم فتحي عثمان في كتابه "الإسلاميون العصريون والديموقراطية" وسعيد رمضان في كتابه "الشريعة الإسلامية".



حين كانت مدافع نابليون تدك أسوار القاهرة كانت في الحقيقة تدك أسواراً أخرى خفية متجذرة عميقاً في الوجدان العربي و المسلم الذي كان يشعر بالتميّز , و كانت تلك القذائف تفتح ثغرات عميقة في هذا العقل الذي انغلق على فكرة واحدة سيطرت عليه ألف عام ( نحن الحق و غيرنا باطل ) .






عزيزي الليبرالي نحن هنا للمناقشة في الشيء المفيد 0



هل قلنا لك أننا نريد هذا السرد التايخي لأفكار وكتب وأسماء000عزيزي خلايا مخنا في غنى عنها ومن الممكن إستغلال هذه الخلايا بشيءأفضل وأكثر فائدة0



عزيزي أنا طلبت منك التمثيل من الواقع المعاصر للأشياء التي تريد الليبرالية تغييرها أو للأشياء التي ترى أنها غلط في مجتمعنا أو الأشياء التي ترى الليبرالية أننا نرفضها وهي ضرورية 0



السياق التاريخي ونابليون والصينيون العبيد وأثينا 00000000000000كلام مرصوص بطريقه جميله يصلح كلوحة حائط لانريده 0


نريد000 المختصر المفيد 0000المختصر المفيد00000000000المختصر المفيد 0



1- الدولة الإسلامية دولة ليبرالية، (لاتفرض عقيدة ولامنهجا).
2- دولة حديثة غيرثيوقراطية يرأسها مسلم.
3- ذات دستور حديث، ليس القرآن، لكنه لايخالف الشريعة.
4- تعمل على أساس الشورى أو التمثيلية النيابية.
5- لامانع أن تشابه الأنظمة الغربية في فصل السلطات -التعددية الحزبية - حقوق الإنسان - حماية الأقليات - وهلم جرا.






أنا ضد المجتمع الديني .. لكني مع المجتمع الإسلامي ..
أنا ضد حكم رجال الدين .. لكني مع حكم الدين ..
أنا ضد العلمانية الغربية .. لكني مع العلمانية الإسلامية



عزيزي هل هذا رأيك أنت أم رأي نقلته لنا نريد التوضيح ؟؟؟؟؟


وكذلك نطلب منك تنويرنا بفكره عنك أنت متى إقتنعت بهذا الفكر 000والعمر 000والمجتمع الذي تعيش فيه 0000والدولة التي تنتمي لها ؟؟؟0



شكراً لك ولنا لقاء

أبوماجد
28 / 06 / 2003, 39 : 03 AM
(وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله) اللهم إني أعوذ بك الشيطان0

- الحمد لله الذي عافانا مما إبتلاه وفضلنا على كثير من من خلق تفضيلا0

- المضحك المبكي أن الأخ نقل لنا مالا يفهمه أي أشياء متناقضه يدور ويصول ويجول ويجعجع ولانرى طحنا 0

عزيزي الناقل أنصحك بقرأة سورة الجمعه بتمعن من الآيه الرابعه ومابعدها لعل الله يقذف في قلبك مايذهب عنه مابه من بأس0

ألم أقل لكم معشر الأعضاءأن اليبراليين يهرفون بما لايعرفون وينعقون بما يسمعون0

The_liberal
28 / 06 / 2003, 44 : 03 AM
السفير ,, لكي تصل الي حل ناجع لمشكلة ما لابد ان تتبع الجذور والمسببات من البداية (analysis). كما ان الأمر او هذا الفكر ليس بالامكان قولبته بسهوله كما في ترديدك (المختصر المفيد)!!! لحل المشاكل في مجتمعنا ,, دعني اوضح لك شيئا , أول مشاكل مجتمعنا هي محاولتنا ان نكيف الفرد كما نريد نحن ,, فأنت هنا تريد قطع ما بدأت فيه بحجة معرفتك لكل ماسبق وكتبته! دعني اتفق معك ان لديك الخلفية الجامعة والمعرفة الكاملة بجميع ماورد ذكره! السؤال هنا: هل لديك الحق في سلب حق الأخرين من الاطلاع على ماسبق او قراءة ماسيرد؟؟!
عموما بالتأكيد ستجد ردا على تساؤلك في ثنايا الأتي ,, من مشاكل مجتمعنا وحلولها المقترحة.

هذا من جهة ,, من جهة أخرى ما الذي ستستفيده أنت من معرفة شخصي أو هويتي أو حتى مكان اقامتي ؟ وهل ستغير معرفة هذا الأمر في صلب الموضوع ؟ أم انه مجرد فضول ؟!! ثق تماما ان لدي سياسة أخرى في الرد على البعض اذا اتخذ النقاش منحا آخر!!!

انحصرت ردود الأفعال اتجاه هذه الكارثة في اتجاهين رئيسيين :

الاتجاه الأول : يقدم حلاً توفيقياً بسيطاً للموضوع , و يعتبر الأمر كله ناجم عن ابتعاد المسلمين عن دينهم ( و هي كلمة ما نزال نسمعها اليوم ) , و بما أن الله لا ينصر إلا المؤمن الحق , فالمشكلة تكمن إذاً ببساطة في إيماننا نحن , و بالتالي علينا أن نعود إلى ما كان عليه المنتصرون الأوائل فنتمثلهم حرفياً سلوكاً و أخلاقاً و قيماً , و بدأت مقولة ( التمسك بأقوال و فتاوي و أفعال السلف الصالح ) تنتشر بشكل واسع مقدمة حلولاً سهلة و عملية .

لكن هذا الاتجاه تجاهل تماماً مجمل الظروف التاريخية و الاجتماعية و الاقتصادية و المتغيرات الكبرى التي حدثت خلال هذه القرون الطوال , كما تجاهل أن ( السلف الصالح ) هم في الحقيقة بشر مثلنا يصيبون و يخطئون , و تجاهل أيضاً ( و تلك الطامة الكبرى ) منهج السلف الصالح في التفكير و المبادهة و إعمال العقل في النصوص و الديناميكية المذهلة و المرونة الرائعة التي تمتعوا بها في تعاملهم مع النصوص المختلفة .

الاتجاه الثاني : يقدم حلاً بسيطاً أيضاً , فإذا كنا حقاً قد هزمنا فهذا يعني ببساطة أننا على باطل , و أن الآخرون هم ( الحق ) , فعلينا أن نتخلى عن ( الخدعة الكبرى ) التي خدعنا بها , و أن نبدأ من جديد بتمثّل الآخر المنتصر تمثّلا" حرفياً أيضاً .
لكن هذا الاتجاه بدوره تجاهل العديد من الظروف التاريخية و الاجتماعية و سياق التطور المادي للحضارة الغربية , و الأسوأ من ذلك أنه تمسّك ( بالقشور ) المظهرية للمجتمع الغربي دون أن يدخل إلى لب طريقة التفكير الغربي و محاولة فهمها .
يحضرني هنا مثال للمقارنة بين اليابان التي تمثّلت قيم المجتمع الغربي في العمل و الصدق و الالتزام الدقيق بهذه القيم مع المحافظة على نكهتها الحضارية .
و أتاتورك الذي توقف الأمر لديه على منع ارتداء الطربوش , و منع الأذان باللغة العربية , و حذف كلمة ( الله ) من القسم النيابي و قوننة البغاء , و ما إلى ذلك من شكليات لا تتناول لب التغيير و جوهره .
و النتيجة أوضح من أن نذكرها .

و بين هذين الاتجاهين ( النخبويين ) تجمدت حركة جموع هائلة من البشر الحائرين المغتاظين زائغي العيون الذين فقدوا حاضرهم , و تشككوا بماضيهم , و عميت أبصارهم عن رؤية أي مستقبل واضح .
و كانوا بحق هم وحدهم من يعيش حالة الفصام هذه .

ما هو الحل ..؟؟من أين نبدأ ..؟؟
لكن في الإجابة عليه تتوقف بالفعل مصائر أطفالنا و أحلامنا و آمالنا و وجودنا نفسه .

علينا أن نحارب على جبهتين ( و هما صلبتان جداً للأسف ) :
1 - علينا أن نضع حداً نهائياً لأي تفسير غيبي أو روحاني لحركة التاريخ و متغيرات الأحداث ..
علينا أن نصرخ دوماً : لقد انتصر المسلمون الأوائل ليس لأنهم كانوا يملكون ( الحق ) فقط , بل لأنهم استفادوا بذكاء شديد من الأوضاع التاريخية المميزة و استطاعوا بحرفية أن يدخلوا التاريخ كحاملي لواء الحضارة ألف عام كاملة.

علينا أن نذكّرهم أن دخول العصر يتم بأدواته ذاتها و بظروفه ذاتها لا بأدوات تصلح لظروف موغلة في القدم .

علينا أن نوضّح لهم أن الدين لله و الوطن للجميع , و أن الدين أكبر و أنبل و أعظم من أن ينحصر في بقعة جغرافية ضيقة و في مجرد ( قوانين ) وقتية .

علينا أن نذكّرهم أن مفهوم ( التقوى ) هو هناك , في السماء , عند الله , أما على الأرض فالبقاء للأقوى و الأصلح و الأصلب .

علينا أن نذكّرهم أن تعمير الدنيا أهم من تعمير الجنة , بل هو الطريق الأصلح للجنة ..

علينا أن ننصحهم ألاّ يخلطوا بين الدنيا و الآخرة , و ألاّ ينصّبون من أنفسهم قضاة على الضمائر , و أن يحاكموا الأفعال لا النوايا .

علينا أن نقول لهم أنه إذا كانت التقوى هي معيار الحساب في الآخرة , فمصلحة المجتمع هي معيار ( الحساب ) في هذه الدنيا و أنها وحدها هي التي تفرز الصالح من الطالح .

علينا أن نقرأ عليهم ليل نهار تلك العبارة الرائعة التي أوردها ابن القيم الجوزية في كتابه ( أعلام الموقعين ) :
( فإذا ظهرت أمارات العدل , و قامت أدلة العقل , و أسفر صبحه بأي طريق كان , فثمّ شرع الله و دينه و رضاه و أمره , و الله تعالى لم يحصر طرق العدل و أدلته في نوع واحد و أبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه و أدلّ و أظهر ) .

علينا أن نبرز لهم الجوانب الرائعة من مسيرة تاريخنا الإسلامي الطويل التي تظهر فيها صورة الرسول الكريم كباني للحضارة بكل تنويعاتها و تفاعلاتها الصاخبة التي تتمتع بمرونة كافية للوصول إلى الهدف النهائي و هو عمارة الأرض ( التنمية ) و استقرار المجتمع و رفع الظلم عن الناس .

انظروا مثلاً إلى تلك الحوادث التي توضح تماماً هذه المرونة حين يفصل الرسول الكريم بين الإيمان باعتباره علاقة شديدة الخصوصية مع الذات الإلهية و بين المصلحة التي تجعل من الضرورة المحتمة تخطي تلك الفروق ( القلبية ) في سبيل تحقيق غاية نهائية :
• استعان الرسول الكريم أثناء هجرته من مكة إلى المدينة برجل مشرك هو عبد الله بن أريقط كدليل يعينه على اجتياز المفاوز و المسالك الصحراوية . ( لم يكن هذا الاختيار يهتم على الإطلاق بعلاقة الرجل بربه أو بكفره , بل كان يدور حول نقطة واحدة هي صلاحيته و قدراته لتنفيذ هذه المهمة فقط ) .
• استعان الرسول الكريم ببعض اليهود في حروبه ضد المشركين , و أسهم لهم ( كما يروي الزهري ) , و هذه نقطة هامة حيث أن الموضوع لا يتعلق فقط بمهمة فردية بل بأعمال عسكرية شديدة الخطورة .
• كان صفوان بن أمية ما يزال على شركه حين خرج مع الرسول الكريم غازياً في غزوة حنين , نعم , كان المسلمون يتمتعون بهذه المرونة الرائعة التي تجعلهم يقبلون مشركاً في صفوفهم لأنهم يدركون أن المهمة أسمى من أن تصدهم عنها حساسيات من هذا النوع . ( المهم هو المجتمع , هدف المجتمع النهائي , و تضاءل أمام هذه المهمة كل ما سواها من اعتبارات ) .
• أمر عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص أن يستعين بطليحة الأسدي و عمرو بن معديكرب و كانا مرتدين في المعارك , و ذلك لخبرتهما العسكرية الطويلة !!!!

نعم .. كانوا يبنون حضارة بكل وسيلة ممكنة , و لم ينتظروا السماء أن تعينهم بل علموا أن الله يساعد فقط من يساعدون أنفسهم .. هكذا كانوا .. و هكذا نجحوا .

نعم .. لقد تعلموا أن سنة الله في هذا الكون ماضية في جميع خلقه مؤمنين أو كفار , موحدين أو مشركين , و أن الانصياع لهذه السنة الكونية هو وحده الكفيل بتحقيق أهدافهم على أكمل وجه .

تعلموا أن الله استخلف الإنسان على هذه الأرض , استخلف إنسانيته و لم يستخلف إيمانه .

تعلموا أن قيمة الإنسان يستقيها من نفخة الله فيه و ليس من علاقته القلبية التي تبقى ( سراً ) بينه و بين خالقه .

تعلموا أن التفكير الإسلامي الصحيح يذهب أعمق مما نتخيل في تعميق أخوة البشر تحت مظلة الإنسانية جمعاء التي تهدف إلى تثبيت القيم و الأهداف الإنسانية من الخير و الرخاء و النماء على أرض الواقع ( و إن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله , ثم أبلغه مأمنه ) .
نعم .. عليك أن تجيره و تحميه و تدفع عنه الشر أولاً , و أن تعرض عليه – حباً فيه – كلام الله ثانياً, و أن توصله بنفسك إلى أي مكان يشعر فيه بالطمأنينة و السلام و الأمن ثالثاً سواءً قبل عرضك أم لم يقبله .

و تعلموا أخيراً أن الحضارة نتاج عفوي عن التدافع بين الناس و الاختلاف بينهم , و أن مساحة الاختلاف ليست مباحة فحسب بل ضرورية أيضاً .

هنا يأخذ الإنسان موقعه في التصور الإسلامي , فهو ليس مجرد ( حالة ) أو ( موضوع ) بل هو كائن يتمتع بكل صفات الاحترام الذي تؤهله له إنسانيته , مع الاحتفاظ بنفس الوقت بحق المجتمع نفسه في خدمة أهدافه .

الفرد هنا لا يصبح غاية في حد ذاته بل المجتمع ككل ( و حين أقول المجتمع فأنا أقصد مجمل البنية الحضارية و الأخلاقية و الاجتماعية لهذا المجتمع بالطبع ) . و يصبح الفرد جزء" من هذا المجتمع طالما تطابقت أهدافه الشخصية مع أهداف هذا المجتمع بغض النظر عن الهوية الدينية أو الانتماء المذهبي أو الطائفي أو العرقي أو اللغوي مثلاً .

هذه هي الجبهة الأولى ..
فماذا عن الأخرى .؟؟

يتبع ..

الليبرالي ... ونبقى

السفير
28 / 06 / 2003, 20 : 04 AM
الليبرالي



أعتذر عن المواصلة معك خاصة أنك أكملت المسلسل نظراً لضيق وقتي 0



سؤالي عن المكان والعمر لمعرفة هل تعيش نفس ظروفنا أم لا وهل أنت في غربة أو درست أو تعلمت في منطقة ما أثرت عليك ؟؟؟ قد يكون التأثير سلبي أو إيجابي 0


شكراً لك وقد أعود إذا وصلت للنهايات وبدأت في الكلام المصفى ((زبدة الكلام ))


سؤال أخير هل أنت تعمل دعايه متعمدة لليبرالية هنا؟؟ أم ماحدث كان بمحض الصدفة من اختيارك لأسمك إلى حديثك عن الليبرالية ؟؟؟




تحياتي لك

ناصر بن سالم
28 / 06 / 2003, 30 : 05 AM
السلام عليكم


من المؤكد ان الجميع هنا مسلم


ومن المؤكد ان كلمت ليبرالي غريبه وعندنا منها حساسيه


ومن الواضح ان صدوركم ضيقه في النقاش


لو سمحتوا


ممكن نتناقش بدل من ان نتهاوش

للعلم كلامكم جميل ومهم واعتقد ان هذا وقته لكن بهدوء

كلام للجميع


الجيد جيد في اي زمان ومكان

والسيء سيء في اي زمان ومكان


وعندنا استعداد للتعايش مع اي جنس ومناقشة اي فكره لكن بهدوء وان يحترم كل منا الآخر

وبما اننا مسلمون بجب علينا ان لا ننسا اننا حملة رساله


ويجب علينا ان لا ننسا ان هناك الدار الآخره ولا نركز اهتمامنا على الدنيا فقط وكلكم تذكرون ان حياة الأنسان مثل استراحة مسافر استظل تحت شجره

وحتى تصل فكرة الليبرالي يجب ان يوضح كيف كان عمر وعلي وخالد ليبراليين

وماهو شكل علاقتنا مع الأديان الأخرى

فنحن في كل صلاه نقرأ الفاتحه ولا يمكننا ان نتجاهل معناها

فعندما اقرأ سراط الذين انعمت عليهم اتذكر ابو بكر وعمر

وعندما اقرأ غير المغضوب عليهم اتذكر اليهود

وعندما اقرأ ولا الضآلين اتذكر النصارى

وهذا لا يعني ان نقتلهم او نفجّرهم ولكن نعاملهم او نتعامل معهم كما امرنا الشرع الذي انزل علينا وهو لنا ولهم ان اسلموا


ارجو يا اخوان البعد عن العصبيه فمن انبرى للحوار يجب ان يكون صدره واسع لذلك وان يسلك ابسط السبل لإيصال الفكره ونحن بإنتظارها

ولكم تحياتي

The_liberal
28 / 06 / 2003, 46 : 05 AM
السفير ,, كان الله معك وكل منا لديه ضيقا في الوقت ,, كما انها مناسبة لكي اوضح اني سأنقطع لبضعة أيام نظرا لانشغالي ,, ولكن سأعود باذن الله تعالى. أما سؤالك وبحثك المطرد عن الزبدة؟ فلا أدري عن اي زبدة تبحث! كن واضحا أكثر ,, اتني بسوأل واضح (straight to the point) .. أما سؤآلك عن مشاكل المجتمع ومنهج الليبرالية في محاولة حلها فأعتقد أني ذكرت ماله صلة بالموضوع!
أم أنك تحاول ان تظهر هنا كما يفعل البعض؟ ثم تستمر في أسئلتك التي (لا) تمت للموضوع بصلة! مجرد أسئلة شخصية لاتغني ولا تسمن من جوع! ام ان ظروف العمل تقتضي ذلك؟! يا أخي دع عنك التقصي ,, واتبع قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبدوا لكم تسؤكم)! ,, وبنتظار أسئلتك الجادة والواضحة ,, خالص المودة.

نعود لموضوعنا والليبرالية الاسلامية ,, أو الوسطية كما يهوى البعض

على الجبهة الأخرى , من يقف هناك ...؟؟
أناس نفضوا أيديهم من تاريخهم و أمتهم و دينهم و حضارتهم , أناس تمثّلوا النموذج الغربي أو الشرقي أو الشمالي أو الجنوبي و رفضوا بإصرار غريب أن يلتفتوا لفتة واحدة نحو أنفسهم و مجتمعاتهم التي يعيشون فيها .

أناس حطّموا كل المرايا ففقدوا القدرة أن يروا لون عيونهم و شكل وجوههم و حلاوة ابتسامتهم .

أناس يخجلون من هويتهم و انتمائهم , و يوارون وجوههم التراب حين يفتحون صحائف تاريخهم أو سيرة رسولهم .

أناس تشبعوا بالغربة و اعتنقوها مذهباً و ديناً , فهم في غربة دائمة في أوطانهم و بين أهليهم .

أناس أبهرتهم أضواء الحضارة الغربية , فعشت على بصائرهم , فلم يعودوا يميزون الغثّ من السمين , و الصالح من الطالح , و اختلطت عليهم الأشياء , فأصبح حب الوطن تطرفاً , و القيم الأخلاقية تحجراً , و العبودية لله ذلاً و عاراً .

أناس بدؤوا أسوأ بداية و استسهلوا الحلول الجاهزة , فرموا الماضي كله وراء ظهورهم متناسين أن هذا الماضي يقبع فيهم أعمق مما يتخيلون , و فقدوا القدرة على التمييز بين التاريخ و العقيدة , بين الثوابت و المتغيرات , بين المقدس و النسبي فتجرّؤوا على الكل يريدون نسفه من جذوره .

أناس يزعجهم رجال الدين فيشتمون الدين , تتوقف عقولهم عن العمل أمام النصوص فيسبّونها و يرمونها بكل جريرة و نقيصة .

لكل هؤلاء أقول :
إبدؤوا من هنا , فقط من هنا ..

لا تعبثوا بما لا يجوز العبث به فتفقدون صلتكم مع حاضركم كما فقدتموها مع ماضيكم .

لا ترقعوا حضارتكم برقع تستعيرونها من هنا و هناك , و لا تعرضوا بضاعتكم بهذه الطريقة المنفرة التي سيعرض عنها الجميع مزكومين متقززين.

لا تجعلوا من العقل بديلاً عن الله فتخسرونهما كليهما.

لا تجعلوا من الإنسان خصماً للدين فيتحد عليكم الدين و الإنسان .

لا تحاربوا قدسية النصوص بدعوى جمودها , بل حاربوا جمود العقل في التعامل معها .

لا تدخلوا ( العصر ) إلينا , بل أدخلونا بالعصر .

تريدون تطويرنا و تقدمنا و نماءنا ..؟؟؟
بارك الله فيكم , تعالوا إلينا إذاً كما نحن , حيث نحن , أمسكوا بأيدينا و سيروا معنا , لا أن تجلسوا في الحانات و المقاهي واضعين ( ساقاً على ساق ) متهميننا بالجمود و التخلف و البلادة يائسين من كل شيء .

تريدون خيرنا و رفاهنا و رفعنا من الحضيض الذي سقطنا فيه ..؟؟
أكثر الله من أمثالكم , توقفوا إذاً عن شتم ماضينا و حضارتنا و أجدادنا , اقبلوه كما هو , استخرجوا منه صفحاته الناصعة و قيمه البديعة و صيحوا فينا : يا بلهاء .. هكذا كان أجدادكم فأي مجد فقدتموه ..؟؟

لماذا يا سادة ..؟؟
لماذا تضعوننا دوماً أمام الخيار الوحيد الصعب : (الموت أو الذوبان) ..؟؟
لماذا تنظرون ( إليهم ) كأنصاف الآلهة , و تنظرون ( إلينا ) كأنصاف الشياطين ..؟؟
لماذا تفترضون أن كل ما لديهم ممتع و جميل , و أن كل ما لدينا رديء و قبيح ..؟؟

عودوا إلينا ثانية ..
نحن نحتاجكم اليوم أكثر من أي وقت مضى .. نحن الآن نحتضر أيها القساة ..
نحتاج منكم إلى ( إنعاش ) سريع , و عمل جراحي فوري ..
إن كنتم لا تستطيعون .. فنحن نستحق – كما أعتقد – كلمة مواساة أو مجرد لمسة حانية على الأقل .
هل تبخلون ..؟؟؟

كيف لنا أن نحارب تراثنا وماضينا .. فهذا التراث وهذا الماضي لم نختره أو نشتريه من السوق حتى نرميه هكذا ببساطه !! أنه موجود داخل جلودنا، داخل لون بشرتنا ، حتى لون عيوننا !! التراث .. الذي نجره معنا جرا داخل ثيابنا أينما ذهبنا ، ونحتمي داخله ونهرب اليه عندما نجد انفسنا معرضين لأي تهديد خارجي !! وكما أن ثقافتنا جزء من ثقافة السلف ، فأن حياتنا ايضاً استمرار لحياة السلف بشكل او بأخر !! الحداثة لاتعني رفض التراث ولا القطيعة مع الماضي .. أنما الدخول في علاقة جديدة .. ليست (علاقة تقديس أو اجترار أو نسخ) ، أنما علاقة حوار واستيعاب وهضم ومن ثم تجاوز .. الحداثة من اجل الحداثة لامعنى لها . الحداثة رسالة ونزوع من اجل التحديث .. تحديث الذهنيه ، تحديث المعايير والعقليه والوجدان .. !! ومن هنا فأن فكر الحداثه يصر على نوع جديد من الاتصال بالتراث يقوم على أعادة قراءته وإعادة ترتيب العلاقة بين اجزائه ، والعمل على إعادة العلاقه بينه وبين الحاضر وهمومه ، بصورة تجعل الواحد منهما يغني الآخر ويلهم الفكر الخلاق ويؤسسه.

الليبرالي ... ونبقى

The_liberal
28 / 06 / 2003, 17 : 06 AM
الأخ الكريم ناصر بن سالم ,, يا أخي مسمى الليبرالية مسمى أجنبي وحديث ولم يكن له وجود في عصر أبو بكر وعمر او علي أوخالد رضي الله عنهم وأرضاهم. وهذا ما أعتقد أنك تعلمه بلا شك. محاولتي هنا كانت في سبيل توضيح هذا المنهج ,, والهدف منها (الذي للأسف لم ينتبه له أحد هنا) أن نتذكر ان هناك الكثيرين من المعتدلين من اخوتنا المسلمين وتحديدا من أبناء الوطن. قد انتهجوا نهج الليبرالية بعد تكييفها مع مع ديننا الاسلامي. لذلك كان هدفي وهدف الكثيرين من معتدليهم, هو بلا شك توضيح متطرفي الجانبين, من متشددين السلفية في الماضي والحاضر والمكفرين, ومن الجانب الأخر الا وهو المستغربين حتى الثمالة. لذلك هنا كان لابد من توضيح الأمر والوقوف في وجه من يسعى لخراب الأمة من الطائفتين. وبيان ان ديننا الاسلامي أوسع وأشمل من أن يتلاعب به المغرضون, على حسب أهواءهم , وغاياتهم التي غالبا ماتكون في القضى على الطرف الأخر من كل منهما ,, وتبعا ستكون النتيجة ليس فقط ضحايا من الطرفين ,, بل تتعداها للأخرين , وما التفجيرات الموءخرة عنا ببعيد!

أما سوءالك عن شكل علاقتنا مع غيرننا من الملل (يهود نصارى) whatever ,, فلقد سبق شرحه مسبقا في سياق ما كتبت.
الأخ ناصر بن سالم أعتقد اننا نقترب في خطوطنا العامة؟ فلم أجد لك اعتراضا الاعلى مسمى ليبرالي. اذا كان كذلك فلتنسى هذا المسمى ذلك لأنه غربي ولا يجوز حمله كما يقول البعض. عموما أشكرك لتلطيف الجو ومحاولتك في اقناع البعض ان يلتزم أسلوب الحوار الهادف.
خالص تقديري وتحيتي للجميع.

الليبرالي ... ونبقى

faisal_UK
09 / 07 / 2003, 38 : 06 PM
UP