المسردي
17 / 06 / 2003, 45 : 04 PM
نريده مؤتمراً وطنياً مستمراً
التاريخ: الثلاثاء 2003/06/17 م
منذ أسابيع تردد في الأوساط الثقافية والاجتماعية، عزم سمو ولي العهد الأمير عبدالله، على رعاية أول لقاء وطني من نوعه للحوار الفكري، يجمع شمل علماء الدين على مختلف مذاهبهم في المملكة، وذلك بغية مناقشة الخطاب الإسلامي في بعديه الداخلي والخارجي.. خاصة بعد تعرض المملكة لسيل عرم من النقد في وسائل الإعلام الغربية، في أعقاب ذلك اليوم السبتمبري المشؤوم، تركز في ان الخطاب يمارس ثقافة الإقصاء تكفيراً وتبديعاً؛مما يتسبب في شيوع سلوكيات العنف والعنف المضاد.
.. لكن هل هذه المبادرة وليدة الساعة، أم أن لها من المقدمات في أنشطة الأمير عبدالله، ما يؤهلها لأن تصبح ثمرة لجهود أخرى؟..
.. من خلال متابعتي - وأحياناً مساهمتي - أجزم بأن الحوارات التي استضافها منبر الجنادرية قبل سنوات، حول تقريب المذاهب الإسلامية، بمشاركة علماء دين إيرانيين ومغاربة ومصريين، يصبّ في مجرى اللقاء الوطني الفكري، حيث أصبح تناول أسباب التنافر بين المنتمين الى دائرة المذهب أو القبيلة أوالإقليم،بالتحليل النقدي الرصين، يشكل اليوم ضرورة في خطابنا الثقافي، لتجاوز المعوقات الحائلة دون تماسك جبهتنا الوطنية، وذلك بتفعيل آلية الإقناع العقلي، والحوار المنطقي، وتجاوز تراث الشك والتصنيف المتبادلين.
هذا وقد أثلج صدري ما كشف عنه معالي الشيخ صالح الحصين رئيس اللقاء، والعالم الحصيف..من أن الفكرة نشأت قبل شهور بمبادرة من أهل العلم والرأي والمعنيين بالشأن الوطني، حين اتفقوا على أن حرية الرأي والتعبير هي ضرورة أولية لصلاح كل مجتمع وتقدمه، مما دفع سمو الأمير عبدالله لتبني هذه الفكرة، انسجاماً مع دوره الرائد في فتح باب الحوار بين المذاهب عبر مهرجان الجنادرية، وفتح باب الحوار بين الثقافات عبر ندوة "الإسلام وحوار الحضارات".
إن هذه المبادرة تشير الى استعداد قوانا الاجتماعية، بتبني قضايانا الوطنية، وعرضها على مائدة النقاش.. فقد استوت مشاكلنا ونضجت أسئلتنا.. وهذا ما يدفع العلماء والمثقفين وذوي الرأي والمعنيين بالشأن العام، الى المطالبة بتمديد هذا اللقاء الأول، الى لقاء ثانٍ وثالث يُدعى إليه أكاديميون ومثقفون ونشطاء اجتماعيون؛ بحيث يكون مؤتمراً وطنياً منعقداً على الدوام، لاستقبال جملة القضايا المعلقة.. وقد أصبحت عائقاً دون اندماجنا في المجتمع العالمي..
وحسناً أنه بدئ بلقاء العلماء: سلفيين من نجد، وصوفيين من الحجاز، وشيعة من القطيف والأحساء، والمدينة المنورة، وإسماعيليين من نجران.. فهذا اعتراف بحالة التعدد المذهبي في المملكة، الذي هو إثراء للخطاب الإسلامي العام، وتحريك لشخصيتنا الوطنية وتعميق هويتها، متى ما تم الحوار بين هؤلاء على أسس من احترام وجهة النظر الأخرى، وتقديم المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار، خاصة في هذا الظرف، الذي تواجه فيه بلادنا الغالية حصاراً من التحديات، سوف نكسر طوقه بتوحيد موقفنا الوطني، وإصرارنا المتفاني على الوحدة المتماسكة.
هذا وقد تلمست أجواء هذا اللقاء التاريخي عن بعد، فحمدت الله على ما وصلني من أجواء أخوية متسامحة، مما يمنّي أنفسنا على منظميه مستقبلاً، بفتح أبوابه أمام الخاص من الجمهورلاعامته، بعدما نجح طوق التعتيم الحميد والسرية الإيجابية! في بلوغ الهدف المنشود.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هذا المقال منشور في جريدة الرياض اليوم
أتمنى من جميع الاعضاء التعليق وكتابة أرائهم في الموضوع بصراحة ....
التاريخ: الثلاثاء 2003/06/17 م
منذ أسابيع تردد في الأوساط الثقافية والاجتماعية، عزم سمو ولي العهد الأمير عبدالله، على رعاية أول لقاء وطني من نوعه للحوار الفكري، يجمع شمل علماء الدين على مختلف مذاهبهم في المملكة، وذلك بغية مناقشة الخطاب الإسلامي في بعديه الداخلي والخارجي.. خاصة بعد تعرض المملكة لسيل عرم من النقد في وسائل الإعلام الغربية، في أعقاب ذلك اليوم السبتمبري المشؤوم، تركز في ان الخطاب يمارس ثقافة الإقصاء تكفيراً وتبديعاً؛مما يتسبب في شيوع سلوكيات العنف والعنف المضاد.
.. لكن هل هذه المبادرة وليدة الساعة، أم أن لها من المقدمات في أنشطة الأمير عبدالله، ما يؤهلها لأن تصبح ثمرة لجهود أخرى؟..
.. من خلال متابعتي - وأحياناً مساهمتي - أجزم بأن الحوارات التي استضافها منبر الجنادرية قبل سنوات، حول تقريب المذاهب الإسلامية، بمشاركة علماء دين إيرانيين ومغاربة ومصريين، يصبّ في مجرى اللقاء الوطني الفكري، حيث أصبح تناول أسباب التنافر بين المنتمين الى دائرة المذهب أو القبيلة أوالإقليم،بالتحليل النقدي الرصين، يشكل اليوم ضرورة في خطابنا الثقافي، لتجاوز المعوقات الحائلة دون تماسك جبهتنا الوطنية، وذلك بتفعيل آلية الإقناع العقلي، والحوار المنطقي، وتجاوز تراث الشك والتصنيف المتبادلين.
هذا وقد أثلج صدري ما كشف عنه معالي الشيخ صالح الحصين رئيس اللقاء، والعالم الحصيف..من أن الفكرة نشأت قبل شهور بمبادرة من أهل العلم والرأي والمعنيين بالشأن الوطني، حين اتفقوا على أن حرية الرأي والتعبير هي ضرورة أولية لصلاح كل مجتمع وتقدمه، مما دفع سمو الأمير عبدالله لتبني هذه الفكرة، انسجاماً مع دوره الرائد في فتح باب الحوار بين المذاهب عبر مهرجان الجنادرية، وفتح باب الحوار بين الثقافات عبر ندوة "الإسلام وحوار الحضارات".
إن هذه المبادرة تشير الى استعداد قوانا الاجتماعية، بتبني قضايانا الوطنية، وعرضها على مائدة النقاش.. فقد استوت مشاكلنا ونضجت أسئلتنا.. وهذا ما يدفع العلماء والمثقفين وذوي الرأي والمعنيين بالشأن العام، الى المطالبة بتمديد هذا اللقاء الأول، الى لقاء ثانٍ وثالث يُدعى إليه أكاديميون ومثقفون ونشطاء اجتماعيون؛ بحيث يكون مؤتمراً وطنياً منعقداً على الدوام، لاستقبال جملة القضايا المعلقة.. وقد أصبحت عائقاً دون اندماجنا في المجتمع العالمي..
وحسناً أنه بدئ بلقاء العلماء: سلفيين من نجد، وصوفيين من الحجاز، وشيعة من القطيف والأحساء، والمدينة المنورة، وإسماعيليين من نجران.. فهذا اعتراف بحالة التعدد المذهبي في المملكة، الذي هو إثراء للخطاب الإسلامي العام، وتحريك لشخصيتنا الوطنية وتعميق هويتها، متى ما تم الحوار بين هؤلاء على أسس من احترام وجهة النظر الأخرى، وتقديم المصلحة الوطنية العليا على أي اعتبار، خاصة في هذا الظرف، الذي تواجه فيه بلادنا الغالية حصاراً من التحديات، سوف نكسر طوقه بتوحيد موقفنا الوطني، وإصرارنا المتفاني على الوحدة المتماسكة.
هذا وقد تلمست أجواء هذا اللقاء التاريخي عن بعد، فحمدت الله على ما وصلني من أجواء أخوية متسامحة، مما يمنّي أنفسنا على منظميه مستقبلاً، بفتح أبوابه أمام الخاص من الجمهورلاعامته، بعدما نجح طوق التعتيم الحميد والسرية الإيجابية! في بلوغ الهدف المنشود.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هذا المقال منشور في جريدة الرياض اليوم
أتمنى من جميع الاعضاء التعليق وكتابة أرائهم في الموضوع بصراحة ....