المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق ... ذهبت السكرة وجاءت الفكرة


المسردي
09 / 06 / 2003, 58 : 06 PM
مفكرة الإسلام : رصدت إحصائية أمريكية أن عمليات المقاومة والهجمات على القوات الأمريكية المحتلة تضاعفت ثلاث مرات في الفترة الماضية وزادت على 30 هجمة في ابريل إلى 85 هجمة في مطلع مايو.
وفي السياق ذاته أكد مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية [البنتاجون] مقتل 39 جندياً أمريكياً بالعراق في حوادث وهجمات منذ الأول من مايو وهو التاريخ الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش انتهاء عمليات القتال الرئيسية بالعراق .
... لقد كانت بداية حرب العراق مفاجأة بالنسبة للجميع فلم يتوقع أحد هذه المقاومة العراقية من الجيش العراقي والتي دامت لثلاثة أسابيع تعلقت فيها القلوب بالعراق ، وتاقت الأرواح إليها ... وكاد أن يتحقق الحلم وتسقط أمريكا سقوطها الأخير في عاصمة الرشيد ... ولكن مثلما كانت بداية الحرب مفاجأة كانت نهايتها مفاجأة بل كانت صدمة ليس للعراقيين فحسب بل للأمة جميعها التي كانت واقفة تشاهد حلمها يتحطم أمام أعينها ....
السكرة
في يوم التاسع من أبريل كانت بداية السكرة التي أصابت العراق والأمة من بعده ، حيث صدمت الأمة وهي تري بعينها شذاذ الآفاق من الأمريكيين والبريطانيين وهم يقتحمون عاصمة الخلافة وساعتها قام الإعلام الموجه بالدور المطلوب منه حيث تعمد ونجح في تضخيم الصورة وتهويلها ، لقد كاد أن يصبح مشهد سقوط بغداد إيذانا بحقبة تاريخية جديدة للأمة تشبه بل قد تفوق في آثارها المعنوية دخول التتار لبغداد .. لقد كانت هذه بداية السكرة للأمة كلها .
وزاد الأمر سوءا ما وقع في العراق من فوضى مقصودة وعمليات نهب مخطط لها ... وقتها قال البعض وداعا يا بغداد ، وفرح الشامتون وقالوا لقد أصبحت العراق ولاية أمريكية ...
وأصيبت الأمة بالسكرة ... هذه السكرة التي جسدتها إحدى القنوات الفضائية في برنامج لها شهير حيث تساءلت سؤالا ردده من بعدها وسائل الإعلام والصحافة ... فقد سألت هذه القناة الشهيرة قائلة هل ستدافع الشعوب العربية عن أوطانها فيما لو تعرضت لعدوان خارجي، أم أنها ستحذو حذو العراقيين؟ ، مدعية أن العراقيين اختاروا عدم المقاومة ومفترضة بذلك أن الشعوب العربية والإسلامية لن تتأخر هي الأخرى في اختيار هذا الخيار نفسه ...
الفكرة :
لم تدم هذه السكرة طويلا بل ذهبت سريعا وجاءت الفكرة وبدأت المقاومة بعد أقل من شهر من دخول القوات الأمريكية المحتلة إلى عاصمة الرشيد وهو الأمر الذي أدهش جميع المراقبين والمتابعين ، وذلك لأن مشهد سقوط بغداد ومشاهد الفوضى والنهب بعد ذلك لم تكن تبشر بأية مقاومة إلا أن توقعاتهم خابت وتحولت بغداد إلى مستنقع سقطت فيه القوات الأمريكية وفقا لتعبير صحيفة الاندبندنت البريطانية ، والتي أشارت في عدد لها سابق إلى أن شعار الموت لأمريكا يملأ شوارع بغداد .
..بدأت عمليات المقاومة بشكل بطئ نسبيا بعد سقوط بغداد وهو الأمر الذي جعل البعض يعتقد أنها عمليات متفرقة ستنتهي ولن تدوم ، ولكن ظلت المقاومة في تصاعد وازدياد حتى اعترفت أمريكا بمقتل 40 من جنودها في شهر مايو وحده ، وهو رقم كبير خاصة إذا أخذنا في الاعتبار السياسة الإعلامية الأمريكية في التقليل من حقيقة الخسائر .
دلالات هامة حول المقاومة العراقية :
1- أول دلالة يجب أن نشير إليها في حديثنا عن المقاومة العراقية هي الإشارة عن الأماكن التي تنطلق منها المقاومة ، فلقد أصبح واضحا أن المقاومة تنطلق من مراكز السنة ومدنهم الفلوجة - الأنبار – حبانيا – تكريت – حي الأعظمية ببغداد كل هذه الأماكن التي سقط فيها جنود أمريكيون قتلى بأيدي المقاومة هي أماكن سنية وتكاد تخلو من الشيعة تماما ؛ وعندما نقول هذا الكلام فلا نقصد إشعال الفتنة بين السنة والشيعة ولكننا نقصد توضيح الصورة وإعطاء كل ذي حق حقه .. فأين الشيعة من مقاومة العدوان ؟
لقد بدا واضحا أن للشيعة هموم أخرى وأهداف أخرى غير مقاومة العدوان .. فالشيعة منشغلون في نبش أرض العراق وإخراج جثث الموتى ثم الإتيان بالقنوات الفضائية لتصويرها على أنها مقابر جماعية ، والهدف من ذلك واضح التركيز على أنهم عانوا من نظام صدام وأن الوقت قد حان للانتقام ؛ بل إن العجيب أن الشيعة في كل مظاهراتهم التي خرجوا فيها كانوا دوما يرفعون شعارا واحدا هو 'حوزتنا هي قيادتنا ' بينما كانت شعارات أهل السنة تطالب بالوحدة والمقاومة الأمر الذي يؤكد أن الذي يشغل الشيعة هو مكانهم في حكم العراق وليس مقاومة العدوان ، وهو أمر يحتاج إلى دراسة أخرى وما تطرقت إلى هذا الموضوع إلا بسبب ما ردده الشيعة في جميع وسائل الإعلام والقنوات الفضائية من القول بأن الجنوب العراقي الشيعي الفقير هو الذي قاوم بينما استسلم الشمال العراقي السني الغني كما يزعمون ، وهي كلمة تحمل دلالات وأهداف وقد أثبت الواقع المنظور كذبها .
2- يجب هنا أن نوجه تحية لأهالي وأبطال مدينة الفلوجة المجاهدة والتي انطلقت منها شرارة المقاومة الأولى ضد الاحتلال والعدوان وأضحت بعد ذلك مركزا للمقاومة والجهاد ، نستطيع أن نقول أن المقاومة العراقية بدأت يوم أن سقط 16 عراقيا شهيدا في اشتباكات مع القوات الأمريكية يوم 27 أبريل الماضي ، لقد كان هذا اليوم هو البداية للمقاومة التي انطلقت بفعالية في شهر مايو حتى أسقطت 40 قتيل في صفوف الأمريكيين – وفقا لاعترافاتهم – وهو رقم أقل من الحقيقي بكثير .
لقد كان انطلاق المقاومة في الفلوجة هو بداية الصحوة في العراق وفي الأمة كلها ، حتى تسائل الجميع هل تنجح المقاومة في الفلوجة في حمل القوات الأمريكية على الانسحاب من المدينة ؟ ؛ ثم تسائلوا مرة أخرى هل تشكل الفلوجة نموذجاً للمقاومة المناهضة للوجود الأمريكي في مدن عراقية أخرى ؟ .
لقد دفعت المقاومة في الفلوجة أمريكا إلى تكثيف قواتها في المدينة الصغيرة وإرسال وحداتها كاملة من قواتها إلى هناك ، ثم قامت بسلسلة من الإجراءات والاعتقالات المهينة في المدينة حيث أجبرت المعتقلين على الجلوس ووجوههم إلى الجدران وأيديهم مقيدة فوق رؤوسهم أو خلف ظهورهم، فيما يعيث الجنود فساداً خلال عمليات تفتيش المنازل كل هذا لكسر عزيمة المقاوم العراقي إلا أن ذلك لن يؤثر في المقاومة بل سيزيدها لهيبا وحماسة ، ويكفى أن يقول جندي أمريكي من على ظهر مدرعة [همفي] مزودة بمدفع رشاش: «في كل مرة نخرج فيها رؤوسنا من المدرعة فإن فرصة إصابتنا بعيار ناري هي 50%». ويضيف «كل ما نستطيع أن نفعله الآن هو أن نكون حذرين جداً».
وكان رد أهل الفلوجة على هذه الإجراءات هو المزيد من الهجمات وهددوا الأمريكيين بأن الأسوأ قادم ، حيث حذر سكان الفلوجة الأمريكيين من أنهم لم يتذوقوا بعد طعم الغضب الحقيقي في الفلوجة، وقال «لم نبدأ بمهاجمتهم بعد، وهذه هي البداية فقط».
لقد حاولت وسائل الإعلام الموجهة أن تبرر سر المقاومة في الفلوجة بكون هذه المدينة معقلا لأنصار صدام وهي دعوى أمريكية لتبرير تصاعد المقاومة ضدها ، ولإيجاد سبب يبرر بقاء أمريكا وهو محاربة بقايا البعث وأنصار صدام ..وهو غير صحيح بل أن السبب الحقيقي وراء هذه المقاومة هو تدين أهل الفلوجة حيث أن غالبية أهل الفلوجة البالغ تعدادهم 750 ألف نسمة من أهل السنة ؛ كما أن للفلوجة تاريخا طويلا في مقاومة الاستعمار البريطاني سجله الشاعر العراقي معروف الرصافي بعد أن تعرضت مدينة الفلوجة في عام 1941 لعدوان قوات الاستعمار البريطاني .
وسجل أهل الفلوجة موقفاً مشرفاً، فقال الرصافي يومها يتحدث عن هذا المشهد.

أيها الإنكليز لن نتناسى بغيكم في مساكن 'الفلوجة'
ذاك بغي لن يشفي الله إلا بالمواضي جريحه وشجيجه
هو كرب تأبى الحمية أنا بسوى السيف نبتغي تفريجه
هو خطب أبكى العراقيين والشـا م وركن البنية المحجوجه
حلها جيشكم يريد انتقاماً وهو مُغرٍ بالساكنين علوجه
فاستهانت بالمسلمين سَفاهاً واتخذتم من اليهود وليجه
وأدرتم فيها على العُزْل كأساً من دماء بالغدر كانت مزيجه
واستبحتم أموالها وقطعتم بين أهل الديار كل وشيجه
أم سكرتم لما غلبتم بحرب لم تكن في انبعاثها بنضيجه
قد نتجنا لقوحها عن خِداج فلذاك انتهت بسوء النتيجه
لا تغرنكم شِباكْ كبارٌ أصبحت لاصطيادنا منسوجه
لستم اليوم في المسالك إلا جملاً تحت صدره دُحروجه
وطن عشت فيه غير سعيد عيش حر يأبى على الدهر عوجه
أتمنى فيه السعادة لكن ليس لي فيه ناقة منتوجه
أخصب الله أرضه ولو انّي لست أرعى رياضه ومروجه
كل يوم بعزّه أتغنىّ جاعلاً ذكر عزّه أمزوجه
ما حياة الإنسان بالذل إلا مرة عند حَسْوِها ممجوجه
فثناءً [للرافدين] وشكراً وسلاماً عليك يا 'فلوجه'
وفي الختام نقول لقد بدا واضحا أن جيوش البنتاجون لم تلتفت بالقدر الكافي إلي معني المقاومة في العراق العربي‏ ؛ هذه المقاومة التي انتقلت بعد سقوط بغداد إلي الجبهة الشعبوية .
ومهما يكن‏,‏ فان قوى الاحتلال لم تستطع أن تدرك جيدا أن أحدث الآلات واعقد المعدات غير التقليدية لا تستطيع أن تهزم شعبا عربيا مقاوما مثل الشعب العراقي الذي قاوم رغم فارق التقدم العلمي والتخاذل من بعض الرموز العربية من الداخل أو الخارج‏...‏
كانت صور الشخصيات البسيطة المصرة علي الدفاع عن الكرامة مهما تكن قدرة الأسلحة الذكية‏!!..‏ وهو ما يذكرنا بما كانت تفعله قوي العدوان تلك في فيتنام منذ عقود حين كانت تقوم بالتدمير والغارات بأحدث أسلحة حينئذ ضد الفلاح الفيتنامي البسيط‏;‏ كانت هذه القوي تبيد ما علي الأرض تحتها تماما‏,‏ ومع ذلك‏,‏ كان يظهر البطل المقاوم دائما المدافع عن حقه البسيط في حياة لائقة به‏..‏
لم تتعلم قوي الاحتلال الدرس بعد‏,‏ فمهما تكن تلك القوي الغربية من دقة وتقدم‏,‏ تظل إرادة المسلم اقوي بكثير‏.‏

صادق الكلمة
10 / 06 / 2003, 23 : 12 AM
اخوي المسردي


اولآ اشكرك على طرح الموضوع

ثانيأ نعم والله اني لكنت متوقع ان العراقين لن يسكتو ولن يرضو بالاحتلال.... اتدري لماذا

جميعآ نعرف طباع العراقين وانهم من اشد الشعوب وانه لايمكن السيطره عليهم بسهوله وذلك

معروف من قديم الزمان.... من ايام الحجاج وحتى ايام صدام حسين.

اظن بل اجزام ان الاحتلال لن يدوم طويلآ في العراق.... مهما بلغت كثرة قوات الاحتلال

ولعلك تتذكر ما حصل في الصومال..... حيث هرب المحتلون من عصابة الشوارع.. وتركوها لشعبها

وانت تعرف ان المحتلون هنا وهناك هم انفسهم......

فالسيطره على شعب العراق يحتاج الى رجال من امثال الحجاج ... وصدام

واعتقد انك فهمت ما اقصده ... من كيفية استطاع الحجاج وصدام السيطره عليهم....

المسردي
10 / 06 / 2003, 49 : 03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


أخي صادق الكلمة
جعلني الله وإياك من يكتب عند الله صديقا

أخي العزيز ،،،

إن الامريكان يدرسون التاريخ جيدا وهم يعرفون هذا وأكثر فسوف يفعلون ما فعلوا في أفغانستان من تنصيب عراقي يكون موالي لهم قولا وعملا ،،، ثم تأخذ الادارة الامريكية في إدارة العراق بالريموت كنترول من دون أن تظهر في الصورة .

لكن مع كل ذلك فإن الله سبحانه وتعالى سيخيب ظنهم ويمزق شملهم ويدحرهم بإذن الله .