طالب الغفران
27 / 05 / 2003, 25 : 05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
كان أحـد المـلـوك يحب أكل السمك ، فجاءه يومًا صياد ومعه سمكة كبيرة ، فأهداها للملك
ووضعها بين يديه ، فأعجبته ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فقالت له زوجته : بئس ما صنعت . فقال
الملك لما ؟ فقالت : لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك هذا القدر ، قال : قد أعطاني مثل
عطية الصياد ، فقال: لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك ، أن يرجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر ،
فقالت له زوجته : أنا أدبر هذا الحال ، فقال : وكيف ذلك ؟ فقالت : تدعو الصياد ، وتقول له : أهذه
السمكة ذكر أم أنثى ؟ فإن قال ذكر ، فقل إنما طلبت أنثى ، وإن قال أنثى قل إنما طلبت ذكرًا.
فنودي على الصياد فعاد ، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك : هذه السمكة ذكر أم
انثى ؟فقال الصياد : هذه خنثى ، لا ذكر ولا أنثى ؟ فضحك الملك من كلامه وأمر له بأربعة آلاف
درهم ، فمضى الصياد إلى الخازن ، وقبض منه ثمانية آلاف درهم ، وضعها في جراب كان معه ،
وحملها على عنقه ، وهم بالخروج ، فوقع من الجراب درهم واحد ، فوضع الصياد الجراب عن كاهله
، وانحنى على الدرهم فأخذه ، والملك وزوجته ينظران إليه ، فقالت زوجة الملك للملك : أرأيت
خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ، فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم ، وانحنى
على الدرهم فأخذه ، ولم يسهل عليه أن يتركه ، ليأخذه غلام من غلمان الملك ، فغضب الملك منه
وقال لزوجته صدقت.
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له : ياساقط الهمة ، لست بإنسان ، وضعت هذا المال عن عنقك ، لأجل
درهم واحد ، وأسفت أن تتركه في مكانه ؟ فقال الصياد : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إنني لم
أرفع هذا الدرهم لخطره عندي ، وإنما رفعته عن الأرض ، لأن على وجهه صورة الملك ، وعلى
الوجه الآخر اسم الملك ، فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ، ويضع عليه قدميه ، فيكون ذلك
استخفافًا باسم الملك ، وأكون أنا المؤاخذ بهذا ، فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره ،
فأمر له بأربعة آلاف درهم.
فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وأمر الملك مناديًا ، ينادي : لا يتدبر أحد برأي النساء ،
فإنه من تدبر برأيهن ، وأتمر بأمرهن ، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمه.
كان أحـد المـلـوك يحب أكل السمك ، فجاءه يومًا صياد ومعه سمكة كبيرة ، فأهداها للملك
ووضعها بين يديه ، فأعجبته ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فقالت له زوجته : بئس ما صنعت . فقال
الملك لما ؟ فقالت : لأنك إذا أعطيت بعد هذا لأحد من حشمك هذا القدر ، قال : قد أعطاني مثل
عطية الصياد ، فقال: لقد صدقت ، ولكن يقبح بالملوك ، أن يرجعوا في هباتهم ، وقد فات الأمر ،
فقالت له زوجته : أنا أدبر هذا الحال ، فقال : وكيف ذلك ؟ فقالت : تدعو الصياد ، وتقول له : أهذه
السمكة ذكر أم أنثى ؟ فإن قال ذكر ، فقل إنما طلبت أنثى ، وإن قال أنثى قل إنما طلبت ذكرًا.
فنودي على الصياد فعاد ، وكان الصياد ذا ذكاء وفطنة ، فقال له الملك : هذه السمكة ذكر أم
انثى ؟فقال الصياد : هذه خنثى ، لا ذكر ولا أنثى ؟ فضحك الملك من كلامه وأمر له بأربعة آلاف
درهم ، فمضى الصياد إلى الخازن ، وقبض منه ثمانية آلاف درهم ، وضعها في جراب كان معه ،
وحملها على عنقه ، وهم بالخروج ، فوقع من الجراب درهم واحد ، فوضع الصياد الجراب عن كاهله
، وانحنى على الدرهم فأخذه ، والملك وزوجته ينظران إليه ، فقالت زوجة الملك للملك : أرأيت
خسة هذا الرجل وسفالته ، سقط منه درهم واحد ، فألقى عن كاهله ثمانية آلاف درهم ، وانحنى
على الدرهم فأخذه ، ولم يسهل عليه أن يتركه ، ليأخذه غلام من غلمان الملك ، فغضب الملك منه
وقال لزوجته صدقت.
ثم أمر بإعادة الصياد وقال له : ياساقط الهمة ، لست بإنسان ، وضعت هذا المال عن عنقك ، لأجل
درهم واحد ، وأسفت أن تتركه في مكانه ؟ فقال الصياد : أطال الله بقاءك أيها الملك ، إنني لم
أرفع هذا الدرهم لخطره عندي ، وإنما رفعته عن الأرض ، لأن على وجهه صورة الملك ، وعلى
الوجه الآخر اسم الملك ، فخشيت أن يأتي غيري بغير علم ، ويضع عليه قدميه ، فيكون ذلك
استخفافًا باسم الملك ، وأكون أنا المؤاخذ بهذا ، فعجب الملك من كلامه واستحسن ما ذكره ،
فأمر له بأربعة آلاف درهم.
فعـاد الصياد ومعه اثنا عشر ألف درهم ، وأمر الملك مناديًا ، ينادي : لا يتدبر أحد برأي النساء ،
فإنه من تدبر برأيهن ، وأتمر بأمرهن ، فسوف يخسر ثلاثة أضعاف دراهمه.