المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غازي القصيبي و ذكريات اليوم الأول مع الملك فهد حفظة الله


ابو طلال
24 / 05 / 2003, 02 : 03 AM
[align=center:b4443a8206]هذا مقال لغازي القصيبي عن يومه الأول مع الملك فهد .. وفي المقال ذكر لحسنات ميت وهو

الراحل خالد بن عبدالعزيز .. فترحموا عليه .. غفر الله ذنبه

اليوم الأول..في الطائرة..مع الملك..

التاريخ: الثلاثاء 2002/10/29 م

كان يوماً من شعبان..

كان يوماً حافلاً بالأحداث..

كانت الحكومة في الطائف..

وكنت في مكتبي في المجمع الحكومي..

على مرمى حجر من قصر جلالة الملك خالد - رحمه الله -..

وكنتُ أمارس عملي المعتاد...

وفي ذهني شيء من القلق...

فقد كان قلب الملك يشكو الإرهاق...

وكان أطباؤه قد نصحوه بالبقاء في الرياض...

وتأجيل السفر إلى المنطقة الغربية..

إلا أن الملك خالد كان إنساناً منضبطاً...

وقررَّ ألاّ يُلغي الموعد الذي سبق تحديده...

وتجاهل نصائح الأطباء...

وامتطى الطائرة...

وكان مرهقاً خلال السفره...

تنفس عبر جهاز الأكسجين...

ونزل في مطار الطائف مرهقاً...

لم أكن معه في الطائرة...

ولكني عرفت التفاصيل من مرافقيه...

وذهب إلى قصره مرهقاً...

وكان ولي العهد، وقتها، الأمير فهد بن عبدالعزيز، قلقاً على صحته...

وظل يتصل، طيلة الليل، ساعة بعد ساعه..

ويطمئن على صحة الملك...

حتى عرف أنه نام لا يشكو من ألم...

وعندها نام ولي العهد...

وهذه تفاصيل عرفتها فيما بعد...

كنت، إذن، في مكتبي...

في الضحى...

وكان لديّ موعد مع سفير دولة غربية...

وكنت أحدثه ويحدثني...

وفي مكان ما من أعماق روحي شيء من الخوف...

شيء قليل من الخوف...

تعب قلب الملك من قبل أكثر من مرة..

وعاد إلى نشاطه أكثر من مرة...

وكنت آمل أن الأمر لن يختلف - هذه المرَّة...

ودقَّ جرس الهاتف...

وكان المتحدث يتكلم من قصر الملك خالد...

يطلبُ مني الحضور...

وشعرت بقلبي يقفز ذعراً...

وهرعت إلى القصر...

وهناك رأيت جمعاً صغيراً من الأمراء والمسئولين...

رأيت الفاجعة في ملامح الأمير سلطان بن عبدالعزيز...

الذي كان قريباً من الملك خالد كظله...

وتأملت الوجوه...

ولم أكن بحاجة إلى أن يخبرني أحد بما حدث...

كان من الواضح أنَّ الملك خالد انتقل إلى رحمة الله...

وأن ولي العهد أصبح ملكاً...

واقتربت من الملك فهد أُعزيِّ.. وأبايع...

وعلمت أن أول قرار اتخذه الملك...

كان بتسمية أخيه الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولياً للعهد...

واقتربت من الأمير عبدالله أُعزيِّ.. وأبايع...

عرفت فيما بعد كيف كان وقع الصدمة هائلاً...

على الرجال الثلاثة...

وهم أمام جثمان الرجل الذي أحبوه...

كما أحبَّه كل مواطن...

وعبّرت الصدمة عن نفسها بالدموع الغزيرة...

وبالعواطف المتفجرة..

وبالألم العاصف...

إلاّ أنه لابدَّ للحياة أن تسير...

ولابد للسفينة أن تواصل الإبحار...

وتجلّد الملك.. وغطى جرحه بالصمود...

وتجلّد ولي العهد .. وستر ألمه بالصبر..

وتجلَّد الأمير سلطان... وعالج المصاب بالعزم...

المسئولية لا تعترف بحزن شخصي...

ولا بمشاعر جريحة..

ولا بمأساة تنزف...

كان لابد أن يُسجّى جثمان الراحل الغالي في العاصمة...

ولابد للملك الجديد أن يُبايَع في عاصمته...

وهكذا وجدتُ نفسي في الطائرة...

مع الملك فهد...

وعدد قليل من المسئولين...

نتجه من الطائف إلى الرياض...

وعبر الرحلة كان الملك يتحدث...

تحدث عن مآثر الملك خالد...

وعن الثكل الذي خلفه رحيله في كل قلب...

وتحدث عن ذكريات ضمتهما معاً...

تحدث عن الحاضر....

وتحدث عن المستقبل...

كان الخليج يمور بالقلاقل...

وكانت المنطقة العربية تتمخض بالفواجع...

وكان الرجل، الذي أصبح ملكاً لتوِّه، يفكر في مستقبل مملكته...

وكيف يجنّبها القلاقل والهزَّات...

في تلك اللحظات العصيبة...

كانت مشاعره كلها مع المملكة...

مع المخاطر التي يمكن أن تحدق بها...

مع الأعاصير التي يمكن أن تهددها...

وكان يتحدث عن المملكة كما يتحدث حبيب عن حبيبته الغالية..

لا يطيق أن يمسّ شيء أمنها...

أو طمأنينة شعبها..

أو آمال مستقبلها...

وكنت أسمع.. وأسمع...

لم أشعر بقلق أو خوف...

كنت أدرك أن الربَّان تغلّب على جرح الفقد...

وأمسك بزمام السفينة...

وكنت أعرف أنَّ المملكة ستشقّ الطريق...

بين الرياح والعواصف...

دون أن يمسَّ شيء أمنها...

أو طمأنينة شعبها...

أو آمال مستقبلها...


* *
يا الله!

كأنها البارحة!

مرت السنون...

وفَىَّ فهد بن عبدالعزيز بوعده....

السفينة لا تزال تبحر بثقة...

نحو المستقبل...

تحوطها عناية الله في السماء....

وترعاها عزائم الرجال في الأرض...


مع تحيات ابو طلال[/align:b4443a8206]

السفير
24 / 05 / 2003, 37 : 03 AM
أبو طلال



مشكور



وصراحه القصيبي شيء غريب فهو يتصرف بأريحية تجعله في الضوء دائماً 0




وهو فعلاً يعرف ماذا يكتب ومتى يكتب 0



وأتمنى منكم إذا جاء إستقبال وحضر الوزراء أن تلاحظوا كيف يتصرف الوزراء وكيف يتصرف القصيبي عند مقابلة المسؤولين 0


تحياتي لك

طالب الغفران
25 / 05 / 2003, 55 : 12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......


مشكور أخي أبو طلال ....


ومع أنني لا أحب هذا الوزير .....


فلا أقول الا رحم الله الملك خالد .....