المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( منفاش ومبهاش )) ......والشيخ عائض القرني


المسردي
19 / 05 / 2003, 15 : 09 AM
مقال يكتبه فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدى على ( سعد الموسى - جريدة الوطن ) و( عبدالله باجبير - جريدة الشرق الأوسط ) أو كما وصفهما الشيخ سعيد بـ ( منفاش ومهباش ) في سخريتهما بالشيخ عائض القرنى حفظه الله.


والآن أترككم مع مقال ( منفاش ومهباش ) :) ;)


نص مقال الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدى

( منفاش ومهباش )

حين ظهر في بعض وسائل الإعلام منقاش العراقي يتبرأ من تحطيم الطائرة الأمريكية(والله أعلم بصحة الخبر،وبدوافع الرجل ومخاوفه إن كان الخبر صحيحا)، تداعى لهذا الأمر له فرحاً وطرباً سائر كتاب النكد تداعي الحمى والسهر،والبعوض والذباب، وانبرى (منفاش ) الشائب، و(مهباش) الشاب، يتباريان في النيل من شيخ فاضل وعلم من أعلام الخير.

(المنفاش) آلة ذات نتوآت كثيرة يستخدها النساء قديما في عملية غزل الصوف بعد نفشه،و (المهباش) آلة ذات أغراض متعددة كان يستعملها المزارعون قديما في إسقاط ثمر الشجر وجني التين الشوكي وتنظيف الحظائر.


- أما "منفاش"
الأشيمط فقد عهد عنه القعود بكل صراط خير يُوعد ويصد ويبغي العوج والغنج، فهو رغم كبر سنه وانتهاء صلاحيته الثقافية والإعلامية قاعد بطريق أهل الفضيلة والخير والدعوة والصلاح، يسخر ويستهزئ، ويتهكم،وينفش وينتفش.

وأما "مهباش"
فعنده حاسة شم قوية للروائح الكريهة في كل شخص وموقع وحدث ومؤسسة ودائرة ووضع، ولذلك تراه (يهبش) في هذا مرة وفي ذاك مرة.


- يا صاحبي (السجن العقلي والفكري):
أما أحدكما فيسقى سيده مقالات هو صاحب فكرتها،ومعدن كبريتها، وأما الآخر فمصلوب على جسر أحقاده التي تكبر مع كبر سنه، فتأكل الجعلان من رأسه.
-يا صاحبي ( سجن الثقافة الهزيلة)
أما أحدكما فقد قال للصحيفة الغربية عن الشيخ العابد الزاهد في الخميس ما سوف يصبغ ثقافته المدعاة وحريته المزعومة بالسواد، وإن تبرأ وتنصل.
وأما الآخر فكانت غيرته على بنات الهوى من أن يبدل عمرو خالد دينهن، ويظهر في الأرض الفساد،من أكبر الأدلة على نوعية اختياراته وأفكاره ومسالكه وتربيته0
ألا ترى معي أيها القارئ أن ( منفاش ومهباش ) ليس لهما إنجاز يذكر سوى الإسهام في التحريش الغامض والجلي، وقد خرجوا في الصحافة للتنفيس عن ضغائن داخلية، وأحقاد ذاتية، غير منصفين ولا عادلين، ولو كان لهم في الإنصاف سبب أو نسب لما هزتهم قصيدة قيلت للتعبير عن منظر أفرح كل المسلمين، فأصبح الحادث رمزاً لقضايا عديدة، وخلاصة لتداعيات كثيرة في وجدان الناس، ليس أولها بغض المعتدي الغازي وليس آخرها ( بغض وكلائه) وأتباعه ومحبيه والمنافحين عن ثقافته وسلوكه .

ولو أرادوا التحدث بصدق عن إسقاط أصنام الشعر والثقافة وأدعياء التحليل والاستراتيجية كما قال (مهباش) لتحدثوا عن نظرائهم وأشباههم من شعراء وكتاب ( المربد) الذين ذهبوا مرات وكرات، وشاركوا بأقلامهم وحناجرهم وعقولهم وأشخاصهم في مهرجانات (صدام) الثقافية، مدحاً له وافتخاراً به وثناءً عليه وإطراءً بلغ عنان السماء، وشق أوراق الصحافة والملاحق الثقافية والأدبية آنذاك، وكثير منهم لم يغتسل من حنوط تلك المآسي المريدية إلا في الخفجي بعد غزو الكويت.

إذا كان قد غاظتكم قصيدة شاعر أثنى على حادثة عارضة نقلت وسائل الإعلام شواهد صدق الحادثة ودلائل حدوثها، فلماذا كل هذا الحقد على الشيخ الشاعر؟
هل هي القصيدة والموقف أم هو الشيخ والشخص؟ إن من أحمق الناس من باع آخرته بدنياه وأحمق منه من باع آخرته بدنيا غيره!!

أليست هذه المقالات وأشباهها -كما قال مهباش- ( إعلاناً صارخاً على سفاهة أمة كاملة )؟ بل أليست السفاهة أن ترضى الأمة أن يكتب لها يومياً أو أسبوعياً أشخاص لا يعرفون الفرق بين نواقض الوضوء ونواقض الإيمان، ولا بين أسباب العزة والكرامة وأسباب الذلة والهوان؟

ليس من حق الأعمى أن يسب الضياء لأنه لا يراه، ولا من حقه أن يقاضي ألوان الطيف لأنه لا يبصرها، وليس من حق من كانت بئره مالحة منتنة أن يبصق في موارد الناس العذبة.
أليست هذه المقالات التي ظهرت بمظهر مناقشة قضية،وتحولت إلى تصفية حساب شخصي مع الشيخ، تمارس هذه التصفية بالأصالة عن الذات أو بالنيابة عن الغير. وهي تدل على تجرد بعض محترفي الكتابة من المواصفات الأولية للموضوعية والصدق والتجرد للمصلحة.

إن فينا اليوم آلاف (المهابيش) الذين يسمعون كلاماً في مجالس معروفة يعتبرونها توجيهات فيخرجونها على شكل مقالات، إنها تلقيح اصطناعي لا يلبث أن ينكشف، واستنساخ مثل استنساخ النعجة (دولي) سنرى ماذا يكون مآله.
ولو كان (مهباش) صاحب قرار-حسب قوله- لجعل لمنقاش العراقي نصباً تذكارياً في كل قرية وحارة وأمام كل مدرسة، وأحسب أنه لو كان صاحب قرار وكان وزيراً للثقافة والإعلام –مثلا- لوضع لنفسه وللصوت الأصلي الذي يتحدث نيابة عنه تماثيل حتى حول الكعبة إشباعاً للنرجسية والكبر والاستعلاء، فنفسية التماثيل والنصب التذكارية تتلاءم مع انتفاش نفسية مهباش وصدام الكبير والمتقمصين لشخصيته.

وإذا كان (مهباش) بكذب بما جاء في كتاب (آيات الرحمن) ويسخر من مؤلفه رحمه الله، فله أن يصدق (آيات شيطانية) ومؤلفه، وأن يفرح بها وأن يكتب مقالاً في الثناء عليه، فليس ذلك بغريب ولا عجيب على من سخر قلمه ضد نقاط الضوء التي تشق وجه العتمة، وضد قطرات الطهارة والفضيلة، لا أدري كيف سيبلع كاتب متحذلق موقفه هذا، وهو الذي يظهر للناس أنه حر في الفكر واضح في السيرة،داع إلى الشفافية، وهو يعلم قبل غيره أنه يمارس التحريشات الخفية (الهبشية) ضد من اتخذهم خصوماً ألداء له وعاداهم بالجملة والتفصيل ،في الجامعة والمجتمع ،ويمارس التحريشات العلنية (الاهتباشية) ،أنظر مقال (الصحوة ومصطلحات أخرى) .

ألا يأخذ العبرة من مسلك زملائه الذين يسكتون أو يغيرون مجرى الحديث بمجرد دخوله عليهم، خوفاً من نقله لكلامهم،على طريقة الربع في حزب البعث الذين كانوا يتظاهرون بالصحافة والثقافة والفن ،ويمارسون أعمال (المهباش) في الخفاء ،انظر ماكتبه حسن العلوي عنهم في كتابه عن الدولة القومية.

لقد اصبح مهباش يعرف في الأوساط الأكاديمية والثقافية والاجتماعية بصفتين ثقافيتين كبيرتين

1-(اهتباش الفكرة والكتابة نيابة عن الذي وظفه لهذا الغرض)
2-(التهبش في أعراض الصلحاء والفضلاء والمثقفين ،بنفس وظيفة الحريري صاحب المقامات )

وفي تقديري أن هؤلاء (منقاش ومهباش) وسائر (الحرافيش) يحتاجون إلى معقمات قوية تنظف أنوفهم ليشموا الروائح الجميلة والنسائم العبقة، والأريج الرائق في قصيدة الشيخ الشاعر وقصائده ومحاضراته ومؤلفاته ومقالاته، وغيره من أشباهه الذين يمثلون روح الأمة وثقافتها وآمالها وطموحاتها.

أما هذه المقالات وما شاكلها فإن قصارى مافيها أنهم ينظفون بها ثقافتهم البائسة وأفكارهم الهزيلة بنفس الطريقة التي ينظفون بها علامات الرجولة من وجوههم، فحالهم كحال من يغتسل من الصرف الصحي ليرفع عن نفسه الجنابة.

إن هذه المقالات وأشباهها مما مضى وسوف يأتي ليست سوى أجنة مستبضعة نمت في ظلمات ثلاث:

1- ظلمة معرفية عنوانها(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) (الزمر:9)

2- ظلمة مسلكية عنوانها (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (صّ:28)

3- ظلمة الوراثة الجينية القلبية والوجدانية (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان:31)

وإن كان الشاعر الشيخ قديماً كما يصفه (منفاش) فهناك من هو أقدم منه، صحفي تتلمذ على يد غادة السمان التي احترمت نفسها وتوقفت بعد أن أفلست، وهو لم يفعل ذلك رغم إفلاساته المتنامية، بل هناك من هو أقدم من بندقية منقاش ومقالات منفاش ومهباش أناس لهم نسب عريق مذكور في آخر سورة المطففين ولهم صفات من أظهرها " يضحكون " ، " يتغامزون " ، " فكهين " .

ليس عيباً على مجتمع أن يظهر فيهم مريض، ولكن العيب أن يجعل المريض ناقل العدوى طبيباً يداوي الناس،وأن ينصب فقراء الثقافة والعلم أساتذة في دار الحكمة، وأن يؤتى بمحترفي الدباغة ليجعلوا من كبار الصاغة.
حتماً سيذهب الغثاء ويزول ويندرس وتذروه الرياح، وسيبقى ما ينفع الناس في الأرض له الذكر الحسن والسيرة العطرة، والفضيلة الشائعة، والمحبة في قلوب الناس والدعاء والثناء.
وستلحق أعداء ( المعروف وأهله) الفضيحة، فضيحة ( المنكر وأهله ) وخسارته ورجسه ونكده وذكرياته القبيحة وبغض الناس وذمهم.

وهناك شيء مهم لا يدركه منفاش ومهباش وأشباههم وهو أن الله إذا أحب عبداً جعل له القبول في الأرض، وهذا ما نجده للشيخ عائض القرني.حيث أنزل الله قبوله في القلوب وأجمع على محبته الصغير والكبير والرجل والمرأة في داخل البلاد وخارجها، ولم نعرف له مبغضاً إلا القليل النادر الذي لا وزن لهم في هذا المجال.

وإذا أبغض الله عبداً جعل له البغضاء في الأرض ولو كانت بيده القوة والصحافة والإعلام والمؤسسات، وذلك سرّ من أسرار الله في الخلق لا يعرفه أعمى بصيرة ولا يدركه أصم القلب ،نعوذ بالله من الخذلان.




سعيد بن ناصر الغامدي
4/3/1424

ناصر بن سالم
20 / 05 / 2003, 21 : 10 AM
اخي المسردي جزاك الله خير


وأثاب الشيخ سعيد الغامدي على هذا المقال


الآن انا اشعر بالسعاده بعد تلك الغمه