المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار ومواقف حول تفجيرات الرياض .. لم تنشر


المسردي
17 / 05 / 2003, 57 : 11 PM
منقووول من موقع الحسبة


من المسؤول عن التفجيرات :

ونحن نستنكر هذا العمل ونعتبره من الأعمال المضرة بالبلد وقد تعدى ضرره على أناس من المسلمين فهو عمل غير مبرر مهما كانت الأسباب ...
والحديث عن أسباب الفعل لا يعني إقراره ولا تسويغه فأنت مثلا حين تتحدث عن جريمة ما .. مثلا إتيان المحارم ؟؟ وتذكر أن من أسبابها تساهل المحارم في ستر العورة أو وجود القنوات أو ضعف التدين ونحوها .. وهذا لا يبرر هذا الفعل الشنيع ، والمقصود أن هذا الحدث له مسببات ، منها :

أولاً : التعدي السافر من أمريكا ، وظلمها للمسلمين ، بدءا بموقفها من القضية الفلسطينية والتي لم تصبح سراً إلى عتوها وتسلطها وحروبها ضد المسلمين في أفغانستان والعراق إلى غيرها من البلاد ..
وفي مقابل ذلك هذا الانبطاح والاستجابة من دول المنطقة للمطالب الأمريكية والذي جعل لدى الشعوب المسلمة من الحنق والغضب الذي يدفع ببعضهم إلى عدم التفكير بالعواقب وفعل مثل هذه الأمور ..

ثانياً : تعامل الجهات الأمنية مع مثل هؤلاء الشباب من مطاردة وتشهير إلى الصور البشعة التي تمس أعراضهم ونحوها داخل السجون من صور التعذيب والتهديد والإهانة مما لم يخطر ببال الإنسان ، حيث يخرج الشخص وهو ناقم على الدولة وأجهزتها بل وعلمائها .. بل والمجتمع الذي خذله في زمن محنته .. ثم أصدقاء وأقارب هؤلاء الشباب يكون عندهم تأثر ومواقف من خلال ما يحدث ..!! كل هذا يساهم في تكوين مواقف يطيش فيها القلب عن التفكير والعواقب ..

ثالثاً : ضعف احتواء هؤلاء الشباب بل ومصادمتهم وشعورهم أنهم في طرف وبقية الدعاة والعلماء في طرف آخر .... وإن جعل هؤلاء الشباب مادة إعلامية في الصحف والمجالس والمنابر والبيانات أوجد فجوة كان يمكن أن تسد .. وبذلك انعدمت ثقتهم بالرموز المؤثرة بالداخل إلا ماندر .. وقناعتهم برموز من خارج البلد .. زاد حجم الفجوة فالعلماء والدعاة وطريقة تعاملهم هو سبب من جهة والطرح من رموز أخرى من خارج البلد هو سبب آخر ..

رابعاً : ما يقوله ويكتبه بعض الزنادقة حول مسائل الدين والجهاد والسخرية بالثوابت الشرعية ، وما يطلقونه من أوصاف عن أهل العلم والإصلاح وما تتضمنه مقالاتهم من صنوف الزندقة والإلحاد أمثال كتابات الحمد ونحوه .. وفي المقابل يكون هؤلاء هم المستشارون والمرجع في المواقف والمتصدرون في وسائل الإعلام .. وهم البطانة مما أوجد أرضية لتصرفات العنف وهم يجدون لذلك مبررا من استفزازات الطرف الآخر ...

توظيف الحدث " وجاؤو يركظون " :

إن المتأمل في مجريات الأحداث يلاحظ مكر الأعداء في الداخل والخارج في توظيف الحدث لصالحهم ويظهر أن هناك تنسيقاً لأجل ذلك بل وترتب اللقاءات والمداخلات سلفاً ولا يترك فيها مجالاً للرأي الآخر ، ولا أن تدفع الحجة بمثلها أليس هذا خلاف ما يطرحونه من الحرية والموضوعية ولا عجب فقد أفلست في ذلك دولتهم التي يعملون من أجلها ألا وهي أمريكا والتي كشفت الأحداث عن عدم موضوعيتهم وتعاملهم مع الإعلام الذي يذكر الحقيقة وقتلهم للإعلاميين وهنا أذكر ببعض الجوانب في توظيف الحدث من الأمريكان وتلاميذهم :

ربط الفعل بأن سببه المناهج الدراسية وأنها التي تغذي هذه التصرفات وهذا من المغالطة .. وذلك بأن نقول : لماذا لا تكون المناهج مسئولة عن المجرمين الذين ملأت بهم السجون من قطاع طرق ومروجي مخدرات ومنتهكي أعراض وغيرهم كثير .. لماذا لا يكون من سبب المناهج .. كذلك هذه المناهج مصدرها الكتاب والسنة فهل يعني ذلك إذا تقليص هذين المصدرين أم ماذا ..
ثم يقال هذه الدول التي ليس للمناهج الشرعية فيها وجود يذكر سواء في المدارس أو الجامعات هل انحسرت فيها هذه التصرفات .. أم أنها في ازدياد ؟؟ هذه الجزائر في صورتها المزعجة في القتل وإهدار الأنفس ... وفي مصر التي زج بمجتمعها في الحياة الغربية .. وغيّب فيها الفكر الإسلامي وحورب .. يا ترى هل قضى هذا على العنف .. ؟؟!!
بل قد أثبتت الأحداث أن المناهج هي تهذب عواطف المجتمع وتوجهه إلى الطريقة الصحيحة لا إفراط ولا تفريط بحيث لا يلغي مبادئ الولاء والبراء ومسائل الجهاد ولكن يرتبها على مقاصدها الشرعية بحيث يعرف متى وكيف يفعل ويترك بناءا على الأصول الشرعية ..

ومن توظيفهم للحدث الدعوة إلى تغيير ما يسمى ببيئة الإرهاب ، والمقصود به عندهم تغيير بيئة التدين ، وذلك بفتح أبواب الفساد وتجفيف منابع الصحوة والتضييق على محاضن الدعوة والتربية من حلق لتحفيظ القرآن الكريم وخطب الجمعة والشريط الإسلامي والقضاء على المؤسسات الشرعية التي تحفظ للأمة دينها وأعراضها كهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها ..
وهم بذلك يجرون الأمة إلى هاوية لا يعلم مداها إلا الله تعالى وهم كما عرف عنهم من خيانة للأمة وتوريط لها وأداء لدور العدو من داخل الصف المسلم كل ذلك يؤكد مسيس الحاجة إلى الحذر من المنافقين والذين يطعنون الأمة من ظهرها في أشد الظروف وأحلك الأزمان ..!!

توصيات ووقفات عامة :

أولاً : يجب أن يعاد النظر في التعامل مع الشباب وأن العنف لا يولد إلا مثله وهذا يقتضي أن يكون هناك مشروعاً إصلاحياً صادقاً في التعامل مع هؤلاء الشباب الذين لديهم من الشجاعة والتضحية ما يطول منه العجب ، من ذلك مثلاً : أن يترك لعدد من الدعاة وطلاب العلم فرصة الحوار معهم بعيداً عن التوجيه الرسمي وأن يدخل هؤلاء الدعاة مع الشباب بدافع هدفه المحافظة عليهم وادخارهم ليوم الملمات ولحاجة بلدانهم للقدرات والتضحيات مما يفتقده كثير من الناس ، وإذا ترك لأهل العلم الحرية في التعامل مع هؤلاء الشباب فإنهم بإذن الله قادرون على توجيههم ..

ثانياً : لابد من إسكات الأقلام والأفواه التي تستفز الشباب وكأنها تتحداهم ، وأن يكون شرع الله هو المهيمن على الأنظمة والإعلام وأن يحال من يتجنى على شرع الله إلى حكم الله ..

ثالثاً : لابد من إبراز مفهوم الأمن فالأمن مسؤولية الجميع وواجب الجميع بمفهومه الواسع وهو أن يأمن المسلمون على ضرورياتهم الخمس وأن يحافظ عليها وهي الدين والعرض والمال والنفس والعقل فعلى الدولة مسؤولية في حفظ الأمن بهذا المفهوم الواسع ، وأن تجند الأجهزة لهذا الغرض ، وأن يقوم كذلك كل مسلم بواجبه لتحقيق المحافظة على أمن هذه الضروريات وأن كل من يتجنى عليها فهو خارق للأمن مستحق للعقوبة ..

رابعاً : إن هذه البلاد قامت على شرع الله وفيها مأرز الإسلام ومهوى قلوب المسلمين وهي جزيرة الإسلام ولولا وجود الدين في نفوس الناس لما توحد الناس واجتمعوا وهذا التماسك في المجتمع سببه الدين وتأثيره على قلوب الناس ، وإن التخلي عن الدين والقرآن والمناهج الشرعية والمؤسسات الشرعية وجعل هذه المؤسسات وأهل العلم هدفاً وغرضاً للطعن والوقيعة سيكون سبباً للفرقة والتشتت والتناحر ..

خامساً : على الدولة أن تدرك أن حماة البلد وحرّاسه والمدافعين عن مقدساته هم أهل الإسلام والعقيدة والصلاح والعلم وقد أثبتت الأحداث ذلك ، أما غيرهم من عبّاد الدرهم والدينار والكراسي فهم يهربون عند التلاقي وهم أجبن من أن يقفوا أمام زحف العدو بل ولا يقتصر على ذلك .. إلى أن يرتبوا بالخيانة اجتياحه للبلاد وإن تغنوا بالوطنية والانتماء ونحوها من الشعارات ولم يغب عن فكرنا حوادث العراق وهذا الاجتياح السريع الذي سببه الخيانة داخل بلاط الحاكم ..

سادساً : ما هذا الإصلاح الذي يدندنون حوله أهو حقيقة الإصلاح أم الإفساد كما قال تعالى : (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) إن الإصلاح يجب أن يقوم على منهج الكتاب والسنة وأن ينطلق من أهل الإصلاح على الحقيقة وهم العلماء والناصحون الصادقون ..
إن إصلاحهم الذي يزعمون يدعون فيه إلى تغيير أنماط المجتمع التي يعتبرونها رجعية في جوانب المرأة والعلاقات مع غير المسلم ونحو ذلك .. أو ما يعبرون عنه من حرية الفكر والتدين والسلوك والأديان والمذاهب وإذا كان الفكر والتدين بالحق والنصيحة للأمة فهم يحاربون هذا الفكر فأين حرية الفكر كما يزعمون ..

سابعاً : الوصية بما أوصى به بيان هيئة كبار العلماء من إحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي صمام الأمان للمجتمع وهي وسيلة علاج الاحتقان من المنكرات ، وإذا ضيّق عليه وعلى أصحابه أوجد فرصاً للتجاوزات وتوسيع أضرار المنكرات ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم