المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قل للمليحة في الخمار الأسود ! أقدم أشكال الدعاية والإعلان


البعد الرابع
23 / 07 / 2010, 19 : 08 AM
قصة هذه المقطوعة المكونة من بيتين أو ثلاثة كما أوردها صاحب الأغاني ( 3 / 45 ) أن تاجرًا من أهل الكوفة قدم المدينة بأخمرة ( جمع خمار ) نسائية فباعها كلها , وبقيت السود منها لم تنفق , وكان صديقًا للدارمي المغني الشاعر , المشهور بين أهل مكة بالظرف فشكا عليه ذلك الكساد الذي أصاب مسافعه السود , لعله يجد سبيلًا لإنفاذها وكان الدارمي قد تنسك وترك الغناء وقول الشعر , ولكنه إزاء إلحاح صديقه هداه تفكيره إلى القيام بعمل إعلان شعري غنائي للخمر ’ حتى يتم بيعها وإقبال النساء عليها , ثم يعود إلى تنسكه الذي كان عليه فقال :
قل للمليحه في الخمار الأسود ــــــــ ماذا صنعت بزاهد متعبـد ؟
قد كان شمّر للصلاة ثيابـه ـــــــــــ حتى وقفت له بباب المسجد .
ردي عليه صلاته وصيامه ـــــــــ لا تقتليه بحق ديـن محمـد
وغنى في الأبيات صوتًا رائعًا شاع في الناس أمره , فلم تبق في المدينة ظريفة إلا ابتاعت خمارًا أسودًا . حتى نفذ كل ماعند العراقي منها .. ورجع الدارمي إلى نسكه .
وإذا كانت الأبيات قد اجتذبت قلوب النساء للشراء , فقد لقيت رواجًا عند أصحاب الإعلانات .. وأكد عمليًا كيفية التآخي بين النشاط الأدبي والنشاط الاقتصادي , , كما أثار هذان البيتان إعجاب الشعراء في الأجيال اللا حقة فقاموا بمعارضتها بغية المماثلة أو التفوق عليهما مغيرين في الألوان بما يتناسب مع أذواقهم , أو بما تقترحه إحدى الملاح , أو مبقين على اللون الأسود.
وقد جاء بعض الشعراء المحدثون وفهموا هذه اللعبة ( ارتباط النشاط الاقتصادي بالنشاط الأدبي ) وكتبوا بعض الأبيات التي تتسم بالطرف أحببت اطلاعكم عليها :

قل للمليحة بالقميص الأبيض
مطر وبرد حلوتي لا تمرضي
هل تسمحي لي أن أعيرك معطفي؟
والرأي رأيك.. إنما لا ترفضي

قل للمليحة بالقميص الأسودِ
ماذا فعلت بعاشق متمرد؟
أدى التحية في مقامك هاتفاً
لا سيد لي أنت وحدك سيدي

قل للمليحة بالقميص الأصفر
كم سعره حتى قميصا أشترى
هي نزوة مني لا كتب فوقه
تلك التي هزت جميع مشاعري

قل للمليحة بالقميص الفستقي
لا حسن في الدنيا كحسن المشرق
إني يزلزلني سمادٌ ساخن
ويريح أعصابي مذاق الفستق

قل للمليحة بالقميص الأخضر
الناس للناس فلا تتكبري
إن كنت قد أطلقت حسرة معجب
عيناك إغراء وجوك شاعري

قل للمليحة بالقميص البني
من كان أخرس لو رآك يغني
أنا كنت طيرا كاسرا قبل اللقا
فكي قيودي ها أنا في السجن

قل للمليحة بالقميص الأحمر
أزراره أنياب ذئب كاسر
وأنا جريء والتحدي لعبتي
إن عدت مهزوما فلست بخاسر

وقد قيل أنه في مجتمعات شبه الجزيرة قبل 100سنة أو أكثر كان النساء يلبسن اللثام في نجد وماحواليها , ويلبسن منديلاً أصفرًا في مناطق الجنوب وماحواليها بدون تغطية الوجه , (طبعًا هذا الكلام كان في أيام الجاهلية الثانية قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب وقيام الدولة السعودية الأولى )
إلى أن أطلق الفنان( محمد عبده ) قصيدة الأمير الشاعر خالد الفيصل :
ماهقيت أن البراقع يفتنني ــــــــ لين شفت ظبا النفوذ مبرقعات
بعدها سارعت جميع النساء إلى استبدال اللثام بالبرقع , ولم يمت سوق البراقع حتى اليوم .
لقد كان الشعر والأدب إعلام العرب قديمًا , فهل مازال إعلامًا للعرب حتى اليوم ؟

راعي المقناص
23 / 07 / 2010, 21 : 08 AM
موضوع جميل

البعد الرابع
23 / 07 / 2010, 28 : 08 AM
أشكركم أ. راعي المقناص على مروركم الكريم

دمتم بود

هذال آل الشوافه
23 / 07 / 2010, 00 : 09 AM
البعد الرابع تسلمين وأثاري أسلوب الدعايه من زمان@

البعد الرابع
23 / 07 / 2010, 43 : 10 AM
شكرًا أ. هذال على مروركم الكريم
كل شيء أ. هذال بالدعاية والإعلان ينجح هذه هي الحقيقة

تقبلوا فائق تحياتي

أبو ياسر
24 / 07 / 2010, 50 : 05 AM
ما أراه أن قلة الادب صارت وسيلة الدعاية اليوم ، كمثل / تقدر تقول زيادة أحسن عشان أخشن!!
و ما يمخمخ الراس إلا أبوكاس !!
أين الشعر و الأدب بربكم !!
باختصار/ لما ضعف العرب ، ضعفت معه ثقافتهم و لغتهم ، وهذه سنة الله في الأمم ..
البعد الرابع .. لله قلمك ما أبلغه .. لا حرمنا هذا الإبداع

البعد الرابع
24 / 07 / 2010, 59 : 05 AM
وهذا غيضٌ من فيض أ . مجمع البحرين
الإعلانات اليوم حالة يرثى لها

أشكر تشريفكم موضوعي ولكم فائق تحياتي