البعد الرابع
21 / 07 / 2010, 52 : 08 PM
كانت الكهانة فاشيةً في الجاهلية حتى جاء الإسلام فحرمها وبقي الحكم للشرع والقرآن والسنة , وكانت العرب تحتكم إلى الكهان فيما يمر بهم من قضايا يعجزون عن حلها ومن تلك القضايا قضية حرة عربية فلنستمتع بقصتها :
حُكي أن هند بنت عتبة بن ربيعة كانت متزوجة من الفاكه بن المغيرة , وكان الفاكه من فتيان قريش , وكان له بيت ضيافة خارجًا عن البيوت تغشاه الناس من غير إذن , فخلا البيت ذات يوم واضطجع فيه هو وهندٌ ثم نهض لحاجة . ( بقيت المرأة نائمة ) فأقبل رجل ممن كان يغشى البيت ( بيت الضيافة ) فولجه , فلما رأى هندًا رجع هاربًا , فلما نظره الفاكه دخل عليها فضربها برجله , وقال لها : من هذا الذي خرج من عندكِ ؟ قالت : ما رأيت أحدًا قط وما انتبهت حتى نبهتني !! قال لها : فارجعي إلى بيت أبيكِ , وتكلم الناس فيها .( أي انتشرت قصتها مع زوجها ) . فقال أبوها : يابنية إن الناس قد أكثروا فيك الكلام , فإن يكن الرجل صادقًا دسَّيت عليه من يقتله لنقطع كلام الناس , وإن يك كاذبًا حاكمته إلى بعض كهان اليمن . فقالت له : لا والله ما هو عليَّ بصادق . فقال له : يافاكه إنك قد رميت ابنتي بأمرٍ عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم , وخرج أبوها في جماعة من بني عبد مناف ومعهم هند ونسوة فلمًّا شارفوا البلاد قالوا : غدًا نردُ على هذا الرجل فتغيرت حالة هندٍ فقال لها أبوها : إني أرى حالك قد تغيّر وما هذا إلا لمكروهٍ عندكِ فقالت : لا والله ولكن أعرف أنكم تأتون بشرًا يُخطيء ويصيب , ولا آمنه أن يسمني بسيما تكون عليَّ سُّبةً فقال لها : لا تخشي فسوف أختبره فصفّر لفرسه حتى أدلى , ثم أدخل في إحليله حبة حنطة وربطه فلما أصبحا قدموا على الرجل فأكرمهم ونحر لهم , فلما تغدوا قال له عتبة : قد جئناك في أمرٍ وقد خبئنا لك خبيئة نختبرك بها . قال الكاهن : خبأتم لي ثمرة في كمرة . قال عتبة أبو هند : إني أريد أبين من هذا . قال : حبة برٍّ في إحليل مهرٍ . قال : فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يأتي إلى كل واحدة منهن ويضرب بيده على كتفها ويقول : انهضي حتى بلغ هندًا فقال : انهضي غير رسحاء ولا زانية وستلدين ملكًا يحكم العرب والعجم . فسارع الفاكه متندمًا إلى زوجته وأخذ بيدها ؛ فجذبت يدها بقوة من يده بكل عزة نفس , وقالت : إليك عني فوالله إني لأحرص أن يكون ذلك الملك من غيرك فتزوجها أبوسفيان , فولدت منه أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وفعلا توسعت الدولة الإسلامية في عهده وفتحت بلاد فارس والروم .
وفي هذه القصة عبر ومواعظ أرى منها
- أن المرأة يجب أن تحرص ألا تضع نفسها في مواضع الشبهة .
- أن الحرة لا تقبل أن يُّشك في سلوكياتها وليكن لديها قرار ولتتخذ موقف ؛ لتؤدب به من يتطاول على عرضها .
- أنه لا يصح إلا الصحيح في النهاية .
أتمنى أن تعجبكم القصة وأن أكون قد وفيت بوعدي لكم أساتذة هذا المنتدى وأتيت بقصة هند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .
وهي من كتاب المستطرف الباب الستون ( في الكهانة والقيافة وماأشبه ذلك ) ص 146:145
حُكي أن هند بنت عتبة بن ربيعة كانت متزوجة من الفاكه بن المغيرة , وكان الفاكه من فتيان قريش , وكان له بيت ضيافة خارجًا عن البيوت تغشاه الناس من غير إذن , فخلا البيت ذات يوم واضطجع فيه هو وهندٌ ثم نهض لحاجة . ( بقيت المرأة نائمة ) فأقبل رجل ممن كان يغشى البيت ( بيت الضيافة ) فولجه , فلما رأى هندًا رجع هاربًا , فلما نظره الفاكه دخل عليها فضربها برجله , وقال لها : من هذا الذي خرج من عندكِ ؟ قالت : ما رأيت أحدًا قط وما انتبهت حتى نبهتني !! قال لها : فارجعي إلى بيت أبيكِ , وتكلم الناس فيها .( أي انتشرت قصتها مع زوجها ) . فقال أبوها : يابنية إن الناس قد أكثروا فيك الكلام , فإن يكن الرجل صادقًا دسَّيت عليه من يقتله لنقطع كلام الناس , وإن يك كاذبًا حاكمته إلى بعض كهان اليمن . فقالت له : لا والله ما هو عليَّ بصادق . فقال له : يافاكه إنك قد رميت ابنتي بأمرٍ عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم , وخرج أبوها في جماعة من بني عبد مناف ومعهم هند ونسوة فلمًّا شارفوا البلاد قالوا : غدًا نردُ على هذا الرجل فتغيرت حالة هندٍ فقال لها أبوها : إني أرى حالك قد تغيّر وما هذا إلا لمكروهٍ عندكِ فقالت : لا والله ولكن أعرف أنكم تأتون بشرًا يُخطيء ويصيب , ولا آمنه أن يسمني بسيما تكون عليَّ سُّبةً فقال لها : لا تخشي فسوف أختبره فصفّر لفرسه حتى أدلى , ثم أدخل في إحليله حبة حنطة وربطه فلما أصبحا قدموا على الرجل فأكرمهم ونحر لهم , فلما تغدوا قال له عتبة : قد جئناك في أمرٍ وقد خبئنا لك خبيئة نختبرك بها . قال الكاهن : خبأتم لي ثمرة في كمرة . قال عتبة أبو هند : إني أريد أبين من هذا . قال : حبة برٍّ في إحليل مهرٍ . قال : فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يأتي إلى كل واحدة منهن ويضرب بيده على كتفها ويقول : انهضي حتى بلغ هندًا فقال : انهضي غير رسحاء ولا زانية وستلدين ملكًا يحكم العرب والعجم . فسارع الفاكه متندمًا إلى زوجته وأخذ بيدها ؛ فجذبت يدها بقوة من يده بكل عزة نفس , وقالت : إليك عني فوالله إني لأحرص أن يكون ذلك الملك من غيرك فتزوجها أبوسفيان , فولدت منه أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وفعلا توسعت الدولة الإسلامية في عهده وفتحت بلاد فارس والروم .
وفي هذه القصة عبر ومواعظ أرى منها
- أن المرأة يجب أن تحرص ألا تضع نفسها في مواضع الشبهة .
- أن الحرة لا تقبل أن يُّشك في سلوكياتها وليكن لديها قرار ولتتخذ موقف ؛ لتؤدب به من يتطاول على عرضها .
- أنه لا يصح إلا الصحيح في النهاية .
أتمنى أن تعجبكم القصة وأن أكون قد وفيت بوعدي لكم أساتذة هذا المنتدى وأتيت بقصة هند بنت عتبة أم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .
وهي من كتاب المستطرف الباب الستون ( في الكهانة والقيافة وماأشبه ذلك ) ص 146:145