المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التاريخ


الأمير السنافي
09 / 07 / 2010, 22 : 10 PM
مدونة سلسلة المعرفة
تهتم بنشر العلم والثقافة و المعرفة

لسعادة الدكتور

محمد سعيد التركي




الحلقة السابعة

التاريخ





التاريخ هو الحقبة التي تمرّ على الأمم والشعوب والبلدان، وتُصنع فيها أفكار ودول وأفعال وحضارات، ثم تنقضي، فيرث هذا كله أجيال جديدة، يحملونها ثم يورثونها لمن بعدهم من الأجيال والأمم والشعوب، فيقوم هؤلاء أو أولئك فيزيدون أو يغيرون أو يفرّطون في إرث من سبقهم، أي يصلحون هذا الإرث، أو يفسدونه بأفكار ودول وأفعال جديدة، فتنشأ حضارة جديدة، إما أن تكون هابطة، أو تكون أكثر رقيّاً من التي قبلها .

والتاريخ بالأعمال الجليلة والخير، وبالبطولات والفتوحات وقيادة الأمم دائماً كالتاريخ الإسلامي مفخرة للأجيال الحاضرة، وصانع لهويتهم الحالية، وتاج يحملونه فوق رؤوسهم، يسوقهم إن ثابروا على السير في نهجه إلى النهضة والتطور والرقي وقيادة الحاضر، والأخذ بزمام المستقبل، وخلاف ذلك تماماً من كان تاريخه أسوداً، مليئاً بدماء الأبرياء كالتاريخ والحاضر الأوروبي والأمريكي، ومليئاً بهتك الأعراض، وسفك الدماء، وتدمير حضارات الشعوب والأمم الأخرى، واحتلال الأراضي ونهب الثروات، كما فعلوا في أفريقيا وآسيا وأستراليا والأمريكتين، وما زالوا على ذلك.لم يمر على كل البشر أجمع، في الأرض كافة منذ سيدنا آدم عليه السلام، أرقى فكراً، وأضحى نوراً، وأنصع بياضاً، وأبهى منظراً، وأكثر عزة، وأوسع خيراً، وأشمل رحمة، واسما علماً وأدباً، وأرقى عمراناً من حضارة المسلمين وتاريخهم، التي صنعها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه من الخلفاء الراشدين ومن جاء بعدهم، حتى قبل أيام سقوط دولة الإسلام (قبل مائة عام) في أيدي أعداء الإسلام والمسلمين، من الكفار والمشركين والمنافقين .

هذا التاريخ الناصع، الأكثر نصاعة مما يتصوره المسلمون اليوم ويتخيلونه، هو الذي جعل المسلمين وأهّلهم لأن يسودوا الكرة الأرضية، أكثر من أحد عشر قرناً من الزمان، وما زالت آثار هذه السيادة باقية، نراها بأم أعيننا .





هذا التاريخ لم نجد أحداً من آبائنا أو أجدادنا اليوم، لطول العهد، من يتذكره ويحكي لنا عنه، أو يذكر لنا عن عزه وسؤدده، بل وجدنا بعض المعمّرين من يحكي لنا عن قُطّاع الطرق، وعن التشتت والجوع والقتل في مناطق المسلمين المختلفة مما رأت أعينهم، هذه المرحلة التي حكى عنها الأجداد القريبون، كانت هي المرحلة التي سقطت فيها دولة الإسلام العظمى، في أيدي الأعداء من أبنائها الخونة المرتدين وأحلافهم الأوروبيين، ورأت من الويلات ما نقله إلينا قريبو العهد من آبائنا، وهذا أشبه ما يكون بسقوط العراق اليوم في أيدي الأمريكان وأعوانهم من أبناء الأمة المرتدين والويلات التي نراها اليوم فيه.

أما المرحلة العظمى من تاريخ المسلمين، ورسولهم وأصحابه وتابعيهم وقواد المسلمين الحقيقيين حتى عهد قريب، والتي هي مفخرة للمسلمين أجمعين، ومفخرة لكل مسلم فرد، ومفخرة للمجتمعات المسلمة اليوم، فقد باتت اليوم يفتي فيها الحكام المتمسلمين، وسادتهم من الكفار الأمريكيين والأوروبيين .

قام هؤلاء الحكام وأعوانهم من علماء السوء ودكاترة الجامعات، ومن التربويين في مدارس أبنائنا وجامعاتهم، وعن طريق أجهزة الإعلام، قاموا يطعنون في تاريخ المسلمين وخلفائهم وقادتهم، ويقدمونه للشعوب، وخاصة لأبنائنا، على طبق من التشويه والتحريف والسخرية، ليخدم أغراضاَ كثيرة في بناء الشخصية الإسلامية والمجتمعات المسلمة، أهمها:· تحريف هوية المسلم وهدم شخصيته الإسلامية بالنيل من عزته وفخره بتاريخه، حتى يلغي المسلم فكرة المطالبة بالعودة إلى مثل هذا التاريخ من ذهنه.

· هذا التشكيك بالتاريخ الإسلامي له التأثير على مطالب الفرد المسلم الحالية، حيث يُقنع المسلم الحاضر بأن تاريخه ليس بخير من حاضره، بل إن حاضره خيراً من تاريخه، أو أن لا فرق بين الحاضر والماضي، فعليه أن يلتزم بحاضره ويرتضي حكامه لأنهم خيراً ممن سبقوهم، أو هم أمثالهم، أو أن هؤلاء الحكام قاتلهم الله خيراً من خلفاء المسلمين الراشدين، أو غير الراشدين، أو هم أمثالهم .

· إلغاء فكرة الرجوع إلى عز الإسلام والمسلمين، وبالتالي إلغاء فكرة المطالبة بالعودة إلى حكم الإسلام، في صورة الخلافة التي أورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولمن بعده .

· صرف نظر المسلمين إلى النهضة الأوروبية والأمريكية وإلى أفكارها، لأن تصبح هي المطلب الرئيسي للحاضر، والمطلب الرئيسي لصنع المستقبل وتبني الأفكار وبناء المجتمعات .

· يخدم هذا التشويه بشكل عام التشكيك في الإسلام ونظام الإسلام وصلاحيته، ويخدم كذلك هدم الثوابت التاريخية الموروثة من العلم والأدب والدين، وما يتبعها من أعراف وعادات وتقاليد، ومن أفكار ومقاييس وقناعات، التي هي اللبنات لبناء المجتمع الإسلامي، فيقومون بتغريب المجتمعات وإحرافها وإحراف هويتها وطريقة حياتها، وصناعة مجتمعات منحلّة من الدين والآداب الإسلامية والقيم كافة، لأن تكون كغيرها من المجتمعات الأوروبية والأمريكية في انحلالها، سيراً في ركب ما يسمى بالعولمة الكافرة .

قال الله تعالى في سورة النحل 25

ليَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ

وقال تعالى في سورة الأنعام 112:

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون

وقال تعالى في سورة آل عمران69

وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ

الاستاذ
10 / 07 / 2010, 47 : 07 AM
..........كلاام جميل يا الامير السنااااافي ..............مع أنني لا أعتقد أن هنالك محاولات تشويه من الغرب للتاااريخ الاسلامي ...بل أن التاريخ في كتبهم لا يزور نهائياً ... ولكن الخلل هو لدى علماء ومثقفي المسلمين فهم من أهملوا ذلك التاريخ ...وبالذاااات تاريخ ماضي المسلمين أيام الفتوحااااااااااات وأيام الاندلس وأمجاده .

فلقد أهتم مثقفين الاسلام حالياً بالتاريخ احلديث فقط وتخلوا عن الماضي الجميل وكأنهم لايعلمون ان المسلمين هم أساس الحضارات العالميه,فهم أسسوا علوم الرياضيات والعلوم والطيران وغيره من النواحي العمرانيه ولعل قصور الحمراء في الاندلس والجامع الاموي في دمشق خير شاهد على تلك الامجاد والحضارةالعمرانيه الراااقية..
لكم ان تتخيلوا عندما تسأل شخص بالشارع عن الاندلس لمن اساساً فلا يعلم أين هي أصلاً,,,,,,,,,,,,,

ليس عيبه ولكن عيب مثقفينا , ومورخوا التاريخ لدينا.

الامير السنافي الكلام يطووووووووووول في هذا الموضوع ولكن أحببت أن اشارك ولو ببعض ما يدور في نفسي .


.................................................. ........................................دمت بود ...............................