المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاجتنا الى قرارات وطنية شجاعة ....


خط النار07
26 / 12 / 2009, 48 : 09 PM
كم كنت انعزاليا ً في السابق وكم كنت فخورا ً بعزلتي ، كنت أتمتع بالبساطة والعفوية وأتعمد الاكتفاء بقراءة الإعلام المقروء بمختلف توجهاته وكنت أستمتع بهذه العزلة المنطوية فكريا ً ، كان لدي ما يبرر هذا الانطواء والتقوقع حول نفسي لاعتقادي أن وطني معصوم ٌ وبعيدٌ عن كل الخطأ ولا يوجد هناك أي مبرر للدخول في أي جدال فكري حول أي أمر ، كيف لا وأنا أرى جميع من يقومون عليه وقبل توليهم زمام الأمور القيادية والإدارية فيه أراهم مهطعي مقنعي رؤوسهم أمام كتاب الله عز وجل لأداء قسم تحمل الأمانة وبكل أمانة
في يوم ٍ اسمه الأربعاء لم يكن هذا اليوم ككل أربعاء تعرفه مدينة كان يقول عنها أحدهم أنها تسير نحو العالم الأول ، في ذات المدينة سار 122شخصا ً لا إلى أصناف العالم الإنشائية بل نحو عالم ربهم الغيبي وسكنوا بطن الأرض – عليهم رحمة الله - بعد أن اجتاحهم طوفان ٌ على ظهرها لقد رأيت بأم عيني استغاثات بعضهم في أواخر لحظات حياته كانوا يتمسكون بكل شئ ٍ يحسون بصلابته ولكنهم يكتشفون أن ذات الشئ قد تهاوى في أيديهم وانتهوا جميعا ً إلى نفس المصير ، 122 شخصا ً قضوا ما بين مواطن ومقيم ، قضوا لأنهم لا يمتلكون أرصدة ً بنكية كفيلة بشراء قصر برزواجي متعدد الطوابق وواسع المساحة في حي يسكنه أناس ٌ من علية القوم ، ولم تكن أيضا ً ذات الأرصدة كفيلة لشراء سيارات دفع رباعية اعتادت على صعود كثبان الرمال الصفراء وباستطاعتها تجاوز السيول الجارفة مهما بلغت كميات مياهها ...
أحسست بعد هذا المنظر بشئ من السخافة بسبب سذاجتي التي أرى من خلالها كل من يهطع رأسه أمام كتاب الله عز وجل ومتفوها ً ببضع كلمات ٍ عظيمة لا تتجاوز أحباله الصوتية أنه سيحمل الأمانة كما ينبغي له وبكل أمانة وحرص ، لم أكن أعتقد أبداً أن من بين من أقسموا على كتاب الله عز وجل من يقود سباق ٌ خفي نحو تضخيم الأرصدة على حساب خدمات ثلة ٌ من المواطنين الذين كتب لهم القدر العيش في أحياء ٍ عشوائية ، كما أنني لم أصدق نفسي وأنا أقرأ خبرا ً نشرته كل الصحف المقروءة - التي كنت منطويا ً عليها من ذي قبل - مفاده بأن في ذات المدينة المنكوبة تم ضخ 9 مليارات ريال قيمة مشاريع للصرف الصحي ويضيف الخبر بقوله أن هذا المبلغ أضخم من قيمة مشاريع الصرف الصحي في العاصمة الرياض !!!
إننا بحاجة إلى قرارات ٍ شجاعة كفيلة بعدم تكرار مثل هذه الكوارث ، فتخيلوا لو إستعنا بالخبرات الخارجية في مجالات البلدية وأوكلنا أمانة المدينة المنكوبة إلى شركة هندسية أجنبية بميزانية تعادل نصف الرقم الأخير المتبخر ، ماذا تتوقعون أن تكون النتيجة؟؟



تم نشر المقال في صحيفة جازان نيوز الإلكترونية ،، وفي جريدة شمس اليومية
كتبه / فيصل دخيل اليزيدي



لمشاهدة مشاركات هذا القسم يجب ان تكون مشاركاتك 10 أو أعلي. عد مشاركاتك حالياً 0 .

ملاك الجنووووب
13 / 01 / 2010, 29 : 02 PM
يسلموووووووووووووووووو